تقسيمات
شعر: علاء نعيم الغول
نصفُ القمرْ
نصفُ السماءِ وما بها
هي رؤيةٌ ذاتيةٌ أنَّ الحياةَ تجمَّعتْ
من كلِّ نصفٍ كاملٍ
فلنقتسمْ هذا الرغيفَ لكيَّ
تعودَ مدينتي كونيةً
نصفُ الغمامةِ مرَّ قبلَ دقيقةٍ
من فوقِ بستانِ السفرجلِ
ربما لو نفتحُ الشباكَ يأتي نصفها الآخرْ
ويأتينا المطرْ
عطرٌ ثقيلٌ في الهواءِ
كأنهُ نصفُ الثمالةِ نصفُ نشوى لم تفقْ
نصفُ العناقِ على سريرِ الخيزرانِ
تأرجحتْ فيهِ المرايا فوقَ ضوءٍ منهمرْ
والصوتُ مجروحٌ وفي الحلقِ انكسرْ
نصفُ الكلامِ تعلقٌ بالردِّ
أجوبةٍ تصوغُ كوامنَ التفكيرِ
شيئًا بعد شيءٍ غير أنَّ المفرداتِ
تغيرت فيها الدلالةُ فانقلبنا مرةً أخرى
على أعصابنا وتراجعتْ فينا الشهيةُ
للقناعاتِ القديمةِ يومَ كنا وقتها بسطاءَ
نفرحُ بالقليلِ من الصباحِ وبالكثيرِ من الهواءِ
ونصفِ كوبٍ من نقيعِ الخوخِ
نصفُ القلبِ أولُ قاربٍ في النهرِ
يحملُني إلى ضفاتهِ حِمْلًا خفيفًا
مثلما الزهراتُ تلمسُ وجهَ ماءٍ راكدٍ
يا نصفَ قلبي الجامحِ المسكونِ
بالفجواتِ والدُّرَرِ الثمينةِ ما الذي لم
يتضحْ في رحلتي بينَ السريرِ وبابِ غرفتي
الصغيرةِ ربما هي رغبةٌ زمنيةٌ أحتاجها
لأرى المسافةَ وهي تُقطَعُ في هدوءٍ صادقٍ
نصفُ المحطةِ ليس إلا مرأةٌ
وشمتْ على يدها الطريقَ وأغلقتها واختفتْ
يأتي العشيقُ على رصيفِ محطةٍ
أخرى تمدُّ لهُ يدًا مفتوحةً بنهايةٍ وبدايتينِ
ونصفُ هذا الليلِ أحلامٌ وأوراقٌ
تحلقُ في خيالاتٍ ملونةٍ بعيدًا
ليس يمسكها سوى هذا النهارِ
وشارعٍ صخَبُ الفراغِ يمرُّ منهُ كفرحةٍ مبتورةٍ
يبدو انفعالُ الشمسِ منقوشًا على جلدِ
الفراشةِ عالمًا يستوقفُ الأفكارَ
يختلقُ انبهاراتٍ مزيفةً
وتغرينا العلاقةُ بين أنفسنا وأنفسنا
ونعرف كم ستجعلنا المدينةُ أوفياءَ
لذكرياتٍ لم نساهمْ في ملامحها
نموتُ لفكرةٍ ليستْ لنا
هذا خداعُ الحاضرِ الماضي
وما يأتي سيصبحُ صورةً مطبوعةً عما فعلنا
بائسٌ هذا الشعورُ بأننا نحتاجُ ما يكفي
لنهربَ من مصيرٍ مُنْتَظَرْ
نصفُ الحقيقةِ ما نشككُ فيهِ
نصفُ ظنوننا هذا اليقينُ المستقِرْ.
الأربعاء ١٣/٤/٢٠٢٢
أشياء تنفع للفراغ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق