One Giant Leap for Love
شعر: علاء نعيم الغول
الحبُّ أيضًا قفزةٌ عملاقةٌ
قمرٌ ومُكْتَشَفٌ وصَدِّقْ أنني ما زلتُ
وحدي ناقمًا حتمًا على ظلي الذي
لم ينتظرني كي نرتبَ كلَّ ما نحتاجهُ
وقتَ الرجوعِ إلى المدينةِ
ظلُّ تلكَ الأسكدنيا كان يحفرُ
في مخيلتي خطوطًا غير كاملةٍ
وذاكرةً مجزأةً عن الماضي
صغيرًا كنتُ حين عرفتُ أنَّ اللهَ رتبني
لأصبحَ ما عليه الآنَ أشواقي ممددةٌ
كإسفلتٍ طويلٍ هاربٍ بين اتجاهاتٍ
تحاولُ أنْ تعيدَ صياغةَ السفرِ
المؤجَّلِ إنني قلبي وحين أنامُ أشعرُ
بالحنينِ إليكِ تضغطُني طيوفُكِ تعصِرُ
الرعشاتِ من جسدي هدوءًا ممتعًا
ومشاغباتٍ لا أعاندُها وفي هذي
المدينةِ ما تشاءُ من الوجوهِ
من القناعاتِ الشبيهةِ بالرصيفِ يعجُّ
بالماشينَ ظلي مرةً أخرى تحرشَ بالفراغِ
وظلَّ يفقدُ زهوهُ حتى استحالَ إلى
كتاباتٍ مبعثرةٍ على الأسوارِ تنتفضُ
المدينةُ كي تقولَ لعاشقاتِ الوهمِ
إنَّ رسائلَ الجندِ القدامى لم تصلْ والوقتُ
أصبحَ شاحبًا كنوافذِ الريحِ الثقيلةِ
إنَّ شارعنا جميلٌ كانَ يزرعُ خروعاتٍ
للهواءِ وسروتينِ أمامَ بيتٍ في الظهيرةِ
إنَّ حبكِ جاهزٌ في الرأسِ كالفِكَرِ الجريئةِ
سائلٌ في العظمِ يسري مثل نملٍ جائعٍ
في القلبِ كالأرضِ التي انفتقتْ
ليخرجَ وجهُ أولِ وردةٍ في الصيفِ حبُّكِ لي
إطاراتٌ من الكوشوكِ أشعلها الصغارُ
على المداخلِ لا اختنقنا من دخانِ العُمْرِ
يصعدُ من أناملنا ولا حتى احترقنا
مثلما قططُ الحروبِ فقطْ تسلقنا السماءَ
إلى شفاهِ الزرقةِ الأولى وسامحنا الغيومَ
على انتهاكِ الليلِ بالرعدِ المفاجىءِ إنَّ وجهكِ
زورقٌ نهرٌ على كتفِ الفراشةِ لا تسلني
كيف يمكنُ أنَ يفيضَ وكيف صورتُ
الحقيقةَ إننا منذ البدايةِ لوحةٌ من ريشةٍ عفويةٍ
منحوتةٌ لم تكتملْ بل سربُ طيرٍ مرَّ عن
قصدٍ على هذي الدروبِ فأنزلَ المطرَ
الحبيسَ لساعةٍ وقميصُ نومكِ كانَ أسودَ
شاردًا في مفرداتي وهي تعصفُ بالمجونِ
وبالجنونِ وأنتِ تنعتقينَ في بذخِ البياضِ
وشهوةِ الترفِ القصيرةِ كان أسودَ من خيوطِ
الليلِ يسكبُني على هذا السريرِ كما
الحليبُ على شفاهِ البسكويتِ وما النتيجةُ
غير هذا الإشتياقِ توقعي أنْ نلتقي في
غابةٍ أو في مكانٍ لا يمانعُ سوفَ ننبشُ
في المصيرِ نراودُ الدنيا أكيدًا عن لقاءاتٍ
تعيدُ لنا الذي قد فاتَ بين الإنتظارِ وشهقةٍ
مكبوتةٍ في الصدرِ صوتُ البائعينَ يذوبُ
في جدرانِ هذا الحيِّ يوقظُ ذبذباتِ
القلبِ يحملني إلى صخبِ الضمير وصحوةِ
الوعي المجردِ من ملامحنا الجميلةِ فاقتربْ
يا حاملَ اللذاتِ واطرقْ بابَنا هَبْنا
من الحظِّ الكثيرَ ولحظةً لا تنقضي واملأْ
بالنبيذِ الكأسَ واتركْنا لنفلتَ في النشيدِ
وليس من غِيٍّ ولكنَّ الذي في النفسِ
لا يؤذي لهذا خذْ نصيبَكَ أيها القلبُ
الشغوفُ من الحياةِ كما بدأنا سوف نرجعُ
ثم تنقفلُ الحكايةُ ثمَّ تهتزُّ الأسرةُ
لستَ تعرفُ كيفَ نشبهُ يا حبيبتي البعيدةَ
ما على هذي الأظافرِ من طلاءٍ حين تتسعُ
الخدوشُ تصيرُ واهيةً وتذهبُ
بالقليلِ من المذيبِ فهلْ أنا ذاك الطلاءُ
أم الأظافرُ كم أحبكِ فاتسعْ يا بحرُ
أكثرَ واقتربْ يا وردُ من حوضي وهذا
ما نريدُ معًا فقفزاتُ الحياةِ قليلةٌ
وسريعةٌ عيناكِ تتقدانِ بالفرحِ المشاغبِ
والمدينةُ شبهُ نائمةٍ على مرأى من الشمسِ
التي حفرتْ نوافذنا وليس بدافىءٍ هذا
الشتاءُ كما توقعنا ودعني الآنَ أقرأُ ما تبقى
في كتابِ النومِ عن رؤيا تناسبنا وأطيافٍ
تلاحقنا وفي قلبي كثيرٌ من قليلْ.
السبت ١/٢/٢٠٢٠
أنثى اللوتس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق