الخميس، 30 نوفمبر 2017

قوارب الصلد الضعيفة


قواربُ الصيدِ الضعيفة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما النارُ لي وطنٌ ولا ألمُ التظاهرِ بالرضا
 يكفي لأغفرَ لي خطايا أدعي أني اقترفتُ
 البعضَ منها كي أقي نفسي بقيتَها و أنجوَ
 بعدَها من هذهِ المدنٍ البغيضةِ
 من كراهيتي لقوسِ قزحْ
 لأقواسٍ تحيطُ بجملةٍ فيها اعترضتُ 
على كلامٍ واضحٍ وطني صغيرٌ أنتِ مفتاحي
 إليهِ جزيرتي أنتِ البعيدةُ كيف توصلني 
إليكِ قواربُ الصيدِ الضعيفةُ لو تمكنا وغادرنا
 المكانَ إلى مكانٍ ما سنعرفُ أننا اخترنا الحياةَ 
على التشردِ كلٌّ ما في الأمرِ أني ممتعضْ
 أني مَدينٌ للقدَرْ
 أني أحبكِ
 أملكُ التوقيتَ كي أدعَ العقاربَ تمنعُ
 الدقاتِ من إيقاظِ لحظاتِ التخوفِ
 فامسكي بيدي لنهربَ من هنا.
الخميس ٣٠/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق 

الصوت فاتحة و حب


الصوتُ فاتحةُ و حُب
شعر: علاء نعيم الغول 

ما أنْ أفيقَ أكونُ قدْ هيأتُ نفسي لَكْ
 مكانٌ هادىءٌ وحدي و أنتِ وربما لا ضَوْءَ
 يكفي كي أرى عينَيَّ فيكِ
 وهكذا لحظاتُنا تبدأْ
 و أبدأُ في ارتشافِكِ نبرتينِ و همسةً
 و يذوبُ صوتُكِ في حنايا النفسِ رعشاتٍ ودفئاً
 لا أبالغُ حين أجعله يرتبُ فيَّ نبضاتي وقلبي
 هكذا صوتُكْ 
نهارٌ يفتحُ الدنيا ودنياي التي أحتاجُها هي أنتِ
 فاشتعلي على جسدي كصيفٍ قائظٍ
 و تجمَّدي في معطفي حتى أذيبَكِ ما التقينا
 هكذا يتوحدُ الضدانِ في ماءٍ من العرقِ الزكيِّ
 و من جليدٍ سالَ حتى بانَ لونُ العشبِ أخضرَ
 لا أفيقُ سوى على ترنيمةٍ هي صوتُكِ المائيُّ
 لونُ الزعفرانِ و نكهةُ النارينْجِ في تشرينَ
 ملهمتي أحبكِ دائماً.
الخميس ٣٠/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق 





بنفسجات للمطر


بنفسجاتٌ للمطرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

أحتاجُ من عينيكِ ما أحتاجهُ 
أيداكِ باردتانِ أم وهجُ الشموعِ مفاجىءٌ
 والوقتُ في عينيكِ يشبهُ لمعَةً في النافذةْ
 تبقى مشاعرُنا الأخيرةُ بيننا نبقى كقطراتِ المطرْ
 و العشقُ أنتِ و للسماءِ طيورُها
 تمتدُّ أسراباً و يحجبُها المطرْ
 أحتاجُ من عينيكِ مفترقاً صغيراً
 غير أني الآن أمشي في هوائكِ ناسياً
 لونَ المسافةِ ما الذي تبغينهُ ليكونَ لوناً
 في شفاهكِ قبلَ نصفِ الليلِ 
ناعمةٌ مصابيحُ المساءِ و من بعيدٍ
 ما نراهُ يعيدُنا لقلوبِنا شأنُ المطرْ
 أيداكِ دافئتانِ أم بابُ الحديقةِ موصَدٌ
 و أنا أفتشُ عن طريقِكِ بين نفسي واشتياقي
 للبنفسجِ هل لعطرِكِ كلُّ هذا السحرِ 
أم قلبي يرقُّ مع المطرْ.
الخميس ٣٠/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق        


مفردات لسطور فارغة


مفرداتٌ لسطورٍ فارغة
شعر: علاء نعيم الغول 

نَعْرَى ونكسو نفسَنا بالحبِّ
 نهربُ صوبَ أنفسِنا لأنا بالحقيقةِ نعترفْ
 ونطيرُ في أرواحنا حتى نهايةِ ما نرى
 ونعودُ ننظرُ في مرايانا لأنا لا نرى أشباهنا
 فينا ونهدأُ حينَ يأخذُنا الحنينُ ونلتقي
 ما كان في قلبي سيبقى مثلما اعتدنا
 عليهِ معاً أحبُّكِ ثم أقطفُ وردةً لوسادتِكْ
 يبدو النهارُ حبيبتي متسرِّعاً أو بارداً شيئاً 
ولكن دفءُ قلبكِ فائضٌ في مهجتي
 معكِ انتظرتُ بكِ ابتدأتُ معاً سنبقى بين ضوءٍ
 خافتٍ و الأغنياتِ وحين أسمعُ صوتكِ المعجونَ 
بالنوارِ تتسعُ الحياةُ أمرُّ منها كاملاً وأعودُ لكْ 
هذي دقائقُ للحياةِ و مفرداتٌ غيرُ ناضجةٍ 
ستجعلنا نفكرُ في سطورٍ غير كاملةٍ لنكتبها معاً.        
الخميس ٣٠/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق



الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

في القلب أنتِ و لا أحد


في القلب أنتِ و لا أحد
شعر: علاء نعيم الغول 

الشوكُ لي والقلبُ لكْ
 خذْ كلَّ حبي والقِ بي في ساعةٍ رمليةٍ
 لأصيرَ رملاً هارباً في الوقتِ خذْ وجهي
 ليعرفكَ الطريقُ فلا يعيقُكَ مفترَقْ
 كلُّ الأغاني لو تركتَ لها الهواءَ ستسكُنُكْ
 وسكنتَ روحي هكذا النجوى وإني أمنعُ
 التفكيرَ من قطعِ الطريقِ عليَّ أُسْلِمُ
 رغبتي في الحبِّ للصمتِ الذي لا يأكلُكْ 
هاتي يديكِ تحسسي بيديكِ ملمسَ دقةٍ
 هربتْ و أفرغتِ العروقَ من الحياةِ وصادرتْ
 مني المكانَ وكيف لي فتحُ النوافذِ للطيورِ و غيمةٍ
 لكِ كلُّ أحلامي ولي ألمُ العناقِ المستحيلِ
 أفيقُ من نومي عليكِ أفتشُ الألوانَ و العطرَ
 الذي خنقَ الوسادةَ أكتفي لا أكتفي فقطِ
 الذي في القلبِ أنتِ و لا أحدْ.
الأربعاء ٢٩/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق  

من وحي لوحة خلق آدم لدافنشي


من وحي لوحة خلق آدم ليوناردو دافنشي
شعر: علاء نعيم الغول 

لِمَ طرْفُ إصبعها بعيدٌ
 والمسافةُ لا تضيقُ ولو يلامِسُني برفقٍ
 عندها سيدبُّ فيَّ النبضُ تسري رعشةٌ
 مصقولةٌ برنينٍها وعنادِها الدافىءْ
 سأدركُ وقتها أنَّ البدايةَ دائماً مجهولةٌ
 عذبٌ رنينُ الملمسِ المملوءِ بالصمتِ المباغتِ
 بالترقبِ والتحررِ بالهروبِ إلى الحياةِ
 بدونٍ خوفٍ طرفُ إصبعِها سيفتحُ حين
 يلمَسُني غيوماً خلفها غيمٌ جداراً خلفهُ
 بابٌ سماءً خلفها نبعٌ و ليلاً في جوانبهِ القمرْ
 ما بين إصبعها وأولِ لمسةٍ نارٌ وفوضى تلتهبْ
 الكونُ أنتِ أدورُ فيهِ تعطشاً وأطيرُ فيه تفاؤلاً 
هذي المسافةُ بين إصبعها ورائحةِ الهواءِ
 هي المسافةُ بين ريشةِ عازفٍ يشدو و أوتارٍ
 تلاحقُ لحنها طرَباً و حبْ.
الأربعاء ٢٩/١١/٢٠١٧

نصف النهار و كل الورق        



رصاصات طائشة


رصاصاتٌ طائشة
شعر: علاء نعيم الغول 

متعمِّدٌ في جعلِ نفسي شاخصاً لرصاصةٍ
 أخرى تأكدْ أنها ستصيبُني إذ لا مجالَ
 لأن تطيشَ كريشةٍ لا تستقرُّ كموجةٍ لا تعرفُ
 الرملَ الذي في آخرِ الشاطىءْ
 تأكد أنني لن أُفشِلَ الهدفَ الذي تصبو إليهِ
 أنا ضحيتُكَ الأخيرةُ قد لا يكون سواي بعد الآنَ
 فاغنمْ مِنْ رضاي فقد أغيرُ فجأةً رأيي وأهربُ
 تاركاً مرماكَ يبحثُ في فراغكَ عن ضحايا طيِّعَةْ
 يا بحرُ يا وجعي ويا شبَهَ الحبيبةِ ما تقولُ
 وقد حفرتَ على ضميركَ أنني أشتاقُ أكثرَ
 أشتهي ليلي أمامكَ هكذا سأظلُّ أشبهها
 وتشبهني وننسى كيف مرَّ الوقتُ
 كيفَ تناثرتْ أوراقُنا
 يا بحرُ أعرفُ أنني عند الصباحِ
 نجددُ الحبَّ الذي لا ينتهي.
الأربعاء ٢٩/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق   


الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

عيون دافئة


عيون دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

أودعتِني عينيكِ قلتِ إليكَ أهدي قلبيَ المعجونَ
 بالفَجْرِ النقيِّ و قلتِ أيضاً كلُّ ما في الروحِ لكْ
 ما قلتُ شيئاً غير أني لا أحبكِ بل تحرَّقتُ اشتياقاً 
هِمتُ عشقاً فيكِ و النعناعُ نكهتُكِ التي أشتمها 
قُبَلاً تعالَيْ من هنا و هناكَ من كلٍّ الجهاتِ علِقْتُ
 من شغفي بطيفكِ لا يفارقُني و أرجوهُ التصاقاً
 بي و يدعوني اليكِ الليلُ يحملُني اليكِ
 هديرُ هذا البحرِ كلِّي هادىءٌ أو ربما
 متفائلٌ عيناكِ مدهشتانِ أُبصرُ فيهما
 وجهي و ما حاولتُ تفسيراً له و إليكِ
 أطلقتُ الطيورَ تقولُ إنكِ تعبرينَ سماءَها
 عطراً و أغنيةً و في قلبي مكانكِ دافئًٌ
 كالصبحِ كالنوارِ و الفرحِ الذي
 لا ينتهي و أنا أحبكِ دائماً.
الثلاثاء ٢٨/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق 


مدينة من غير سوء


مدينةٌ من غير سوء
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي المدينةُ أيقظتكَ وأنتَ تحلمُ 
أتعبتكَ وأنتَ تنظرُ في السماءِ وحاصرتكَ 
أمام بيتكَ هل لديكَ الآن ما يكفي ليومِ غدٍ
 وهل ضمِنَتْ لكَ التفكيرَ في أشياءَ أخرى
 و المدينةُ أغلقتْ عينيكَ عن صورِ الفرحْ
 حتامَ يبقى الليلُ مكتنزاً بآلامي و أنتِ
 و لا سبيلَ لأنْ أكذبَ دائماً نفسي فقد أبصرتُ
 آثامَ الذين استقطعوا من حبنا نصفَ الرسائلِ
 هكذا تضعُ المدينةُ في نوافذِها أناساً باهتينَ
 و عازفينَ عن التوقعِ قابلينَ لأنْ يكونوا مرةً أشباهَ
 ناسٍ طبيبنَ ومرةً بسطاءَ لكنْ لا مبررَ للمدينةِ 
أنْ تبيعَ قلوبَنا وتميتَنا بنعومةٍ بلهاءَ
 أدركُ أنني أحببتُ فيكِ مدينتي وحدي
 و في عينيكِ أحلمُ دائماً بحقيقتي و نهايتي.
الثلاثاء ٢٨/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق   




الاثنين، 27 نوفمبر 2017

عشاق و أشباح


عشاقٌ و أشباح
شعر: علاء نعيم الغول 

قالوا قديماً إنَّ في الغاباتِ أشباحاً تطيرُ
 و تلتقي في الليلِ تحتَ نوافذِ القمرِ الصغيرةِ
 تلتقي و تنامُ أكواخُ الرعاةِ بهمسةٍ
 أوَ ليسَ أشباحُ الليالي عاشقينَ بلا مكانٍ
 هاربينَ مع الهواءِ و يسكنونَ على غصونِ
 اللوزِ ماذا لو سكنَّا ليلةً في لوزةٍ
 ستكونُ أولُ قبلةٍ زهرةْ
 و آخرُ قبلةٍ غيمةْ
 ونرجعُ بعدها في كل عامٍ مرتينِ 
و إنَّ هذا الليلَ ينتظرُ البدايةَ 
كيفَ نبلغُ غابةً سوداءَ معتمةً فلا أبوابَ
 تمنعنا ولا أسوارَ تجعلنا نخافُ الاقترابَ 
متى سنصبحُ من حكاياتِ الليالي الساهراتِ
 و من بياضِ اللوزِ قالوا حينما تصلُ النوارسُ
 تختفي الأشباحُ بين وسائدِ العشاقِ
 تُشعلُ شمعةً و تنام أيضاً هادئةْ.
الاثنين ٢٧/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق         


حاجات للتوقع


حاجاتٌ للتوقعْ
شعر: علاء نعيم الغول 

نصفُ النهارِ وبعدهُ
 كلُّ المساءِ وقبلهُ 
عيناكِ ثم حكايتي 
و النارُ ثم الاتكاءُ على معاني الحبِّ 
أضواءُ الطريقِ و رغبتي في أنْ أنامَ مبكراً
 وجهُ المدينةِ من بعيدٍ ثمَّ آثارُ الترددِ
 في الاجاباتِ المُلحةِ صوتُ مذياعٍ بعيدٍ
 في مكانٍ هادىءٍ وجهي ومرآتي و بعضُ 
الشيبِ يلمعُ في مكانٍ ما و هذا كله مُتوَقَّعٌ
 و الشوقُ يحملُني إليكِ
 هل المكانُ الآن ينفعُ للتوددِ
 في الصباحِ يزيدُ حبي قبلت
 نصفِ الليلِ أطفو فوقَ أسئلةٍ وفوضى المزجِ
 بين الحبِّ و العبثِ اللذيذِ و بعدَ نصف الليلِ
 أقنعُ بالسهَرْ
 ثمَّ الكلامُ يقلُّ بالتدريجِ ينزلُ بي بعيداً
 ثم أبعدَ ثم ينغلقُ المكانُ عليَّ
 في عينيكِ شيءٌ دافىءٌ.
الاثنين ٢٧/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق  


القرفصاء


القرفصاء
شعر: علاء نعيم الغول 

القلبُ يحملُ فكرةً والقلبُ شكلُ القرفصاءِ 
وأيُّ معنىً في التشابهِ بين قلبي واشتهائكِ لي
 يقيني في المخيلةِ الكثيرُ من الشبقْ
 هي فكرةٌ أيضاً ونزعاتٌ تؤلفُ نفسَها
 كعبارةٍ فيها اتتشاءٌ سائلٌ كالريقِ 
مُختَلَفٌ عليهِ ويستقرُّ على الشفاهِ 
وحينَ يأخذُنا الكلامُ يجيءُ من صورِ 
العناقِ بعيدُها و قريبُها ويكونُ ظلي وقتها
 كالقرفصاءِ وظهرهُ للسورِ
 أفكارُ الحياةِ قريبةٌ من بعضها
 فقطِ المخيلةُ الصغيرةُ عاجزةْ
 والقلبُ يحملُ نفسَهُ يستقبلُ النياتِ عاريةً
 ويكسوها ليخفي عورةَ التفكيرِ في أشياءَ عائمةٍ
 كرغباتٍ تفيقُ كما الفقاعةُ فوقَ سطحِ الكأسِ
 هذا القلبُ لي ولكِ اعترافي أنني لكِ عاشقٌ.
الاثنين ٢٧/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق   


الأحد، 26 نوفمبر 2017

نوافذ للمطر


نوافذُ للمطر
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا لو الآن التقينا تحتَ زخاتِ المطرْ
 ماذا لو الميناءُ تتركُنا نحبُّ كما نشاءُ
 فلا فنارَ فقطْ سكونٌ ينهمرْ
 ماءُ السحاباتِ الثقيلةِ يجعلُ الميناءَ كوباً ممتلىءْ
 وأرى بعيداً نقطةً تلمعْ
 وليستْ نافذةْ
 ما أجملَ الليلَ المُذابَ أمامَنا في كأسِ قهوتِنا
 هناكَ ولا تذوبُ الأغنياتُ فقطْ
 سيدفؤنا عناقٌ ليس إلا إنها لغةُ المطرْ
 خلفَ الزجاجِ تذوبُ ألوانُ المدينةِ في جنونٍ معتمٍ
 هذي مواقيتُ المطرْ
 ما أدفأَ الأحلامَ عندَ البرقِ 
حينَ يهزنا رعدُ المفاجأةِ التي تجتاحُنا تحتَ المطرْ
 والذكرياتُ الآن مسرعةٌ بعيداً للوراءِ
 كأنها غيمُ النهارِ كأنها ورقٌ يطيرُ مبللاً
 بين الغصونٍ العارياتِ وخلفَ أسوارِ البيوتِ
 وهكذا عادَ المطرْ.
نصف النهار و كل الورق        



تحولات ذاتية


تحولات ذاتية
شعر: علاء نعيم الغول 

خذْ ما تحبُّ و لا تَقُلْ
 كن واحداً 
ودعِ الكثيرينَ انتصاراً لانتباهكَ فجأةً
 وانسَ الذي عدَّيتَ عنهُ فما ارتطامُكَ
 بالجدارِ سوى التطلعِ للوراءِ
 كُنِ الفراغَ فلن يحيطَكَ مَنْ تخافُ
 كم الحياةُ قريبةٌ من رأسِ هذا المِخْيَطِ الناتىءْ
 ألا إنَّ الفقاعةَ واهيةْ 
كنْ ما تريدُ ولا تحاولْ نزعَ قلبكَ من ثيابِكَ
 من هواءٍ كان يسكنُ عطرَها
 ما عاد يكفيني الحنينُ إليكِ ما عادَ انتظاري كافياً
 سأُعيدُ نفسي من بقايا الوردِ من بين السطورِ
 وسطوةِ اللغةِ التي خنقتْ حروفَ رسالتي
 ونجوتُ من نفسي أخيراً كادَ يغريني احتراقي
 بالتفاؤلِ ثم يسحبُني من التفكيرِ فيما ينبغي
 ولكِ السؤالُ وما الجوابُ سوى احتراقي فيكِ همساً أو قُبَلْ.
نصف النهار و كل الورق         


أشياء غالية



أشياءُ غالية
شعر: علاء نعيم الغول 

إنَّ الذي فتحَ المساءَ هو المساءُ
 تواجدَ الحِسَّانِ فينا غارقَيْنِ تلاصقا 
بينَ التفاني و ابتهالاتِ التَمَنِّي أيُّنا الموسومُ
 بالصوتِ الشهيِّ و أيُّنا الشادي بِوِرْدِ الفَجْرِ
 يُغْرقُني بهاؤكِ أُسْتَمَالُ بهمسةٍ منكِ احتوتْ
 أرَقي كما قلقي و باتَ القلبُ منكِ مجاهراً
 كمدينةٍ مكشوفةٍ للغيمِ في عينيكِ آمالُ البقاءِ
 فلا زمانَ و لا مكانَ هنا فقطْ نهَمُ اللقاءِ
 و حرقةُ التفكيرِ في أخذِ اليدينِ من الهواءِ
 إلى يَدَيَّ و أيُّنا الموجوعُ أكثرَ أيُّنا الموشومُ 
بالحبِّ المنادي من بعيدٍ من وراءِ النومِ
 بالشبَهِ الذي بيني و بينكِ أيُّنا العفويُّ أكثرَ
 و الذي قتَلَتْهُ أغنيةٌ تعلقَ بعدها وداً بأطرافِ
 الجدائلِ إنما الأهدابُ غاليةٌ و قلبي ينفطرْ.
نصف النهار و كل الورق        


بين الصباح و في الصباح



بين الصباحِ و في الصباحْ
شعر: علاء نعيم الغول 

لمَ في الصباحِ نكونُ أجملَ
 بينما في الليلِ يعصِرُنا الحنينُ يجفُّ
 فينا الخوفُ ثمَّ يصيبُنا فرحٌ مليءٌ بالترقبِ
 كلُّ شيءٍ جاهزٌ للنيلِ منا في الصباحِ نعودُ
 للدنيا و ظني أنَّ ما في الليلِ ينفخُ
 في النهارِ الروحَ ظني أنَّ ما يجري 
على جهِ النهارِ جزاؤهُ ليلٌ بلا جدوى
 و آمالٌ معلقةٌ على ضوءِ النوافذِ 
في الصباحِ أراكِ أنتِ قريبةً كالدفءِ
 قادرةً على مضغي فيبلعُني احتواؤكِ 
أقتفي في صوتِكِ الصوتَ الذي يبتزنا بالحبِّ
 بالضعفِ الذي فينا و رغبتِنا التي تمتصنا
 أيضاً و يجعلنا الصباحُ مغامرَيْنِ بدونِ دربٍ
 صادقَيْنِ لأننا لا ننتمي للخوفِ 
نعرفُ أنَّ شيئاً ما بداخلنا نقيٌّ واضحٌ.
نصف النهار و كل الورق  

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

مذكرات


مذكراتْ 
شعر: علاء نعيم الغول 

حين اتفقنا أن نُحبَّ 
تكاثرَ العشاقُ وانقلبوا على أحلامهم
 والحربُ كانت في نهايتِها وأذكرُ أننا
 اعتشنا على طعمِ الهواءِ وقطرةٍ من عطرْ
 وصدقنا المدينةَ واغترفنا البحرَ
 فامتدَّ النهارُ كأنهُ لا ينتهي
 والليلُ ما زالَ اتفاقاً بيننا أيضاً 
وهل عيناكِ نصفي أم أنا كلُّ الحكايةِ
 في شفاهكِ مقتلي أم في عيونكِ لحظةٌ
 مقبولةٌ لأظنَّ أني لستُ أفنى
 هكذا في الحبِّ ما في كلِّ شيءٍ
 فانزلي أنا أنتظرْ
 سأكونُ في المقهى الصغيرِ
 هناكَ حيثُ مقاعدُ العشاقِ خاليةٌ
 و تبدو الحربُ موجعةً قليلاً و السماءُ
 رتيبةً كرسالةٍ متوقَّعَةْ
 حين اتفقنا أن نحبَّ 
بدأتُ في تغييرِ أشيائي القديمةِ
 و ارتديتُ ملامحي و جعلتُ شَعري
 مثلما يبدو عليه الآنْ.
نصف النهار و كل الورق     

كما المطر



كما المطرْ
شعر: علاء نعيم الغول
 
ورقٌ تبللَ بالمطرْ
 قدماي حافيتانِ فوقَ الرملِ 
ألمسُ أولَ الدنيا ولذةَ نبتةٍ عطشى ارتوتْ 
شيءٌ يدلُّ على البدايةِ دائماً
 لا بدَّ من ذلكْ
 وفي قلبي نهاياتُ القلقْ
 قلبي كزرٍ في قميصكِ حاذري أن ينفتحْ
 فقط الذي بيني و بينكِ
 لُفَّ تبغاً في مسائي و اشتعلْ
 ما أوسعَ السقفَ الذي سحبَ الدخانَ كآهةٍ متململةْ 
كسحابةٍ قالت سأُمطِرُ فاختنقنا عند نافذةٍ
 تبادلنا الهواءَ فكانَ مختلفاً تقبَّلْنا الحقيقةَ
 فاعترفنا بالمرارةِ مرةً أو مرتينِ وكانَ قلبانا وعاءً
 تحتَ هذا السقفِ يا مطرَ النهارِ الحرَّ كم فيكَ 
انتقلتُ من اعترافٍ لاعترافٍ للبداياتِ الكثيرةِ
 و النهاياتِ التي لم أقتنعْ بضرورةِ التفتيشِ عنها
 في حوارٍ دار يوماً بيننا.
الجمعة ٢٤/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق       


الخميس، 23 نوفمبر 2017

شفاه و اعترافات



شفاهٌ و اعترافات
شعر: علاء نعيم الغول 

في لحظةٍ تبدو الأمورُ مثيرةً مسؤولةً 
عما تراهُ وفجأةً تجدُ الحياةَ مصابةً بتوترٍ
 يخفي حقيقةَ ما بدأناهُ وما سيكونُ حيث
 الاعتقادُ بأننا أحياءُ يربكني ويدفعني
 لأعشقَ مغرياتِ النومِ أفتعلَ ارتباطاتٍ
 مع الأحلامِ تسحبُني إليها ربما هرباً
 وأحياناً محاكاةً لنفسي وهي تنزعُ
 من شفاهي الاعترافَ بأنني أفشي الذي
 لا تعرفونَ وأشتهي ما لا ترونَ وأختفي
 في ظلّ أنثى باغتتني من أمامي راودتني
 عن مرايا لا أرى فيها الذي تتوقعونَ مفاجآتُ
 الحبِّ عادلةٌ وما في القلبِ أكثرُ من مجردِ
 خفقةٍ أولى ونبضٍ مسرعٍ وتجاوزاتٌ لستُ
 أحسبُها كثيراً فاحتملْ يا قلبُ 
ما يُلقَى عليكَ من التُّهَمْ.
الخميس ٢٣/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق  


الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

ابتهالات غير متسرعة


ابتهالاتٌ غير متسرعة
شعر: علاء نعيم الغول 

لأنكَ هكذا و أنا أفتشُ عنكَ يدفعني الحنينُ
 يهزني شوقٌ عفيٌّ أين أنتَ تُراكَ آثرتَ
 السكوتَ أراكَ في ظلي أمامي بين أوراقي
 و عند البابِ حين أعودُ من وقتي إليكَ أراكَ
 في عينيكَ تسألني عن الموجِ الذي منعَ
 الموانىءَ من معاتبةِ الفراغِ غداةَ غادرتِ
 النوارسُ ملحها في ريشها الملقى على ظهرِ 
المراكبِ هكذا أنتَ المنادَى و المنادي صادقُ 
النياتِ يوماً خالقٌ للظنَّ وقتَ تُحبُّ أحلمُ فيكَ
 تُمسكُني فأصحو فجأةً كغزالةٍ سمعتْ حفيفَ
 الحَوْرِ فانطلقتْ وراءَ خيالِها و أنا كذلكَ
 صاحبُ الرؤيا و كاتبُ رُقْيَةٍ لكَ فاستمعْ لي حين
 تسمعُني و بعدَ الابتهالِ أمامَ عطركَ غارقاً 
في كلَّ ما يفضي إليكْ.
الأربعاء ٢٢/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق   


الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

ملاحقات روحية



ملاحقاتٌ روحية
شعر: علاء نعيم الغول 

بلغَ الملامُ زُبَى الغرامِ 
سعُدْتَ في نجواكَ يا حادي الهوى
 و نجوتَ ما دامَ احتراقُكَ شوقَ قلبِكَ
 قُمْ فنادي في منافي الروحِ
 أنا كِلْمتانِ خفيفتانِ ندىً وسلوى
 جارحٌ بُعْدٌ و قاسٍ قُرْبُ مَنْ عزَّتْ ملاقاتي لهُ 
عزَّ الكرى سهَرُ المحبِّ تَنَفُّسٌ و النفسُ تُولي
 العشقَ حرَّ الابتهالِ و نارُها صِدْقُ انتظارٍ 
طافتِ الأحلامُ بي طيفُ الذي يُهوَى
 حرِيٌّ أَنْ يدومَ و قائلٌ قلبي لغيري
 إنهُ قشْرٌ تبَزَّلَ سالَ من عليائهِ ماءٌ شهيٌّ 
هل تذوَّقْتَ انعتاقي لهفةً و تشققاتٍ في جدارِ
 البوحِ يا روحاً تسامتْ و ارتقتْ ناديتُ فيكَ توجُّعي
 فأجابَني ألماً و صدَّاً فانكفأتُ على غرامي فَيْضَ سدٍّ
 حُقَّ للصادي ذَنوباً يرتويهِ بلا كدَرْ.
الثلاثاء ٢١/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق        


من الليل و الليل



من الليلِ و الليل
شعر: علاء نعيم الغول 

وحدي ولا أنسى
 وأنسى أنني وحدي وإني هكذا سأظلُّ
 فاقفلْ بابَكَ العالي ودعني إنكَ الليلُ
 الذي لم يكترثْ دعني فإني مَنْ يرتبُ
 نفسَهُ ليعودَ مما قد تغرَّبَ فيهِ منكِ إليكِ
 عادَ الدربُ ما اعتدتُ التلكؤَ في اعترافاتي
 و يبقى الليلُ جوفَ القلبِ كوناً بارداً شيئاً 
و صوتاً ليس يُسْمَعُ فانتبذْ مني مكاناً غير
 قلبي يا سميري إنكَ الليلُ الهجينُ خُذِ القمرْ
 وحدي و فيَّ الحبُّ وحَّدَ نبضَنا فيما المكانُ
 الآن نصفُ الفلِّ نصفُ الاعتقادِ بأننا ما عادَ 
يربكُنا التساؤلُ دائماً وحدي و أنتِ الوقتُ
 دفءُ الروحِ دائرةٌ من النورِ التي اتسعتْ فصارتْ
 كوكباً و الليلُ لي والليلُ أنتِ و رغبتي في أنْ نُحِبْ.
الثلاثاء ٢١/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق       


الاثنين، 20 نوفمبر 2017

مواقف مترددة


مواقفُ مترددة
شعر: علاء نعيم الغول 

بل كيفَ نُعطي مَنْ يموتون انتحاراً
 فرصةً لِيُرَوْ علاقتَهم بنا بل كيف نجعلُ
 وردةً بلداً صغيراً خالياً من مشهدٍ
 كذبَ الكبارُ به علينا كي نصدقَ
 أننا شهداءُ حربٍ قادمةْ
 بل كيفَ أحلمُ مرةً أخرى بقُبْلَتِكِ التي
 فتحتَ أمامي شارعاً في الليلِ أولُهُ
 كآخرِهِ و يبقى البحرُ لي و الموجُ لَكْ
 بل كيفَ نختزلُ الكلامَ المُرَّ في تنهيدةٍ
 مقفولةٍ و شفاهُنا مكسوةٌ بالغيمِ يجعلُها
 الكلامُ براعماً للصيفِ بل كيفَ التذمرُ 
غالباً ضعفٌ و أحلامُ البدايةِ نصفُها شكلُ 
النهايةِ هل لوجهي ما يدلُّ على خلافٍ بيننا
 هل في عيونِكِ ذكرياتٌ أوجعَتْنا مرةً 
أو أدخلتَ في الروحِ دفئاً صافياً
 هل أنتِ لي أم صِرْتُ لَكْ.
الاثنين ٢٠/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق     

    

الأحد، 19 نوفمبر 2017

يتسقط الوجد ظلا أو ورق



يتساقطُ الوَجْدُ ظلاً أو ورقْ
شعر: علاء نعيم الغول 

هيَ هكذا الأحلامُ تُسقطُنا
 و من بين الثقوبِ نمرُّ نهبطُ كالوريقاتِ
 التي كانت تُظِلُّ العابرينَ فأُرهِقَتْ بالانتظارِ
 و أنتِ نصفُ الظلِّ قلبي كلُّهُ هلَّا عبرتِ الآن
 من روحي إليَّ و هكذا الأحلامُ وخزةُ إبرةٍ 
في الظهرِ ثمَّ يطولُ بي شوقي فأخشى
 مرةً أخرى انتظاري هل أصيرُ وريقةً للريحِ
 تذروني بعيداً ثم أبعدَ هل ستُرجعُني المواسمُ
 هكذا الأحلامُ تفتحُ لي نوافذَ للقلقْ
 و البحرُ يأخذُني إليكِ و حينَ يأتي الليلُ
 أنسى فيكِ ما قالَ النهارُ و أشتهي ما في هوائكِ
 هكذا الأحلامُ واسعةٌ و لكنْ حين يأتي النومُ
 تبدأُ في ملاحقتي فأهربُ فيكِ أحتضنُ المسافةَ
 بيننا متواجِداً حُبَّاً و شوقاً لا يقفْ.
الأحد ١٩|١١|٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق     








السبت، 18 نوفمبر 2017

من لحظة من وحيها


من لحظةٍ من وحيها
شعر: علاء نعيم الغول 

هل تستطيعُ الآن فهمي
 لا تخفْ مما سيحدثُ فالمفاجىءُ أَنَّهُ سيصيرُ
 شئنا أم أبينا و النهايةُ و الحياةُ مع البدايةِ
 وعكةٌ زمنيةٌ في الرأسِ خَلْطٌ لا يريحُ كلعبةِ
 السوليتيرِ أو كبيادقِ الشِّطْرَنْجِ
 يؤسفني التحدثُ هكذا فالأمرُ يا صَحْبي
 يساوي كلَّ هذا الانشغالِ و يستحقّٰ الحبَّ أيضاً
 و الخلاصُ هو الرجوعُ إلى البدايةِ دائما
 لا تعتبرْ بنهايةِ الأشياءِ قد تستاءُ أكثرَ حين تنظرُ
 للوراءِ فلا ترى من ظلكَ العاري سواكَ مُجَزَّأً
 و مُعَلَّباً كشريحةِ الرِّنجا 
سنصبحُ دائماً أفضلْ 
فقطْ يستلزمُ الأمرُ الوقوفَ وراءَ غيرِكَ 
أو أمامَ الآخرينَ و حين تبلغُ بابكَ المفتوحَ 
سجلْ لحظةً أحببتَ فيها صادقاً.
نصف النهار و كل الورق 


تمنيات على خشب قديم


تمنياتٌ على خشبٍ قديم
شعر: علاء نعيم الغول 

ما زلتُ أحلمُ أنْ أكونَ
 كأنني ما كنتُ شيئاً
 قطعةُ الاسفَنْجِ مقنعةٌ و لكنْ كيف أصْبِحُها
 و أحلمُ أنْ أطيرَ
 فراشةٌ تكفي و لكنْ كيف أقنعها لتعطيني
 هواءً غير هذا ربما في أنْ أكونَ الثلجَ
 قد يُسْلي فؤادي المحترقْ
 هل دبةٌ قطبيةٌ ستذيبُني أنفاسُها
 أم عشبةٌ تقوى عليَّ فأنصدِعْ
 جربتُ يوماً أنْ أكونَ مدينةً
 فاستغولَتْ فيَّ الشوارعُ أفقدَتْني حظوتي
 عند الطيورِ فغادرَتني مرةً أخرى
 و أحلمُ لو أكونُ الليلَ كي آتيكِ أَنَّى ترغبينَ
 و أغلقَ الأبوابَ أقتلعَ النوافذَ من بياضٍ الشمعِ
 أحلمُ أنْ أكونَكِ
 وقتها سأُعيدُ نفسي من غياباتِ الظنونِ
 و من طيورٍ كنتُ أكتبُها على وجهِ السماءِ
 فتنطلقْ.
نصف النهار و كل الورق   


نيات واضحة



نياتٌ واضحة
شعر: علاء نعيم الغول 

لو كان قصدي غير حبكِ لانكشفْ
 لو في يدي ما قلتُ شيئاً و اكتفيتُ بما سنفعلُ
 عندها لا شيءَ تخفيهِ العيونُ و لا يليقُ بها
 سوى فضحِ السرائرِ هكذا
 لو كان قلبي في يدي منذ البدايةِ ما اعترفْ
 هي لحظةٌ و اللحظةُ امتدتْ و عانينا الكثيرَ
 و إنها أوقاتُنا فاربأْ بها ألا تضيعَ و شاهَ
 وجهُ الوقتِ إنْ أعطى لنا ظهرَهْ
 لنا شرفُ الحياةِ
 كما نريدُ و ما استطعنا
 فامتلىءْ يا قلبُ منها و اغترفْ 
منذ التقينا و المدينةُ مغلَقةْ
 أين النوافذُ و البيوتُ
 و أين شارعُنا القديمُ قد اختفت و المنعطفْ
 و تفرقَ الخلانُ و انتهتِ البداياتُ البعيدةُ
 ضاعَ ما عشناهُ يوماً كان عيشاً من حكاياتِ الترَفْ.
الجمعة ١٧/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق    


الجمعة، 17 نوفمبر 2017

عقارب الكلام و نار الليل


عقاربُ الكلامِ و نار الليل
شعر: علاء نعيم الغول 
 
النارُ أولُها الضجرْ
 و النارُ أعرفُها و أعرفُ أنكِ العشبُ
 الذي ينمو بقلبي رعشةٌ كدبيبِ نملٍ جائعٍ
 كالملحِ يأكلُ في بياضِ الجُبْنِ أنتِ النارُ
 تتركني أفكرُ كيفَ يطفي الماءُ جمراً ظلَّ
 يكبرُ لستُ أدري كيفَ
 لكنْ لم أجد ليلي كما اعتدناهُ 
فيكِ النارُ شاهقةٌ إلى شفتيكِ حتى آخرِ
 الهمسِ الذي قطعَ المسافةَ بيننا في قُبْلةٍ
 و جمَعْتُ أنفاسي و نمتُ لأستميلَ الحُلْمَ
 كي يأتي سريعاً بكْ 
بعيداً أيها الشوقُ المجنَّحُ رفرفتْ آمالُنا
 أين الفراشةُ و السماءُ و أين شُرْفتُكِ
 التي امتلأت بأوراقِ الشجرْ
 و النارُ آخرُها السَّهَرْ
 و النارُ نعرفها معاً ذاكَ الجنونُ المشتعلْ 
تلكَ السويعاتٌ التي ارتطمت عقاربُها
 برائحةِ الصباحِ فأوقفتْ فينا الكلامْ.
الجمعة ١٧/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق   


الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

مرايا زاهدة


مرايا زاهدة
شعر: علاء نعيم الغول 

الزهدُ فيما قد خَلَقْ 
لا ما خُلِقْ
ما نفعها الأشياءُ حين نعافُها 
ماذا يفيدُ الوردَ عطرٌ في وريقاتٍ ذوتْ
 لا يعدمُ الناسُ التعلقَ بالذي قال الحياةُ
 شهيةٌ فاستعملوها إنما الدنيا اشتياقٌ
 و احتراقٌ غابةٌ في قلبِ قفْرٍ قصةٌ عاديةٌ
 لمؤلفينَ تنافسوا في الفهمِ فاختلطت معاني
 الحبِّ في قلبي نياطٌ مثلما في قلبها
 و أخافُ من أظفارها لو أنشبَتْها في علائقَ
 أمهلَتْني كلَّ هذا الوقتِ كي أحتاطَ للشبهِ الذي
 بيني و مرآتي و أصغرِ طائرٍ فتحَ السماءَ بأغنيةْ
 في قلبِها نبتَ الذي قلناهُ ريحانَ الشتاءِ
 و لم أقلْ إني نسيتُ كم انتظرنا كلَّ هذا
 كي نظلَّ و قالتِ المرآةُ لي لا زهدَ إلا في الذي
 تركَ الحياةَ و لن يعودَ و في قلوبٍ 
لم تعشْ في الحبِّ يومْ.
الخميس ١٦/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق  



مسالة وقت



مسألةُ وقت
شعر: علاء نعيم الغول 

هل ما تزالُ تريدُها
 هل تستحقُّ النيلَ منها
 إنها الذاتُ العميقةُ
 آخرُ الضوءِ الذي تركَ الليالي المقمرةْ
 يا خوفُ هل يغريكَ أني لا أخافُكَ لا أحبُّكَ
 لا أريدُكَ ربما لكَ وجهُ مَنْ خافوكَ مَنْ تركوا
 الحياةَ تضيعُ بين ظلالكَ العرجاءَ في نظراتِكَ
 الجوفاءَ روحي حرةٌ خُلِقَتْ لترجعَ مثلما جاءت
 مغطاةً بريشٍ دافىءٍ و الخائفونَ مطالَبونَ بكلِّ 
شيءٍ بينما الشمسُ البعيدةُ وحدها مشغولةٌ بالنارِ
 فيها هكذا روحي الصغيرةُ أشعلَتْها رغبتي في
 البحثِ عني عن معاني ما تمنينا كثيراً أين 
تختبىءُ الأماني كيف ندعوها كلحنٍ هاربٍ 
بين الهواءِ فلا أرى غيري هنا و هناكَ 
ما لا يستطيعُ الخوفُ تفسيراً لهُ.
الأربعاء ١٥/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق   


الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

شموع قليلة



شموعٌ قليلة
شعر: علاء نعيم الغول 

لم تكتملْ أشياؤنا لم يُعْتَرَفْ بالحبِّ قبلَ البدءِ
 في وجعِ انتظارِكِ هاتِ لي يا قلبُ ما نحتاجُهُ 
أم أنتَ لا تدري بما قد يعتريكَ أمامَ هذا الشمعِ
 يا ليلي الطويلُ ألا ترى أنا ضحايا لا تسلْ عمَّنْ
 أساءَ لنا فلا تُهَمٌ و قد نمنا و لم نختَرْ طريقَ البحرِ
 سوفَ ننامُ حتى نستحقَّ وسادةً خليتْ من الأحلامِ
 باردةً كطعمِ عبارةٍ فقدتْ معانيها و حتماً سوف نفقدُ
 شارعاً آخرْ أحبُّكِ فارجعي لغدي هناكَ أنا و في
 عينيَّ ما في الدمعِ من أشياءَ آتيةٍ و من أسماءَ
 تنفعُ للكلامِ و للتوددِ و السبيلُ إليكِ ورداتٌ
 و أغنيةٌ لنا و الحبُّ في عينيكِ ورداتٌ أُخَرْ
 لا بدَّ من يومٍ معاً و الليلُ أصدقُ من نهارٍ
 لا يتيحُ لنا كلاماً كم نُحبْ.
الثلاثاء ١٤/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق  


الاثنين، 13 نوفمبر 2017

الضائع المفقود


الضائع المفقود
شعر: علاء نعيم الغول 

ما قلتُ إني ذاهبٌ ما قلتُ عن نفسي 
سوى أني ضميرٌ واقفٌ كالظلِّ فوقَ السورِ
 إني حينَ أحلُمُ لا أفكرُ في النقيضِ 
و لا ألومُ الضائعَ المفقودَ من وقتي
 كفاني أنَّ لحظاتِ التقائي بالحقيقةِ 
لا تغادرُني و تتسعُ السماءُ أمامَ عينيَ
 ثمَّ أنشدُ فيكِ لحظاتي الأخيرةَ تاركاً 
فوضى الحياةِ و هارباً من لحظةِ العطشِ
 التي لا ترتوي من كلِّ ما يعطي الفؤادَ
 من الذرائعِ ما يؤخرهُ عن التفكيرِ فيكِ فأنتِ
 لي وعدُ العبورِ إلى سمائكِ مرةً أخرى و ليس
 الحبُّ نافذةً بلا وردٍ فأغنيةُ ستكفيني لأدركَ
 كم أنا متنعمٌ في دفئكِ الممتدِّ في نَفْسي
 و أوصالي و إنكِ تعرفينَ الحبَّ مثلي
 فلنفكرْ في الذي سيكونْ.
الاثنين ١٣/١١/٢٠١٧
نصف النهار و كل الورق    

الأحد، 12 نوفمبر 2017

من لطائف اللغة


من لطائفِ اللغة
شعر: علاء نعيم الغول 

إنَّ اعترافَكَ لي
 تسببَ في اعتناقي لاختزالاتِ اللغةْ
 سببُ التهربِ من ملاحقةِ استعاراتِ
 الكلامِ هو افتقاري للصورْ
 فأتي إليَّ بمفرداتٍ غير مُجْهِدةٍ لقلبي
 قد يروقُ لي الحديثُ عن الدقائقِ و الفروقِ
 و كيف تنقلبُ المعاني في الجُمَلْ
 لا بدَّ أني أفهمُ الأشياءَ باللغةِ
 التي نضجتْ على مهلٍ و في ورقٍ تناثرَ
 في أحاديثِ الليالي الدافئةْ
 في الليلِ تختلفُ المعاني لستُ أعرفُ كيفَ
 لكنْ ما جرى أني أصادفُ بعد نصفِ الليلِ
 في لغتي كلاماً ليسَ مني ليسَ منكَ كأنهُ يوحَى
 إلينا فاعترفْ لي مرةً أخرى بأنكَ لي و أني لكْ
 سنبحرُ مرةً أخرى بعيداً في مجازاتِ الحكايةِ
 في لطائفِ ما تخبؤهُ اللغةْ.
نصف الكلام و كل الورق   


إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...