الخميس، 8 مارس 2018

مشاعر تتبع نفسها


مشاعرُ تتبع نفسها
شعر: علاء نعيم الغول 

في شَعْرِها تتفككُ الأشياءُ
 تخرجُ عن مسارِ الصمتِ تسكنهُ الهواجسُ
 لولبياتِ المدارِ كأنها فوضى السماءِ
 تعيثُ في المدنِ التي يمتصها البحرُ الزنيمُ
 يضجُّ بالزبدِ الذي يثغو كشاةٍ هزها الشبقُ
 العنيدُ وبحرُنا نَكِدُ الحظيرةِ ليس يهدأُ ظلَّ يدنو
 من شفاهِ الملحِ حتى صارَ أقربَ للتشَفِّي
 من أناسٍ يسكنون على السواحلِ ينظرونَ 
إليهِ من طرفٍ حسيرٍ كلما انهمرَ الشتاءُ تضورت
 أحلامُنا جوعاً وجفتْ في الشفاهِ أطايبُ الثغرِ
 الملونِ شعرُها وجعُ النبيذِ وحرُّهُ في الحلْقِ
 تفتيشُ السرابِ عن المدى ليصيرَ ماءً جرَّةُ القلمِ 
التي ستقيمُ حدَّاً ما على سجناءِ هذي البلدةِ 
الملأى دروباً لا تقاطعَ بينها لا شيءَ يجعلها
 أماكنَ للرفاقِ الملزَمينِ بتركِ بعضِ ذنوبهمْ 
في ذكرياتٍ بيننا وأنا أدونُ كلَّ يومٍ ما أرى وأزيدُ
 في معنى الغيابِ وأستعيدُ مراتعَ اللهوِ القديمةَ
 في خيالي المستعادِ كطفلةٍ ضلتْ طريقَ البيتِ 
فاتخذتْ سبيلَ الريحِ واختفتِ الخطى في كرمِ
 لوزٍ ربما صارتْ غصوناً تحملُ الزهرَ الملونَ
 في شباطَ وحين أبصرُ شعرَكِ الرعويَّ تجلدُني
 الرغائبُ تستلذُّ بوأدِ قلبي في زجاجاتٍ بها
 عطرٌ تعتقَ من غسولِكِ بين جدرانِ الرخامِ وفي
 مغاطسَ كلما سخنتْ تزيدُ دلالَ جلدِكِ وهو يزهو
 بالبياضِ وحمرةِ النُّضجِ التي كم حركَتْ فيَّ الخيالاتِ
 الجريئةَ والمدينةٌ عادةً تصحو على قلبي يدقُّ كساعةٍ
 في بهوِ بيتٍ لا أثاثَ بهِ فسيحٍ كالجنونِ وباردٍ 
كحقيبةِ الأوراقِ خلفَ البابِ أو تحتَ السريرِ 
وفي الخزانةِ والمدينةُ حاملٌ في عامِها العشرينَ
 يبدو لن تمونَ ولادةً عاديةً ستشقها الحربُ
 التي قد جوَّعوها مثلما نمرٌ تضورَ خلفَ قضبانِ 
الحديدِ وللمدينةِ أنْ تثورَ و أن تنامَ ولي هنا
 بيتٌ صغيرٌ بابهُ متأرجحٌ بين الظهيرةِ والظهيرةِ
 صامتٌ كاللونِ فيهِ ويعرفُ العشاقَ إنْ مروا بهِ
 ولصوصَنا والعابرينَ ويحفظُ الكتبَ التي تُلقَى 
على جنبِ الطريقِ وهكذا يزدادُ شعرُكِ غربةً في الليلِ
 أسمعهُ ينادي الليلَ أيضاً ويدعوني لأعبرَ منهُ للعبثِ
 الذي نحتاجهُ عند الصباحْ.
الخميس ١٥/٢/٣٠١٨
توقعات محايدة         

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...