تقاطعاتٌ ملونة
شعر: علاء نعيم الغول
إذ دائماً لك ما يُخيفكَ
ما تحبُّ وبعضُ عطْرٍ لم يكن متوقعاً
وتظلُّ مُمْتنَّاً لشيءٍ لستَ تعرفُ
لا تقاومُ فيكَ رغبتَكَ السريعةَ
في التخلصِ من فتورٍ لا يعينُ
على اتباعِ فضائلِ النومِ المبكرِ
والنهوضِ على طبولِ الحربِ
تسمعُ في الهدوءِ مناوراتِ العقلِ
مع وهمٍ يصورُ أنَّ أبطالَ الملاحم
كلهم في غرفةٍ يتظاهرون بأنهمْ
أولى بنافذةٍ ترى روما وحكامَ الأمازيغِ
القدامى بحرَ غرةَ أو أُروكَ
فقط ستبقى هكذا متلفعاً بتخيلاتِكَ
ناسياً أنَّ الذي قد راحَ ما عاد انتصاراً
فالحياةُ شريطُ نومٍ زئبقيٌّ
دفءُ أحلامِ الشتاءِ يمدُّهُ ويعيدهُ
وكأنَّ ميزانَ الحرارةِ لا يغادرُ ذكرياتِ
الحبِّ والتفكيرُ في آثارِ هذا الصمتِ يصفعكَ
اجتناباً للدوارِ أمامَ مرآةِ الصباحِ
وأنتَ تقرأُ في عيونِكَ آخرَ الأنباءِ عن ترفِ
المدينةِ واقترابِ البدءِ في قطفِ العِنَبْ
تموزُ أولهُ الهواءُ وآخرُ الساعاتِ داليةٌ
بصيفٍ كاملٍ تكفي لتُسْكِرَ قريةً
ويفيضَ فيها العشقُ
في هذي البلادِ مجازفاتٌ لستَ تفهمها
ولا تأتي بسوءٍ أو بخيرٍ
غير أنَّ الشمسَ ما زالتْ تُقَلِّبُها كأهلِ
الكهفِ تبعثها عُزَيْراً ليس يعرفُ كيف عادَ
إلى الحياةِ وهكذا حتى إذا جاء المساءُ
تعودُ في نظري رميماً بارداً كالظلِّ
كم هذي التفاصيلُ التي في القلبِ تدفعني
لأفصحَ عن ذنوبي حين كنتُ ملائماً
لعلاقةٍ بيني وبينَ دفاتري وخزانةِ
الكتبِ التي امتلأتْ بساعاتٍ من السهرِ
الغنيةِ بالتثاؤبِ وانهياراتٍ من الفِكْرِ
الجريءِ على بساطٍ من قصاصاتِ الملابسِ
كان فيها كلُّ جدرانِ المخيمِ واكتنازُ
الحُلْمِ بالوجعِ القديمِ وهجرةٍ طالتْ
وما زالت قرانا في أماكنها سترجعُ
والحنينُ لها كلونِ الزنزلختِ ومعصراتِ
الزيتِ عندَ البحرِ للآتينَ من خلفِ النوارسِ
من فراغِ البحثِ عن مأوى
وغزةُ ساحةٌ مفتوحةٌ لتأملاتِ الجندِ
عن جدوى التشردِ واشتهاءِ النومِ
هذا الحبُّ وقتٌ خارجٌ عن مفرداتِ الموتِ
عن تأويلِ رؤيا الخائفاتِ من التزينِ بالحريرِ
ورسمِ قوسٍ في السماءِ بألفِ لونٍ أو يزيدُ
بوردةٍ بيضاءَ تحملها الفراشةُ
للنهارِ وشَعْرِكِ المفتوحِ للعشقِ المطرزِ بالفرحْ.
الخميس ٥/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق