شيءٌ بيننا شيءٌ كبير
شعر: علاء نعيم الغول
(١)
شيءٌ من الماضي وما هذا الذي لا ينتهي لا بدَّ أنا نجهلُ الفوضى وآثارَ الترهُّلِ هذه الأيامُ حاويةُ ادعاءاتٍ وتسويفٍ ومعظمُ ما نحبُّ يظلُّ في الأحلامِ لكنْ ما نحققهُ معًا هو في الحقيقةِ جوهرُ التكوينِ معنى أنْ ننامَ مبكرينَ ولا نفيقُ متى نشاءْ.
(٢)
شيءٌ من الآتي هو الخوفُ الذي لا بدَّ منهُ هو الترقبُ واندثارُ الأمسِ في أفكارِنا وتلوثُ الأحلامِ بالمجهولِ هذا ما سنعرفُ غير أنَّ مراوغاتِ العُمْرِ أيضًا لا تعينُ على التوصلِ لاتفاقٍ واضحٍ بين النهايةِ والبدايةِ كيف نعرفُ أننا لا ننتهي.
(٣)
كم متعبٌ هذا التنازلُ كي نعيشَ وأنتِ لي ما ظَلْتُ أبحثُ عنهُ في هذا النسيجِ وشرنقاتِ الوقتِ في لونِ النسيمِ وزهرةٍ لم تنتبهْ للصيفِ فارتسمتْ على صدر الصباحِ مدينةً كالوشمِ في جلدٍ يبدلُ لونهُ في اليومِ مراتٍ كحرباواتِ أشجارِ الماهوجَني في نهارٍ ساخنٍ.
(٤)
كل الخياراتِ التي ليست لنا كانت تناسبُنا ولكنْ لم نكنْ متهيئينَ لأنْ نغامرَ أو نصدِّقَ أننا لسنا ملائكةً وبعد الليلِ تنكشفُ ادعاءاتُ الحياةِ ونلتصقْ هذا خيارُ القلبِ آخرُ ما لدينا الآن عمرٌ واحدٌ وحقيقةٌ مخفيةٌ ونياطُنا لا تحتملْ.
(٥)
هذي حكايُنا عنيدٌ أنتَ يا بحرَ الحكايةِ نافذٌ ما شئتَ فينا إننا الضعفاء في عينيكَ تُغرِقُنا وتدفعُنا إليكَ ونحنُ رملُكَ وانتشاؤكَ في ملامحِنا الرقيقةِ في الحكايةِ أننا جئنا معًا لنعيدَ ذائقةَ الشجرْ نستنطقَ الحجرَ الذي جعلَ المقاعدَ ذكرياتٍ واقعةْ.
(٦)
سطْرٌ صغيرٌ نقطةٌ في آخرِ الورقِ المُسلسلِ مثلَ شكوى لا تزالُ على سريرِ العاجزينَ وأنتِ منجايَ الوحيدُ من الرتابةِ والتخاذلِ عن مواعيدِ اللقاءاتِ المثيرةِ بيننا ماذا عليكِ لو التقينا بعد نصفِ الليلِ عندَ الكوخِ نفتتحُ الحياةَ وننتشي.
(٧)
ولسوفَ أكتبُ عنكِ أنكِ جئتِ من ريشِ الإوَزَّةِ من تفاصيلِ الشروقِ ولذةِ الشمسِ المريحةِ في الأصيلِ وأنتِ ترتشفينَ قهوتَكِ النقيةَ عندَ مدخلِ غرفتِكْ سأقولُ إنكِ تنسجينَ من الفراغِ ملاءةً بيضاءَ تكفي للسريرِ وليلةٍ فيها التخلي عن معيقاتِ الجنونِ فضيلةٌ.
(٨)
سنكونُ قد أَلِفَتْ خطانا شارعًا آخرْ هنا سنكونُ أبعدَ عن ضجيجِ مدينةٍ لم تتخذْ منا دليلًا للفرحْ نحن الصفا والبرتقالُ علامةٌ بيضاءُ في أفقِ الطيورِ نهايةٌ مخلوطةٌ بالوقتِ نعرفُ كيفَ ننجو من متاهاتِ القبيلةِ من خرافاتِ الذينَ استقطعوا من وقتِنا ما ليسَ يرجعُ كي نُحِبْ.
(٩)
الماءُ رائحةُ الشَبَقْ شبَقُ الكلامِ يسيلُ أسرعَ من قوامِ الصمغِ فوقَ الجذعِ جذعُكِ طيِّعٌ وأنا أُقَشِّرُ عنهُ ما قدْ جفَّ من طعمِ النبيذِ عليهِ كانَ الليلُ حين سكبتُهُ متيقِّنًا أنا سنملأُ عُرْيَنا بالصوتِ ضوءِ الموقدِ الممزوجِ بالعطرِ الذي فتحَ المكانَ لكي يكونَ حكايةً وبدايةً.
(١٠)
العابرونَ من الحياةِ يكررونَ ظهورَهم في كل يومٍ نحن مختلفانِ نعرفُ كيفَ نجعلُ من مسافاتِ اللقاءِ مساحةً للبحرِ فينا نسحبُ الموجَ القديمَ من اعترافاتِ النوارسِ هكذا الأحلامُ نمزجُها معًا بين الوسادةِ والوسادةِ في أصابعِنا بقايا ما اقترفْنا خلسةً بالأمسْ.
الأربعاء ٣/٧/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق