الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

رسالة زيب النساء بنت السلطان اورانك زيب


رسالة زِيب النساء بنت السلطان أورانك زيب
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
غطى الزمانُ خطاكِ و اختفتِ الحكاياتُ الجميلةُ عنكِ في
كتبٍ بلا قراءَ ملقاةٍ هنا و هناكَ لم يسمعْ بكِ الفقهاءُ و الشرَّاحُ
أنتِ فريدةُ الدهرِ الطويلِ و أنتِ أولُ من لها تفسيرُها لكتابِ
ربِّ العالمينَ و من له باعٌ طويلٌ في التفاسيرِ القديمةِ ربما قد مرَّ
عنهُ جميلةٌ عيناكِ لم تتزوجي ما السرُّ لا أدري و أعرفُ أنَّها فاقتْ
نساء زمانِها ورعاً و علماً كم أحبُّ أنا اللواتي لم يضيعنَ المواهبَ
شاهْ جيهانُ أخوكِ و السلطانُ في يدكم و مع هذا انصرفتِ الى
العلومِ إلى المعارفِ كي تزينَ إسمكِ الوضاحَ كالشمسِ النقيةِ في
سماءِ الهندِ أعجبُ كيف لم يُفسدْكِ ملكٌ واسعٌ و ملوكُ أرضٍ
يخطبونكِ كيف لي ألا أقولَ لكلِّ من جاروا على حقِّ النساءِ
هناكَ من في قلبِهِنَّ النورُ و القدراتِ قد ساهمنَ في صنعِ
الحضاراتِ البعيدةِ و القريبةِ و الشواهدُ في الحياةِ كثيرةٌ و وراءَ
من صنعوا الحياةَ هنا نساءٌ فقنَ آلافَ الرجالِ و لا يزالُ الدهرُ يذكرهنْ.
الاحد ٢٧/٧/٢٠١٤      

رسالة خديجة بنت الإمام سحنون


رسالة خديجة بنت الإمام سحنون
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
ماتت بتولاً لم تُرِدْ زوجاً و عاشتْ كي تقومَ على رعايةِ دينِها
و تمسكتْ بعفافِها و نقاءِ صورتِها و هذا ما رواهُ الكاتبون و من
تناقلَ ما لديها من خصالٍ لم تكنْ موجودةً في كلِّ نسوانِ المدينةِ
دُفِنَتْ بجانبِ أهلِها و يزورُها من كان يعرفُ سيرةَ الطهرِ التي
ماتت عليها كم كتاباً أو مدونةً تربَّتْ بينها مفتونةً بجمالِ ما في 
العِلْمِ من شأنٍ رفيعٍ جاء يخطبُها الكثيرُ و لم ينلْ من حظها أحدٌ
بدونِ تعسفٍ بلْ عفةً و تفرغاً لله و الدينِ الذي شبتْ عليهِ و كان
يأتيها النساءُ لكي ترى في أمرهنَّ و لم تخيِّبْ ظنَّ مَنْ ساروا إليها
كي تشيرِ برأيها في معضلاتٍ حلُّها كم غيرَ الأوضاعَ في تلكَ
المدينةِ يا خديجةُ أنتِ فضلتِ الحياةَ على الزواجِ و فيكِ أوصافُ
النساءِ العابداتِ و فيكِ سحرُ القيروانِ و ساحلُ البحرِ الجميلِ
و ذاعَ أمركِ و اشتهاكِ العارفونَ من الرجالِ و جربوا أنْ يفتنوكِ
عنِ الذي لن تتركيهِ و لا يزالُ الطيبُ من ذكراكِ يملأُ مكتبات واسعةْ.
الاثنين ٢٧/٧/٣٠١٤

رسالة فلورنس نايتينجيل




رسالة فلورنس نايتينجيل
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
عرفتَ معاناةَ الذينَ تألموا في الحربِ تسعى بين مَن فقدوا
الحياةَ و مَنْ يريدونَ المداواةَ السريعةَ تحملينَ هناكَ مصباحاً
يضيءُ لكِ المكانَ كما يضيءُ لنا الحقيقةً لو تصرفَ كلُّ من
كانوا هناكَ كما فعلتِ لأُنْقِذَتْ أرواحُ آلافِ المصابينَ الذينَ
تساقطوا بين الخنادقِ تحتَ أكوامِ الترابِ و بعدَكِ اتُّبِعَتْ طريقتُكِ
الرحيمةُ في بلادِ الأرضِ ما الفرقُ الذي بين القداسةِ و الشعورِ
بمنْ يعاني كان قلبُكِ مرهفاً لا فرقَ عندكِ بينَ جرْحٍ في قريبٍ أو
غريبٍ ليس في الألمِ اعتباراتُ القرابةِ و المكانِ و أنتِ سيدةُ القلوبِ
سَنَنْتِ أفضلَ سُنةٍ بين الورى و الأجرُ مُدَّخَرٌ و سوفَ يكافىءُ الربُّ
الرحيمُ الطيبينَ بإسمكِ اقترنتْ عباراتُ التسامحِ و ازدراءِ الذاتِ من
أجلِ الحياةِ و راحةٍ للآخرينَ و سوفَ تبقى بيننا أخبارُ قصتكِ الثريةِ
بالضياءِ و في غناءِ العندليبِ يظلُّ صوتُكِ صادحاً زمناً بلا زمنٍ 
و يلقى في يديك الضوء قلباً ناضحاً عطفاً و حباً بين أناتِ الجراحْ.
Florence Nightingale

الأحد ٢٦/٧/٢٠١٤    

رسالة هيباتا



رسالة هيباتيا
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
كانتْ منارةَ عصرِها و عِمادَ صرحِ العلمِ فاتنةَ المكانِ و صيتُها
جابَ البلادَ و جاءَ من أقصى البقاعِ الدارسونَ و طالبو الأدبِ
الرفيعِ و من سواها كان يعرفُ فلسفاتِ السابقينَ و سحرَ
أفلاطونَ كانتْ خيرَ مَنْ شرحت أرسطو و البلاغةَ و اكتستْ 
بدماثةِ الخُلُقِ الرفيعِ و لا تجادلُ دون علمٍ ثم حامَ الحاسدونَ
و من يريدونَ التراجعَ و التخلفَ و انتهتْ بالقتلِ رمياً بالحجارة
بعدما عروا لها جسداً كما تعرو الحقيقةُ لم تكنْ هذي الجميلةُ
غير صوتِ القلبِ و العقلِ الذي رفضَ ادعاءاتِ الذينَ يتاجرونَ
بكلِّ شيءٍ بغيةَ التخريبِ و السلطانِ و الجشعِ القديمِ و قَلْبِ
مفهومِ الحقيقةِ في عيونِ التابعينَ و مَنْ لهم فيها مآربُ غير واضحةٍ
هيباتيا ليستِ الموتَ الأخيرَ لمن تصدوا للجهالةِ و الزمانُ يجيءُ
دوماً بالذينَ يحاربونَ العقلَ و الدنيا و يذهبُ بالذينَ يدافعونَ عن
الوجودِ الحُرِّ في زمن التهافتِ و انعدامِ الروحِ و البصرِ الجَلِيّْ.
 السبت ٢٥/٧/٢٠١٤

رسالة نفرتاري



رسالة نفرتاري
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
كانتْ مدللةً تحتمسُ لم يكن يُخفي محبَّتَهُ لها و ازداد في
تكريمِهِ لجميلةٍ ليستْ كباقي مَنْ تزوَّجَ و ارتقتْ حتى غدتْ
معبودةً و تقامُ في أنحاءِ مصرَ طقوسُ إجلالٍ لها وادي الملوك
يعجُّ بالآثارِ لكنْ قبرُها لا شيءَ يشبههُ و يُعْرَفُ دونَ توضيحٍ فقد
أعطى تحتمسُ أمرَهُ ببناءِ ما لا يمَّحي عبرَ القرونِ لكي يخلِّدها
و تبقى في حياةِ القادمينَ و في خيالِ الحالمينَ و في دفاترِ من 
يدوِّنُ ما رأى عن مرأةٍ حكَمَتْ و أعطتْ إسمَها للنيلِ كي يجري
بهِ يروي البلادَ جمالُها يمتدُّ في دمِ من أتوا من بعدها للحكمِ
هل منْ نسلِها أحدٌ يعيدُ لها مكانتَها و يخبرُ عن خبايا لم يقلْها
الدهرُ و اندثرتْ بعيداً في صحارى الغابرينَ و في نخيلِ النُّوبَةِ
المزروعِ منذُ بدايةِ الماءِ القديمِ هناكَ منذُ الإختلافِ على الفصاحةِ
في معاني الحبِّ بين العاشقينَ و لمْ يصلْ شِعْرٌ بما قالتْهُ في
وصفِ المشاعرِ نحوَ أولِ قُبْلَةٍ من زوجِها عندَ الغروبِ أمامَ نِيلٍ وافرٍ.
الجمعة ٢٤/٧/٢٠١٤

رسالة القديسة جان دارك


رسالة القديسة جان دارك
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
كانتْ تُلَقَّبُ بالبتولِ تحفُّها صُوَرُ القداسةِ و البطولةِ في فرنسا
قادتِ البلدَ الجميلَ الى انتصاراتٍ بحجمِ التضحياتِ على مدارِ
القرنِ حتى أصبحتْ علماً عليهِ النارُ تعرفُ من بعيدٍ لم تنلْ في 
الحربِ موتَ الحاملينَ لسيفِهِمْ نالت شهادتَها بأنْ قاموا بحرقِكِ في
بْرِيطانيا و انتهتْ لتصيرَ شيئاً بارزاً و لغيرِها مثلاً لِمَنْ يفدي الترابَ
بروحهِ من يفقدُ الغالي لأجلِ قضيةٍ وطنيةٍ أو غير ذلكَ مؤمناً بعدالةِ
الدمِ حين ينزلُ دافئاً فوقَ الثرى و على الرصيفِ و فوقَ راياتٍ على
كتفِ المُقَاوِمِ كنتُ أقرأُ عنكِ في كتبِ الذينَ تنازلوا عن شهوةٍ في 
القلبِ للدنيا و عن أشياءَ فانيةٍ و لكنْ لا تزالُ نحبها و نعيشُها هم
هكذا الشهداءُ يختلفون عمَّن غيرهم و لهم مكانٌ في السماءِ و تحتها
و لهم مسافاتُ البنفسجِ و الذين سيلحقونَ بركبهم يجدونَ ذلك مَطلباً
لتسيرَ قافلةُ البطولةِ نحو غايتِها النبيلةِ و الشهادةُ أصبحتْ سبباً
ليرقى المخلصون الى السماءِ و في صحائفِهم ضياءٌ ليس يخبو مطلقاً.     
الخميس ٢٣/٧/٢٠١٤


رسالة بقينة بنت المعتمد بن عباد


رسالةُ بثينةُ بنت المعتمد بن عباد
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
نهبوا قصورَ أبيكِ و استولوا على أموالهِ و سبوكِ رغماً عنكِ 
و انقلبتْ موازينُ الحياةِ أمامَ عينِكِ و انتهى عهدُ الحريرِ و ملمسُ
الترفِ الذي ما دامَ وقتاً كافياً و الآنَ أنتِ سبيةٌ يبتاعُكِ التجارُ
يختلفونَ حولَ السِّعْرِ قد تركوا وراء ظهورِهم ما كان فيهِ أبوكِ من
مُلْكٍ و عزٍّ ذاعَ في أشعارِ من عرفوه لكنْ عزَّةُ النفسِ الأصيلةِ فيكِ 
تأبى أنْ تفارقَ وجهَكِ المَلَكيَّ بُثْنَةُ أنتِ رفضتِ عُرْسَكِ دون علمِ أبيكِ 
تنتظرينَ رداً منهُ كيلا تشعري بمهانةٍ هو هكذا الحُرَّاتُ يأبينَ المذلةَ
يستطعنَ العيشِ في ضنَكٍ و لا يرخَصْنَ في عينِ المُحبِّ أبوكِ يُرْسلُ
ردهُ ليعينَ إبنتَهُ على زمنٍ تغيرَ ناصحاً ألا تكونَ سوى الأميرة أينما
كانتْ و لا تعطي الدنيَّةً كي تعيشَ كريمةً و حكايةُ المُلْكِ الذي اندثرتْ
معالمُهُ ستبقى درسَ مَنْ خبروا الحياةَ فلا يدومُ اللينُ في عيشٍ و لا
تبقى خشونتهُ إلى أمدٍ بعيدٍ و الحياةُ ستنتهي يوماً و بُثْنةُ مرةً أخرى
جمالٌ ضاقتِ الأحوالُ حتى لم يعدْ شيئاً جميلاً و اكتفتْ بزواجها علناً.
   الاربعاء ٢٢/٧/٢٠١٤

رسالة إنريكيتا مارتي ريبوليس


رسالة انريكيتا مارتي ريبوليس
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
كانتْ تجوبُكِ برشلونةُ تخطفُ الأحلامَ من أطفالكِ اللطفاءَ
تذبحُهُم و تأخذُ من دماهم في زجاجاتٍ و تطهو في قدورٍ ما
لديها من صغارٍ كي تذيبَ جلودَهم و لحومَهم من أجلْ دُهْنٍ 
للمساحيقِ التي تبتاعُها نسوانُ أهلِ المالِ تلبسُ في النهارِ الرثَّ
من أثوابِها في الليلِ تلبسُ مثلَ دوقيَّاتِ اسبانيا القديمةِ تركبُ العرباتِ
تسحبُها الخيولُ الطُّهْمُ دون الإكتراثِ لما تعاني الأمهاتُ من الدموعِ
على صغارٍ ذنبهم أنَّ الحياةَ أتتْ بإنريكيتا الفقيرةِ و البغيِّ لكي
تذوقَ هنا النبيذَ و لذةَ العيشِ الرغيدِ على حسابِ طهارةِ الأطفالِ
قد عثروا عليها مَيْتةً شَنقاً بغرفتِها يقالُ الأثرياءُ تخلصوا منها لكيلا
تُعْرَفَ القصصُ المريعةُ عن مساحيقٍ تباعُ لكي تظلَّ جلودُهم
بنضارةِ الجلدِ الذي سلخوهُ عن أجسادِ أطفالٍ لهم عمرُ الورودِ 
ضحيةٌ هي انريكيتا للذين قد استباحوا الروحَ و الجسدَ الذي للهِ 
من أجلِ الملذاتِ القليلةِ دونما خوفٍ و تأنيبٍ و هذا ما جرى بالفعلْ
Enriqueta Martí Ripollés
 الثلاثاء ٢١/٧/٢٠١٤ 

رسالة دختنوس بنت لقيط بن الزرارة


رسالة دختنوس بنت لقيط بن زرارة
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
كَرِهَتْكَ عمرو و آثرتْ شرخَ الشبابِ و كنتَ شيخاً ذا عطاءٍ
ثمَّ فَرَكَتْكَ اشتهاءً للزواجِ بغيركَ انقلَبَتْ موازينُ الحياةِ و أجْدَبَتْ
يوماً و قالتْ أنتَ تمنعُها السؤالَ و لم تكنْ تدري بأنكَ لم تسامحْها
لفعلتِها القديمةِ قُلْتَها "في الصيفِ ضيَّعتِ اللبنْ" و جرتْ على أفواهنا
مَثَلاً لمنْ لم يحفظِ الفرصَ الثمينةَ و انتهتْ بأنِ ارتضَتْ بالحالِ رغمَ
خشونةِ الفقرِ الشديدِ تقولُ "هذا مَذْقهُ خيرٌ" لزوجٍ ليس يملكُ أنْ يعيلَ
لها صغيراً دختنوسُ حكايةٌ لا تُنْتَسى سأظلُّ أذكرُها و أبحثُ في 
تفاصيلِ الحياةِ هناكَ و أنتِ أولُ مَنْ تَسَمَّتْ باسمِ حسناواتِ فارسَ 
يا ابنةَ المُضريِّ كان أبوكِ من فرسانِ ذاكَ العصرِ ترفعهُ الملوكُ و يُحْتَمى
بحماهُ أعرفُ أنَّ قلبَكِ نادمٌ عن ترككِ الشيخ الذي فرشَ الرمالَ لكَ
الحريرَ و هكذا الشبعُ المقيمُ يولِّدُ البطرَ المذلَّ و أنتِ فضلتِ الشبابَ
على الغنى و نسيتِ أنَّ اليُسْرَ قد يتبعهُ عسرٌ و الحياةٌ تدورُ لا تبقى
على حالٍ فخلي البابَ خلفكَ غير مقفولٍ تماماً و انتظرْ فرَجاً قريبْ.
  الاثنين ٢٠/٧/٢٠١٤

رسالة تلحرة بنت علي بن راشد حاكم تطوان


رسالة الحرة بنت علي بن راشد حاكمة تطوان
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
حكَمَتْ هناكَ و لم تكنْ تخشى الذينَ تكالبوا حولَ البلادِ
من الغزاةِ البرتغالِ و من فرنسا تعرفُ الحقَّ الذي لا يتبغي
التفريطُ فيهِ لكي تظلَّ حدودها في مأمنٍ و كرامةٍ كانت تراعي
حرمةَ العربِ الذينَ تآصروا معها لغةً و ديناً و الجزائرُ دُلِّلَتْ منها
كثيراً حيثُ تنفتحُ الموانئُ و البحارُ لها هناكَ و هكذا غِيظَ العدى
منها و كانت تسترقُّ البيضَ كي تعطيهمُ درساً بأنَّ الآخرينَ 
لهم مكانتهم و حقٌ في ممارسةِ الذي قد مارسوه على شواطىء
أمةٍ أخرى و أنتِ الحرةُ التي حكمت عقوداً لم تَهُنْ يوماً و لم تضِعِ
البلادُ كما تضيعُ الآنَ في أيدي طغاةٍ تاجروا بدماءِ أهليهم لكي
تبقى الرياسةُ في أياديهم طويلاً يا ابنة الجبلِ الأشمِّ لكِ الحياةُ
و ما تناقلهُ الأجانبُ من صنائعكِ التي شَرُفَتْ بها صفحاتُ تاريخِ
العروبةِ سوف تبقينَ الأبيةَ نحتذي بصنيعكِ المشهودِ في وجهِ البغاةِ
و كيفَ أنَّ نساءَنا يملكْنَ قدراتِ الملوكِ و أنتِ واحدةٌ على رأسِ الزمنْ.
الاحد ١٩/٧/٢٠١٤

رسالة ليدي جودايفا



رسالة ليدي جودايفا
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
كانتْ ترى أنَّ الضرائبَ أثقلَتْ كتِفَ الفقيرِ و أوقَفَتْ آمالَهُ
في أن يعيش مكرَّماً و تحيَّنتْ فرصاً تجيءُ لكي تخلصَ شعبَها
مما تراهُ و كانَ مَطْلَبُ زوجِها أنْ تمتطي فرساً و تمشي في 
المدينةِ و هي عاريةٌ تماماً إنْ أرادتْ أنْ تنالَ منالَها قامتْ بذلكَ
كي تريحَ المعوزينَ من الإتاواتِ الثقيلةِ و الزمانُ الآن يذكرها
مضحيةً لأجلِ قضيةٍ حتى غدتْ أسطورةً تُحكَى على مرِّ العصورِ
و قد تناولها الرواةُ بكلِّ ألوانِ الفخارِ و في الحياةِ مناضلونَ 
لأجلِ أنْ تصلَ العدالةُ للذينَ تعذَّبوا عند الطغاةِ و حُكْمِ أفكارٍ
تذيقُ الآخرينَ الويلَ منذ أن خلقَ الإلهُ الأرضَ عاريةٌ جودايفا
ضدَّ أشكالِ التقاليدِ القديمةِ و الدياناتِ التي لا تقبلُ العُرْيَ
انتصاراً للحقيقةِ و التجردِ من نوازعَ لا تعينُ الآخرينَ على
الحياةِ و هكذا يبقى جمالُ التضحياتِ مدوَّناً في أغنياتٍ لا
تُغيرها المواقيتُ الكثيرةُ مثلما فعلت جودايفا و الذينَ تعاقبوا.
 ليدي جودايفا: Lady Godiva
السبت ١٨/٧/٢٠١٤ 

















رسالة لوكريسيا بورجيا


رسالة لوكريتسيا بورجيا
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
حامتْ حكاياتُ الفسادِ و قتلِ مَنْ فُتِنوا بقلبِكِ يا ابنةَ البابا الذي
ملأَ المكانَ بما يشاءُ من الفسادِ و أنتِ تتصفينَ بالأنثى المميتةِ ليسَ
يفلتُ من براثِنِكِ الطريةِ مَن يحبكِ فاتحاً لخزائنِ المالِ الثقيلةِ كي يُنَعَّمَ
ليلةً في مخدعِ الفسقِ المعطرِ بالذين تناوبوهُ و أنتِ غايتُكِ الدنيئةُ بررتْ 
أفعالَكِ السوداء في زمن يسيرُ على خطى نيكولَ ميكيافيلْ و ما نبلاءُ
فيرارا و بيزارو و آرجونَ غير أزواجٍ لأموالٍ و سلطاتٍ لعائلةٍ نمتْ
من أجلِ سيطٍ واسعٍ و لديكِ ما يكفي من الحِيَلِ التي تغوي الرجالَ 
لديكِ لوكريتسيا الأنوثةُ بينِ أيدي المُتْرَفينَ و قد أباحتْ نفسُكِ العطشى
لهذا المالِ كلَّ الموبقاتِ و حين أقرأُ عنكِ أذكرُ أخرياتٍ قُمْنَ قبلَكِ بالذي
لمناكِ فيهِ و لن يفيقَ اللاهثونَ وراءَ أجسادِ النساءِ على الحقيقةِ هكذا
ستظلُّ في التاريخُ أسماءُ النساءِ العارياتِ المغرياتِ علامةً لتغيرِ الدنيا
لا شيءَ ينفعُ سوفَ تبقى الفاتناتُ معابراً للمُلْكِ مراتٍ و للفوضى مراراً
و الحكاياتُ التي من آخرِ الدنيا و أولها تكررُ نفسها في كل وقتٍ أو زَمَنْ.
لوكريتسيا بورجيا: Lucrezia Borgia
    الجمعة ١٧/٧/٢٠١٤ 

رسالة الخيزران بنت عطاء


رسالةُ الخيزران بنت عطاء
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
خُطِفَتْ قديماً فهي جاريةٌ و حظُّكِ أَنْ تزوجَكِ الخليفةُ مُعْلِيا
من شأنِكِ المشهودِ في أخبارِ هارونَ الرشيدِ و شَهْرزادُ يقالُ 
من وحيٍ ترامى منكِ يكتبهُ هواةُ العشقِ في قصصٍ مشوقةٍ
و يبدو أنَّ فيكِ الجاذبَ المألوفَ يجعلُ مَنْ يراكِ يقولُ فيكِ الشعرَ
كيفَ تحمَّلَتْ أَنْ يُقْتَلَ الهادي بسمٍّ دُسَّ من يدِها لتنقمَ منهُ هل
في الأمِّ ذاكَ الجانبُ السَّادِيُّ ذاكَ الحِقْدُ يدفعُها لتفتِكَ بالذي
حملتهُ في بطنٍ حواهُ و بعدَ أنْ صلَّتْ عليهِ تحجُّ للبيتِ الحرامِ
و هل علينا أن نصدقَ أنها قتلَتْهُ و التاريخُ محشوٌّ بأغرب ما يُقَالُ
و كيفَ نعرفُ صدْقَ ما كتبوهُ عن خلفاءَ ماتوا في ظروفٍ غير واضحةٍ
كزوجِ الخيزرانةِ حيث لا أنثى سواها في الزمانِ و لا يُرَدُّ لها سؤالٌ
أيها التاريخُ أفصِحْ مرةً عمَّنْ أساءَ و من تسببَ في حروبٍ لم تكنْ
مطلوبةً هذي القبورُ تضمُّ أسراراً و قَبْرُكِ قائمٌ في الأعظميةِ يفتحُ
التاريخَ مراتٍ لنا عن حِقْبةٍ هل كل ما كتبوه عنها صادقٌ و بدونِ شَكْ؟
الخميس ١٦/٧/٢٠١٤

رسالة تركان خاتون


رسالةُ تركان خاتون
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
عرفَتْ بأن الحربٓ لا تبقي على ودٍّ و تنزعُ من أصولِ القلبِ
طعمَ القُرْبِ و انبرتِ ابنةُ الشاهِ الجميلةُ للتخلصِ من رؤوسِ
الكَيْدِ كي تجدَ السبيلَ لكي يُمَلَّكَ إبنُها و الأمرُ يستدعي القتالَ
و بَرْكُيارقُ يحشدُ الجندَ الشدادَ لكي يصدَّ هجومَها و تذوقُ تُركانُ 
الهزيمةً مرةً و تعودُ تبحثُ عن سبيلٍ آخرٍ لتنالَ ما تبغيهِ تعرفُ أنَّها
أنثى و تُغْري خالَهُ لتصيرَ زوجتَهُ و يحشدَ جندَهُ للحربِ ثانيةً و تُهْزَمُ
مرةً أخرى و تقضي نحبَها تحتَ الحصارِ عليلةً و يموتُ مَنْ كانتْ 
تحاربُ كي تراهُ على رؤوسِ الخَلْقِ أعجَبُ كيفَ تندفعُ الجيوشُ
إلى حروبٍ لا شيءٍ بل لإرضاءِ النساءِ و رغبةٍ محمومةٍ للغَيْرِ ما
الدنيا سوى موتٍ تؤجلُهُ الدقائقُ و الحكاياتُ الطويلةُ ليسَ ينفعَ أنْ
نعيشَ على طريقِ الموتِ منتظرينَ ساعتَهُ و ننسى أنَّ شيئاً آخراً لابدَّ
أن نحياهُ تركانُ استطاعتْ أن تكونَ مثالَ خيرٍ للورى و تقومُ حاملةً
حقوقَ الغَيْرِ بالقسطاسِ و العدلِ الذي يدعُ الحياةَ مريحةً للآخرين.
   الاربعاء ١٥/٧/٢٠١٤

رسالة عريب المأمونية


رسالةُ عريب المأمونية
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
طَرِبَ الهواءُ لشدوِها و الصوتُ منكِ عَريبُ يقطرُ كالندى عن
غُصْنِ سوسنةٍ أمامَ النَّبْعِ كم كتبوا كثيراً عنكِ و اعترفوا بحُسْنِكِ
و العذوبةِ في مقاماتِ الغناءِ و ليس مثلكِ يضربُ العودَ الرقيقَ 
بِدٍرْبةٍ و تسابقَ العشَّاقُ علَّ عيونُهُمْ تلقى بريقاً من عيونِكِ و الثنايا
و ابتسامتُكِ الثريةُ يشتهيها السامعونَ لأغنياتِ السحرِ من شفتيكِ
هل للشَّهْدِ مثل حلاوةِ الصوتِ الذي أسرَ العقولَ و طافَ في الآفاقِ
يلهبُ غيرةً فيمن يغني مدركاً أنَّ الإلهَ حبا عريبَ بأنْ تظلَّ العندليبَ
و أعذبَ الأصواتِ يحتكمونَ عند الاختلافِ لرأيها يتناقلونَ حكايةً
عنْ مرةٍ لسعَتْكِ عقربةٌ و ظَلْتِ على غنائِكِ هكذا حتى انتهيتِ و لم يؤثرْ 
حرُّ لسعتِها كثيراً في حبالِ الصوتِ منكِ و من سواكِ تفتَّحَتْ تلكَ
القصورُ لها لتنعمَ بالهواءِ العذبِ يحملُ رنةَ العودِ التي تنثالُ في
جنباتِها ما أجملَ الأنثى و أجملَ ما لديها حين تزهو مثل وردِ الصيفِ
يسبقُ صوتُها صوتَ الطيورِ و شدوِها في صبحِ نيسانَ الذي لم يختلفْ.
 الثلاثاء ١٤/٧/٢٠١٤
   

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...