الأربعاء، 11 يوليو 2018

بورنوغرافيا


بورنوغرافيا
شعر: علاء نعيم الغول 

هم يستطيعون التملصَ منكَ
 أنتَ مراوغٌ لكنهم يستهدفونَكَ مدركينَ
 مدى احتمالكِ للصمودِ أمامَ توبيخِ الضميرِ
 ضميرُكَ المثقوبُ يوشكُ أنْ يُسَرِّبَ مُدخَلاتِ
 الأمسِ كنتَ تغيظُ نفسَكَ بالمرورِ على 
محطاتِ الإثارةِ ناسياً شباكَ غرفتِكَ 
الصغيرِ موارباً فرأتْكَ جارتُكَ الجديدةُ
 عارياً ما كنتَ منتبهاً وعيناها اللتانِ تلاحقانِ
 الضوءَ تابعتا انشغالكَ بالقراءةِ كان
 يمكنُكَ ادعاءَ النومِ لكنْ ظَلْتَ تعبثُ
 في مؤخرةِ الكتابِ بطرفِ إصبعكَ الصغيرِ
 سَهِرْتَ حتى لم تعدْ متردداً في وصلِ ليلِكَ
 بالنهارِ أخذتَ تشربُ ما تبقى من خفيفِ 
الشايِ كي تنسى انهيارَكَ في أتونِ الليلِ
 في هذا المزاجِ الفوضويِّ وأنتَ تقرأُ ما عثرتَ
 عليهِ من وقتٍ طويلٍ بين أكوامِ الجرائدِ هذهِ الكتبُ
 الجريئةُ أوغرَتْ نياتِكَ العرجاءَ لا تعفيكَ
 من زيفِ العلاقةِ بينَ ما تحتاجهُ من مغرياتٍ 
والذي تحتاجهُ لتظلَّ أنتَ بدونِ أوجاعٍ وتأبى
 أن تنامَ قبيلَ تبريرِ انتقائكَ للعناوينِ التي
 ملأتْ رفوفَكَ واتخذتَ مؤلفيها قدوةً لكَ واتبعتَ
 النكهةَ العمياءَ في صفحاتِ آخرِ ما قرأتَ 
عن الفضيلةِ والرذيلةِ وانتهاءِ البحثِ عن غاياتِنا
 في الإشتهاءِ وثورةِ الجسدِ التي عصفتْ
 بأفكارِ الصغارِ المحبطينَ أمامَ شباكِ التذاكرِ
 في المجلاتِ التي كانت تُهَرَّبُ في صناديقِ
 النبيذِ وفي بطاناتِ الحقائبِ ثم جارتُكَ
 التي حفِظَتْكَ عند شرب الشاي أدمنَتِ
 التعاطفَ مع ملامحكِ التي التصقتْ بأغلفةٍِ
 تداعبُ نفسَها في ناظرَيْكَ وما تزالُ
 محطةٌ أخرى تحركُ فيكَ نزعتَكَ البريئةَ نحو فهمِ
 الذاتِ واستبدالِ رائحةِ المكانِ بلذةٍ ذهنيةٍ نزَعَتْكَ
 من كلِّ الذي يبتزُّ رأسكَ واعترافَكَ بالتماهي
 مع شخوصٍ أوجَدَتْكَ لكي تمارسَ نفسَكَ
 الشوهاءَ رغبتَكَ المقيمةَ في منامكَ والمخيلةِ
 الشقيةِ تستطيعُ النيلَ مما في المحطاتِ الكثيرةِ
 بالتهامكَ ما بها في الليلِ في خلواتِكَ الصفراءِ
 حينَ يصيرُ شربُ الشايَ عادتَكَ الأخيرةَ هذهِ
 الكتبُ الغنيةُ بالمراوغةِ استغلتْ طعمَكَ المتروكَ
 في عينيِّ كارتِكَ الشهيةِ
 وهي ترسمُ فيكَ بعضاً من خيالٍ ظامىءٍ.
الأربعاء ١١/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة
        






ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...