الاثنين، 11 أبريل 2022

إرتطامات


إرتطامات
شعر: علاء نعيم الغول 

في هوةِ المنفى السحيقةِ
 تسقطُ الأشياءُ تنتظرُ ارتطامًا
 لن يكونَ وللمنافي غربةٌ في النفسِ
 أولها الشعورُ الآنَ بالماضي وقد
 أضحى حبائلَ من ورقْ 
وتهيجُ ذاكرةُ التشردِ مثلما جبلٌ
 يثورُ على مدينتهِ فيردمها ويثأرُ
 من تبجحها القديمِ وللمنافي ثأرها فينا
 تمزقُ أبجدياتِ الحنينِ تشوهُ الأسماءَ
 تجعلها نذورًا للخلاصِ من الوعودِ
 على مذابحَ جُهِّزَتْ سلفًا على بابِ المحطةِ
 وهي تحصي العائدينَ وهم قليلٌ
 لن يعودَ سوى الذي لم يستطعْ تأمينَ
 منفىً واسعٍ سقطتْ على عتباتهِ كلُّ
 الشروطِ وهوةُ المنفى اتساعٌ لا ينافقُ
 لا أرى في الأمرِ أكثرَ من محاولةٍ لفهمِ
 تعلقي بالنفسِ أكثرَ من ملاماتي التي كثُرَتْ
 وخلفَ البحرِ جوعٌ مؤلمٌ وتنازلاتٌ لا تراعي
 حاجةً في القلبِ بين ملامحي والشمسِ
 أيضًا غربةٌ وهناكَ شيءٌ ليس مألوفًا
 أفكرُ فيهِ كيفَ أشقُّ جذعَ السروةِ
 الخضراءِ أعبرها إلى الدنيا التي هي
 مستقرُّ الروحِ يبدو الأمرُ مختلفًا
 ويدفعني لتغليبِ الخيالِ على الحقيقةِ
 فتحِ نافذةٍ تطلُّ على فراغٍ لا تمرُّ
 الطيرُ منهُ ولا أرى فيهِ السماءَ وبين أولِ
 قُبلةٍ ولقائنا سفرُ الأصابعِ فوقَ وجهِ
 وسادتي وشفاهِ أكبرِ وردةٍ وأظلُّ أنتظرُ
 انتهاءَ القلبِ من جولاتهِ في الريحِ
 في شغفِ المرايا في الصداقاتِ التي
 منحتهُ وقتًا غيرَ محسوبٍ وأنتظرُ الكثيرَ 
كما الغريبُ على الطريقِ وفي المحطاتِ
 الثقيلةِ بالظنونِ وشهوةِ الإمساكِ بالماشينَ
 بين مقاعدِ الليلِ الطويلِ وكيف لكلِّ هذا
 الحسِّ أن يشقى ويسألَ عن خلاصٍ
 مفزعٍ شيئًا وكيفَ لكلِّ هذا الوقتِ أنْ
 يمضي ويدفعني لترتيبِ الحكايةِ من جديدٍ
 كيفَ للحبِّ الذي نسجتهُ أحلامُ الصباحِ
 الإنتظارُ على الحدودِ يصيرُ رغباتٍ مؤجلةً
 ودمعاتٍ معجلةً ولحظاتُ الهوى معدودةٌ
 وتأملاتُ هذا العمرِ صادقةٌ و واسعةٌ
 بحجمِ مراكبِ النهرِ السريعِ وحين أصبحُ
 في مكانٍ ما وحيدًا أسمعُ الأصواتَ 
من زمنٍ سيأتي أو أتى لكنَّ في قلبي الذي
 لا ينبغي الإفراطُ في تعريفهِ حتى
 أعودَ من المنافي كلها.
الإثنين ١١/٤/٢٠٢٢
أشياء تنفع للفراغ  

   

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...