أنثى كما كتب الهواء
شعر: علاء نعيم الغول
الصِّدْقُ أُنثى
لا قواسمَ بين صِدْقِكِ والذي
في الأخرياتِ توَّحدَتْ فيكِ
الطبائعُ وامتلأتِ كما المرايا
بالوضوحِ ولم يُسَجَلْ أنَّ مرآةً تواطأَتِ
امتثالًا للظروفِ ولم تُغَيِّرْنا
الحياةُ كما ترَيْنَ هناكَ أنتِ أنا
المقيمُ على حدودِ الوقتِ
بين الوَجْدِ والتفكيرِ أختصرُ الفراغَ
بصوتِكِ المائيِّ تختزلينَ فيَّ الروحَ
همساتٍ تنازعُني الهدوءَ وأنتِ شَوْقُ
الظلِّ للشمسِ البعيدةِ رغبةُ
السمَّانِ في سحبِ الخريفِ من
الهواءِ تشبثُ الدقاتِ بالقلبِ الضعيفِ
حبيبتي يا عتْقَ نفسي من إسارِ
الوعْدِ والماضي بقُرْبِكِ تنتهي لغةُ
التجمُّلِ والتباكي ذابتِ الثلجاتُ والعشبُ
استعادَ مذاقَهُ العفويَّ هذا وقتُنا
لا بدَّ أنكِ تعرفينَ كم الحياةُ قصيرةٌ
أنثايَ أنتِ عَدَلْتِ في ترويضِ نكهاتِ
الليالي المُجْبَراتِ على التوددِ واتخذتِ
من اشتهاءاتِ الصباحِ مناوراتٍ للتخلصِ
من فتورِ العَيْشِ بين الحُلْمِ والرؤيا
وبينَ توقعاتٍ لا تجيءُ وشارعٍ
يمتدُّ أبعدَ من مقاهٍ كان فيها الليلُ
رشفةَ قهوةٍ تكفي لتغييرِ الضميرِ لساعتينِ
وبعد أنْ صرنا معًا كتبَ الهواءُ على
شفاهكِ ما تبقى من حروفِ الحبِّ واستبدَلْتُ
خطواتي بصوتِ الريحِ وهي تشقُّ
جنباتِ الرصيفِ وأنتِ أنثى من رحيقِ
البيلسانةِ وارتفاعِ الزنزلختِ
وطائرٍ قطعَ السماءَ لكي يرى شفَقَ
المغيبِ وهكذا الدنيا حبيبتي البعيدةَ
رغبةٌ ومسافةٌ وحكايةٌ.
السبت ٨/٢/٢٠٢٠
حدائق التوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق