شهيقُ الزعفران
شعر: علاء نعيم الغول
اللونُ أضحى برتقالياً أمامي
مثل ذاكرةٍ ستُصْدَمُ فجأةً
وأنا أفكرُ فيكِ مأخوذاً بما أبدو عليهِ الآنَ
رثَّاً أو أنيقاً لستُ أعرفُ فالمرايا لم تعد
هي نفسها وأنا أراهنُ أنَّ شيئاً ما بدائياً
سيبقى في ملامحنا ودققْ في وجوهِ الناطرينَ
على المقاعدِ كلهم متشابهونَ كأنهم متلازماتٌ
تعبثُ الجيناتُ في أزماتنا وبياضِ أسنانِ
النساءِ العاقراتِ وحجمِ رأسِ القطةِ السوداءِ
لونِ لسانِكِ الممتدِّ يلعقُ باشتهاءٍ خلسةً
ما لذَّ من ماءِ الغزلْ
أنا لا أفكرُ غير في جدوى التصالحِ
مع بقائي هكذا بين المسافةِ والهروبِ
وبين نفسي والذي للآن لم أفعَلْهُ
فاتخذي سلالمكِ الطويلةَ من شهيقي
واصعدي نحو اشتياقي أو فراغٍ في فراغٍ
كيف نفهمُ أننا لسنا هنا
لسنا على الطرفِ المريحِ من الحكايةِ
إننا لغةُ الخلافِ على المعاني
غربةٌ مما نراه ونزعةٌ للبحثِ عن أرواحنا
بين القشورِ وفي دروبٍ لا ترانا بل نرى
فيها السرابَ كبقعةِ الماءِ النقيةِ
كالمرايا الناعساتِ أمامَ وجهٍ لا تغيرهُ
ابتساماتُ الصباحِ ولا تجاعيدُ الشقاءِ
وحين تتقدُ الشموعُ يحينُ وقتُ الإنزياحِ
إلى ضميرٍ نائمٍ وتوقعاتٍ لا تميلُ إلى التشاؤمِ
فابعثي فيَّ الغرامَ ونافقيني كي أموتَ
على يديكِ مبرأً مما ارتكبتُ وما تبقى
في أجنداتٍ كتبتُ لألفِ عامٍ بعدها سيكونُ طوفانٌ
بلا غرقى وأرض غير جاهزةٍ لتبلعَ ماءها
لا رملَ إلا ما نراهُ هناكَ عند الشاطىءِ العاري
كصدرٍ صبيةٍ تعدو بعيداً بين خطِّ الإستواءِ
ونكهةِ الأنناسِ بين رحيقِ ساقيها وأمواهِ
الأنوثةِ في ملامحها التي توحي بأنا
فكرةٌ مجنونةٌ تعدو على ظهرِ المخيلةِ النحيلِ
وتسبقُ الشبقَ الذي يغتالنا بصفاقةٍ
ويداكِ أنعمُ من يديَّ لذا انسجي
حولي حريرَكِ والمسي جلدي ليطرى
واغمسي قدميكِ في دفءِ النبيذِ
ليحتسيهِ الليلُ يُثْمِلنا على صوفٍ وريشٍ
إنما الدنيا اختصاراتٌ وجند منهَكونَ
تساقطوا صرعى رسائلَ لم تصلْ
بقيت تسيلُ وفي حقائبهم تئنُّ على ضفافِ
الثلجِ أو بين الخنادقِ فاملأي مني جرارَكِ وانثريني
في هوائكِ زعفراناً أو رذاذاً من بقايا العَنْبَرِ
المسكونِ بالنعناعِ والفوضى
ورائحةِ السكونِ مع الضبابْ.
الأحد ١/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق