مكانُ العصافير
شعر: علاء نعيم الغول
(شروق)
كلُّ الذي تتخوفينَ الآن منهُ سينتهي
ستلاحظينَ الفرقَ بينَ القهوةِ
الشقراءِ والطعمِ المفاجىءِ في مزيجِ
البُنِّ من نوعينِ أو أكثرْ
لديكِ مبرراتٌ للمذاقاتِ القريبةِ
من شفاهِكِ كم أفضِّلُ أن أشاركَكِ
المساءَ أو الشروقَ أمامَ هذا البحرِ
في مقهى صغيرٍ هادىءٍ هل سرُّ
هذا العُمْرِ يحوي أننا لا نبلغُ الأشياءَ
حين نحبها لِمَ دائماً أحلامُنا مرهونةٌ
للمعجزاتِ ولحظةٍ غيبيةٍ لِمَ لا نساهمُ
دائماً في صنعِ ما يحلو لنا لا بدَّ أنا
نستحقُّ ظروفَنا أنْ نستعيدَ بها العلاقةَ
بيننا ملأى بلونِ البحرِ هادئةً كأولِ رشفةٍ
تحكي تفاصيلَ التآلفِ بين روحٍ تستعدُّ
لأنْ تراودَ نفسَها وبساطةِ الدنيا
التي نحتاجها.
(مشاهد)
المشهدُ المرسومُ غاباتُ الصنوبرِ
في الخريفِ وفي الشوارعِ لا أحدْ
وحدي أسيرُ على الرصيفِ
محاولاتي للبقاءِ كما أنا تحتاجُ مني
أنْ أفيقَ مبكراً والقيقبُ البنيُّ يغسلُ لونَهُ
بالطَّلِّ أو مطرٍ رقيقٍ بعد نصفِ الليلِ
وحدي في المكانِ أحبُّ هذا المشهدَ الصامتْ
سأبقى هادئاً
كوبٌ من الكاكاوِ يُشعرُني بأني واحدٌ
ممن لهم قلبٌ وحيدٌ
أعرفُ المايا وأسماءَ القبائلِ والذين تآمروا
كي ينتهي الفقراءُ عن أحلامهم
والشاطىءُ المفتوحُ في قلبي غريبٌ مُقلِقٌ
وبه الصَّدَفْ
قدماي تنتعلانِ آثارَ النهارِ على الطريقِ
ودائماً متورطٌ في أنني لا أستسيغُ البحثَ
عن أشياءَ تأخذُني إلى ما لستُ أعرفُ
هكذا هو مشهدُ الشجرِ الذي لا يشبهُ
الصورَ التي في الرأسِ
وحدي للحياةِ سأنتصرْ.
(عصافير)
عودٌ من الكِبريتِ برميلٌ من البارودِ
أروقةٌ مهددةٌ بأن تنهارَ أصواتٌ تهزُّ
الطابقَ العلويَّ في مبنى الوزاراتِ القديمِ
مناوشاتٌ شَرْقَ غزةَ بين مُحْتَلٍّ وأطفالٍ
حريقٌ في مكانٍ ما وغيمٌ عابرٌ يضفي
على وجهِ المدينةِ مسحةً مهجورةً من أهلِها
والليلُ ينذرُ باشتعالِ الحربِ أو هدمِ البيوتِ
وليس يبدو الأمرُ سهلاً في الضواحي
فالعصافيرُ التي تحتلُّ أعلى سروةٍ ستظلُّ
آمنةً لبعضِ الوقتِ حتى الطلقةِ الأولى
ورائحةُ الهواءِ مليئةٌ بالبرتقالِ وموجةِ
السمكِ التي غطتْ طريقَ الساحلِ الممتدِّ
منذُ بدايةِ الحبِّ المليءِ بذكرياتِ البحرِ
والموتى ومن عصروا لنا زيتاً وخمراً
وانتهوا في مفرداتٍ تائهةْ.
الخميس ١٢/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق