الأحد، 30 يونيو 2013

راجياً خوفاً أقَلْ




بيني و بينكِ تهمةٌ ثم اعترافٌ 
ثم وعدٌ للهروبِ الى التلالِ و في الوعودِ
أماكنٌ أخرى و طعمُ التوتِ و الصورُ المليئةُ 
ما نريدُ من الظنونِ أنا و أنتِ و بعدَ هذا الليلِ نصبحُ 
ما نحبُّ و قبلَ ضَوْءِ الفجرِ نرجعُ طائرَيْنِ 
و حين تحترقُ الظهيرةُ تهدأُ الدنيا و نصبحُ أغنياتٍ 
لا يكررُها الهواءُ الى المساءِ لذا احترفتُ الاختباءَ 
وراءَ ظلِّكِ بين أوردتي و عطرِ و سادتيْنِ على سريرٍ 
مُتْرَفٍ بالانتظارِ أنا و أنتِ و كلما أصبحتُ أكبرَ تصبحُ
الكلماتُ أقصرَ و الضجيجُ أقلَّ و الورداتُ أشهى مرتينِ
على اليمينِ حكايةٌ و على اليسارِ توقعاتٌ و الوراءُ أنا قديماً 
و الأمامُ أنا و أنتِ الى النهايةِ و انتهتْ فرصُ الترددِ 
كلُّ شيءٍ باتَ أنسبَ بعدما أدركتُ
أني لا أحبكِ خائفاً بلْ راجياً خوفاً أقَلْ.
الأحد 30/6/2013

السبت، 29 يونيو 2013

البحرُ و وجهُ الفراشة



وجهُكَ أيُّهذا البحر وجهُ فراشةٍ 
خذْني إليكَ على جناحيها و قلْ لي كيفَ أصبحتِ الحياةُ 
كبيرةً كالشمسِ خذْني و انتبِهْ للغيمِ و هو يمرُّ عنكَ 
و قلْ متى سنمرُّ عنها و هي نائمةٌ لنحملَها 
على ريشِ النوارسِ و انتبِهْ للظلِّ و هو يردُّ عن جفنَيْهِ
 زهْرَ شفاهِها و أحبُّها و تقولُ أشياءً تُحَبِّبُني بنافذةٍ تطلُّ 
على سهولِ العُشْبِ يا بحرَ الظهيرةِ لا تساومْني 
لأحملِ وِزْرَ شاطِئِكَ انتبِهْ و كُنِ القريبَ من الشواطئِ
 كي نرتبَها لصيفٍ علَّقَتْهُ الريحُ في أغصانِ هذا الوردِ 
كنتُ أنا و كانتْ قبلَ يومٍ تحفرُ الكلماتِ في ملْحٍ
 على أصدافِ رَمْلِكَ و انتَبَهْتُ للونكَ المجدولِ 
من لونِ السماءِ و رغوةِ الليلِ القديمةِ و انتبِهْ 
أني أرى في وجهِها عُمري الأخيرَ
 و في ابتسامتِها مرايا اللوزِ و اللَّيْلَكْ.
السبت 29/6/2013

الجمعة، 28 يونيو 2013

ساعةٌ رمليةٌ


دقيقٌ خصرُها أو ساعةٌ رمليةٌ 
و عميقةٌ نظراتها أو كهفُ ليلٍ صامتٍ 
و قريبةٌ همساتُها أو دقةٌ في القلبِ أسمعُها أنا 
و بعيدةٌ أحلامُها أو غابةٌ منسيةٌ خلفَ الرياحِ 
تحبني أو عشقُ نرجسةٍ على كتفِ البحيرةِ 
عطرُها متناثرٌ أو وردةٌ سقط الندى سهواً على بتلاتِها
 و أحبُّها أو أنَّ رحلتي الأخيرةَ نحو تلك الشمسِ قد بدأَتْ بها 
و أريدُها أو رغبةُ التوتِ القديمةِ في انتزاعِ الظلِّ منْ أوراقهِ
 و تريدني أو لهفةُ الطيرِ الغريبٍ لطائرٍ في الصيفِ 
مرات كتبتُ على الهواءِ متى استطعتُ الحبَّ
 أو أنِّي كتبتُ على قشورِ البرتقالِ 
متى اختلفتُ مع المدينةِ حول أوقاتِ البنفسجِ 
أو نسيتُ مع الفراشةِ نصفَ أسرارِ البدايةِ و النهايةِ
 صوتُها همسٌ بريءٌ أو مرورٌ خاطفٌ للنومِ بعد الفجرْ.
الجمعة 28/6/2013

الخميس، 27 يونيو 2013

وعودٌ عند ظلٍّ آخرٍ


نياتُنا السوداءُ ضَعْفٌ و الحياةُ
كما تبيَّنَ نقطةٌ في آخرِ السَّطْرِ الأخيرِ
و ما سواها ليس إلا الانتظار على ترابٍ دافئٍ أو باردٍ
و تظلُّ تُدهشُنا النوافذُ و هْي صافيةٌ نرى من خلفِها
الريحَ البعيدةَ و هي تلتهمُ الرمالَ و تنتفُ الغيمَ الرقيقَ كأنَّه
ريشُ الإوَزِّ و بين أن نحيا هنا أو ننتهي في بقعةٍ أخرى مصيرٌ
لا مفرَّ من التعاطي مع شروطٍ خطَّها ليلٌ على ثوبِ النهارِ،
حبيبتي أكملتُ معها وردةً و غداً سنكملُ غيرها حتى نرتبَ
صورةَ للعمرِ من زهرٍ و طعمِ الخَوْخِ في تمُّوزَ
تبتعدُ السماءُ بنا و تبعدني عيونُكِ خلف غاباتِ الصَّنَوْبَرِ
لا يهمُّ متى أعودُ و في الهواءِ شذا ابتسامتِكِ النقيَّةِ
لا مكانَ أحبُّ أكثرَ من مكانٍ في ظلٌّ
فيه أنتِ و ما كتبنا من وعودٍ
عند ظلًّ آخرٍ.
الخميس 27/6/2013

الأربعاء، 26 يونيو 2013

متهمٌ في قضيةٍ ما


حاولتُ أكثرَ و اكتشفتُ مؤخراً
 أني بريءٌ رغم أني عشتُ متَّهماً أصدقُ 
كلَّ ما يُرْوَى و تدفعني عيون اللائمين للومِ نفسي 
في النهارِ و جلْدِ نفسي في المساءِ لطالما جرَّمتُ نفسي
 ممسكاً قلماً لتدوين انتقاداتِ الذين يمررون عليَّ شيئاً 
خفتُ حتى لمْ أعدْ أقوى على تبريرِ شيءٍ 
و انكفأتُ على تجريحِ صورتي الجميلةِ كي أخففَ
 من ملاحقةِ الضميرِ لما فعلتُ 
و صرتُ أكرهُ أن يكاشفني الصغيرُ مع الكبيرِ
 و من له في الأمرِ مصلحةٌ
 و خلتُ الآن أني قد فعلتُ الموبقاتِ جميعها
 و المهلكاتِ و ما نهى عنه النبيُّون الكرامُ 
و لا مفرَّ من الجحيمِ:
وجدْتُ أني لمْ أكنْ ذاكَ الذي سكبَ العصيرَ على الطبقْ.
الاربعاء 26/6/2013

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

تليماك



تليماكُ يا ابنَ عوليسَ ذاكَ الغائب المنسيّ في بحرٍ وراءَ البحرِ
 قُمْ لتصونَ قصراً فيه أمُّكَ، كلّ يومٍ طامعون يدنسون
 بلاطَ عزٍّ كان فيه أبوك لا تركَنْ لآلهةٍ تحاربُ بعضَها منْ أجلِ
 إمرأةٍ على جبلٍ بعيدٍ، كنْ وحيداً كي ترى الأشياءَ أوضحَ 
كي تجنِّبَ ظهرَكَ العاري سهامَ الغادرينَ و منْ أقاربِكَ القساةِ، 
قديمةٌ هذي الحكايةُ مثلما التاريخُ تحتَ رمالِ غزةَ،
 فلنفتِّشْ عن جرارٍ كلُّها ذهبٌ و أسماءُ الغزاةِ و مَنْ أحبّوا الوردَ 
بين العصرِ و الشمسِ القريبةِ من جفونِ الليل،
 و لنحفرْ عميقاً في ترابٍ من عظامِ المنشدينَ
 على حدودِ بلادنا و مواسمِ الزهرِ الغنيةِ بالهواءِ، 
لنا الجنوبُ و قمَّةُ الثلجِ الجميلةُ في الشمالِ و بحرُنا 
في الغربِ يرسلُ ملحَه شرقاً لوادينا الطويلِ،
 أنا هنا سأظلُّ أكتبُ أنَّ هذي الأرضَ أوسع من حياضِ الفلِّ في نيسانَ 
و الظلِّ النؤومِ على سياجِ البيتِ في تشرينْ.

تليماك: ابن اوديسيوس أو عوليس بطل الأوديسا لهوميروس ِ 
الثلاثاء 25/6/2013

الاثنين، 24 يونيو 2013

من وحْي طروادة


هدأَ الهواءُ و قالتِ الريحُ استَكِنْ للبحْرِ
 و اجتمعتْ طيورٌ مِنْ بعيدٍ فوقَ أشرعةٍ 
تُحاصِرُ شاطئاً و الكلُّ ينتظرُ السماءَ لتُنْزِلَ الليلَ
 المذابَ على رُبى طروادةَ انتبهَ بريامْ للخوفِ في عيْنَيْهِ 
و هو يرى المشاعلَ فوقَ أبراجِ المدينةِ 
مِنْ بعيدٍ كلُّ شيءٍ موحِشٌ
 و على هيلينْ لعْناتُ آلهةِ الأوليمبْ 
بعدَ السُّكونِ سينتهي أمرُ العلاقةِ بينَ أطماعِ الغزاةِ 
و رغْبةِ البحرِ القديمةِ في ابتلاعِ العائدينَ إلى الديارِ،
 حَلِمْتُ أنَّ هنا الشواطئَ غيرُ آمنةٍ سيأتي المارقونَ 
لينهبوا أشلاء هذا الطيرِ، أسماءُ الجنودِ على  مصاطبَ
 مِنْ رخامٍ باردٍ و الموتُ يحفرُ شارعاً فيما المدينةُ شبهُ 
عاريةٍ و تستُرُها الغيومُ الى المساءِ فَزِعْتُ منْ لونِ الهواءِ
  و في الهواءِ أماكنٌ مسكونةٌ بالخوفْ.

بريام: ملك طروادة، هيلين: محبوبة باريس التي هربت معه الى بلده طروادة و من أجلها دارت الحرب المشهورة.
الأثنين 24/6/2013 

الأحد، 23 يونيو 2013

إتهامٌ و ادعاءاتُ البحرِ و الشمس


لي قلبُها و لها أنا و لنا المدينةُ 
و هْي تأخذُ مِنْ نوافذِنا بقايا النَّومِ
 و الليلِ القليلِ، أفيقُ مِنْ حلمٍ إلى حلمٍ 
و أعبرُ شارعاً لأرى شوارعَ ثمَّ أبدأُ في اتِّهامِ
 الوقْتِ كيفَ يمرُّ مِنْ عَيْنَيَّ أسرعَ تارةً أخرى 
و أبطأَ حينَ أنتظرُ الظهيرةَ كي أجيبَ على ادِّعاءِ البحرِ
 أني لا أصدِّقُ فيهِ لونَ العُشْبِ و المِلْحَ النقيَّ
 و لي أنا ما لمْ يصِلْ للطيرِ بعدُ أطيرُ وحدي مُلْقِياً
 ظلِّي على صخْرٍ، تُفَتِّشُهُ النوارسُ علَّها تجدُ ادعاءً
 آخراً للشمسِ أني لا ألاحقها إلى الطرفِ الأخيرِ منَ المَسا،
 عيناكِ خوفي مثلما عيناكِ أوَّلُ ما اتَّهمْتُ 
غداةُ عُدتُ و لمْ أجدْ قلبي الصغيرَ
 لَنا المكانُ هنا و بعدَ الصيفِ يكبُرُ ما نريدُ 
و تبدأُ الدنيا بتغطيةِ الهواءِ بغيمةٍ و مسافةٍ.
الأحد 23/6/2013

السبت، 22 يونيو 2013

ينابيعٌ و حبٌّ و شمسْ




كلٌّ يجبُّ و من يحبُّ يقولُ 
لي ما لم يقُلْهُ السابقونَ و أكتفي بالصمتِ
 مبتسماً فحبِّي ما تطيرُ بهِ الطيورِ لينبتَ الوردَ 
الرقيقُ على شفاهِ متيَّماتٍ أو رسائلِ عاشقينَ
 أعيشُ وحدي دائماً كالسروِ تحتَ الشمسِ
 تنكرني المسافةُ عندَ منعطفٍ و تأخذني الطريقُ 
إلى مكانٍ آخرٍ و بدايةِ البحرِ المعلَّقِ في رموشِكِ،
 مَنْ أنا؟ و أنا أتيتُ منَ الينابيعِ القديمةِ
 تحتَ زهرِ البرتقالِ، تناثرتْ مني الحياةُ كأنها قطعُ 
النقودِ على رمالٍ فوقها الشوكُ المثَبَّت في الهواءِ ستائراً
للشمسِ، تعرفُني حدودُ مدينةٍ لمْ أتَّخِذْ منها صديفاً 
غير ذاكرةٍ مشوَّهةٍ و أرجعُ قائلاً ما لمْ يقُلْهُ الآخرونَ
بأنَّ حبِّيَ غربةٌ متلي و غيماتٌ على طرفِ السماءِ
و قُبْلةٌ تكفي لأولِ موسمٍ و أواخِرِ الليلِ الطويلْ.

السبت 22/6/2013 

الجمعة، 21 يونيو 2013

ترتيباتٌ واضحةٌ و شروطٌ أقَلْ


بدأ النهارُ بها و يبدأُ عادةً بالشمسِ
 و هي تعيدُ للدنيا البدايةَ يوم كانَ لكلِّ وردٍ إسمه
 و لكلِّ طيرٍ ما يحبُّ من المكانِ و للنوافذِ سرُّ هذا الغيمِ 
يحملُهُ الهواءُ إلى قرىً فيها القليلُ من الكلامِ، 
أقولُ عنْ نفسي كثيراً كي يراني الليلُ أوضحَ كي أدوِّنَ
 مَنْ أنا منْ غيرِ ترتيبٍ على ورقِ الخريفِ و ما يراهُ البحرُ
 أنسبَ لي لتعرفَ أنها في القلبِ منذُ بدايةِ الصيفِ الأخيرِ
 و بعدَ أيامٍ ستعرفُ أنني غيَّرتُ أسمائي كما غيَّرتُ
 خارطةَ الشواطئِ و انتَسَبْتُ لأيِّ طيرٍ أوقفتْهُ الريحُ أياماً 
على قممِ الصَّنَوْبَرِ كلُّ هذا لا يوضِّحُ كم أحاولُ جعْلَ 
وجهيَ مرَّةً أخرى بريئاً، كَمْ أحبُّ الآنَ وجهَكِ دونَ شرطٍ آخرٍ
 و أنا هنا و هناكَ أبحثُ عنكِ، عنْ نفسي و شيءٍ لا أبوحُ به لغيركِ
 و اقتربتُ منَ الوسادةِ حاملاً طيفاً لعينيْكِ اللتَيْنِ أرى سمائيَ فيهما.

الجمعة 21/6/2013  

في الليل نعترف أكثر



كبر الخط صغر الخط
الانتظارُ يضرُّ مثلي و التوقفُ
لا يُبَرَّرُ و الحياةُ تمرُّ أسرعَ حين نكبرُ
لا تراجعَ أو ترددَ بعد هذا الوعدِ يا قلبي الصغير
بأن تحبَّ و أن تقولَ لها أحبكِ خمسَ مرَّاتٍ 
بلا قلقٍ و أنْ تختارَ يوماً صافياً كهوائها لتقولَ
أني لن تغيرني المسافةُ و الدقائقُ و هي تعبثُ بي
على مهْلٍ و أعرف أن خطواتي الأخيرةَ نحوَ ظلَّكِ
سوف تجعلني أحبُّ اللوز أكثرَ من خريفٍ 
ضاع مني بين أمنيةٍ و أمنيةٍ و تكثرُ أمنياتي
فجأةً و تقلُّ أيضاً فجأةً و أعيش أنتظرُ
الحياةَ على يقينٍ أنني سأنالُ ما بيني و بين
البحرِ من وعدٍ قديمٍ كلُّ هذا الموج ذاكرةُ و أعرفُ 
أنَّ في عينيْكِ وعداً لي تسافرُ فيه أصدافُ الشواطئِ 
غيرَ آخذةٍ من البحرِ الملوحةَ و السماءِ غيومَ تشرينَ الحزينْ.
الخميس 20/6/2013

الأربعاء، 19 يونيو 2013

أحدهم أخذّ القميصّ عن عمدْ



لا ينبغي مني التورّط هكذا في مُغرياتٍ
 شبه عابرةٍ سأفتحُ دفتري لأرى متى سأبيتُ
 خارجَ منزلي يوماً طويلاً كلّما حاولتُ توزيعَا 
لوقتي جيداً أحتارُ في وقتِ المساءِ سينقضي و أنا أفتِّشُ
 في الخزانةِ علَّني أجدُ القميصَ الذي أُهْدِيْتُهُ منْها 
على العيدِ الأخيرِ ففيه أخفي ما أريدُ من القصاصاتِ السريعةِ 
للتذكّرِ لمْ أجدْهُ معلَّقاً و عليهِ سوفَ أعيدُ تفتيشَ الخزانةِ 
لاحقاً و الآنَ مضطرٌّ لتبديلِ الملابسِ و الخلودِ
 لأي نومٍ دونَ تفكيرٍ بعاقبةِ التخلِّي عن قراءةِ ما تبقى
 من روايةِ دوستويِفسكي الجوُّ أبردُ من هواءِ الأمسِ 
لا أحتاجُ فتحَ نوافذِ البيتِ الحقيقةُ 
أنني قلقٌ قليلاً إذْ ستبقى الكهرباءُ 
بلا حلولٍ بضعُ أعوامٍ كما يتوقعُ السكانُ 
و الحرُّ الشديدُ يثيرُ خوفاً آخراً.

الأربعاء 19/6/2013 

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

ذاكرةٌ للموت: سعادُ و ما يراهُ البحرْ



مزَّقتُ ما كانت تحاولُ أنْ تقيّدني به 
من أجلِ أنْ نبقى طويلاً كم أحاولُ 
فهمَ ما تعني طويلاً قد يطولُ الانتظارُ 
و قد أمزقُ حاجةً أخرى أمامي كلُّ شيءٍ ممكنٌ 
و تمرُّ بي هذي الحياةُ كما يمرُّ الغيمُ فوق مدينةٍ منسيَّةٍ
 و مفاجآتُ العمرِ تجعلني محقَّاً في اختيارِ
 متى أحبُّ و كيف أنهي كلَّ شيءٍ فجأةً 
ماتت سعادُ و لم يكنْ للبحرِ لونٌ آخرٌ ماتتْ 
لتتركَ للسماءِ الريحَ عالقةً على شوكِ الطريقِ
 و زهرةِ النارينجِ، عالقةٌ حياتي بالمتاهاتِ القديمةِ
 لا علاقةَ لي بما تحتاجُ ذاكرتي لأنعمَ بالهدوءِ
 لطالما قسَّمتُ وقتي بينَ مرآتي صباحاً و المساءِ
 على رصيفٍ مُعْتِمٍ و البحرُ يكبرُ من بعيدٍ فجأةً
و سعادُ تعرفُ أنَّ ما في الليلِ أكبر من أحاديثِ النهارْ.

الثلاثاء 18/6/2013

كانتْ تحبُّني لمصلحةٍ ما



الخوفُ في أنْ يعتريكَ الخوفُ 
منْ قولِ الحقيقةِ و اتخاذِ مواقفٍ تقضي بسَحْبِكَ 
خلفَ خوفِكَ لا تكُنْ يوماً جباناً تُنْكِرُ الفضلَ الكبيرَ 
لِمَنْ أعانَكَ مرَّةً كانتْ تقولُ أحبُّ أنْ تأتي إليَّ و أنتَ مبتسمً 
و جيبُكَ فيه مالٌ كيْ نظلَّ معاً و نذهبَ حيثُ شِئْتَ وَثقْتُ
أيضاً في تعلّقِها بصوتيَ غافلاً عمَّا تريدُ تركتُ قلبيَ واضحاً
لا ريْبَ في دقاتِهِ حتى أتى يومٌ تخلَّتْ فيه عنْ عنوانِ بيتيَ
و الوعودِ عرفتُ أنَّ لها مصالحَ خبَّاَتْها في عيونٍ تشبهُ القطَّ الخئونَ 
و كنتُ أعجبُ من رواياتِ الخيانةِ في كتاباتِ الشعوبِ
وراءَ هذا البحْرِ أقرأُ دائماً عن عاشقينَ تحوَّلوا عن حبِّهِمْ 
و رفاقِ درْبٍ لمْ يعودوا مثلما ذهبوا معاً و أنا و تلْكَ لنا نصيبٌ
في حكاياتِ الفراقِ و كيفَ يمكنُ أنْ أكرِّرَ جرْحَ قلْبٍ
لمْ يفِقْ منْ كلِّ هذا وحدهُ منْ أجلِ حبٍّ آخرٍ.


الأثنين 17/6/2013


الأحد، 16 يونيو 2013

بيتٌ صغيرٌ و صديقي القديم



لنا بيتٌ صغيرٌ بين بحرٍ 
غربَ غيماتٍ و نهرٍ شرقَ وادٍ غائرٍ في الشمسِ
 يا بيتَ الهواءِ و ثلجَ إيلياءَ احتملتَ الشوكَ مراتٍ
 و وردُكَ لا يزالُ الوردَ في سفحٍ و سهلٍ مرَّ فيه الانبياءُ
 و ماؤنا إنْ لم يكنْ من غيمةٍ فمنَ الجبالِ هناكَ كانَتْ 
عتْبةُ التاريخِ للدنيا القديمةِ، قبلَ ساعاتٍ تهاتُفُني الجميلةُ 
كي تغني لي قليلاً، صوتُها يأتي بطعمِ الكرْزِ في صيفٍ أحبُّ صباحَهُ 
في جنبَ حوضٍ فيه عُطْرَةُ جدَّتي و بقيةٌ مما تساقطَ 
من زهورِ البرتقالِ أنا قريباً سوفَ أتَّخذُ البعيدَ من الأماكنِ 
مسكناً فتعالَ قدْ تحتاجُ قلباً آخراً غير الذي أذْهَبْتَهُ قلقاً و خوفاً 
لا بديلَ عن التخلصِ من جذورٍ شبه باليةٍ سأقتلعُ السخونةَ 
من رمالٍ ألصقَتْ ظلِّي بها و أنا أغالبُ كلَّ شيءٍ كي
 أرى شيئاً يعيدُ ليَ المكانَ كما عهِدْتُ أنا 
و أوِّلُ صاحبٍ ماتَ انتظاراً لي و ماتَ بلا طريقْ.

الأحد 16/6/2013
عطرة: عشبة برية لها رائحة جميلة 

السبت، 15 يونيو 2013

في البحثِ عن إسطواناتٍ قديمة



كلُّ احتمالاتِ التعرِّضِ للمزيدِ من العلاقاتِ المريبةِ 
لا تزالُ قويةً و تصيبني بتشققاتٍ في جدارِ الرَّفْضِ
 شيءٌ ما يحاولُ أنْ يمرِّرَ فكرةً لمغامراتٍ
 في أماكنَ غير آمنةٍ و يبدو أنَّ فرصَتنا انتهتْ 
بقبولِ ما يأتي سواءً كانَ خيراً أو عراكاً 
لا يبرِّرُ ما سأخسرُ إنْ أسأْتُ الاعتمادَ على تجاربَ 
أنقذتني مرَّتينِ من التنازلِ،
 لا أحبُّ الأعترافَ بما كتبتُ 
لسائقِ التاكسي ليُوصِلَني لأقربِ بائعٍ للإسطواناتِ القديمة
 كانَ ذلك في صباحٍ غائمٍ و يداي دافئتان رغم البردِ مقترباً 
لأقطعَ كيركوود آفنيو أخيراً عدتُ أحملُ ربما كتباً
 و شيئأً للعشاءِ، الليلُ يمكنُ أنْ يظلَّ توقعاتٍ غير مجديةٍ
 و يترُكنا و يهربُ من ثقوبٍ في نوافذ
 لمْ يرمِّمْها الهواءُ بملحهِ و الوقتْ.
السبت 15/6/2013
كيركوود أفنيو: شارع مشهور في مدينة بلومينجتون بولاية انديانا

الجمعة، 14 يونيو 2013

متفرِّقاتٌ من شارعٍ ضيِّقٍ




ما ساءني الا التعلقُ بالّذينَ أحبهم
و توقفي جنبَ الطريقِ بلا رفيقٍ،
و المكانُ الآن يبعدُ عن محطتيَ الأخيرةِ
شجْرتينِ و سور خشخاشٍ قديمٍ عالقٍ بين السماءِ و غيمتينِ
أظنُّ أنَّ البابَ لم أُقْفِلْهُ خلفي بعدما هاتفتُها
لتشاهدَ الصورَ التي أرسلتُها و أنا أصافحُ
سيّداً قابلتُهُ في شارلْ ديغولْ:
مطارٌ آخرٌ و غيمٌ آخرٌ و لسوفَ تتخذُ
الكلابُ الآنَ موقعها قريباً منْ بقايا جيفةٍ
أو مسلَخٍ و تحومُ مُضْفيةً على وجهِ المدينةِ
مشهداً للفقرِ، تفتتحُ المدينةُ كلَّ يومٍ شارعاً
متكاسلاً لتمرَّ منه الشمسُ نحو شوارعٍ تتقاسمُ
المللَ المريعَ و لا يناسبُني التنقّلُ بينَ أمكنةٍ
يمزِّقُها الفراغُ كجيفةٍ متروكةٍ في الشمسْ.

الجمعة 14/6/2013

الخميس، 13 يونيو 2013

وشاياتٌ و بنفسجة



ما بينَنا ما كانَ بينَ اثنينِ
 حينَ وثِقْتُ أنَّكِ لن تقولي ما يُسيءُ لما فعَلْنا 
كي نظلَّ معاً و نبقى لا يفرِّقُنا المكانُ و ما يشيعُ الآخرونَ
 و كانَ يمكنُ أنْ أصدِّقَ لو نسيتُ كمِ احترقْنا كلَّ يومٍ
 مثلَ أوراقِ الرسائلِ فوَق منفضَةِ السجائرِ،
 لو تبيَّنَ أنَّ واشٍ صادقٌ سأشكُّ في عينيَّ، في صوتي، 
و في أسمائنا، سأغيِّرُ اللغةَ التي كانت ترافِقُنا على الشَّفَتينِ 
حين نبوحُ بالحبِّ المخبَّأِ في هواءٍ ما و أكتبُ لمْ أكنْ يوماً محقَّاً 
في اختياري للبنفسجِ كي أسِرَّ له بما في القلبِ،
 تتضحُ الحقيقةُ فجأةً من غيرِ ترتيبٍ 
 و تنكشفُ الأكاذيبُ القديمةُ رغمَ ما احتَطْنا لذلكَ، 
هكذا الدنيا مفاجأةٌ و مُعْتَركٌ و سلَّةُ مهْملاتٍ 
ينتهي فيها النفاقُ و مفرداتٌ  أوهمَتْنا بالحقيقةِ، 
و الحقيقةُ أنَّ قلبيَ مُتْعَبٌ.

الخميس 13/6/2013

الأربعاء، 12 يونيو 2013

لقاءٌ عندَ وردٍ و بسمةٍ




اليوم قرَّرْتُ التغيرَ
 لا يهمُ الآنَ مَنْ يرضى و مَنْ يستاءُ 
تجبرني الحياةُ على التصرّفِ مثلها و تمدُّني بمشاهداتٍ 
كي أصرَّ على التغيُّرِ لنْ أجاملَ حين أصبح بينَ فكيِّ 
الهروبِ أو المواجهةِ الأكيدةِ، كلَّما أدركتُ أني لا أعودُ
 الى الوراءِ أصيرُ أوضحَ معْ مشاكليَ التي لم تتضحْ فيها 
المسافةُ بين أسبابِ الخلافِ و بينَ حلٍّ واسعٍ، 
هذي الحياةُ أمرُّ فيها دائماً و على شفاهي بسمةٌ
 تحتاجُ منِّي أنْ أقولَ الصِّدْقَ أوَّلَ ما أرى في الوردِ نيَّةَ
 طائرٍ في أنْ يؤمِّنَ لي مكاناً عندَهُ و يقولَ لي أيضاً 
متى سنطيرُ خلفَ البحرِ أيَّاماً بلا خوفٍ من الشمسِ القريبةِ
 منْ غيومِكَ أيّها السروُ القديمُ كمِ انتظرتُكَ مرةً 
و تركتَني للوردِ  يُسْمِعُني حكايا
 عاشقَيْنِ تلاقيا يوماً هنا.

الأربعاء  12/6/2013

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

مفاجآتٌ متأخرة و ندمٌ طويل



ندمتُ و آنَ لي أنْ أغمضَ العيينَيْنِ
 كي أحصي خسائرَ ما اقترفتُ
 و لا تبجُّحَ بعدما أدركتُ أني لم أحبَّ بحكمةٍ
 و وجدتُ أني لم أوفَّقْ في التراجعِ قبل ذلك منقِذاً 
نفسي و عمري من براثِنِكَ المميتةِ أيها القلقُ 
ابتعدْ ما شئتَ و اتركْني أسوِّي آخرَ العبثِ 
استطعتُ الآنَ فتحَ نوافذِ الصيفِ القديمِ و غسلِ
 زهراتٍ تزينُ شرفةً كانتْ ترتِّبُ ظلها للطيرِ،
 كمْ أخطأتُ حينَ تركتُ للقمرِ التصرفَ وحده 
من غيرِ نافذةٍ تتيحُ له ستائرها القريبةَ من شفاهِ الليلِ،
 أندمُ ثمَّ أنسى ثم أندمُ و التأرجحُ هكذا قد ينتهي بخسائرٍ
أخرى و أعرف أنني لمْ أكْملِ النَّدمَ الأخيرَ لكي أريحَ الوردَ
من ورقٍ تساقطَ فوقهُ شوكاً و أتربةً و شمساً لمْ تُعِنْهُ على 
التراجعِ نحو ظلٍّ باردٍ.

الثلاثاء 11/6/2013

أملكُ ما أريدُ وكلّ شيء




لو كنتُ أملكُ كلَّ شيءٍ، 
كلُّ شيءٍ ليس شيئا،
لاكتفيتُ بأي شيءٍ و ارتضيتُ بأن أكون
بلا مكانٍ مترَفٍ و توقعاتٍ شبه بائسةٍ 
و أحملُ أجملَ الصورِ الكبيرةِ عن حياةٍ لا تكلفني
الكثيرَ و بين أن أرضى و أن أشقى قناعاتٌ 
بأن التينَ أشهى في الصباح و أنت تشربُ أولَ الماء النقيِ
و أن وجهَكَ لا تفارقُه ابتسامتُك المضيئةُ مثل خيطِ الفجرِ
في تشرينَ أول كل يومٍ خذْ مكاني في مدينتك اللعينةِ 
و ابتعدْ وسْط الضجيجِ به و دعني أعرفُ الدنيا بعيدا هادئا،
و متى أموتُ تخيروا ظلا أوارَى تحته متناثرا 
من حوله وردٌ برائحةِ الهواءِ على رمالٍ أيقظتها الشمسُ
سهوا قبل موعدِها و قُلْ ما شئتَ من نثرٍ 
يطمئنُ مَنْ يمرُّ هناك أني كنتُ أملك كلَّ شيءْ.
الأثنين 10/6/2013

الأحد، 9 يونيو 2013

علاقات قديمة




قسَّمتُ عُمْري حسبما اقتضتِ الظروفُ
و لم أضيعْ فرصةً لأعيدَ توزيعَ الثمينِ من الحياةِ 
على الرخيصِ من الأمورِ كأنني متواطئٌ لأبدِّدَ
اللحْظاتِ دون الأكتراثِ لما سيأتي بعد ذلكَ،
كلّ هذا لمْ يكنْ ليصيرَ لولا أنَّ في الأفقِ البعيدِ
عوائقاً تكفي لسدَّ الريحِ أياماً و سحْبِ البحرِ أبعدَ
عن شواطئِنا و جعلِ الماءَ أيبسَ منْ جذورِ الخروعِ
الممتدِّ في رملِ المدافِنِ، لا تغيّرَ في العلاقاتِ القديمةِ
قبلَ أنْ أنهي بقيَّةَ هذهِ السَّنةِ القصيرةِ فالرسالاتُ
التي بقيتْ لهذا اليومِ منذُ فقدتُ (رومانا) ستبقى دون
إتلافٍ و يبدو أنَّ شيئاً في الحقيبةِ لنْ يعيقَ محاولاتي
للتخلصِ من بقايا لا تفيدُ الآنَ، ما ذنبي أنا لأظلَّ أحملُ
 إرْثَ مَنْ راحوا و تركوني هنا وحدي أجرجرُ ظلّي
المفجوعَ أسحبه إلى حيث الأريكة تاركا نفسي هناك لساعةٍ منْ نَوْمْ.

الأحد 9/6/2013
رومانا صديقة من النمسا انقطعت أخبارها منذ عام 1987

غزةُ على صفيحٍ ساخنٍ




ما كان ينفعُ سابقاً ما عادَ ينفعُ
بعد أنْ جرَّبتُ ألواناً تبرِّدُ حرَّ هذا الصيفِ 
يشتعلُ الهواءُ كأنهُ التنُّورُ تلفحُنا السخونةُ 
بعْدَ نصْفِ دقيقةٍ من فتحِ أصغرِ نافذاتِ البيتِ 
أو قفْلِ المكيِّفِ إنْ وجَدنا الكهرباءَ، 
يقالُ أنَّهمُ ارتَأو تشغيلَ توربينٍ إضافيٍّ 
ليصبحَ شهْرُ رمضانَ القريبُ أقلَّ عبئاً 
حيثُ تمُّوزُ الجميلُ له منَ القولِ الكثير معَ الظهيرةِ
و اقترابِ الليلِ، غزَّةُ لمْ تكنْ تشكو قديماً من هواءٍ
جفَّ فيهِ الظلُّ حتى صارَ منْ يمشي 
له وجهٌ منَ المطَّاطِ يقطرُ مِنْ جوانبهِ العَرَقْ. 
نخشى انقطاعَ الماءِ في جوٍّ كهذا 
لا فرارَ و لن يقيكَ البحرُ إنْ حاولتَ فتْحَ 
علاقةٍ معهُ ليحمي جلدكَ المخبوزَ فوق صفيحِ فرنٍ ساخنٍ. 

السبت 8/6/2013

الجمعة، 7 يونيو 2013

رمالٌ كثيرةٌ و أسئلةٌ أكثرْ




إنْ لمْ تجدْني فلتجدْني تحت جُمَّيزٍ
 يسافرُ ظلُّهُ في الرَّملِ أبعدَ من سنونوةٍ
 تطيرُ على حدودِ الصيفِ، شيءٌ ما يحاولُ أنْ يعلِّقَني
 على غُصُنِ الهواءِ يقولَ لي أني ولدتُ هنا لأحرسَ
 كلَّ هذا الظلِّ، أحصي الرملَ قبلَ الليلِ،
 رائحةُ الطريقِ إلى النَّدى تمتدُّ هادئةً معي 
و الغيمُ تأكلهُ السماءُ مع الصباحِ و لا أزالُ أسيرُ 
في عينيَّ أسئلةٌ و لا شيءٌ يجيبُ أسيرُ حتى الآنَ 
 علِّي مرَّةً أجدُ البدايةَ: كيفَ نبتَ الوردُ أوَّلَ مرَّةٍ 
و امتدَّ هذا البحرُّ ينحتُ ملحهُ و الريحُ خاصرةَ الشواطئِ، 
كيفَ أنَّ الماءَ يتركُ نفسَه للشمسِ ترفعهُ ليكتبَ في السماءِ
 حكايةً للغيمِ يفتتحُ الشتاءَ، أنا المسافرُ دونَ موجٍ
 لا أجيدُ الأعترافَ و لا أريدُ الأقترابَ منَ النِّهايةِ 
دونَ أنْ أحصي هنا و هناكَ آخرَ رملةٍ في الظلْ.

الجمعة 7/6/2013 

الغرفُ الأخيرةُ و بطريقٌ صغيرْ





غُرَفُ الحياةِ مليئةٌ بمقاعدٍ لمشاهدينَ يتابعونَ 
حياتَهم يوما طويلاً لا يُعلِّقُ مَنْ يرى صوراً 
بلونٍ واحدٍ و بلا سؤالٍ ينتهي وقتُ المشاهدةِ
الحياةُ تسيرُ فاتحة ذراعيْها بعرضِ العمْرِ، كُنَّا مرَّةً
و الشاطئُ المتروكُ للرملِ النقيِّ يريدُ منِّي
الانتظارَ ليقذفَ البحرُ الكبيرُ زجاجتي فيها قصاصاتٌ
عليها إسمُها و اسمي و تاريخُ اللقاءِ يدي على يدِها
و بعد البحرِ بحرٌ آخرٌ و زجاجةٌ منْ عاشقَيْنِ
تعبتُ من تأجيلِ رسمِ الغيمِ في ريشِ الطيورِ
و زرعِ تفاحٍ بحُمْرةِ خدِّها و صفاءِ بشرتِها
و طعمِ شفاهِها، هذي البطاريقُ الصغيرةُ
لم تجدْ أنَّ المسافةَ بيننا ثلجٌ و غربتُنا معا في متحفٍ
للماءِ تحفرُ في ملامحِنا المسافاتِ التي لمْ نمْشِها
و رسائلُ الحبِّ الجميلةِ لا تزالُ جميلةً رغم الهواءِ المُرِّ في حلْقي الصغيرْ.

الخميس 6/6/2013
الاشارة هنا لثاني أكبر متحف مائي في العالم موجود في شيكاغو و اسمه Shedd Aquarium حيث شاهدت البطاريق تسير بين الزائرين بلا ثلج.

الأربعاء، 5 يونيو 2013

خلافات عائلية و زوجة ثانية


ماذا عليكَ لو استمعتَ لِنُصْحِ زوجتِكَ التي بلغتَ تمامَ الأربعينَ
 و لم تُطَلِّقْها كما هدَّدتَها في عامِكَ الماضي؟ 
سمعتُكَ مرَّةً تروي لأختِكَ عن إساءتِها لجارتِها و إخوتِكَ الصغارِ 
بدونِ توضيحٍ لأسبابِ التخلصِ من جنينٍ كان يُثْقلُها و أعرفُ أنها لم تشتركْ
 في صُنْعِ كعكٍ كي يُفرَّقَ عندَ مقبرةٍ بها دُفِنَ الكثيرُ من الأقاربِ،
 قد تولَّتْ رفعَ دعوى ضدَّ نادلةٍ بمقهىً بعدَ أنْ هَزِأتْ بمظهرِها المنَفِّرِ للزبائنِ،
 كيفَ كنتَ تسيرُ جانبها و تعلنُ أنَّها زوجٌ تليقُ بِكَ؟ الكثيرُ يلومُ فيكَ الانصياعَ
 لما تُريدُ كأنها هيَ مَنْ تعولُكَ؟ زوجُكَ الأولى استمرَّتْ في تجاهُلِها لِتكسَبَ وُدَّ أهلِكَ، 
لا تقلْ أنَّ الدنانيرَ التي أعطتكَ إياها تعيقُ قراركَ المحتومَ حاولْ أنْ ترى حلاً لنفسكَ 
قبلَ عيدِ الفطْرِ و اثبتْ ما يخيفُكَ في محاضرِ شرطةِ الحيِّ احتياطاً منْ رعونتِها
 و صرفِ الانتباهِ عنِ الحشيشِ و صفقةِ التبغِ المهرَّبِ في مخازِنِكَ البعيدةِ،
 لا تسلْ كيف اكتشفتُ تورطاتِكَ في قضايا أنت تعرفها و تعرفُ أنَّ زوجتكَ الأخيرةَ 
لمْ تُبلِّغْ عنكَ كي تبقيكَ شهماً في مخيلةِ الأقاربِ 
و اللواتي قد أكَلْنَ الكعْكَ قبلَ ذهابهنَّ معاً لقبرٍ واقفٍ في الشمسْ.

الأربعاء  5/6/2013 

سميراميس



كم مرَّةً سأقولُ أنَّ لنا جميلاتٍ 
بهِنَّ توسعَ التاريخُ واندفعَ الهواءُ 
إلى أقاصي الوردِ، ربَّتْكِ الحمائمُ تحت
 وهْجِ الشمسِ تحملُ في المناقيرِ الحليبَ 
وجُبْنَ أهلِ الرافدينِ إليكِ، أهلُكِ نَيْنَوى عرفوا 
الحكاياتِ القديمةَ منذ يونسَ و احتملتُ أنا
 احتراقَ أصابعي و أنا أقلِّبُ باحثاً عن سرِّ قوةِ
 كلِّ وجهٍ فاتِنٍ و وجدتُ أنَّ اللهَ جعلَ الكونَ أجملَ 
في حدودِ شفاهِها و نعومةِ الخدينِ،
 أنتِ حبيبتي و سميراميسُ الآنَ في عينيكُماما كانَ
في زهْرِ ا?ساطيرِ التي انتقلتْ على ورقٍِ تناثرَ
في هواءِ العاشقينَ متى سيعترفُ الزمانُ بأنَّ ذاكرةَ
الجمالِ هي البدايةُ قبْلَ أن يأتي إلى الدنيا
و أنَّ اللهَ كانَ و لا يزالُ هو الجمالُ و نقطةٌ تُنهي الكلامْ.

الثلاثاء 4/6/2013

سميراميس: أسطورة آشورية
نينوى قرية النبي يونس عليه السلام و المكان الذي ولدت فيه أسطةورة سميراميس

الاثنين، 3 يونيو 2013

خريفُ الذّاكرة




غيَّرْتُ رأيي اليومَ
لا أحتاجُ أنْ أصحو على صوتِ المنبِّهِ
 مرَّةً أخرى سأرجعُ مثل أيَّامِ الخريفِ أفيقُ
قبلَ الشمسِ أذهبُ ماشياً حتى حدودِ
البحرِ بعدَ تلالِ أشجارِ الاكاسي
 دائما وحدي هناكَ يقولُ لي الطيرُ المبكرُ
 أنَّ لي في عُشِّهِ قِطَعاً منَ الغيمِ القديمِ
 و شلحَ زنبقةٍ و بعضَ هواءِ غزةَ
 يومَ كانتْ مثلَ نرجسةٍ على نبعٍ تحيطُ به الطيورُ
و عشبُ أرضٍ لمْ يُصَبْ بالسوءِ بعدُ و كنتُ أذكرُ
 صوتَ آبارِ البساتينِ البعيدةِ و هْيَ نائمةٌ
على كتِفِ الظهيرةِ بعدَ هذا العمرِ لا زالتْ
تلاحقُني اﻷماكنُ في مناماتي و صحوي
و انتظاري للخريفِ لعلَّ شيئاً ضائعاً مِنّي يعودْ.

اﻷثنين 3/6/2013

الأحد، 2 يونيو 2013

الحبُّ بعد اﻷربعين




الحبُّ بعدَ اﻷربعين أقلّ تكلفة
يقالُ و قدْ أصدّقُ ما يقولُ الآخرونَ
إذا استطاعوا كشفَ لي سرَّ القناعةِ هذهِ،
بقَّالُ حارتِنا يغشُّ متى تمكَّنَ حيثُ يعلمُ
أنَّه دوماً سيفلتُ ليس حظَّاً بل ﻷنَّ وراءه
 منْ سوف يسندهُ و يأتي الصيفُ هذا العامُ
أسوأَ دونَ تحديدٍ لدرجْاتِ الحرارةِ
و اكتسابُ مهارةِ التدوينِ تظهرُ فجأةً بكتابةِ
الخُطَبِ الطويلةِ و الشعاراتِ القديمةِ
حينَ نُبْصِرُ حائطاً لم يتَّسِخْ بَعْدُ،
الحياةُ هنا تصيبُكَ بالجفافِ و رغبةٍ في قلْبِ
طاولةِ التآمرِ في وجوهِ العابثينَ يلُقْمةِ
العيشِ اﻷخيرةِ و المكانُ هنا وعودٌ غيرُ آمنةٍ
 كقنبلةٍ ستذهبُ بالقريبِ و بالبعيدِ كما يقالْ.

اﻷحد 2/6/2013

السبت، 1 يونيو 2013

ذكرياتٌ قديمة



كُنَّا صغاراً
همُنا ان تظهرَ الشمسُ
القديمةُ باكراً و تغيبَ آخذةً خيوطَ ثيابِنا
 ليحوكَها الليلُ الطويلُ لنا فنلبسَها صباحاً
عائدينَ نلاحقُ الدُّوريَّ و الخضَّيْرَ فوقَ سطوحِنا
 و على النَّدى مرَّ الهواءُ يباغتُ الحسّونَ
 جنبَ البرتقالةِ لستُ أنسى يومَ صِرتُ ألومُ
نفسيَ بعْدَ أنْ ضيَّعْتُ أياماً بعيداً في بلادٍ
ليس فيها لونُ هذا البحرِ،
لا أنسى كما غنَّتْ داليدا أنَّ "أوِّلْ حُبِّ كانْ في بَلَدي"،
أيُّها الورقُ الرقيقُ كمِ احتملْتَ دموعَها
 و كتَمتَ صوتَ اﻷمسِ في طيَّاتِكَ الصفراءِ،
 رائحةُ الحياةِ قديمةٌ قِدَمي أنا و حكاية
 اللوزِ البعيدةِ في مسافاتٍ وراءَ كرومِنا و الرّيحْ.

السبت 1/6/2013

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...