خياراتٌ ربما باردة
شعر: علاء نعيم الغول
(١)
صباحٌ باردٌ وأنا أُقَلِّبُ في الخياراتِ المتاحةِ مَنْ أنا وأنا الذي فتحَ الهواءَ بوجههِ وتفقَّدَ الوقتَ الكسيحَ على رصيفٍ موغلٍ في الصمتِ ثمَّ مررتُ عن ظِلِّي وكانَ مُبَقَّعًا متساهلا مع طائرٍ خدشَ المسافةَ بيننا بجناحهِ وأنا أنا والباقياتُ من التحيةِ كافيةْ.
(٢)
مساءٌ باردٌ وعناقُنا متأرجحٌ لا يكتفي بالشوقِ أنشبَ في ملامحنا لهاثًا موجِعًا ومُبَلَّلًا وسقطتُ منكِ على سريرِكِ كان متسعًا وأنقذَنا من الضِّيْقِ الذي ابتلعَ الفراغَ عناقُنا انهمرتْ على جنباتِهِ رغباتُنا وشَهَقْتِ في شَفَتَيَّ وانغلقَ المكانْ.
(٣)
كلامٌ باردٌ حتى إذا وصلت أصابعُنا إلى طرفِ المَصَبِّ لمستُ في دفقاتِهِ ما ليس في الماءِ الذي اعتادتْ عليهِ حياضُ هذا الفلِّ ملمسهُ كما بللُ اشتهائكِ إذْ يصيبُ بجرأةٍ عطشَ القماشِ وتكتفينَ بأنْ تساورني الخيالاتُ الطريةُ أو يؤرقني انتظارٌ مُوجِعٌ.
(٤)
جنَّدْتُ نفسي كي أكونَكِ قلتُ للنوَّارِ إنكَ آدميُّ النبضِ فانبجستْ هواجسُهُ وطارتْ قبعاتُ العائداتِ من الينابيعِ البعيدةِ كي نرى فيها العلاقةَ بيننا ماءً ونارًا لحظةً محفورةً في المسكِ في جِلْدي الذي خطَّتْ أظافرُكِ النحيلةُ فوقهُ عزفَ الليالي الهاربةْ.
(٥)
هي رغوةٌ سُكِبَتْ على وجهِ البياضِ هو النبيذُ المُشْتَهَى وتشَرَّبَتْهُ بلذةٍ تلكَ المساماتُ الغنيةُ باشتهاءٍ باذخٍ وأنا ارتشفتُ مشاغباتِكِ في شفاهي قطرةً ومداعباتٍ أيقظتْ أنفاسيَ الحرَّى وذابتْ في الفقاعاتِ الفتيَّةِ ما تركنا من عسَلْ.
(٦)
سريرٌ باردٌ أيضًا رفاتُ الوقتِ بين أصابعي فخذاكِ يلتصقانِ بالصوتِ الذي نبشَ الشهيةَ فيهما قُبَلٌ على عاجٍ ولمساتٌ على بللٍ ونصفُ التوتِ يحتملُ الهشاشةَ في تجاعيدِ السفرجلِ إنَّ البياضَ مراوغٌ ويُعيدُ ذاكرةَ النباتِ على جذوعٍ رطبةٍ.
(٧)
هواءٌ باردٌ صيفٌ كم لا ينبغي وأنا وأنتِ وفي النهارِ تأملاتٌ في المساءِ نعيشُ أطولَ والتحلِّي بالتلذذِ يفرضُ الطعمَ العميقَ ويُلصِقُ العرقَ المُحَلَّى بالنهودِ وظهرُكِ الممتدُّ بين غمامتينِ أمرُّ عنهُ بطرْفِ ذائقتي الخفيفةِ مثلما سال الراتينجُ على الخشبْ.
(٨)
رقَّ الحليبُ عصارةُ الجسدِ المنادي من وراءِ ستائرِ العشقِ السميكةِ أيها الليلُ اعتصرْنا إِنْ قدِرْتَ وخذْ نصيبَكَ من صَبوحِ لهاثِنا وغبوقهِ خذْ ما تريدُ ولا تكنْ خصْمًا لنا هذي عصاراتُ الجلودِ وذبذباتُ النارِ في الجسدِ الذي لا يرعوي.
(٩)
الوقتُ كاسحةُ الجليدِ وساعةٌ تتأرجحُ الأوقاتُ فيها أنتِ لي جسرُ الغمامِ إلى تلالِ الحبِّ وردٌ ناعمٌ وقصيدةٌ من ألفِ بيتٍ إنكِ الأحلامُ أكتبُها وأقبلُ أن ننامَ معًا على بَرْدِ البلاطِ أمامَ موقدِنا الصغيرِ أمامَ بابٍ بين غرفتِنا وشرفتِنا التي لا تشتكي.
(١٠)
فِراشٌ باردٌ صمتٌ طويلٌ ضحكةٌ في غيرِ موعدِها تبدِّلُ جوَّنا حُبَّا وتنتعلُ المدينةُ نفسَها نحو الحدودِ هي الحدودُ كئيبةٌ قلبي يدقُّ وكلُّ ما فيَّ العشيةَ دافىءٌ والإنتظارُ هو الذي نحتاجهُ لنظلَّ أجملَ قادريْنِ على التحملِ والأرقْ.
الخميس ٤/٧/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق