عناقٌ أخير
شعر: علاء نعيم الغول
فوضى على بابِ الحكايةِ
إنها الفوضى الأخيرةُ وانسكابُ
الخندريسِ من الظنونِ وغفلةٍ مقصودةٍ
والحبُّ أيضًا سَكْرَةٌ مرويةٌ بالإنسياقِ
وراءَ خطواتِ السرابِ وخلفَ أرتالِ
الطيوفِ الجامحاتِ تنهدَ العشاقُ وانفتقَ
الرداءُ وبانتِ السوءاتُ واضحةً كما النياتُ
وانكسرتْ قواريرُ الزهورِ وفاحَ مسكُ
الليلِ من جرحٍ قديمٍ من خدوشٍ لا تزالُ
على الجلودِ من الأظافرِ في ليالي الحبِّ
والدنيا هي الدنيا وما في الأرضِ نعرفهُ
ويعرفُنا وفي الطرقِ الطويلةِ غادرتْ طرقاتُنا
وترنحتْ خطواتُنا أين القوافلُ والطيورُ
وأينَ من كانوا هنا والنارُ وعدٌ والثلوجُ
تنهداتُ الريحِ والوجعُ العميقُ هو انعدامُ
الضوءِ في غرفِ اللقاءِ وفي المدينةِ دعوةٌ
ليستْ لنا ومنافقونَ يلاحقونَ البائسينَ
وينعمونَ بفقرِهمْ والناسُ يختلفونَ في تعريفهم
للموتِ والترحالِ يلتهمونَ قوتَ صغارهم
والنارُ أيضًا تستعدُّ لأن تكونَ علاقةً
بين الجحيمِ ومن يساومنا على أرزاقنا
والحُلمِ يا هذا المكانُ لكَ اعترفنا بالهزيمةِ
واحترقنا بالتخاذلِ وانتهينا في تفاصيلِ الخيانةِ
كم تبرَّأنا مرارًا من رعونةِ حاكمينا وابتهلنا
كي ينامَ الذئبُ شيئًا علنا نجتازُ وادينا بما
معنا وأحتملُ الكثيرَ من الترددِ والتساؤلِ
غير أني في النهايةِ أقفلُ البابَ الأخيرَ وأكتفي
بالنافذاتِ وما تجودُ به الفراشةُ من أثيرٍ وانفتاحٍ
للحواسِ على الحواسِ قد اختلفنا حول شيءٍ
لا يهمُّ تقسمتْ سنواتُنا وتورطت أحلامُنا والقلبُ
يدركُ أنهُ متأرجحٌ بين السريرِ ورغبةٍ موقوتةٍ
وهو النهايةُ والبدايةُ وانكسارُ مسافةٍ أخرى
تحاولُ أن ترممَ ما تقادمَ من عناقٍ كان يمكنُ
أن يعيدَ الزهوَ في شهواتِنا والوقتِ قد صرنا رفاتًا
هامدًا ومناكفاتٍ أوقدت فيها الرعونةُ كلَّ أشكالِ
التملقِ والتراخي هكذا فتح السريرُ لي الحكايةَ
من جديدٍ وارتميتُ على يديكِ مبللًا مترنحًا ومُصدقًا
أني أحبُّ البحرَ أنزعُ عنه أغطيةَ التصابي
يا حبيبتي الجميلةَ رتبي صمتَ الوسادةِ واعطني
كأسي الأخيرَ وحين يسألنا الهواءُ عن النهايةِ
لا تقولي إننا لا نلتقي.
الجمعة ٣١/٥/٢٠١٩
سرير الخيزران
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق