الثلاثاء، 10 يوليو 2018

دوائر في الفراغ


دوائرُ في الفراغ
شعر: علاء نعيم الغول 

يبدو الفراغُ مراوغاً
 لا تُلْقِ فيهِ الآن شيئاً لا تدعهُ
 يفيقُ من غلوائِهِ الوهميِّ أنتَ ضحيةٌ
 لسكوتِهِ عما يصيرُ بدونِ علمِكَ
 أيها الموجودُ مشدوداً بوجهٍ شاحبٍ
 من ذاكَ يضمنُ أَنْ تظلَّ محايداً في مفرداتِكَ
 في اختياركَ للبقاءِ بلا نفاقٍ مع ورودِكَ
 وازدهارِ تمنياتِكَ بعدَ صحوكَ باكراً بالأمسِ
 هل يكفيكَ ملءُ القلبِ نوراً كي تغادرَ
 كوكبَ الأرضِ الجميلَ بدونِ حِمْلٍ زائدٍ
 لكَ ما تريدُ هنا لتشحذَ همةً مثقوبةً
 وتعيدَ نفسكَ من ثقوبِ الليلِ مبتهجاً كقطٍّ 
مُترَفٍ والآن أنتَ مزارغٌ أيضاً تسابقُ لمعةً
 في عينكَ اليمنى وتركضُ خلف ظلٍّ لم يعدْ
 متسامحاً مع طولِكَ الممتدِّ فوقَ رصيفِ هذا
 الحيِّ كم أشتاقُ مثلكَ للبقاءِ بزونٍ شيءٍ مزعجٍ
 أستقبلُ البحرَ الجسورَ بريشةٍ من طائرٍ
 سقطتْ على وجهي وأذكرُ أنها كانت
 تحبُّ الوردةَ الصفراءَ تجعلُ شَعْرَها أشهى
 بأنْ تخفي جنونَ الريحِ في ألوانهِ وتحبَّ
 أغنيةً أحاولُ فهمَها بتوقعاتٍ غير ملزمةٍ
 لها بالنومِ أبكرَ دائماً صوتُ الفراغِ يثيرُ
 أجملَ ما بداخلِنا لهذا فلْنَعِشْ في قاعِ
 وادٍ واسعٍ تتجاوبُ الأصواتُ في جنباتهِ لنذوقَ
 طعمَ الإنعزالِ عن كلِّ ما هو مرهقٌ ما عدتُ
 أدري ما الذي لا أستطيعُ الآن تبريراً له لا بدَّ 
من طَرْحِ القيودِ لتظهرَ الأشياءُ أوضحَ هكذا
 مَنْ يقمعُ الأفكارَ يُفقدها المرونةَ والتنوعَ
 والحقيقةُ لا تُقَابَلُ بالجحودِ ولا بصمتٍ طائشٍ
 كرصاصةٍ تجتاحُ خزانَ الوقودِ وأشعَلتْكِ مدينتي
 أفكارُ مَنْ وشموا الحياةَ بجُملتينِ وأشبعوكِ 
تنازلاتٍ لا تُعيدُ لكِ القديمَ ولا البعيدَ وحين 
أمشي في الشوارعِ أسمعُ الماضي كأجراسٍ
 على بابِ الحوانيتِ الصغيرةِ ليس في قلبي
 سوى قلبي وأنتِ ولستُ ممتناً سوى للوقتِ حين
 أتاحَ لي هذا الفراغَ أكونُ وحدي فيهِ أسبحُ بين
 ضِفاتٍ تؤرقني وتسحبني إليها معطياً كُلِّي لها
 متسائلاً هل كلُّ ما أنجزتهُ يكفي لأبدأَ 
من جديدٍ في اختيارِ البحرِ يوماً والموانىءِ
 بعضَ أيامٍ وزهرِ اللوزِ كلَّ الوقتِ يا قلبي
 الصغيرَ ملأتني بالحبِّ ثم تركتني
 أجترُّهُ من وردةٍ وقصيدةٍ.
الثلاثاء ١٠/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة          



ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...