حياةٌ عند مجرى النهر
شعر: علاء نعيم الغول
(١)
هي أمنياتٌ أين قلبي الآنَ لا أنسى ولا أغفو وعند مصبِّ نهركِ كان في الليلِ الكثيرُ من الكلامِ وإنهُ الشغفُ المماطلُ إنهُ الشغبُ الجسورُ وإننا نتحيَّنُ الفرصَ الغريبةَ كي نحققَ رغبتينِ وبعضَ ما اشتملتْ عليهِ توقعاتٌ بيننا والنهرُ فاضَ عذوبةً أيضًا.
(٢)
لهذا أسبقُ العُمرَ الموزَّعَ بين ماضٍ ما ورائحةِ المقاعدِ بين خوفي من تفاصيلِ الحقيقةِ والرسائلِ بين هذا البحرِ والشمعاتِ حين تنيرُ لحظاتِ العناقِ وبين قلبي والتنازلِ عن دقائقَ كي نظلَّ معًا وعمري قطعةٌ فضيةٌ طبقٌ من الماضي الذي لا ينكسرْ.
(٣)
اليومَ مرَّ تصاعدتْ كلُّ الفقاعاتِ المليئةِ بالتذمرِ واختفتْ فيما أراها لا تزالُ قريبةً فيما أراني ممسكًا بالقلبِ خشيةَ أنْ يفكرَ في التراجعِ عن مشاكسةِ النوارسِ في الطريقِ إليكِ فيما الروحُ تفتعلُ انهياراتٍ ستجعلني أصدقُ أنني ما زلتُ حيَّا.
(٤)
والحقيقةُ غير ذلكَ في الطريقِ تساؤلاتٌ مغرياتٌ نقطةُ التفتيشِ والخبرُ اليقينُ عن الهوى والنبعةِ البيضاءِ كيف تفيضُ أسرعَ في الضحى والنارُ آخرُ ما تقدمهُ لنا هذي المدينةُ وهي تنهارُ احتراقًا بين أحلامِ الصبايا الواسعاتِ وشارعٍ ما زالَ يجري وحدَهُ في الشمسْ.
(٥)
ما أوسعَ الدنيا وأضيقَ ما نفكرُ فيهِ حين نخافُ حين نخافُ تنفتقُ العرى وتبينُ رغباتٌ تلاحقُنا وتختلفُ الحياةُ الآن عمَّا كان قبلَ اليومِ أنتِ بدايتي لا شيءَ قبلَكِ لم أكنْ متوقعًا هذا وهذا مجملُ الماضي وما يأتي ولسنا نعرفُ الغيبَ البعيدْ.
(٦)
في القلبِ ما في القلبِ هذي الريحُ واقفةٌ على طرفِ السياجِ مدينةٌ مسكونةٌ بالخائفينَ ولا أرى أحدًا يحبُّ الإعترافَ كما اعترفنا نحنُ أنا لا نريدُ مسافةً أخرى ويبدو القلبُ منشغلًا بما يجرى على الطرفِ البعيدِ من الحياةِ وإنها الدنيا التي هي ما لدينا الآنْ.
(٧)
لم نبتعدْ لكنْ هو الشوقُ الذي لا ينطفىءْ شوقُ المسافاتِ العتيقُ وناقلاتُ الراحلينَ وقافلاتُ الحبِّ لا الساعاتُ واقفةٌ ولا قلبي سينسى والنهارُ حبيبتي كتبَ اشتهاءاتِ الطيورِ وقرَّبَ المرآةَ من وجهي لأبصرَ كيف صرتُ مع المساءْ.
(٨)
ما زلتُ أرعى الصَّبْرَ أحملُ خطوتي وأجرُّها بتثاقلٍ هذي الطريقُ قريبةٌ من كلِّ شيءٍ غير أني لا أرى بابَ المدينةِ من هنا وهنا التقينا وارتأينا أن نحبَّ الوقتَ همساتِ السريرِ وأنتِ أنثايَ الوحيدةُ غربتي بين البنفسجِ والجنونِ المشتعلْ.
(٩)
حين التقينا لم نكنْ نحتاجُ أكثرَ من صفاءِ الماءِ أفكارٍ تقربُنا من العرزالِ من هذا المكانِ المنفتحْ سقطتْ مناشفُنا الوثيرةُ كان شيئًا منطقيِّا أنْ نظلَّ أمامَ هذا النهرِ ننتظرُ الهواءَ لكي نجفَّ ولم تكنْ أفكارُنا عن كلِّ شيءٍ عاريةْ.
(١٠)
كثُرَ الكلامُ عن الخريفِ وإنَّ صوتي الآنَ يجعلني مصابًا بالهدوءِ ورغبةٍ في أنْ نظلَّ معلقينَ على ترانيمِ البنفسجِ إننا قلبانِ للريحِ الطليقةِ والموانىءِ والطيورِ هنا التقينا إنه الحبُّ القديمُ ورغبةٌ فينا ومنا للحياةْ.
الثلاثاء ١٦/٧/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكونْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق