الأحد، 14 يوليو 2019

محطات للسفر




محطاتٌ للسفرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

(١)
ستسافرينَ غدًا يحقُّ لكِ اغتيالي بالغيابِ ولهفتي وتساقطي ورقًا على الممشى الطويلِ أكونُ وحدي بعدها متناثرًا كبقيةِ الريشِ الذي تركَ الوسائدَ واختفي بيني وبينَكِ إنها الأحلامُ ذائبةٌ كما الريقُ الذي أخذَ العناقَ معَ القُبَلْ.
(٢)
ستسافرينَ وترتخي خطواتُنا وأنامُ ممتلئًا بظني والسكونِ أقولُ في نفسي الكثيرَ عن الذي لم يكتلْ في الحبِّ في تذا الذي بيني وبينَكِ يا صغيرتيَ البعيدةَ في الهواءِ وفي المدى وأنا أسيرُكِ أستعدُّ لأنْ أكونَ كما تريْنَ ملائمًا لليلْ.
(٣)
يتسافرينَ وتغرقُ الالآهاتُ في صمتِ المروفِ وتنطفىءْ كوخٌ وحيدٌ والفنارُ أمامَ رائحةِ النوارسِ بابُ غابتِنا البعيدةِ ما الذي يبقى إذا لم نتخذْ من صوتِنا أثَرًا يدلُّ على المسافةِ بيننا سأظلُّ وحدي بين نافذتي وقلبي والقمرْ.
(٤)
ستسافرينَ وتبدأُ الساعاتُ في تبريرِ حرِّ الوقتِ بين خطايَ والطرقِ التي تُفضي إليكِ حبيبتي وإليكِ ترتحلُ الغيومُ إليكِ تسعى الأغنياتُ وتنتمي للطيرِ مثلي يا سنائي في السما والريحِ متى سنعرفُ أننا لم نرتكبْ ما ليسَ يُبعدُنا عن الدربِ القريبِ من الصباحْ.
(٥)
ستسافرينَ وتحملينَ علامةَ الحذفِ الشبيهةَ بالسفَرْ وعلامةُ الترقيمِ واسعةٌ كمجرى النهرِ عند مصبِّهِ ننهارُ أسرعَ ما الذي لا نستطيعُ معًا تلافي شَرَّهُ ومعًا سنبقى قادريْنِ على اشتهاءِ البحرِ أيضًا واشتعالاتٍ تُرينا كيفَ تنهمرُ الشموعُ على الخشبْ.
(٦)
ستسافرينَ وتلحقينَ بصافراتِ القاطراتِ هناكَ تنفتحُ الحياةُ على مدينتِكِ البعيدةِ أنتِ لي وغزالةٌ تعدو كما تعدو السطورُ المسرعاتُ على الورقْ هذا احتراقي وانشغالي بالسؤالِ عن الحكايةِ بيننا كيف ابتدأنا كيف يجمعُنا المساءْ.
(٧)
ستسافرينَ تعددتْ صورُ الرحيلِ علامةٌ بيضاءُ أو خيطٌ طويلٌ موجةٌ مربوطةٌ بالرملِ أو خبَرٌ بعيدٌ لا أنا في الوقتِ كي أنجو ولا في الصوتِ كي آتي إليكِ هي المسافاتُ المريعةُ والدخانُ من السجائرِ سادرٌ في سُؤلِهِ عني وعنكِ عن الصباحِ المحترقْ.
(٨)
ستسافرينَ صدَقْتِ أنتِ وطارتِ الورقاءُ واتخذَ الكلامُ سبيلَهُ في الروحِ بوحًا والدعاءُ أمامَ مرآتي ابتهالٌ واضحٌ لكِ أنْ أعيشَ على هوائكِ أن أحلقَ في أعالي الريحِ كي أشتاقَ أكثرَ للمدينةِ وهي تطلبُنا من النوارِ من وادٍ بهِ ماءٌ وزرعْ.
(٩)
ستسافرينَ هي البدايةُ والحكايةُ والتجلِّي في ترانيمِ التواجدِ في ليالي العشقِ في هذا السريرِ المنتشي بتنازلاتِ العاجِ وانهارُ البياضُ على الشفاهِ توردَ الخدانِ من خفَرٍ وساقتنا الحياةُ إلى طريقِ الغابةِ الأولى وفي عينيكِ ما قلنا وما فعَلَ الفَرَاشْ.
(١٠)
ستسافرينَ وأنتظرْ ستعانقينَ الطيفَ مراتٍ وأغرقُ في نهاركِ والجنونِ تسابقتْ أرواحُنا وتنازلتْ فينا الأماني لا مكانَ سوى العناقِ ولا حياةَ كأنْ نظلَّ معلَّقَيْنِ على الزهورِ وبين داليةٍ وخوخاتٍ وحبكِ لي نشيدٌ ليس يشبههُ الصدى وهديرُ موجٍ صاخبٍ.
الأحد ١٤/٧/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكونْ     

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...