فوتوغرافيا
شعر: علاء نعيم الغول
(١)
ما أجملَ التاريخَ والدنيا حكاياتٌ وأسئلةٌ ونصفُ إجابةٍ ما أوجعَ الأحلامَ حين تخيبُ والدنيا تنافسُنا بأنفسِنا وتحملُنا على تبديدِ هذا الوقتِ في ترتيبِ ما عشناهُ ما جدوى التأملِ والتحسرِ والتباكي إنها الدنيا التي انتصرتْ على أحلامنا والوقتْ.
(٢)
في بلْدتي هذي البيوتُ وبعضُ راياتِ القبائلِ والصورْ موتى وأصواتُ انفجاراتٍ أمامَ محطةِ البنزينِ حاويةُ القمامةِ في الطريقِ إلى المجمعِ حيثُ مكتبةُ الإعارةِ والدخولُ إلى محلاتِ القماشِ وفي المدينةِ مذنبونَ وعاطلونَ عن الحياةْ.
(٣)
البحرُ حبٌّ والطواحينُ البعيدةُ لم تكنْ معروفةً من قبلُ كنتُ أمرُّ عن شجرِ الأكاسي هاربًا في الشمسِ من ضجرِ البيوتِ مكبراتِ الصوتِ والجُدُرِ المليئةِ بالرسوماتِ المقيتةِ عن نضالاتِ الذينَ استثمروا آلامَنا واستعملونا في محلاتِ الصرافةِ والبنوكْ.
(٤)
كم ممتعٌ أني معَكْ تتساقطينَ على شفاهي أو أنا أحنو عليكِ غطاؤنا ريشٌ وعِطْرُ وسادتي بلَلٌ بشَعْرِكِ والكلامُ معلقٌ بين الحروفِ وبينَ همساتِ المساءِ وممتعٌ أنا نسافرُ في ملامحنا بعيدًا لا نفيقُ و لا ننامُ فقطْ غيابٌ عنا هنا فيما هناكْ.
(٥)
تتسللينَ إليَّ من هذا الهواءِ ومن شعيراتِ العلَقْ تتسلقينَ تلهُّفي بأناملِكْ وعلى السكونِ حفرتِ أصواتَ العناقِ المستعرْ وتمزقتْ أنفاسُنا بينَ ارتشافٍ وارتشافٍ صاحَ قلبي يا نبيذُ لكَ السلامُ وطوَّقَتْنا لحظةٌ مما على البالِ اشتعلْ.
(٦)
تتزاحمُ الطرقاتُ في رأسي أفكرُ في انهياراتِ الحقيقةِ وادعاءاتِ الذينَ استعبدونا منذُ قَرْنٍ أو يزيدُ لورانسْ يعودُ يُعيدُ خيباتِ العربْ يا جائعونَ تحرروا يا خائفونَ الموتُ موتٌ والحياةُ نهايةٌ موعودةٌ ماذا تبقى فانكسرْ يا قيدُ هذا وقتُ تغييرِ العروشْ.
(٧)
يا لائمي في العشقِ لُمْني ما استطعتَ فقط سأعطيكَ الرسائلَ بيننا فتقدَّسي يا روحُ واغتسلي بماءِ الطُّهْرِ يا صلواتِنا سنكونُ قِدِّيسَيْنِ يومًا ما كما قالتْ لنا كلماتُهُ (جون دانْ)* لهذا أكتبُ الليلَ الطويلَ ونرتخي حتى الضحى في الظلْ.
(٨)
دِعْصٌ ويَعْمَلَةٌ وتأبيرُ النخيلِ أياطلُ الغزلانِ يا لونَ المها لولا اصطبرتُ لصرتُ قيسًا جُنَّ من ومَقٍ هي اللغةُ القديمةُ كيف تهجرها الكتاباتُ الأخيرةُ ما الذي يقضي بأن ننسى معانينا البعيدةَ في ثنايا المفرداتِ لم القديمُ مُنَفِّرٌ ومحايدٌ.
(٩)
قلبٌ كما ورقُ الجرائدِ سُطِّرَتْ فيه الحوادثُ والمسافاتُ التي قُطِعَتْ وقلبٌ كالجليدِ تبرَّأَتْ فيهِ الحياةُ من المظاهرِ والكلامِ وقلبُكِ الآنَ اعترافاتُ الأماكنِ كيفَ نُشعلها معًا وتوسعتْ فينا الأماني وابتهلنا كي نحبَّ ولا نهابَ من القبيلةِ والعسَسْ.
(١٠)
صورٌ تكرِّرُنا تلاحقُنا ونغرقُ في العلاقاتِ التي نزعتْ شهيتَنا وصرنا بارديْنِ وتائهيْنِ ومرَّ هذا الوقتُ أسرعَ لا حياةَ ولا أظنُّ البحرَ ينكرُ كم سهرْنا كي نهيأهُ لهذا الوقتِ للزمنِ الزي لا ينتمي لحقيقةٍ وتوقعاتِ الموجِ والسفرِ الذي لا ينتهي.
السبت ١٣/٧/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكون
*إشارة إلى قصيدة شاعر الميتافيزيقيا الانجليزي جون دان بعنوان "التقديس" The Canonization
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق