بداياتٌ ومغريات
شعر: علاء نعيم الغول
في شعرها وقتٌ تخثَّرَ أبطأَ النبضَ
الذي يغلي كقطرةِ زئبقٍ في قاعِ ميزانِ
الحرارةِ هل يصيبُكَ موقفي نحوَ العلاقةِ بيننا
بالبطءِ في فهمي وفهمِكَ يقصفونَ الآنَ شرقَ
مدينتي والغيثُ يهطلُ مُغْرِقاً كلَّ البيوتِ
أظنُّ ليس هناكَ أمرٌ واضحٌ فيما يخصُّ
العالقينَ على الحدودِ وليس ينفعُ أن تبررَ
كلَّ ما يجري بأنا لا نجيدُ العزفَ في أعيادِنا
ومناسباتِ الحبِّ والألمِ التي تحتاجُ منا أنْ
نجددَ فَرْشَ صالاتِ الضيافةِ هل لديكَ الآن وقتٌ
للتسامحِ أم ستبقى خائفاً مما عليكَ من
الحقوقِ حبيبتي هل أنتِ نائمةٌ وهل لكِ غايةٌ في
الاستماعِ لبعضِ أخبارِ المساءِ أنا أفضلُ فتحَ
نافذةٍ لتغييرِ الهواءِ فجوُّ هذا البيتِ ممتلىءٌ روائحَ
من صنوفٍ كلها تحتاجُ ذائقةً تخالفُ طبعَنا
لا بدَّ من تغييرِ حتى حلقةَ الشعرِ الجديدةَ
في صالوناتِ الحلاقةِ حيث ترهقني متابعةُ
الحياةِ فقط سأجلسُ هادئاً في غرفتي مستلقياً
بيدي كتابٌ عن عصورِ الردَّةِ الأولى وعن طرقِ
التوابلِ والحريرِ وكلِّ من جاؤوا لغزةَ فاتحينَ
وهاربينَ وسارقينَ وجئتُ أيضاً حاملاً من نصفِ
قرنٍ كلَّ أعبائي لوحدي واستشرتُ القلبَ مراتٍ
وظلَّ يؤجلُ التفتيشَ عن طرقٍ محايدةٍ لجعلِ الحبِّ
متهماً وخلقِ تغيراتٍ لا تؤدي للرحيلِ هنا استطعتُ
الكشفَ عما في سريرةِ نفسيَ الملأى ظنوناً وانشغالاتٍ
سأمضي حيثُ أصبحُ واحداً ممن لهم آراؤهم في
الموتِ والحريةِ البيضاء في راياتِنا والنارُ في كانونَ
تنفعُ للتواطؤِ مع خيالاتِ المساءِ و وشوشاتِ الروحِ
شَعرُكِ فرصتي لأرى ملامحَنا مجردةً من الأوهامِ
والعبثِ الذي فضحَ البدايةَ ربما في المغرياتِ تنازلاتي
واتباعُكِ للنهايةِ هكذا قلتُ الحقيقةُ ليس يخفيها التظاهرُ
بالنعاسِ وقلةِ النومِ العميقةِ لا يزالُ القصفُ يقلقُنا
وتبدو الحربُ ممكنةً وماضيةً وهذا ما تشيرُ إليهِ أخبارُ
المشافي إذْ ستبقى الصافراتُ تجوبُ أرجاءَ المخيمِ
والمدينةِ يا حبيبتيَ الجميلةَ أين أنتِ فقد
تبينَ لي مدى عمقِ الذي بيني وبينكِ
لا تنامي قبل نصفِ الليلْ.
السبت ١٧/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق