الجمعة، 16 فبراير 2018

بيوت المرايا الضريرة


بيوتُ المرايا الضريرة
شعر: علاء نعيم الغول 

لغةُ المرايا صورةٌ مقلوبةٌ
 وهمُ الاضاءةِ بين وجهِكَ والفراغِ
 وحين نعبرُها نرى قاعَ الحقيقةِ إنما
 نحنُ اليقينُ وضدُّهُ أوَ كلما فكرتُ في
 تصفيفِ شَعْري أستعيرُ حقيقةً أخرى
 لماذ كلُّ هذا البعدِ بيني والبدايةِ ما افترَيتُ
 على المرايا الناعماتِ ولا على نفسي فقط 
ينتابُني هذا السؤالُ ولا أظنُّ إجابتي تحمي
 ظنوني من هديرِ الخوفِ من أني أساساً
 لستُ موجوداً وأجهدُ في التغاضي عن ملامستي
 لجدرانِ الفقاعةِ هل تراني واضحاً أم كلَّ يومٍ
 لي وجوهٌ لا تُعَدُّ ولا تجاملُني المرايا فهْيَ
 يشغَلُها التخلُّصُ من بقايا ما عليها من وجوهٍ
 وانعكاساتٍ فما من ذكرياتٍ بينها والآخرينَ
 وكلما واجهتَها ستكونُ ممتعةً لأنكَ لا تُعلِّلُها
 بشيءٍ لا تبادلُها مشاعركَ الصغيرةَ لن تعاتبَ
 فيكَ نصفَ الابتسامةِ والتجهمَ واهتراءَ
 قميصِكَ المصبوغِ من عامينِ غيرْ لونَ مصباحِ
 الممرِّ وعندها ستراكَ مَسْخاً أو مزيجاً من شخوصٍ
 لا تجانسَ بينها ولكي تريحَ فؤادَكَ المثقوبَ
 حاولْ أنْ تجربَ غرفةً لا شيءَ فيها غير
 نافذةٍ وبابٍ لن تعاني وقتها مما تخبؤهُ 
المرايا هذه الصورُ التي لا تنتهي هي قصةُ
 الدنيا وأرشيفُ الحياةِ ضريرةٌ كلُّ المرايا
 فاغمِضِ العينين حتى تهدأَ الفوضى وينقلبَ
 الفراغُ على الفراغِ وتستعيدَ سلامَكَ العاديَّ
 مرآتي الجميلةَ أين أنتِ الآنَ هل عيناكِ واسعتانِ 
أيضاً شَعْرُكِ المائيُّ أسودُ أم به ما في الندى
 والكستناءِ أمرُّ من عينيكِ نحوي لا أراني أحسنُ 
التفكيرَ حتى أرتوي من صِدْقِ روحكِ والتغني بالهواءِ
 على شفاهِكِ والهدوءُ أراهُ نسجاً بارداً من مفرداتِكِ
 واحتضانكِ لي بعيداً عن مرايا لن ترى فينا
 الحقيقةَ لن تصدقَ أننا لا ننتمي للسوءِ في ظنِّ 
الفراشةِ والنهايةِ في شريطٍ من أغان أرهقَتْنا 
بالتكلفِ حين نعبرُ في المرايا يا حبيبتيَ الجميلةَ 
نفقدُ الماضي ونعجزُ عن مجاراةِ النهارِ وأنتِ
 لي ما الماءُ لي ما الموجُ للزبدِ الذي جعلَ الهواءَ 
مملَّحاً كالبندقاتِ تكسَّرتْ في أمسياتِ الحبِّ
 طعمُكِ ليسَ طعمَ الثلجِ بلْ حلوٌ كقطعةِ
 مَلْبَنٍ سُقِيَتْ بماءِ الوردْ.
الخميس ٨/٢/٣٠١٨
علاقات ممكنة            


ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...