شعرةُ بيضاء
شعر: علاء نعيم الغول
حتى الكلامُ معرَّضٌ للإبتذالِ
متى اختفتْ منه المساحاتُ الخفيَّةُ
في تلافيفِ المخيلةِ المضيئةِ كالمصابيحِ
البعيدةِ في مؤخرةِ الوسادةِ
حين ألقي رأسيَ المعجونَ بالضوضاءِ
والليلِ المقطَّعِ مثلما جزَرٌ صغيرٌ
في حساءٍ باردٍ
تلكَ المساحاتُ التي أحتاجها
لأعودَ من نفسي إلى نفسي كثقبٍ
أسودَ ابتلعَ السكونَ إلى سكونٍ
لستُ أعرفُ والحقيقةُ أننا في البحرِ
ننظرُ في المدى فنرى الفنارَ كخيمةٍ مثقوبةٍ
في رأسها ماذا هناكَ سوى البريقِ
المستفزِّ وشاطىءٍ فقدَ الحدودَ أمامَ
رائحةِ النوارسِ أو ظلالِ الغيمِ تحدونا
إلى غاياتِنا نياتُنا والبحرُ لي ولكِ
الصعودُ إلى شفاهِ المِسْكِ للشرفاتِ
واضحةً تطلُّ على بقايانا وزهرِ اللوزِ
ما نفعُ البدايةِ والنهايةِ في وجودٍ لا يدومُ
ولستُ أعرفُ ما الذي بعدَ الفناءِ وكيف تنفصلُ
الحياةُ عن الذين قَضَوا وراحوا في بياضٍ
مُبْهِرٍ تتآمرُ اللحظاتُ تأخذُنا وتتركُ فجأةً
حبلَ النجاةِ وهكذا تتقلبُ الأشياءُ تمنعنا
من التعبيرِ عن وجعِ التعلقِ والترقبِ وانتهزتُ
الآن فرصةَ أنني متفائلٌ فغرقتُ في حبٍّ يساوي
ألفَ نقشٍ غامقٍ في معبدٍ متوهجٍ بالزخرفاتِ
وطافحٍ بالابتهالِ وبيننا هذا الجنونُ ومغرياتُ
الإعترافِ بأننا شيئانِ يقتربانِ قبل الإرتطامِ
بشعرةٍ بيضاءَ تفصلُ بينَ آخرِ لحظةٍ في
الموتِ والفوضى ونسبحُ في الغيابِ كفركتين
وقاربٍ جدَّفْتُ فيهِ على الهواءِ ومرَّ من نفقِ
الغوايةِ للغوايةِ واحتسيتُ نبيذَكِ الفطْريَّ
مشتهياً وجودَكِ بين نفسي والتفاصيلِ الطريةِ
في المسافةِ بيننا تتعمدُ الأحلامُ تبذيرَ الهواءِ
بصورةٍ لا تحملُ التفسيرَ أكثرَ من كلامٍ هامسٍ
ومبالغٍ في الإقتضابِ وبعدَ نصفِ الليلِ
نحملُ نصفَنا الآخرْ.
السبت ٣٠/٦/٢٠١٨
كلمات متقاطعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق