صباحُ الآلهة
شعر:علاء نعيم الغول
(١)
هي لحظةٌ وأنا المُحاصَرُ والقريبُ من الجنونِ أنا البعيدُ كما السحابةُ والذي قد قال عنكِ حقيقةً مكشوفةً للوردِ يا ذراتِ هذا القلبِ لا تقفي على بابِ الوريدِ ولا تكوني كالزجاجِ ضعيفةً وتُقَطِّعينَ بطانةَ الروحِ الطريةَ إنها الدنيا وإنا السابحون المنتهونْ.
(٢)
وتنازلَتْ نفسي كثيرًا لا لشيءٍ بل لأني آخرُ الأحياءِ أولُ مَنْ تعلَّمَ مفرداتِ الإنبهارِ وقلَّبَ الأحلامَ كالجسدِ القَلِقْ وتسلقتْ روحي السنا وتسابقَ السمَّانُ مع طيرِ السنونو نحوَ رائحةِ النهايةِ لا أرى أحدًا يصيبُ كما أصَبْتُ عرَفْتُ أني من هنا بيتي هنا وحبيبتي فضيةٌ وجميلةٌ.
(٣)
مَنْ قالَ إنَّ الليلَ يقبَلُ أنْ يظلَّ عل النوافذِ يسمعُ الوجعَ العنيدَ ويجمعُ الصورَ الغنيةَ بالذينَ تزاحموا بين الأسِرِّةِ عاجزينَ كخِصْيَةٍ منهوكةٍ والليلُ مختنقٌ برائحةِ التصاقِ الجِلْدِ بالجِلْدِ المُقَدَّدِ إنهُ الليلُ الذي جعلَ السماءَ كما نراها عاريةْ.
(٤)
حين افتقدتُّكِ في المساءِ جعلتُ قلبي مقعدًا متأرجحًا ثبَّتْهُ بالوردِ في أرضيةِ الباركيهْ قرأتُ محادثاتٍ بيننا و وجدتُ فيها بذرةَ العشقِ الصغيرةَ ربما فكرتُ في تغليفِها كرسائلي وروايةٍ ما مرةً أكْمَلْتُها حين افتقدتُّكِ خِلْتُ أني لن أعودَ لصورتي أيامَ كنتُ وكانَ وجهي كاملًا.
(٥)
صوتُ المُكيِّفِ مزعجٌ أحتاجُ ليلًا هادئًا أحتاجُ أنْ ألقي برأسي فوق صدرِكِ لا أفكرُ كيفَ صرنا هكذا بيني وبينكِ برزخُ العَرَقِ الخفيفِ كما رذاذٌ سالَ من ريقِ المعاطِرِ فاخدشي صمتي بهمسِكِ واقتفي أثري على زغَبٍ أداعبُهُ بلمساتٍ على الظَّهْرِ النحيلْ.
(٦)
لا أجهلُ الفرقَ الذي بيني وبين الماءِ أعرفُ من أنا والبحرُ يقفلُ خلفه بابَ الدعاءِ ويكتفي بالملحِ كي نقتاتَ منهُ متى افتقدنا نصفَ هذا الخبزِ لن تحتاجَ أكثرَ من حروفِ الحبِّ كي يهدي لكَ التفسيرُ آلافَ المقولاتِ التي ملأتْ مسائي والفراغْ.
(٧)
عاقبتَ نفسكَ بالتساؤلِ لا إجابةَ في الهوى بل لا أظنكَ تستطيعُ الإبتعادَ عن التملقِ للمذاقاتِ الغريبةِ في شفاهِ القهوةِ الملأى بأصدقِ ما لديكَ من الأماني أنتَ أضعفُ من بياضِ الريشِ أسوأُ من يربي الطيرَ آخرُ مَنْ تُجابُ له صلاةٌ في العراءْ.
(٨)
أصحو عليكِ كما غفوتُ يداكِ ذائبتانِ بين يديَّ شعرُكِ يستفزُّ علاقتي بالعاجِ ملمَسُكِ اعترافي بالمرايا لذةٌ مصقولةٌ بتودُّدٍ يمتدُّ في جسدي بياضُكِ أُستَبَاحُ وأتقي جمْرَ الغوايةِ بالغوايةِ أو بأفكارِ العناقِ وهكذا سنظلُّ مجدافًا يحركُ قارَبًا في النهرْ.
(٩)
أنتِ الوحيدةُ والمجرةُ لي وأنتِ بدايتي والعُمْرُ كان مداعباتِ الماءِ قطراتٍ تسيلُ على قوامِكِ ساخنًا كالفكرةِ الأولى عن الأشواقِ أنتِ تعلقينَ الوقتَ في جِيْدِ المسافةِ تربطينَ جيادَ شهوتِنا بابِ الليلِ ثمَّ تذوِّبينَ السكَّرَ الغافي على شفتيكِ في ريقي فأشرَقُ مرتينْ.
(١٠)
وطني هو الوثنُ القديمُ صنيعةُ الكهَّانِ إذْ تُجْبَى لهُ الخيراتُ كي يرضى إلهٌ من حجَرْ ويموتُ من ماتوا ويُنفى نصفُ من ثاروا فداءً للوطنْ يا أيها الربُّ الذي أكلوكَ يومًا عَجْوةً ستظلُّ تؤكَلُ ثم يأتيكَ الحجيجُ معفَّرينَ محمَّلينَ بذنبهمْ فاغفرْ لهم ولمن يطوفُ بمعبدكْ.
الجمعة ٢٨/٦/٢٠١٩
لا ينبغي أن تكون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق