الثلاثاء، 9 يوليو 2019

محاولات للهرب





محاولاتٌ للهربْ
شعر: علاء نعيم الغول 

(١)
كأني لا أراكَ ولا ترى وكأننا لا ننتمي للبحرِ نعرفهُ وينكرُنا كأنا لم نكنْ من نسلِ هذا اللوزِ والليمونِ هذي غربةٌ أخرى وبابٌ واسعٌ يسَعُ الرحيلَ وراحلاتٍ تحملُ الماضي وأعتابَ المواسمِ والبيوتِ ولا تصدقْ أنَّ ما ولَّى يعودْ.
(٢)
سيكونُ في قلبي الكثيرُ تعيشُ أنتَ ونلتقي وأعودُ من خلفِ البيوتِ ولا أرى أحدًا تعالَيْ من هناكَ هناكَ بابُ الوقتِ بابُ الغابةِ الأولى وجسرٌ نعتليهِ معًا يطلُّ على هدوءِ النهرِ أنتِ قبيلتي والناسُ والدنيا وأنتِ بدايةُ التأريخِ للحبِّ الذي لا ينتهي.
(٣)
صدَفٌ على رملٍ وظِلِّي زورقٌ في الشمسِ قبعةٌ على رأسِ الهواءِ فَرِحْتُ إذْ صرنا معًا هذي أصابعُنا الصغيرةُ تشتبكْ هذا التحررُ من مواقيتِ الرتابةِ نلتصقْ وندورُ في فَلَكِ الوجودِ ونحتمي بالوردِ من آلامِنا ونحبُّ أنْ نغفو على صوتِ المطرْ.
(٤)
ما أوهنَ النوارَ ما أقسى التمنِّي والحياةُ مُقِلَّةٌ في بوحها هل تذكرين معي اللغةْ هل تعرفينَ كم اقترحنا من معانٍ للعناقِ وبعدَ نصفِ الليلِ تُتَّهَمُ الوسائدُ بالنفاقِ على الشفاهِ نبيذُها وأنا الثَّمِلْ وإليكِ تمتدُّ اشتهاءاتي وينفعلُ الفراغُ كما فعلنا هكذا بالأمسْ.
(٥)
على جذعٍ كبيرٍ أو على عتباتِ هذا البيتِ أو في المقعدِ الخلفيِّ نقتسمُ الكثيرَ من الومقْ لا بلْ من العبقِ الذي ملأَ المكانَ وزاد فيَّ الشوقُ مراتٍ وترتجفينَ من شبقٍ يهزُّ نوافذَ الرؤيا وأنتِ تلاحقينَ الضوءَ في لونِ الفراشةِ من بعيدْ.
(٦)
تُخفينَ عنِّي موضعَ الوشمِ الجريءِ تُفضلينَ النومَ أبكرَ هكذا طلبَتْ عقاربُنا المزيدَ من الدقائقِ والقليلَ من الثواني ساعةٌ بيضاءُ أعلى الحائطِ الخشبيِّ لا تقفي بعيدًا هكذا فستانُكِ النيليُّ تربطني بهِ ما قدْ طلَبْتُ ورَبْطةٌ في الخلفِ منهُ أَفُكُّها أو ما ترَيْنَ مناسبًا.
(٧)
ما كلُّ شيءٍ في الحياةُ نحبُّهُ ما كلُّ مَنْ عاشوا معي سيناسبونَ توقعاتي لاحقًا لسنا حبيبتيَ الجميلةَ مجبرينَ على اعترافاتٍ تريحُ الآخرينَ وحينَ يأتي الوقتُ نفتحُ للضميرِ النافذاتِ لكي يطيرَ وحين يرجعُ لن نعيدَ لهُ الذي قد كانَ لَهْ.
(٨)
الوحشُ فينا آنَ لي أنْ أقتُلَهْ أنْ نُخرجَ النياتِ من أجحارها تلك الأفاعي اللادغاتِ خلاصُنا في أنْ نُحِبَّ نحررَ الرغباتِ من جورِ التقاليدِ السقيمةِ من ظنونٍ أوقعتنا في حبائلها وصرنا بعدها صرعى الأماني والخيالِ حبيبتي هذا المساءُ لنا فهيا ننطلقْ.
(٩)
مرآةُ قلبي أنتِ صنوُ الروحِ ماؤكِ أنبتَ الوحْيَ الذي فتحَ المخيلةَ الشهيةَ أغرقَ الباركيهْ لهذا قد نرى عشبًا وريحانًا خزامى أو قليلًا من عرَقْ صلصالُ قلبي قد تشكلَ في أصابعِكِ الرقيقةِ هل لديكِ الآن مقترحٌ لنهربَ فيهِ أبعدَ ثم نصحو جائعَيْنْ.
(١٠)
 أحبُّ أنا الظهيرةَ حيثُ تُجبرُني على تصنيفِ قلبي والشوارعُ فارغةْ وأنا أفكرُ فيكِ أسمعُ وشوشاتِكِ بين نفسي والهدوءِ هنا الظهيرةُ حيثُ ترتفعُ السماءُ وترتخي الأحلامُ تنفتقُ الشرانقُ ثمَّ تنهارُ الحياةُ على رصيفٍ واحدٍ.
الثلاثاء ٩/٧/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكون   

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...