الجمعة، 31 مايو 2013

حرائقٌ و رسائل الليل


هنا أنا و هناكَ كنتُ
و بعدَ أوقاتٍ أكونُ بلا مكانٍ،
 كلُّ هذا العمرِ ممتدٌّ كصاريةٍ عليها طائرٌ
 يحتارُ أينَ سيختبي إنْ هبَّتِ الريحُ،
 اختباْتُ وراءَ ظلِّيَ مرَّةً و تركتُهُ في شارعٍ قفْرٍ
و عُدْتُ بمفردي، كلٌّ سيرجعُ تاركاً شيئاً
و لولا أنني رتبتُ صوتيَ لاعترفتُ أمامَها
 و كشفتُ كمْ مِنْ مرَّةٍ حاربتُ كي نبقى معاً
رغمَ الخلافاتِ اﻷخيرةِ، تَسْمةٌ منها و تنطفئُ الحرائقُ
 في رسائلَ غير آمنةٍ تراسلُني بها ليلاً
و تَنْزِعُ سلْكَ هاتِفها لتحمي نفسَها من رنةٍ أو رنتينِ،
بسيطةٌ أحلامُنا و مليئةٌ بتوتراتٍ لا تحققُ
ما نحبُ من الحياةِ هنا
 و صوتي الآنَ أهدأُ رغم أني مُتْعَبٌ شيئاً.

الجمعة 31/5/2013

الخميس، 30 مايو 2013

إضطهاد سياسي ذاتي و طوعي





لم أستطعْ بعْدُ التخلصَ من مضايقتي لنفسي، 
هكذا أقسو عليها بالقيودِ و بالتزامِ الصمتِ،
أجبرها على تصديقِ ما تروي إذاعاتُ الحكومةِ و الجرائدُ، 
حينما استُدعيتُ للتحقيقِ قالَ كبيرُهمْ لي:
" لا تقلْ غير الحقيقةِ كي تعودَ كما دخَلْتَ"، 
عرَفْتُ هاتفَ شُقَّتي تحت المراقبةِ الطويلةِ،
وقتَها طوَّرْتُ فيَّ مهارةَ الصَّمتِ اعتباراً 
منْ مصافَحتي له حتى كتابةِ هذهِ الجملِ القصيرة، 
كنتُ أعرفُ وقتها أنَّ الكُوَيْتَ بدونِ شكٍّ سوف تسقطُ بعْدَ ساعاتٍ، 
و قلَّبْتُ المحطَّاتِ الكثيرةَ كلُّها لمْ تُعْطِ 
تفسيراً دقيقاً للذي يجري هناكَ،
و نحنُ لا زلنا كما كنَّا بُعَيْدَ سماعِ أصواتِ الصواريخِ 
البريئةِ منْ دمارِ بيوتِنا و حدائقِ الوردِ القديمةِ 
في بلادٍ كانَ يسكُنُها العَرَبْ.

الخميس 30/5/2013  

الأربعاء، 29 مايو 2013

وجوهٌ و وجوهٌ لآخرين




خالفتُ طبعيَ مرَّةً
و ندمتُ حين وجدتُ أني لا أجيدُ الاختباءَ
وراءَ وجهٍ آخرٍ و الآخرون لهم وجوهٌ لا تُعَدُّ
يساهمُ الفقراءُ في خلقِ انتماءاتٍ مزيفةٍ
و أبطالُ المناصبِ و الذينَ يجاهدونَ ليلحقوا
بالرَّكبِ ليسوا مثلَنا بسطاءَ يكفيهم مكانٌ واحدٌ،
تتشابهُ اﻷوقاتُ أحياناً و أتعبُ من طباعي
حين تفشلُ في التحايلِ لاعتلاءِ الموجِ معْ مَنْ 
يعرفونَ الريحَ أين تهبُّ، أرجعُ نادماً و ألومُ طبعيَ
من جديدٍ، لا تناسبُني حياةٌ كلها قلقٌ و تبريرٌ و تسويةٌ،
أنا أحتاجُ ما أحتاجهُ في كلِّ صيفٍ
من سماءٍ لا تعاددي الغيمَ، دعْكَ من اعترافاتي
و كُنْ ما شئتَ لكنْ لا تحاولْ أن ترى في الشرِّ
وجهاً لائقاً و تمرَّ بي بتحيةٍ مسمومةٍ.

اﻷربعاء 29/5/2013

دعوةٌ لحبٍّ عاجلٍ




قُلْ ما يُريبُكَ،  ما يُخيفُكَ من وعودٍ 
كنتُ أكتُبُها و أحفُرُها لتعرفَ كم أريدُكَ
أنْ نعودَ كما كتَبْنا مرَّةً في ورْقةٍ هيَ في 
زُجاجةِ عطْرِكَ المُهْداةِ مِنِّيَ يومَ عُدْتَ إليَّ،
أنتَ على شفاهيَ مثلماعلِقَ النَّدى باﻷقحوانةِ 
و افتَعْلتُ محادثاتٍ بين نفسيَ و المرايا 
كي أحضِّرَ ما تحبُّ من الكلامِ،
هي الحياةُ أنا و أنتَ فلا تلُمْ فيَّ التلهُّفَ لاحتضانكَ مرَّةً، 
و كُنِ المُحِبَّ بلا مُقابِلَ كيْ يصيرَ الليلُ أشهى و انتظارُكَ 
تحتَ نافذتي خُرافيِّاً و أكبرَ منْ سماءٍ أغرقَتْنا بالنجومِ، 
تعالَ أبْكَرَ كي نفتِّشَ عنْ وسادتِنا معاً و قُلِ الَّذي لمْ 
يحْتمِلْهُ الوردُ لي كيْ أنتشي عطراً على كَتِفَيْكَ 
و امسِكْ معصَمي لنسيرَ في رِفْقٍ وراءَ ستائرِ الصَّمتِ
الطويلِ و قُلُ "أحبُّكِ هكذا و أحبُّ أنْ نبقى معاً".

الثلاثاء 28/5/2013  

الثلاثاء، 28 مايو 2013

دار الباشا




ماذا تخبِّئُ فيكَ يا هذا المكانُ؟
أراكَ ترهقُني بصمتِكَ أيّها المفتونُ بالماضي،
تجاهلْ مَظْهَري أو ما أقولُ و ما عليَّ من الثيابِ
فبيننا ألفٌ و عامٌ من هواءٍ مالحٍ،
نيْسانُ إسمُ حبيبتي أم سِدْرةٌ في صحْنِكَ 
المفتوحِ للشَّمْسِ الكبيرةِ،
لا تحاسبْني فغزّةُ لا يزالُ البحرُ
يخطفها صباحاً ثمَّ يلفظُها مساءً فوقَ ساحلِها
المعلّقِ في مناقيرِ النَّوارسِ و انتبهتُ للونِ أروقةٍ
ألاحقُها بخطْواتٍ أحاولُ أنْ أرتّبَها مخافةَ أنْ تمسَّ
حجارةً نبتَ الفراغُ على جوانبِها و أسمعُ
فيه أصواتاً تناديني و أضواءَ المدينةِ
كي نعيدَ لهُ نوافذَ أقفَلَتْها الريحُ آخذةً
هواءً آخراً و شوارعاً نسيَتْ مداخلَها و أوَّل من يمرُّ بها.

الاثنين 27/5/2013

دار الباشا: من بقايا اﻷماكن اﻷثرية بغزة المحاذي للجامعِ العُمري و القريب من قصر الباشا المشهور باسم "قلعة نابليون"

الأحد، 26 مايو 2013

هنا قريباً أو بعيداً هناك




ما ذنبُ قلبيَ أنَّهُ متأنِّقٌ و يحبُّ صوتَ البحرِ، 
ينتقدُ البدائيونَ في نظْراتِهمْ للحبِّ أسوأَ ما يميزني: 
سريعٌ في اعترافي، دائماً ينتابُني شوقٌ لأسماءٍ أرتِّبها
بلونِ قتامةِ الماضي، و أكْثِرُ منْ لقاءاتي قريباً 
من مقاهيِ البحرِ لا أخشى هواءً دافئاً أو مالحاً،
أنفقتُ آخرَ ورْقةٍ نقديةٍ كانتْ معي و عرَفتُ 
أنَّ المالَ يعدلُ موطِناً في آخرِ اﻷرضِ البعيدةِ
بينَ كولورادو و انديانا، 
صبيحة يومِنا التالي استلمتُ 
الشِّيكَ من ساعي البريدِ و في الطريقِ لصَرْفِهِ كانتْ
تقودُ بنا سامانثا مارتينيزُ، تصيحُ لابسةً ملابسَ 
فرحةٍ بالشمسِ وهي تُطلُّ من بينِ الغيومِ لطيفةً 
و أنا أناوِلُ أجْرةَ التاكسي لها مما تجمَّعَ لي من السنْتاتِ
في طبقٍ صغيرٍ جنبَ كوبِ الشاي.

اﻷحد 26/5/2013

السبت، 25 مايو 2013

أنا و هي و أشعارٌ قديمة




في القلبِ ما في القلبِ
و الدنيا مفاجأةٌ و يبدو
أنها ستظلُّ تُدهشُني طويلاً، 
إذ تبدِّلُ كلَّ شيءٍ غيرَ أنَّ هناكَ أشياءً
ستبقى دون تغييرٍ، و لا زالتْ وسادتُها تخبِّئُ تحتها 
حتَّى مساءِ اﻷمسِ أشعاري القديمةَ 
يوم كانتْ تشبهُ البلَّورَ صدِّقْ أنَّها أعطتْ لهذا الوردِ
رائحةً بلونِ الماءِ فوقَ جفونِ عُشْبٍ هاربٍ في لونِ عينيها،
و صدِّقْ أنني لم أنتبِهْ إلا لعينيها و دفءِ كلامِها
و أحبُّ فيها أنّها لم تنسَ شيئاً منْ بقايا ذكْرياتٍ
كلها كالصيفِ واضحةٌ و هادئةُ كألوانِ الخريفِ
و دفؤها يكفي الشتاءَ لليلتينِ و موقدٍ 
في آخرِ الليلِ الطويلِ، 
أحبّها و تُحبّني و تكفينا النهايةُ هاهنا.

السبت 25/3/2013

الجمعة، 24 مايو 2013

قمرٌ و حقيبةٌ و فرَحْ




كنَّا نحبُّ الليلَ أكثرَ لا يهمُّ كم انتظرنا 
عودةَ القمرِ الصغيرِ الى النوافذِ حاملاً ألمَ الغيابِ، 
ثقيلةُ هذي الحقيبةُ لمْ أعدْ أقوى على أشيائها
سأكونُ مُمْتنَّاً لو اندلقَتْ و بدَّدَها الهواءُ
و طارَ بي وحدي بلا أعباءَ قاسيةٍ بعيداً 
في أماكنَ لا أرى فيها وجوها كنتُ أعرفُها 
ﻷبدأَ من جديدٍ لا أكرِّرُ ما خسرتُ هنا و أقضي
العمرَ مُنْفتحاً على لونِ السماءِ و زرقةٍ لا تنقضي
فيها المواسمُ عندها سأكونُ أقربَ للإلهِ بما يريدُ ،
حقيبةٌ صدري الصغيرُ لمَ اعترفتُ بما يراودُني 
عشيَّةَ كنتُ أنتظرُ النجومَ لتلبسَ الفرحَ البهيَّ 
لكي تودِّعَني إليها حاملاً 
معيَ الطريقَ بنفسجاً
و حكايةً لا تنتهي؟

الجمعة 24/5/2013

الخميس، 23 مايو 2013

إنتظارٌ و حبٌ شائكٌ




الشمسُ أوضحُ دائماً 
و القلبُ أوسعُ قارَبٍ يجتازُ بي نهرَ الحياةِ 
و للسماءِ حدودُها الزرقاءُ تحملُها الطيورُ
الى سماءٍ غيرَ واضحةٍ هنا و قلِقْتُ أكثرَ
حين لم تعدِ الطيورُ إلى قَرْاميدِ لبيتٍ 
كنتُ أسكنُهُ صغيراً، لم تعدْ و بقيتُ أنتظرُ
الرّفوفَ يصيبُني ألمُ التحسّرِ
كلُّ شيءٍ صار مختلفاً و أعرفُ مَنْ أنا و أنا أحبّكِ 
دونَ تعريفٍ لمعنى أنْ أحبَّكِ رغمَ ما بيني و بينَكِ
من خلافٍ حولَ أجملِ لحظةٍ في العُمْرِ
و الشَّبَهِ المؤكَّدِ بيننا في الابتسامةِ و التَّعلّقِ
بالصباحِ و وردةٍ جوريَّةٍ في شوكِها 
عَلِقَ الهواءُ محمَّلاً بندى الصباحِ كما شفاهكِ
بعد أوَّلِ قُبْلَةٍ ليستْ بخائفةٍ و هاربةٍ.

الخميس 23/5/2013 

الأربعاء، 22 مايو 2013

رهائنُ الزمنِ و الحبْ




قالوا قديماً لا حياةَ على كواكبَ غير هذي اﻷرضِ،
نحن نعيشُ أسرى دائماً من رحمِ أمّيَ
للحياةِ و حفرةٍ في آخرِ الوهجِ القصيرِ، 
لكلّ شيءٍ ما يحاصرنا بهِ و الوهمُ كلّ الوهم
أنا مُتْرَكونَ لحالِنا نغدو و نمسي لا حدودَ نهابُها، 
يا أيّها الزّمنُ انتظرْنا كي نحققَ ما يريدُ صغارُنا منّا
و دعْنا لا تلاحقْنا لنعبرَ غيمةً و نحطّ فوقَ تلالِ
سهلٍ هاربٍ في خُضْرةِ العشبِ الرقيقِ، 
و لا تحاولْ أنْ تجعّدَ في المرايا وجهَ مَنْ أحببتُها
و همَسْتُ في سرِّ البنفسجِ أننا سنظلُّ أطولَ
حيثُ قيْدُ العمْرِ أفْلَتَنا لنلحقَ بالحياةِ،
رهائنٌ منذُ البدايةِ كلّنا نفدي النّهايةَ بالنّهايةِ
لا لشيءٍ غير أنا سوفَ نفلتُ مِنْ حدودِ الوقتِ
للأبديّةِ المحفورِ في ألواحِها أسماؤنا و وجوهُنا و بقيَّةٌ من هذه الدنيا.

اﻷربعاء 22/5/2013 

الثلاثاء، 21 مايو 2013

تكرهُ القهوةَ و أحبّها




جميلةٌ و على الشفاهِ توقفتْ
جمَلُ الهواءِ بهمسةٍ و تناثرتْ من نظرةٍ
منها النجومُ تضيءُ ليلَ عيونِها و أنا أراودُها
لتشربَ قهوةً بردتْ و نحنُ نناقشُ الضررَ اﻷكيدَ
و منْ قديمٍ و هْي تُفرِحُني إذا مرت لثانيةٍ، 
أناقتُها انتصارٌ للأنوثةِ في مفاتِنها و يصبحُ للخلودِ
للحظةٍ معنىً جديداً لا أصدقُ أنني اليوم اكتشفتُ
تعلّقي بوجودها بالقربِ منّي، كيف لي تفسيرُ هذا؟
فجأةً تتغيرُ اﻷشياءُ في عيني و أعرف أننا عمّا قريبٍ 
سوف نذهبُ تاركَيْن مكاننا للآخرينَ
و تنتهي اللحظاتُ أسرعَ عندما نحتاجها
و نظلّ نكبرُ دون علم شفاهِنا
و أنا أحبُّ من المفاجأةِ
النهايةَ دائماٍ.

الثلاثاء 21/5/23013

الاثنين، 20 مايو 2013

دعوةٌ لتعطيلِ الذاكرة




لم أستطعْ تعطيلَ ذاكرتي قليلاً 
و التفرغَ للجديدِ من الحياةِ، 
يحينُ وقتٌ لا أحبُّ مواجهاتٍ تفسدُ 
الآتي إليَّ منَ انتظارٍ فاشلٍ لغدٍ طويلٍ، 
كمْ توقعتُ الكثيرَ من انتظاراتٍ مشابهةٍ 
و يبدو أنَّ أمراً غيرَ مفهومٍ
يعيقُ بقيَّةَ الترتيبِ للحلُمِ الكبير،
قريبةٌ كلُّ النهاياتِ التي لمْ أستفدْ منها
و أبقى غير مضطرٍ ﻷسمعَ عن مزيدٍ 
من مشاكلَ لا أساهم في ابتكارِ حلولِها، 
تتزايدُ الطرقُ القصيرةُ بعضُها يكفي ليومٍ واحدٍ
و كما هي اﻷيامُ طرْقاتٌ تحيّرنا و نسلُكُها 
رويداً أو سريعاً لا يهمُّ و لا تراجع قبل 
أن نصلَ النهايةَ مُتعَبينَ بلا جوابٍ كاملٍ.

الاثنين 20/5/2013     

الأحد، 19 مايو 2013

حلمٌ مرعبٌ أول الصيف




حاولتُ توسيعَ الخلافِ مع الوساوسِ
حولَ نيَّتِها اﻷخيرةِ لاعتمادِ سياسةٍ تقضي
بقتليَ نائماً أو مثلما (إميلي) ارتأتْ في قتلِ 
منْ كانت تحبُّ و أن تنامَ بجنبهِ مَيْتاً،
لماذا كلما أبصرتها أحسستُ أنَّ الموتَ أقربَ،
كلَّما حادتْتُها تتسارعُ اللحظاتُ آتيةً 
من الماضي كأني لن أرى ليلاً و صبحاً آخراً،
ماذا ستفعلُ بعدَ موتيَ؟ في ابتسامتِها مكانٌ
للتآمرِ حول زرعِ النَّصْلِ في عنقي و تَرْكي
هكذا بدمي على جنبِ السَّريرِ، 
للحظةٍ أخشى سماعَ رنينِ هاتِفِها و طرقَتُها 
على بابِ الحديقةِ طلقةٌ في القلبِ،
ماذا قد فعلتُ لكلِّ هذا الخوفِ و الرعبِ البطيءِ؟ 
أفقتُ و هي تمدُّ كوباً من عصيرٍ باردٍ.

اﻷحد 19/5/2013

إيميلي جريرسون: بطلة قصة وليام فوكنر :وردة من أحلِ إيميلي" التي قتلت حبيبها بالسم و نامت جنب جثته أربعين سنة: A Rose for Emily

السبت، 18 مايو 2013

بعيداً في مكانٍ ساخنٍ



كيفَ التزمْتُ بكلِّ هذا 
و اقتنعْتُ بأنني سأكونَ أوفى بالوعودِ؟ 
قليلةٌ فرصُ التراجعِ عنْ إساءاتٍ ترتَّبَ عنْ تحمّلِها 
الكثيرُ منَ الكراهيةِ العميقةِ، لا أبالي بالتَّصرِّفِ
كيفما يحلو لنفسيَ طالما اﻷشياءُ واضحةُ 
و تبعدُ عن حدودِ الآخرينَ، أحبُّ أكثرَ ما أحبّ السّيرَ 
وحديَ في الظهيرةِ لا لشيءٍ غير أني أقبلُ اﻷجواءَ 
ساخنةَ بدونِ مضايقاتِ العابرينَ، أحبُّ ذلكَ في أماكنَ
كلّها رملٌ بعيداً حيثُ يندرُ أنْ ترى أحداً 
و رائحةُ السكونِ تثيرُ أتربةً من الماضي 
و أرضَى بالتّهورِ بعد ذلكَ في الجلوسِ على حجارةِ
عتْبَةٍ كي أستريحَ هناكَ حيثُ الظلّ يزحفُ 
آكلاً ورقَ النباتاتِ الصغيرةِ جنبَ بابٍ مُقْفَلٍ
في شارعٍ متعطشٍ للصوتْ.
 يقتحم المكان
السبت 18/5/2013   

الجمعة، 17 مايو 2013

شيءٌ من الليلِ و بعضٌ من الصمتْ




عند المساءِ يلملمُ اليومُ القصيرُ
رمالَ شاطئهِ و يقفلُ أغنياتِ البحرِ في وجهِ
النوافذِ و الطيورُ تعودُ خائبةً ﻷعشاشٍ منَ الليلِ 
الطويلِ و في السماءِ ترى النجومَ كما أراها 
نصفَ باردةٍ و شبهَ بعيدةٍ و على التلالِ ظلالُ 
بيتٍ ساكنٍ كالوقتِ حينً تكونُ وحدَكَ جالساً
في مقعدٍ مُتأرجحٍ معْ تكَّةِ البندولِ و القمرُ النحيلُ 
يمرُّ غصباً عنكَ من خلفِ الستائرِ موحِشاً 
و على يمينكَ ترتمي قصصٌ لكتَّابٍ من الروسِ القدامى
تنحني شيئاً لترشفَ قهوةً تعطي المكانَ هواءَ 
مقهىً دافئٍ يكفي لتنقيةِ الظنونِ و قبلَ نوميَ
أطفئُ الضوْءَ احتماءً منْ مزيدٍ منْ قراءاتٍ 
تحرِّكُ رغبتي في أنْ أظلَّ مقيَّداً
حتى دقائقَ قبل نصفِ الليلْ.

الجمعة 17/5/2013

الخميس، 16 مايو 2013

ركودٌ و ضفائرُ ناعمة




الناقمونَ معي أساساً 
يكتبونَ على أصابعهِمْ حروفاً لا تُلَخِّصٌ
حالةَ المللِ المشِلَّةِ للحياةِ على جوانبِ
شارعِ المختارِ منْ شهرينِ يتّسعُ الركودُ 
و للمدينةِ أنْ تفتشَ عن بقاياها
بعيداً عن وصايا المانحينَ لنا الرّواتبَ
كي نغضّ الطرفَ عمَّا يفعلُ المحتلُّ
هذا الموتُ نعرفُهُ جميعاً و التّقلّبُ بين أحضانِ
الخديعةِ لذّةُ المتسلّقينَ على ضفائرِ عُهْرِ أمّتنا، 
قديماً كنتُ أصغرَ كنتُ أقرأ ثمَّ أنسى كنتُ أجملَ مرَّتينِ 
و في يدي عطْرُ التنقّلِ بينَ زنبقةٍ و وادي غزةَ
المنثورِ في وجهِ الصباحِ حكايةً لا تنتهي
و أنا أنا و الناقمونَ يحاولونَ 
الاهتداءَ الى رصيفٍ واسعٍ.

الخميس 16/5/2013 

الأربعاء، 15 مايو 2013

وشايةٌ ممتِعة





لم أسترِحْ حتى كشفتُ السرَّ
و استمتعتُ باﻷلمِ الذي سببتُهُ،
حاولتُ تنفيذَ الوشايةِ ياقتدارٍ واضحٍ حتى اختبرتُ
تمكّني منْ خلقِ جوِّ قاتمٍ أو مُرْبكٍ عند الضرورةِ، 
هكذا أخبرتُ زوجتَه و إبنتَه و زوجةَ إبنِهِ
و نقلتُ كيفَ أخذتُ صورتَهُ و كنتُ أزوره في غُرْفةٍ 
معْزولةٍ في الطابقِ اﻷرضي
للمَشْفى الحكوميِّ الصغيرِ، 
و لم يصدَّقْ أهلُهُ خبرَ النجاةِ من انهبارِ البرجِ، 
ثمَّ تركتُهُم و ذهبتُ أبحثُ عن مواصلةٍ ﻷقربِ فندقٍ 
ﻷبيتَ ليلتيَ الطويلةَ دونَ عبءٍ آخرٍ، 
في الليلِ أقرأُ عن حكاياتٍ مسلَّيةٍ ﻷنسى 
ما تراكمَ بعدَ يومٍ فائضٍ بتوتراتٍ غير مجديةٍ
ﻷحملَها معي لوسادةٍ عطَّرتُها ﻷنامَ أفضلَ مرَّتَيْنْ.

اﻷربعاء 15/5/2013  

الثلاثاء، 14 مايو 2013

تحرّكاتٌ بلا خسائر



الوضْعُ يدفعُ باتجاهِ الانتفاعِ منَ المتاحِ 
و أنْ نفيقَ على كوارثَ سوفَ تأتي لاحقاً: 
أرضٌ تضيقُ بأهلِها و يشحُّ منها الماءُ صيفاً، 
لا تحاولْ أنْ ترى فِرَقَ البطالةِ و هْي تفترشُ
الرَّصيفَ أمام أبوابِ الاعاناتِ،
انتظرْ شيئاً لتسمعَ عن عوانسَ يعتبرْنَ وظيفةً 
دُنيا الطريقَ الى زواجٍ مُزْمِنٍ، 
بيني و بينَ مدينتي حالاتُ فوضى لا تُحَلُّ 
بدونِ ترتيبٍ لخطواتِ الخروجِ بلا خسائرَ، 
أفضلُ اﻷوقاتِ ما يأتي بدونِ 
توقعاتٍ تفسدُ المُتَعَ البسيطةَ، 
لا مجالَ لأنْ أرتّبَ ما تبعثرَ من علاقتي اﻷخيرةِ 
في ظروفٍ غيرِ مُرضيةٍ ﻷني سوفَ أتخذُ المزيدَ
من التحفّظِ حول آخرِ نسخةٍ قبلَ السَّفَرْ.

الثلاثاء 14/5/2013

الاثنين، 13 مايو 2013

رسَّامٌ سيِّءُ النيَّة





صورٌ منَ الورقِ الخفيفِ و ألفُ لونٍ، 
ريشةُ الرسمِ الطويلةِ و القماشُ
و لوحةُ المزْجِ القديمةِ
و الفراشُ على النوافذِ مُتْعَبٌ أم هاربٌ؟ 
و البيتُ خالٍ من ضجيجٍ قادمٍ منْ ساعةٍ رمليَّةٍ، و أنا؟ 
توقَّعْ ما سأفعله قريباً، سوف أعبثُ مرَّةً أخرى
لعلٍي الآن أتقِنُ رسمَ وجهيَ بعد حمَّامِ الصباحِ،
يقالُ أنَّ لكل وجهٍ بصمةً تؤذي و تفرحُ مَنْ يراهُ 
و بعد شهرٍ لنْ أمانعَ في إعادةِ رسمِ وجهيَ دون لونٍ 
سوفَ تتضحُ الحقيقةُ بعدها
ﻷرى سينفعُ أنْ اسيرَ كما أنا 
أم خمسُ أقنعةٍ ستكفي للتحرِّكِ في المدينةِ جيِّداً :
في شارعٍ أو متجرٍ أو دونَ قصْدٍ
في أماكنَ لا تبيحُ لك التوقفَ عندها.

اﻷثنين 13/5/2013

الأحد، 12 مايو 2013

من وحي عينيها



ما كنتُ أعرِفُ أنَّ لي حظاً
و أنَّ وجودَها يبقى مفيداً للتوصِّلِ 
لابتساماتٍ تقرِّبني مسافةَ نجمتينِ من السماء،
لوجْهِها انتبَهَ الهواءُ و عادَ معترفاً بأنَّ الوردَ
بين شفاهِها متفتحٌ و عذوبةُ الشهدِ النقيِّ تسيلُ
أدفأَ حين تبْسُمُ فجأةً و تمرُّ بي ريحانةً تزهو 
على الصيفِ، انتظرتُكِ دائماً و أطلُّ من قلبي
على شُرُفاتِ ظلِّكِ، لا أتابعُ عادةً أسماءَ 
أفلامِ المساءِ، تركتُ عاداتِ التثاؤبِ و التكاسلِ 
كي أصفِّفَ شعرَ رأسيَ قبلَ نوميَ آخرَ الليلِ،
استطعتُ الانسحابَ من العلاقاتِ المضِرَّةِ بي
ﻷفرغَ للقراءةِ و احترافِ الاستماعِ لسوسانينَ،
و ما يليقُ بجوِّ بيتي في الصَّباحْ.

اﻷحد 12/5/2013

 ايفان سوسانين: مازوركا من اوبرا للموسيقار الروسي جيلينكا

السبت، 11 مايو 2013

مغامراتٌ قاسية




غامرتُ في تفسيرِ أسوأِ ما عرَفتُ
و لا أزالُ ككلِّ يومٍ مولَعاً بتورّطاتٍ شبه قاسيةٍ
أجرِّبُ تسوياتٍ مع ظنوني حوْلَ نفسيَ كي أغيرَ 
نظرتي فيما يخصُّ الاعترافَ بأنَّني متساهلٌ مع رغبتي
في الاعتمادِ على غدي ﻷصيرَ أفضلَ،
كيف أضمنُ أنْ أوَفَّقَ في التَّهربِ من مواجهةٍِ مؤكَّدَةٍ
قريباً بين نفسيَ و التفاؤلِ، كيفَ لي أنْ أستفيدَ 
من الوجودِ بمفردي في البيتِ دوماً؟
لمْ أجربْ بعدُ توسيعَ العلاقةِ 
مع مجلَّاتِ الرياضةِ و التسوّقِ،
سوفَ يمنحني الفراغُ الابتعادَ عنِ
التوتّرِ و المزيدِ من الكلامِ
عنِ الزحامِ و آخرِ الشَّهرِ البعيدِ و أنَّ أعدادَ الوظائفِ
للنساءِ تفوقُ أعدادَ الرّجالِ بمرتينِ على اﻷقلْ.

السبت 11/5/2013 

الجمعة، 10 مايو 2013

حسناواتٌ و مجلّاتٌ رخيصة





قارَنْتُ بينَ الاستماعِ لما يُقالُ 
و بين ما ترويه أعمدةُ المجلاتِ الرَّخيصةِ،
لمْ أجدْ فَرْقاً، إشاعاتٌ و فوضى 
منْ قناعاتٍ مشوَّهةٍ و تسويقٍ ﻷفكارٍ تنادي
بالتحرّرِ و التجمّعِ في ميادينِ التنازلِ
و الخساراتِ السريعةِ،
لا أحبُّ الانقلاباتِ اﻷجيرةَ للمحطَّاتِ الضليعةِ
في افتعالِ قضيةٍ مشبوهةٍ تستثمرُ
الضّعفَ المعَبَّأَ في غلايينِ العصاباتِ المقيمةِ في فنادقَ
تفتحُ اﻷبوابَ ليلاً للَّذينَ يتاجرونَ بأيّ شيءٍ
قد يهددُ شاشةَ البورصا و سعرَ النَّفْطِ،
حسناواتُ أوكرانيا تلاحقُني رسائلُهُنَّ
أخشى أنْ أطيعَ رسالةً يوماً فشيطاني يوسوسُ لي 
كثيراً كي أقارنَ بين يوستينا و أولغا من ضواحي أنتونيفكا.

الجمعة 10/5/2013

الخميس، 9 مايو 2013

عقدٌ من الخرز




مقهىً جميلٌ هادئُ و الشَّمسُ
تأخذُ منْ هواءِ اليَّحْرِ رائحةَ البكارةِ أوَّلَ العصْرِ،
المكانُ مُعلَّقٌ في الورْدِ يحْمِلُني إليها مُسْرِعاً،
صافحْتُها عَجِلاً ﻷفْرُغَ لابتسامَتِها، 
قليلٌ وقتُنا و كثيرةٌ هي مُغْرياتُ العمْرِ، 
أصبحَ لي وجودٌ آخرٌ في ذكْرياتي،
لا أفرِّطُ في مساحاتِ الهروبِ الى شواطئَ 
منْ بعيدٍ تسكنُ الورقَ المعتَّقَ في الرسائلِ،
منْ قريبٍ لا تُقدِّمُ لي مفاجأةً
بحجْمِ رحيلِ منْ تركوا لي الدُّنيا وحيداً، 
عُقْدُ رقْبَتِها من الخرزِ المُحاطِ بفضَّةٍ
و على أساورِها نقوشٌ غيرُ واضحةٍ و خاتَمُها مِنَ الحجرِ 
النَّقيِّ هناكَ خلخالٌ بكاحِلِها
يزيدُ بياضَها ألَقاً و شيئاً مُفْرِحاً للقلْبْ.

الخميس 9/5/2013

الأربعاء، 8 مايو 2013

مشاهد سينمائية






مُتَديِّنٌ و أسيرُ حرْبٍ أو مطاردةٍ على طولِ الحدودِ،
لديه قائمةٌ بتجَّارِ الحشيشِ و منْ يهرِّبُ فوقَ أسْنِمةِ الجمال
منَ السلاحِ و هاربينَ من السجونِ،
تراهُ ملتحياً و أيَّاماً يقودُ معاونوهُ مُصفَّحاتٍ
لا ترى منها سوى أنوارِها في الليل،
أحياناً له نظارةٌ شمسيَّةُ سوداء يرفعُها قليلاً 
فوقَ صلعتِهِ ليقرأَ شاشةَ المحْمولِ، 
آخرُ مرَّةٍ كانتْ لهُ طاقيَّةُ الكاوبويِ
حتى منْ بعيدٍ يشْبِهُ الشِّرِّيرَ في أفلامِ سيرغي ليوني،
زوجتهُ تسيرُ وراءَهُ بعباءةٍ عاديَّةٍ زنَّارُها 
يخفي سلاحاً أبيضاً و مسدَّساً منْ نوعِ كوْلْتَ، 
تظلَُ تتبعُهُ لبابِ المصْرَفِ الخلفيِّ، 
يختفيانِ أيَّاماً و يظهرُ من جديدٍ خاتَمُ في إصبعٍ اليمنى 
و مسبحةٌ بيسراهُ النقيةِ: مشْهدٌ من فيلمِ سطوٍ كاملٍ. 

اﻷربعاء 8/5/2013

سيرغي ليوني: مخرج ايطالي اشتهر في اخراج العديد من افلام الكاوبوي منها The Good, the Bad, and the Ugly

الثلاثاء، 7 مايو 2013

غُضَّ طرفَكَ أيها الحَجَلْ



تعالَيْ قدْ نصادِفُ بَعْضَنا 
يوماً كما كُنَّا و أذكُرُ كَمْ وَعَدْنا مَنْ 
يمرُّ بنا منَ الطيرِ المُهاجرِ بالمزيدِ منَ التشرُّدِ 
خلفَ سَرْواتٍ حَفَرْنا في هواءِ 
ظِلالها يوماً لنا، هيَّا اسبقيني علَّنا نجدُ المكانَ كما
تركْنا، أيُّها الحَبَقُ النَّديُّ لكَ اعترَفنا بالهروبِ اليكَ
أنتَ كما نُحِبُّ تقولُ أشياءً، تصارِحُنا بما قالتْ لكَ 
الورداتُ يومَ نسيتُ رأسيَ فوْقَ كَتْفِ حبيبتي و الصُّبحُ 
تغْسلهُ السماءُ بشمسِها، خُذنا بعيداً أيُّها الحَجَلُ الغريبُ
أراكَ تتركنا كثيراً طائرأً متجاهِلاً
صوتي ينادي فيكَ قَلبَكَ و الجناحيْنَ،
اكْتَفَيْتُ بأنْ تكونَ رفيقَنا حتى نفيقَ و قدْ وجَدْنا
الصيفَ متَّكئاً على عُشْبٍ بِلوْنِ عيونِها،
دَعْنا هناكَ و غُضَّ طَرْفَكَ إنْ رأيت شفاهَنا مُبْتلَّةً بالشَّهْدْ.

الثلاثاء 7/5/2013    

الاثنين، 6 مايو 2013

سأبذلُ كلَّ جهدي



عِدْني بأنَّكَ لنْ تجرِّبَ غيرَ حبيَ،
أنْ تُقيمَ معي حياتَكَ كلَّها و تقولَ لي 
ما قالَ دانتي في بياتريشيا
و تعطيني هواءَكَ بارداً في آبَ،
عِدْني أنْ ترافقَني بلا أهواءَ مسيَقَةٍ قريباً 
مِنْ شفاهيَ لا أنادي غيرَ أحرفكَ اللذيذةِ 
مثلَ طَعْمِ الكَرْزِِ أعرفُ أنَّها صورٌ مُكَرَّرةٌ تصيبكَ بالملالةِ،
لا أريدُ سوى اختبائكَ في شهيقي أوَّلاً عندَ الصباحِ 
و ثانياً وقتَ المساءِ و آخراً في الحُلْمِ حينَ تجيئُني
متسلِّلاً في عطْرِ شَعْرِيَ، لا تَغِبْ عنِّي مسافة
أنْ يدقَّ القلبُ ثمَّ يدقُ، خُذني في جفونِكَ ضوْءَ 
فجرٍ هاربٍ من خيطٍ ليلٍ دافئٍ 
فأنا استضأْتُ بوَهْجِ عينَيْكَ، 
احتمِلْني لا تقُلْ أنِّي أُصيبُكَ بالتَّعَبْ.

اﻷثنين 6/5/2013 
دانتي: شاعر ايطالي و حبيبته بياتريشيا في الكوميديا الالهية.

الأحد، 5 مايو 2013

مُغرياتٌ ساخنة





كمْ مرَّةً سأظلُّ معترفاً بذنبيَ،
حانَ وقتُ العِتْقِ منْ جُرْمِ انتمائي
للعلاقاتِ المُمِلَّةِ و المدينةِ،
و انتظاري مُوهَناً في ظلِّ خِرْوَعةٍ بعيداً 
علَّقَتْها الشَّمسٌ في أظفارِها،
و أرى السَّرابَ كما أرى وجعَ الطيورِ 
معاً نحاولُ أنْ نحطَّ على حدودٍ 
برَّدَتْها غيمةٌ سَهْواً و آخرُ ليلةٍ في الصيفِ،
هذا كلُّهُ يزدادُ حينَ أَمَلُّ
مِنْ نَفسي و أهربُ خارجَ المألوفِ علِّي لا 
أصادفُ مَنْ يُعيدُ ليَ التَّوتُّرَ بالسُّؤالِ عن انقطاعِ الكهرباءِ
و صيفُنا متحاملُ شيئاً و يختنقُ الهواءُ 
على نوافذَ غيرِ مغلقةٍ و تمُّوزُ اكتفى برطوبةٍ
لا بدَّ منها سائرَ اليومِ احتفاءً بالسَّماءِ و مُغْرياتٍ ساخنةْ.

اﻷحد 5/5/2013

السبت، 4 مايو 2013

زنوبيا




ما كانَ يُمكِنُ أنْ تكونَ قبيحةً
لتكونَ سيِّدةَ النقوشِ على المعابدِ و الحروبِ 
و أعنياتِ المُنشدينَ على طريقِ قوافلِ العربِ القديمةِ، 
كان ينحتها الهواءُ من النخيلِ كأنَّها ضَوْء الفَنَارِ
على مرافئَ تُنْقذُ التاريخَ من عبثِ الغزاةِ،
جميلةٌ ليطيبَ للشعراءِ نسْجُ الشَّمسِ 
تاجاً هادئاً لجبينِها العاجيِّ، 
كيفَ تقاطَرتْ تلك الجيوشُ وراءها لولا 
العيونُ و قدُّها و رقيقُ ملمسِها، 
زِنُوبيا أتعبَتْ روما , و لم تدعِ السَّماءَ تمرُّ 
من فوقِ الفراتِ رخيصةً و احمرَّ ورد الشَّامِ 
من دمِ مَنْ أرادوا اﻷرضَ عاريةً، 
زِنُوبيا وردةٌ كتبتْ برائحةِ الخُزامى موتَها المجهولَ 
بين رخامِ روما غيرَ خائفةٍ.

السبت 4/5/2013

الجمعة، 3 مايو 2013

مفاجأةٌ مفاجئةٌ




كانت مفاجأةً و كنتُ أقولُ
أنَّ الكلَّ يغدرُ ما عدا مَنْ إسمُها مِنْ نَسْمَةٍ
هَرَبتْ مع الوردِ انتظاراً للهواءِ على مداخلِ
أوَّلِ الصيفِ الطويلِ، لطالما أجَّلتُ 
مَعْها الليلَ في همساتِنا و البحرِ،
أتعَبْتُ المسافةَ في خُطى تصلُ الجنوبَ 
بما يحِبُّ البَّوْحُ في قُبَلِ الشَّمالِ،
تركتُ أجملَ ما تركتُ هناكَ مُعْترفاً بأنِّي
ساذجٌ و أصدِّقُ الغيماتِ و هْي تمرُّ بين الشّمسِ و الظلِّ، 
انتَبَهْتُ مؤخَّراً كيفَ التلاثةُ لا يدومُ بقاؤهم،
ماذا جنيْتُ بحبِّها و أنا كما عوَّدتُ نفسي 
أنَّ في الدنيا احتمالاتٍ لحبٍٍّ آخرٍ، 
كانتْ مفاجأةً و راجعْتُ اتهاماتي لقلبي كيفَ أفرطَ
في ملاحقةِ السَّماءِ و طيرِها المفتونِ باﻷفقِ البعيدِ 
و زرقةِ المجهولِ و الشَّفقِ القديمْ.

الجمعة 3/5/2013     

الخميس، 2 مايو 2013

صورٌ قديمة




لم أنتبهْ أنِّي كبرتُ 
و هذهِ صوري أنا و وجوهِ 
مَنْ لَعِبوا معي في الشَّمْسِ، 
بعْضُهمُ اختفى و بقيتُ مندهِشاً لوجهيَ
كيفَ كانَ بلا ملامحَ و اعتبرتُ ملابسي شيئاً 
يلائمُ حارةً فيها عرفتُ علاقتي بشوارعِ العمرِ
الطويلِ و مرْتَعِ العبَثِ الطفوليِّ القريبِ
من السَّنابلِ و الحواكيرِ اﻷخيرةِ،
كلَّما أمعنْتُ في تفسيرِ وجهيَ وقتَها 
أجدُ الحياةَ بسيطةً و مُعَدَّةً للاعترافِ 
بأنَّ أوَّلَ صورةٍ مع والديَّ تُعيدُ لي طُهْرَ التساؤلِ
عنْ معاني أنْ أجمَّدَ نظْرتي في صورةٍ تبقى
عقوداً لا تُغيِّرُ واقعاً و أتوهُ في تكريرِ نفسيَ 
معْ صغارٍ آخرينَ و صورةٍ أخرى و شمسٍ لا تزالُ هناكَ واضحةً.

الخميس 2/5/2013 

الأربعاء، 1 مايو 2013

مكالمات تليفونية


كنَّا نهاتفُ بعضَنا مُتَسَلِّقَيْنَ
على خيوطِ الضَّوْءِ و الحُلْمِ البعيدِ 
و لمْ تَكُنْ قدْ فارقَتْ بعدُ الحياةَ، 
وعَدْتُّها بحكايتينِ و صورةٍ و بطاقةٍ منْ وردِ أيَّارَ،
انتقلتُ الى المدينةِ وقتَها 
و حفظتُ أرقامَ الهواتفِ في مفكِّرتي
و غزةُ لم تكنْ إذَّاكَ قد فتحتْ مباشرةً 
خطوطَ الاتصالِ لمنْ يريدُ معَ الجوارِ، 
تغيَّرتْ و تباعدتْ حتى المسافاتُ القريبةُ بيننا
و علمتُ أنَّ الموتَ قدْ قطعَ اتصالاً كان مُتَّفَقاً عليهِ
و لمْ أجدْ منها سوى بعض القصاصاتِ القديمةِ 
في حقائبَ لا تزالُ كما أراها الآنَ باردةً 
و أعرفُ أنَّ حِبْرَ الموتِ أوضحَ حين يُغْرِقُ 
 آخرَ الكلماتِ من كُتبِ الوداعِ
 بدونِ توضيحٍ و تعقيبٍ صريحٍ.

اﻷربعاء 1/5/2013

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...