الثلاثاء، 25 فبراير 2020

ترانيم الخلاص



ترانيم الخلاص
شعر: علاء نعيم الغول 

يبدو الخلاصُ
 تقرحاتٍ في الضميرِ
 تسوساتٍ في لحاءِ النفسِ وهي
 تفيقُ من غيبوبةٍ ليليةٍ من نشوةٍ
 صوفيةٍ ضربتْ نواميسَ التأملِ
 لا خيارَ أمامَنا فقط التسامي
 والترفُّعِ وارتكابِ الحبِّ إنْ كانَ
 الخطيئةَ والتردِّي وانهيارِ رتابةٍ
 يوميةٍ نبدو ولا نبدو فقط أنثى
 تفكُّ متاهةً عمياءَ تفتحُ في الهواءِ
 الصلبِ أوسعَ منفذٍ نحو الشفافيةِ التي
 تكفي لنيلِ مساحةٍ عُمْرِيةٍ لا تنتمي
 للخوفِ والقهرِ المُهينِ خلاصُكَ الأنثى 
ومثواكَ الفضائيُّ النقيُّ هي التصاعُدُ
 وانفرادُ القلبِ باللهفاتِ تبديدُ اعتباراتٍ
 مزيفةٍ عن العشقِ الإلهيِّ المحايدِ
 فامسكي طرفَ الحياةِ من السماءِ
 وضَفِّري مِنِّي الخلايا وانسجيني
 مَلْمَسًا متورِّدًا فيداكِ سِحْرُ البدءِ أولُ
 نشأةٍ قمريةٍ جعلتْ ليالينا معارجَ
 أخرجَتْنا من فضاءٍ عابثٍ أنثايَ أنتِ
 غزيرةٌ كالفيضِ ثائرةٌ هناكَ كصدْعِ
 بركانٍ فتيٍّ ليس فيكِ سوى الذي في النارِ
 والماءِ المُسَجَّرِ فامتطي صهواتِنا وتبدَّلي
 ما شئتِ من صورٍ فعيناكِ التفافُ 
الطيرِ حولَ النبعِ تثبيتُ الأساطيرِ
 البعيدةِ أنتِ لي تلكَ الأوديسا للرجوعِ إلى
 مضاربِنا البسيطةِ نأكلُ اللوتسْ ويغوينا
 البقاءُ العذبُ فيكِ تجلياتٌ شبهُ ممطرةٍ
 وناديتُ الفضيلةَ والتفاني والدخانَ
 ونافجاتِ المسكِ والبحرَ الذي ابتلعَ 
الأخاديدَ العميقةَ أنْ ترتبَ معبرًا بين
 اليقينِ ورغبةٍ تجتاحُنا وهناكَ أنتِ تناورينَ
 الوردَ والوهجَ المبعثرَ في زقاقِ الغيمِ في
 نزقِ الفَرَاشِ هو الخلاصُ مناشداتُ الماءِ
 أنْ يجتاحَ أروقةَ الخيالِ يُذيبَ ملحَ الروحِ
 حتى لم تعدْ أشياءُ تنزفُ في معاني الحبِّ
 هذا ما تراءى لي وإني الشاهدُ المُبْتَلُّ
 أقرأُ ما تيسَّرَ من متونِ البرْدِ واللوزِ
 المعافَى والحياةُ تكررتْ وتناسختْ حتى إذا
 فتشتُ عن نفسي وجدتُ مفارقاتٍ بينَ ما
 في الرأسِ والفوضى التي تمتدُّ 
من بابِ المدينةِ فجأةً حتى سكونِ الليلِ
 وارتفعتْ مساراتُ الحقيقةِ مثلما دربٌ 
طويلٌ ما الذي في الغيبِ يا قلبي
 وماذا بعدَ هذا الصمتِ أنتِ العشقُ
 والبذخُ المُشِعُّ وزهرةٌ مكتوبةٌ
 في الشمسِ أدعيةً وسلوى
 والحياةُ مسافةٌ لا تنتهي.
الإثنين ٣/٢/٢٠٢٠
أنثى اللوتس         

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...