ملاءاتُ المساء
شعر: علاء نعيم الغول
(١)
هي شهوةُ الملحِ الجريئةُ رغوةٌ تعلو صفاءَ الماءِ ثم نذوبُ أسرعَ في تجاويفِ العناقِ كأنه الإسفنجُ يمتصُّ العرقْ هي لحظةٌ ملساءُ صادقةٌ كمجرى الريقِ في شفتيكِ ننسى أنَّنا بللُ الجوارحِ يعترينا الشوقُ يغلبُنا كرائحةٍ تدلُّ على اشتهاءٍ في مساماتِ القلقْ.
(٢)
في الليلِ جرَّدْنا الهواءَ من التكلُّفِ وانغمسنا في رذاذِ البحثِ عن منجى من الغرقِ الأكيدِ فلم نجِدْ واستسلَمَتْ رغباتُنا للزوجةٍ طفَحَتْ على أطرافِنا وتلاحقتْ من ثَمَّ أنفاسُ البدايةِ في الذبولِ وبعدَها في رغبةٍ أخرى وأرهقَنا الجنونُ ولم نزلْ نهذي.
(٣)
ما كانَ كانَ توقعاتِ الحبِّ تصفيةَ الحسابِ مع التعلقِ بالتعلقِ نستزيدُ ولا نمَلُّ نعودُ ثانيةً وتنقذنا الحياةُ كما ترينَ بأنْ نغيرَ نظرةً موقوتةً كالقنبلةْ هذا غرامٌ جُرِّبَتْ فيهِ احتمالاتُ البقاءِ بدونِ خوفٍ فاكتشفنا أننا نقوى على تلوينِ هذا الوردِ ننسى كيف باعتنا المدينةُ مرتينْ.
(٤)
بُقَعُ البَلَلْ لا بدَّ من جسدينِ يرتعشانِ يلتفانِ تحت مُلاءةٍ أو في هواءٍ ساخنٍ يتنازلانِ كشرنقاتٍ غير واسعةٍ ويغتالانِ أمكنةً تثيرُ عذوبةَ كشفتْ عن الساقين والجِلْدِ المتاحِ لقطرتينِ من العرقْ يتلألأُ الشبقُ الغويُّ على المفاتنِ ثمَّ ينهكُنا التقلُّبُ والتمرغُ بين مجرى النهرِ والتوتِ الشهيّْ.
(٥)
تتعثرُ الرغباتُ بالمسكوتِ عنهُ وبالأماني الواسعاتِ قديمةٌ نيَّاتُنا وجريئةٌ كلماتُكِ الأولى وقلبي بين ملمسَكِ المُطيعِ وجمرِكِ اجتمعتْ على جسدي أصابعُكِ الكثيرةُ تنهشُ الحِنَّاءَ من صوتي وآهاتِ اشتهاءٍ آثَرَتْ ألَّا تعودَ بدونِ أنْ نغفو على صمتِ الوسائدِ والترفْ.
(٦)
نادى المنادي يا سماءُ تعجَّلي في أن يجيىءَ الليلُ وابتلعي الغمامةَ واتركي القمرَ الصغيرَ على النوافذِ وحدَهُ لا بدَّ من ليلٍ طويلٍ يستطيعُ البحثَ عمن يجرحونَ شفاههمْ بكلامِهمْ عن صورةٍ مطعونةٍ بالضوءِ علَّقها الخيالُ على المداخلِ واختفى.
(٧)
وحدي هنا وأراكِ فيَّ كوردةٍ بيضاءَ ترتفعينَ كالفردوسِ أعلى ثم أعلى طائرُ الفردوسِ يعرفُني له ريشٌ بلونِ الحبِّ في عينيكِ كم شفتاكِ مدهشتانِ أقرأُ فيهما سفَري البعيدَ وغربتي وأنا أحبكِ بين نفسي والذي لا تعرفينَ وإنها لحظاتُ حبٍّ دافئةْ.
(٨)
ما ليس ينفعُ ليس ينفعُ هكذا اختلفت جوارحُنا وفاضتْ من مآقينا الدموعُ وفي الطريقِ إلى الطريقِ ترى الكثيرَ من القليلِ وتختفي فينا الحياةُ كبذرةٍ في الرملِ فينا تنبتُ الأحلامُ تهجرنا الأماني ثمَّ نعجزُ عن ملاحقةِ الكلامِ بجُملتينِ وقصةٍ.
(٩)
شركاءُ نحن كما ترينَ كم احتملنا لا عليكِ خيارنا تغييرُ لونِ البحرِ تغطيةُ الشمالِ بغيمةٍ والشرقِ بالزيتونِ لي ايناكِ لي وقتُ الظهيرةِ وانشغالُ الماءِ بالشمسِ التي ابتلعتْ مساحاتِ البنفسجِ إنكِ اسطعتِ التعاطي مع جنونِ الليلِ هذا وقتُنا للحبْ.
(١٠)
لا شيءَ أهدأُ من هواءِ البحرِ من صمتِ الفنارِ ودهشةٍ مكتومةٍ بين الشفاهِ ونظرةٍ حملت معاني الشوقِ لا تفسيرَ للألمِ الذي في القلبِ هذا ما تقدمهُ الحياةُ وما لدينا إنكِ الأولى بقلبي فارفقي بالقلبِ أيضًا واعتلي عرشَ المساءِ بقبلةٍ.
الأحد ٣٠/٦/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق