الثلاثاء، 30 أبريل 2013

رسالةٌ و وردٌ ناشفٌ




كان التخلصُ من علاقاتِ التراسُلِ ممكناً،
و أحبُّها لكنْ مع الوقتِ استطعنا 
فتحَ صندوقِ الرسائلِ عُنوةً مُتَرَدِّدَيْنِ
لكي نوثِّقَ حَرْقَ آخرِ طابَعٍ و نعيدَ تقسيمَ
الملامةِ بيننا و نرى متى اعتدنا اتهامَ الصَّمْغِ
بعدَ دقيقةٍ من لصقِ أحرفِنا على طرفِ الرسالةِ،
سوفَ نفتحهُ معاً و روائحُ الورقِ 
المُعطَّرِ تملأُ الماضي هواءً آخراً
و عيوننا لم تستطعْ تمييزَ ألوانِ التواقيعِ
السريعةِ و التواريخِ الكثيرةِ فوقَ أغلفةٍ 
مغطَّاةٍ بورْدٍ ناشفٍ ممَّا توفَّرَ وقتها في أوَّلِ 
الصيفِ اﻷخيرِ لنا هناكَ و في ثنايا الوردِ تختبئُى
اعترافاتُ اللقاءِ و لمسةٌ لا بدَّ 
منها قبلَ أنْ تصِلَ الرِّسالةُ للبريدْ.

الثلاثاء 30/4/2013

الاثنين، 29 أبريل 2013

الخائندار



لم أعتمدْ إسماً يليقُ 
بمنْ تسبَّبَ في انحسارِ البحرِ أمتاراً 
و منْ أبدى استياءً منْ وجودِ الشمسِ فوقَ بيوتِنا،
و سمعْتُ أنَّ لهُ رصيداً في بنوكٍ لا تُسَرِّبُ عن زبائنها
بياناتٍ تؤثرُ في العلاقاتِ الحميمةِ 
معْ مؤشِّرِ بورصةِ نيويوركَ،
كلُّ المُدْرَجينَ على أجندتِهِ بقايا هاربينَ منَ السجونِ
لهمْ مصالحُ معْ مواخيرٍ مرخَّصةٍ و مافيا لا تهرِّبُ 
غيرَ أعضاءٍ ﻷطفالٍ منَ الفقراءِ، 
يُكْثِرُ من تعاطي المُسْكِراتِ بكعبِ غانيةٍ، 
حَلمْتُ بهِ يؤمُّ النَّاسَ في صحراءَ واسعةٍ 
ليُرْضي الرَّبَّ بالدعواتِ علَّ الغيثَ يغمرُنا، 
أفَقْتُ و بعدها تابعتُ حلْقاتٍ توثِّقُ فترةً 
من حُكْمِ رومانيا و عن إعدام شاوشيسكو. 

اﻷثنين 29/4/2013

نيكولاي تشاوشيسكو: زعيم رومانيا السابق أعدم عام 1989.

الأحد، 28 أبريل 2013

نهاياتٌ غيرُ مقروءة



لمْ أشترطْ شيئاً ﻷقبَلَ 
ما يقولُ البحرُ عنْ ضَعْفِ العلاقةِ بيننا
و تركتُهُ مُتَرَهِّلاً في موجةٍ علِقَتْ
بظلِّيَ عند شاطئهِ الطويلِ، و لمْ أفتشْ 
في جيوبِ الليلِ عنْ سرِّ الهدوءِ على جفونِ الفَجْرِ،
تابعتُ التهرّبَ منْ مواجهةِ النَّهارِ بجُرأةٍ
و بقيتُ منتظراً مفاجأةً تغيِّرُ حالةَ الملَلِ الكئيبةِ 
بعدَما تركتْ رسائلَها بدونِ نهايةٍ مقروءةٍ 
و أنا بطيءٌ في ردودِ الفعْلِ أتركُ كلَّ شيءٍ
دونَ إرباكٍ لِسَيْرِ اليومِ، 
يدفعُني النُّعاسُ لجرِّ أفكاري بعيداً في وساداتٍ
تلائمُ أوَّلَ النومِ الخفيفِ و آخرَ الليلِ الطويلِ،
و كلَّما حاولتُ تبسيطَ اﻷمورِ أفيقُ مضطرَّاً 
ﻷبدأَ رحلةَ التفكيرِ في يومٍ مُملٍّ آخرٍ.

الأحد 28/4/2013 

السبت، 27 أبريل 2013

حياةٌ و تساؤلاتٌ واسعة




ماذا أريدُ؟ 
تساؤلٌ يضعُ الحياةَ أمامَ مفترقٍ يضيقُ مَداخِلاً في كلِّ يومٍ، 
قد أكونُ أخذتُ ما أبغيهِ لكنْ كيف أعرف أنَّهُ هو ما أريدُ؟
و هذهِ خِدَعُ الحياةِ لكي نسيرَ 
الى البعيدِ منَ المفارِقِ،
لا أمانعُ في اقتناءِ مذكّراتٍ عن بداياتي
و أوَّلِ كذْبةٍ قلبتْ مفاهيمَ الوضوحِ 
و صرتُ أخشى أنَّ ما نحياهُ نسْجٌ من
أكاذيبٍ نرتِّبُها بصدْقٍ بالغٍ،
كمْ أكرهُ الوعْظَ المباشرَ حينَ أكتشفُ 
المزيدَ منَ الغرائبِ عن طبائِعِنا المثيرةِ للتساؤلِ،
ما نحبُّ و ما نقولُ و ما نخبئُ في سرائرنا
تجاهَ الآخرينَ يصوغُ واقعَنا المليءَ مفاجآتٍ 
لمْ نُرِدْ منها الاساءةَ، هكذا تمضي الحياةُ بطيئةً و مُمِلَّةً.

السبت 27/4/2013   

الجمعة، 26 أبريل 2013

أضواءٌ من بعيد




عذَّبتُ نفسيَ و استبقتُ العمرَ
معتبراً وجوديَ فرصةً لا بُدَّ من تبريرِها، 
و نسيتُ أنَّ منَ البدايةِ كلُّ ضوْءٍ من بعيدٍ 
مغرياتٌ للمزيدِ منَ التوسّعِ خارجَ النَّفسِ الصَّغيرةِ مثلما
فَعَلتْ بنا تلكَ النجومُ و صارَ في مقدورِنا فتحَ السَّماءِ، 
عرفتُ كم أحتاجُ من وقتٍ ﻷفهمَ ثمَّ يُدهشُني 
اكتشافي أنني لا زلتُ أحتاجُ المزيدَ،
تقاربتْ كلُّ المسافاتِ العنيدةِ 
و الطريقُ تطولُ يوماً بعد يومٍ، 
دائماً سنظلُّ نفتقدُ الاجابةِ عن سؤالٍ لمْ يُرَكَّبْ جيِّداً، 
و أنا و أنتَ و منْ سيأتي لاحقاً سنعيدُ 
تبريرَ الحياةِ برغبةٍ للعيشِ أطولَ، 
للحقيقةِ ألفُ معنىً كلُّها تكفي لتصفيةِ الحسابِ بجُملةٍ:
"إنّا سنتركُ كلَّ شيءٍ فجأةً".

الجمعة 26/4/2013     

الخميس، 25 أبريل 2013

صورةٌ مائيةٌ




ما أغربَ الماضي
و أقسى ما انتظرتُ على نوافذهِ القديمةِ، 
مرَّةً حاولتُ توجيهَ اتهاماتٍ لنفسيَ
كيفَ لمْ أفهمْ حقيقةَ أنَّ جمْعَ رسائلِ الحبِّ العتيقةِ لا تُعيدُ من العلاقاتِ البعيدةِ غيرَ تسويةٍ مؤقتةٍ
فمَنْ راحوا وراءِ العمرِ قد تركوا على شفَتَيَّ أسماءً 
و صوتُ رحيلِهم ما انفكَّ يُرْجِعُني ﻷيامِ البداياتِ
الجميلةِ يومَ كنتُ أحبّها و تحبّني و تقولُ لي
كيفَ اشتهتْ دِفْءَ الشتاءِ على مقاعدَ
لا تزالُ قريبةً من وردةٍ حمراءَ تنتظرُ النهارَ
كما انتظرتُ اوائلَ الصيفِ الطليقِ،
أحنُّ مرَّاتٍ ﻷقدمِ صورةٍ مائيةٍ في صفحةٍ
متروكةٍ في دفترٍ فوقَ الرفوفِ و بين اوراقٍ 
موقَّعةٍ بأسماءٍ منَ الماضي و أيامِ الندى و الليلْ.

الخميس 25/4/2013

الأربعاء، 24 أبريل 2013

جميلةٌ كالليلْ




ما قالَ بايرونْ لم يكنْ كذِباً:
"تسيرُ جميلةً كالليلِ"،
يخدشُها الهواءُ و هشَّةٌ كالثلجِ،
تحملُها الفراشةُ، لا تكادُ اﻷرضُ تلمسُ ظلَّها
و أنا أرى كيفَ ابتسامتُها تذيبُ 
الهمسَ عطراً واضحاً كعيونِها، 
لا بدَّ أنَّ اللهَ يعرفُ سرَّهُ في وردةٍ تمشي 
على قدمينِ من عاجٍ و شمْعٍ ذائبٍ في الضَّوْءِ، 
لا أُخْفي حقيقةَ ما رأيتُ مساءَ كنتُ نزيلَ مقهىً 
مُتْرَفٍ و أنا أرتِّبُ ما تبقَّى من قصيدتيَ اﻷخيرةِ،
لستُ أعرفُها و لا أسعى لذلكَ غيرَ أنِّي دائماً
أجدُ الجمالَ كما وجدتُ الروحَ شيئاً مُلْهِماً 
و على يميني كانَ يجلسُ آخرٌ مثلي يقولُ 
بأنَّ زوجتَهُ تحاولُ أن تكونَ جميلةً يوماً.

اﻷربعاء 24/4/2013

لورد بايرون شاعر انجليزي رومانسي توفي عام 1824 و الاشارة هنا لقصيدته الجميلة بعنوان: She Walks in Beauty

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

تفاصيلٌ عن حربِ البسوس




كيف اعتبرتَ تقبُّلي للغيرِ
أسوأَ ما فعلتُ و لم تُراعِ الاحتياجَ
لمنْ يرافقُكَ الطريقَ 
الى مشارفِ نصفِ عُمْرِكَ،
لستُ أعرفُ أين منتصَفُ الحياةِ،
عرفتُ أني عابرٌ كالآخرينَ الى ينابيعِ النهايةِ 
آخذاً بيدي مفاتيحَ النَّدى و بريقَ نجماتِ المساءِ،
تُريدُني أن أتركَ الوقتَ القصيرَ بدونِ 
معرفةِ التفاصيلِ التي أدَّتْ إلى حربِ البسوسِ 
و حرْبِ داحِسَ، و انتصارِ بني قريشٍ في الفُجَارِ، 
قرأتُ أكثرَ عن قبائلَ أسرفتْ في ذبْحِ إجوتِهم 
بحجةِ أنهمْ أنقى و يبقى الشرُّ اوسعَ باعتبارِ 
الخيرِ أضعفَ دائماً و هنا تظلُّ حقيقةُ التاريخِ واضحةً
بأنَّ العاجزين خسائرٌ في أي حربٍ قادمة.

الثلاثاء 23/4/2013 

البسوس و داحس و الغبراء و يوم الفجار الذي شارك فيه الرسول (ص) هي أيام للعربِ في الجاهلية.

الاثنين، 22 أبريل 2013

سائق التاكسي




كان ادِّعاءُ البعضِ أنِّي 
لا أجيدُ الاعتناءَ بمَنْ أحبُّ،
و أنَّ وجهيَ لا يعبِّرُ عن وجودِ علاقةٍ ودِّيةٍ، 
بيني و بينكَ لا أفضِّلُ أنْ يكونَ الوجهُ نافذةً، 
و أهربُ من تقاليدِ الحوارِ معَ الذينَ يقابلونكَ 
بابتساماتٍ مفَكَّكَةٍ أجمِّعُها سريعاً كي أجاملَ مُكْرَهاً،
قد لا يهمُّ اﻷعترافُ هنا كما لا ينبغي تبريرُ أعمالِ الصيانةِ 
بينَ قاعاتِ الدِّراسةِ و اتِّخاذِ الكهرباءِ ذريعةً لتنامَ أكثرَ، 
سائقُ التاكسي تزوَّجَ من مُطلَّقةٍ و يرعى إبنَها 
و يقولُ لي متفاخراً كيف استطاعتْ أنْ تَسُدَّ ديونَهُ 
و يُطيلُ في وصفِ المعاناةِ اﻷخيرةِ معْ أقاربهِ، 
و يُبْطِئُ كي يُطيلَ بنا الطريقَ، وجدتُهُ في حاجةٍ ليقولَ
لي عنْ عُقْمِهِ حتَّى تذكَّرَ أنَّني متأخِّرٌ في دفعِ أجرتِهِ، 
و أنزلُ تاركاً بعضَ الحكايةِ ربَّما لمصادفاتٍ آتية.

الاثنين 22/4/2013    

الأحد، 21 أبريل 2013

أليسار ملكة قرطاج




كيفَ استطاعتْ أنْ تُقيمَ مدينةً من جلدِ ثورٍ؟
أنْ تَمُدَّ لِصُوْرَ أطولَ ساحلٍ في الشرقِ، 
كان البحرُ يحملُ أوَّلَ التاريخِ في عينيِّ 
إمرأةٍ منَ الفينيقِ تعرفُ أنَّ طَعْمَ الموتِ
حَرْقاً سوفَ يحفرُ في جذوعِ اﻷرْزِ 
فاتحةَ البطولاتِ المضيئةِ،
كلُّ ملحمةٍ تمرُّ على شواطِئنا بها أسماءُ 
من ضحُّوا و مَنْ تركوا الحياةَ لنا، 
و دَيْدونُ الجميلةُ لا يزالُ هواؤها عندَ الموانئِ
حاملاً صوتَ الذينَ تساقطوا في الرَّملِ،
أعرفُ أنَّنا لم نكترثْ لضياعِ هذا البحرِ في أيدي 
الغزاةِ و لم نحاولْ رَتْقَ صورتِنا الكريهةِ في عيونِ
صِغارِنا و عَرفتُ ما لا ينبغي ترديدُهُ عن حالِ قريتِنا
و طولِ الليلِ فوقَ بيوتِها و الخوفْ. 

اﻷحد 21/4/2013
جلد ثور: راجع خكاية أليسار:
ديدون: الاسم الآخر لأليسار كما أورده فيرجيل الشاعر الروماني في الانيادة.

السبت، 20 أبريل 2013

السَّبْعُ المُنجياتْ




لا تعترضْ مهما جرى، و كُنِ المسالِمَ دائماً،
متنازِلاً من غيرِ إكراهٍ، و صوتُكَ لا تُمارسْ 
فيه دعْواتِ التحرُّرِ، و احترسْ مِنْ أَنْ تكونَ 
مواطِناً متذمِّراً، و اجلِسْ لوحدكَ دونَ تفكيرٍ يضرُّكَ، 
و ابتعدْ عن مُغرياتِ العيشِ تَنْجُ و مرَّةً
صدَّقتُ نفسيَ و اعتبرتُ النَّومَ أفضلَ،
رغبةً منِّي بتعطيلِ الحياةِ و سحْبِ أنفاسي
بعيدأ مِنْ هواءِ الآخرينَ، تكرَّرتْ صورُ الشوارعِ
و هي هاربةٌ برائحةِ المخابزِ في صباحٍ لا يُغيِّرُ 
عادتي في رَسْمِ خارطةٍ تُجنِّبني ازدحاماتِ المرورِ
على يقينٍ أنَّ خارطتي ستفشلُ،
كلّ يومٍ بائعُ البنزينِ يسالني عن اﻷحوالِ في بلدِ العجائبِ،
في ابتسامتِهِ القليلُ من التفاؤلِ و التعلُّقُ باﻷجاباتِ التي لمْ
تختلفْ عمَّا نُكرِّرُ  كلّ يومْ.

السبت 20/4/2013

الجمعة، 19 أبريل 2013

سِفْرُ الخُروج و مفترقات التشرُّد



جاوزتُ مفتَرَقاً و مفتَرَقاً و آخرَ ثمَّ آخرَ 
ثمَّ عدتُ كما بدأتُ كثوْرِ ساقيةٍ ندورُ مكانَنا 
و مدينتي قفصُ اتهامٍ لا تتيحُ لنا التحركَ و الكلامَ 
و حفْرَ أحرُفِ مَنْ نحبُّ على جذوعِ الحَوْرِ،
أكبرُ فرصةٍ لتحرُّري هي أنْ أعَجِّلَ في احتضانِ
الشمسِ عندَ شروقِها و أقولَ ما شاهدْتُ وقتَ غروبِها
و أظلَّ أصدقَ معْ وعودي أيُّها القمرُ البعيدُ 
تعالَ نختصرُ الحكايةَ و لْنَجِدْ للبحْرِ عُذراً إنْ تراجعَ 
عن شواطئِنا و خبَّأَ نورساتِ الصيفِ في ملْحِ انتظاري جنبَ سوسنةٍ، 
أنا متخاذِلٌ جداً و أوَّلُ مَنْ تسبَّبَ في تفشِّي
الحبِّ في لغةِ التَّشرُّدِ في أناشيدِ الرحيلِ من المدينةِ،
كُنْ معي و يدي تلوِّحُ للطريقِ بأنْ تسيرَ
بنا لنخرجَ مِنْ مربَّعِنا الصغيرِ
الى مساحاتِ الصباحِ و أغنياتٍ هادئة.

الجمعة 19/4/2013
الحوْر: نوع من الشجر

الخميس، 18 أبريل 2013

بين الرموشِ فراشةٌ




لي أنْ أرى الدنيا بعينيها، 
و أبعدُ فيهما متعلِّقاً بغدٍ أحاولُ فيه 
رسْمَ حدودِ شفَتَيْها بألوانِ البساتينِ القريبةِ
من عناقِ الشَّمسِ للظلِّ الطليقِ،
أحبُّ أنْ تقفَ ابتسامتُكِ اﻷخيرةُ في الهواءِ و نافذاتِ الصيفِ
و السَّمَرِ الغنيِّ بصوتِكِ الآتي معي و أنا 
عرفتُ كم استحقَّ القلبُ منِّي ما يريدُ لكي
أداعبَ فيكِ ما بيني و بينكِ من مسافات الفراشِ،
تسابقتْ نحوي الحياةُ بنظرةٍ منها 
و ما بين الرُّموشِ و لونِ عينيها الكثيرُ 
من اعترافاتِ السِّماءِ بأنَّ أحلامَ الفصولِ 
تمرُّ أجملَ حينَ تمشي مثلَ نَسْماتِ المساءِ 
و كيفَ لي ألَّا أبادلُها الهواءَ و رقَّةَ الوردِ النقيِّ 
هنا و أوَّلَ طائرٍ في الفجْرْ. 

الخميس 18/4/2013

الأربعاء، 17 أبريل 2013

في شارع وصفي التَّل




فتَّشتُ عن نفسي مسافةَ شارعٍ لا ينتهي،
عمَّانُ تتركُ أهلَها في الليلِ خلفَ زجاجِ أبوابِ المتاجرِ، 
كمْ مشيتُ و قَدْ ملَلْتُ من التَّسكُّعِ في مقاهٍ 
لا تُغيِّرُ رغبتي في النَّومِ أكثرَ بعد يومٍ مُتعِبٍ
أمضيتُهُ من غير فائدةٍ،
تذكَّرتُ البلادَ و كيفَ صِرْنا ضِفَّتينِ على حدودٍ 
من ثرى مَنْ حاربوأ ببنادقٍ محشوَّةٍ بالزَّهْرِ و التِّينِ النَّديِّ، 
عَرَارُ يحْضُرُني و رأسي مُثْقَلٌ و أنا أقلِّبُ
في قصائدهِ القصيرةِ علَّني أجدُ الاجابةَ
حين أوصى أنْ يُوارَى في ثرَى شيحانَ أو تلَّاتِ إربدَ، 
كلُّها أسماءُ أرضٍ برَّأتْها الشمسُ منْ دمِ 
أنبياءٍ لمْ تكُنْ هذي الحدودُ هناكَ،
أنظرُ من نوافذَ تكشفُ الافقَ البعيدَ 
على مؤامرةٍ تُفَتِّتُ ما تبقَّى منْ سفوحٍ واسعة.

اﻷربعاء 17/4/2013

عرار: لقب الشاعر الأردني مصطفى وهبي التل

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

العراقُ و حكايةُ أوريانا




كانت حكاياتُ الْدُّرادو تلهِبُ الإسبانَ،
تدفعُ بالجيوشِ الى شواطئَ
يلمعُ الذَّهبُ النقيُّ على جوانِبِها، 
و تمتدُّ الحكايةُ عبْرَ غاباتٍ من المطرِ الكثيفِ
لنعبرَ اﻷنديزَ حيثُ هناك تختبئُ الخرافاتُ
التي جلبتْ ﻷهليها الخرابَ،
و كيفَ أدهشَ وصفُ أوريانا الغزاةَ لكي يعودوا مرَّةً أخرى؟ 
و هل ما قال أوريانا صحيحٌ؟
فالعراقُ ضحيَّةُ النَّفطِ الثمينِ، 
و كيفَ أسلحةُ الَّدمارِ خرافةٌ أخرى تناقلها الغزاةُ، 
و ما الحياةُ كما ترى إلَّا كتابٌ واحدٌ متشابهٌ،
هل يضمنُ التاريخُ تصفيةَ الخرافاتِ المليئةِ بالدماءِ؟ 
قراْتُ حتى لمْ أجدْ شيئاً يفاجئني،
و أسمعُ مانتوفاني وقتَما أجدُ المساءَ مواتياً. 

الثلاثاء 16/4/2013
أوريانا: عام ألف وخمسمائة واثنين وأربعين قاد أوريانا [الاسباني] حملته عميقا في قلب الأمازون. كان يبحث عن الدورادو، مملكة الذهب التي قال الهنود الحمر أنها تختبئ في الأدغال. (منقول حرفيا)
أنونتسيو مانتوفاني: قائد اوركسترا ايطالي توفي عام 1980.

الاثنين، 15 أبريل 2013

عمَّا قريبْ




عمَّا قريبٍ سوفَ أتركُ كلَّ شيءٍ،
سوف أرحلُ دونَ ترْكِ رسالةٍ خلفي و أبعُدُ ما أشاءُ،
يقالُ أنَّ هناك متَّسَعاً لمثليَ، لستُ أعرفُ ما هناكَ
فقطْ ستنفتحُ السماءُ بوجهها نحوي لأعرفَ
أين تختبئُ الطيورُ، و كيف تنتشرُ النجومُ بلا انتهاءٍ 
فوقَ ساحاتِ اللافَندرِ، سوف يُدْهِشُني الهدوءُ 
و تصبحُ الدنيا بحجمِ البرتقالةِ في يدي،
و لكلِّ نرجسةٍ هناكَ هواؤها، و وجدتُ أوَّلَ 
ما وجدتُ ستايِرَ الشفقِ البعيدةَ في شقوقِ الغيمِ
حيثُ البحرُ أبهى مرَّتينِ معَ المساءِ 
و تنتهي كلُّ ادِّعاءاتِ الحياةِ هناكَ حينَ تهبُّ
رائحةُ الشَّمالِ كما اشتهيتُ، 
لذا سأرحلُ يا أخي عمَّا قريبٍ،
و ارتقِبْ منِّي وداعاً دافئاً.

اﻷثنين 15/4/2013

الأحد، 14 أبريل 2013

إحتيالٌ في وضَحِ النهارْ



أحتالُ كي يمضي النهارُ بلا مشاكلَ،
دونَ تعريةِ استياءاتي المُلِحَّةِ، 
لستُ أعرفُ هل أنا مُتحاملٌ أم ما يدورُ يُثيرُ أسئلتي،
و يحملني الصباحُ الى مقاهٍ غيرِ آهلةٍ بقُرَّاءِ الجرائدِ 
جالساً وحدي أحاولُ طرْدَ أفكارِ التعلُّقِ 
باحتساءِ الشاي دون تناولِ الإفطارِ، 
يقلقُني التواصلُ مع رفاقِ السوقِ 
إذ يجدونَ متعتَهم أمامَ بضائعِ الصينِ الرخيصةِ، 
ثمَّ تُغريني الشوارعُ هارباً من كلِّ شيءٍ خلفَ 
ضوضاءِ المدينةِ باحثاً عن مخبأٍ في البحرِ، 
عند شواطئٍ أحتاجُ أن أمشي هناكَ مكاشِفاً
نفسي بأسرارٍ تغيِّرُ نظرتي للآخرينَ 
و معظمِ الكتُبِ التي نلهو بها في الجامِعاتِ
و ما يُرَوَّجُ عنْ هبوطٍ في الحرارةِ عند أوَّلِ موجةٍ في الصيفِْ. 


اﻷحد 14/4/2013

السبت، 13 أبريل 2013

بقيٌَةٌ من اعترافاتٍ لي لها





في الوَرْدِ أعرفُ ما يريدُ اللهُ،
و الفُلُّ اعترافٌ آخرٌ بتحوّلاتِ القلبِ،
و القلبُ اختيارُكَ للحياةِ و مَنْ تُحبُّ،
وجدتُها مِنْ غيرِ أسئلةٍ تشوِّهُ ما تقولُ عيونُها 
و تركتُ وجْهيَ للهواءِ ليَنتَشي بنسيمِها
دون استباقٍ لابتسامتِها البريئةِ، 
في نعومتِها الكثيرُ منَ التحيُّزِ للبنفسَجِ 
و هْوَ يحتضنُ السماءَ و أوَّلَ العَبَثِ المُشاغِبِ 
في صباحِ السَّبتِ لحظةَ ما التفتَُ، 
و كانتِ الشمسُ اعترافاً آخراً لِشفاهِها 
بعذوبةِ الكَرْزِ الشَّهيِّ،
و بين همستِها و قلبيَ ما أريدُ منَ التَّعايُشِ
معْ بقايا العمْرِ أبسطَ في اختياراتي 
و أحْرَصَ مرَّتينِ على انتقاءِ المفرداتِ قُبَيْلَ تَمْريرِ التَّحيَّةِ هادئاً.

السبت 13/4/2013

الجمعة، 12 أبريل 2013

ما الذي جرى ﻷصبحَ واعظاً




ماذا فعلتُ لكي تخاصِمَني الطريقُ و تقطعَ الخطواتِ بي قبل النهايةِ؟ 
ربما بالَغْتُ في توصيفِ أُمْنِيَتي و تقديمِ اشتراطاتٍ ﻷبلُغَ ما أريدُ،
و كلَّما عجَّلتُ في تأنيبِ نفسيَ في المساءِ سأستفيدُ 
مٍنَ التراجعِ عن حماقاتٍ تُكلِّفُني المزيدَ من الخُطَى،
فأنا أعاني الآن اكثرَ من مُطاوَعَتي لِرَغْباتٍ تنازعُني 
اشتهائي للخروجِ من المدينةِ سالماً،
هذي المدينةُ أسرَفَتْ في جَعْلِنا سجناءَ نحلُمُ
خائفينَ من النَّهارِ كَخارجٍ من عتْمةٍ
قد رَوَّضَتْ عَيْنَيْهِ أعواماً على صُوَرِ الظلامِ،
كفَى انشغالاً بالحياةَ فكلُّنا رهناءُ ننتظرُ القيامةَ 
و لْنَعِشْ مُتَساهلينَ مع الخلافاتِ القديمةِ منذُ آدمَ 
و انهيارِ جدارِ مأربَ و اعترافِ الاحتلالِ بسوءِ نِيَّتِهِ 
و تَنْعيمِ المشاعرِ نحوَ ما يجري هناكَ الآنَ 
في بورما تجاهَ المسلمينَ و شَغْلِنا بالجوعِ و الفوضى.

الجمعة 12/4/2013 

الخميس، 11 أبريل 2013

تساؤلات




كيفَ اتهمتُ الوردَ و استعْدَيْتُ رائحةَ القرَنْفُلِ
و اختلفتُ مع النهارِ على الصباحِ؟
و هل أنا ذاكَ القريبٌ و دائماً عند التقاءِ البحرِ
بالشَّفَقِ المهاجرِ في ضبابٍ مُتْعَبٍ؟
كيف انتهى وقتُ التأمُّلِ في علاقاتِ الطفولةِ
و اعتبرتُ تلهُّفي للأمسِ بادرةَ الهروبِ
منَ المواجهةِ الطويلةِ معْ غدٍ مُتآمرٍ؟
كيف ارتضيتُ الإعتناءَ بما لديَّ من الصَّداقاتِ
المُضِرَّةِ بالتزامي نحوَ نفسيَ؟
هلْ سأحتمِلُ الفِراقَ و قدْ عَشِقْتُ شِفاهَها
و ليونةَ البانِ الرَّقيقِ بِقَدِّها؟
و هلِ الحياةُ مفاجآتٌ مثْلَ عينيها و صوتِ الليلِ في همساتِها؟
مَنْ ذا يجيبُ هنا ﻷاعرفَ كيفَ أحملُ نصفَ هذا العُمْرِ
أسئلةً و كلَّ القلبِ أغنيةً لها و لِشَعْرِها عِطْرَ البنفسَجِ و المساءْ؟

الخميس 11/4/2013

الأربعاء، 10 أبريل 2013

مِنْ ذكرياتِ النِّيلِ و السَّفَرْ



كانت وعودُ السَّاحراتِ تُريحُ ماكْبِثَ
و الوصولُ لِحُكْمِ إنفيرنسْ يبرِّرُ قتْلَ دانْكِنْ نائماً،
و الدِّينُ في أيدي اللصوصِ خديعةٌ للمحسنينَ
و يجعلُ الفقراءَ وعَّاظاً و أحرصَ مرتينِ على التبرُّعِ
بالكثيرِ و حبةِ القمحِ اﻷخيرةِ،
و التقينا عند شباكِ التَّذاكرِ و القطارُ الآن يلهثُ
في المحطَّاتِ اﻷخيرةِ قبلَ (مِنْيا القمحِ)،
كانت حُلوةً و بدونِ معرفةٍ بجُغْرافيا بلادِ النفطِ
و الشامِ القديمةِ و التصحُّرِ عند خطِّ اﻷستواءِ،
تركتُها و تركتُ شيئاً في ابتسامتِها،
و جدّي لم يكُنْ قد ماتَ بعدُ أراهُ ممتدَّاً كمومياءِ
المتاحفِ و هو يسعلُ شاحباً فأبي تزوَّجَ من هناكَ
تضامناً معْ مَنْ أحبُّوا النيلَ أو لتغيراتٍ في علاقاتِ الجوارِ
و مِصْرُ أوَّلُ خطوةٍ نحو الهواءِ و شمسُ ذاكرتي
و أسماءٌ لها أحبَبْتُ رائحةَ الحقائبِ و السَّفَرْ.

اﻷربعاء 10/4/2013

ماكبث: مسرحية لشكسبير،انفيرنس: قلعة ماكبث، دانكن: ملك سكوتلاندا في المسرحية، منيا القمح: مركز ومدينة بمحافظة الشرقية بمصر. أول مركز من مراكز الشرقية على الطريق الزراعي من القاهرة، يقع المركز على ترعة بحر مويس.....ويكيبيديا.

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

الحقيقةُ الغائبة




البحرُ أوَّلُ مَنْ يُفتِّشُ في السَّماءِ
عنِ الهواءِ و مُغرياتِ الشّمسِ،
يفتحُ للمدينةِ مَعْبَراً دونَ اعتباراتٍ لما
بينَ الشوارعِ و المسافةِ من خلافٍ حولَ
مَنْ سيمرُّ مُنتَشِياً برائحةِ النَّدى و يداهُ تمتلآنِ
أوراقاً من الزيتونِ، تعجبني الحياةُ على أساسِ
غدي سيصبحُ صافياً كزجاجةِ للعطرِ ينشُرُها
المساءُ على ستائرهِ الرقيقةِ، لا أطيعُ الابتسامةَ
هكذا متساهِلاً معْ مَنْ يبادلُني تحيَّاتٍ ملوَّنةً،
و نبدو غائبينَ عن الحقيقةِ حيثُ يخدعُنا الغريبُ
بما يقولُ لنا و غزَّةُ سوف تصبح بعدَ أعوامٍ مكاناً ضيِّقاً
للطيرِ تهربُ منهُ أسماءُ الورودِ و لا سبيلَ ﻷن أرى أشجارَ
 ذاكرتي و قد أكلَ الزّحامُ مساحةَ الرَّملِ اﻷخيرةَ
في جهاتِ الريحِ و المطرِ البعيدِ و قرْيةٍ في الشَّمسْ.

الثلاثاء 9/4/2013

الاثنين، 8 أبريل 2013

أماندا لا تزالُ هناكْ





أماندا كان يكفيها الوقوفُ بجانبي عند المحطةِ
كي ترى وجهي غريباً عن بقيِّةِ هؤلاء الواقفين
بدون نيَّاتٍ تُسيءُ الى ابتساماتِ الصباحِ
و نحنُ نصعدُ حافلاتٍ تنتهي بمحطةٍ تحتاجُ
منِّيَ أنْ أصادفَ آخرينَ يعاجلونكَ بالتَّحيَّةِ مُؤمنينَ
بأنَّ للغرباءِ ذاكرةً من الصُّوَرِِ السَّريعةِ،
كنتُ أعرفُ أنَّ وجهيَ لا يضايقُها و نحنُ نمرُّ مقتربينَ
منْ أبياتِ (هوجِرْ كورتِ)،
هذا كان وقتَ تساقطِ الذَّهبِ الملوَّنِ
من غصونِ القَيْقَبِ الممتدِّ حتى آخرِ اﻷفقِ البطيءِ،
و بعدَ أيَّامٍ أراها مرَّةً أخرى تحاولُ ضبطَ ساعتِها
و تنظرُ صوْبَ نافذةٍ تعلَّقُ فوقها خرزاً و قشاً
ثمَّ أتركها لألحقَ بالطريقِ مودِّعاً غرباءَ مثليَ
عائداً بحقيبةٍ فيها محطَّاتٌ و أسماءُ الفصولِ و غُربتي.

اﻷثنين 8/4/2013


الأحد، 7 أبريل 2013

يوتوبيا




تجاوزْنا المشاكلَ كلَّها،
حتى القمامةُ لمْ تَعُدْ تعلو الرصيفَ كما ترى،
و تراجعت نِسَبُ العنوسةِ و البطالةِ و التسيُّبِ،
و انتهى زمَنُ الترقِّي حسبَ حِزْبِكَ و البطولاتِ
المضيئةِ في التنقٌّلِ بين عاصمةٍ و أخرى،
و انتهينا من قضايا الاحتكارِ
و تمَّ تجفيفُ الفسادِ،
و غلْقُ أبوابِ السجونِ و لا نزالُ غلى طريقِ الاعتمادِ
على موارِدِنا، و لمْ أفتحْ حواراً آخراً معْ جارتي
حولَ التخلُّصِ من ملاحقةِ الصبايا بالنميمةِ،
كلٌُ هذا باتَ في ماضِ المدينةِ
غيرَ أنَّ هناكَ إمرأةٌ تسيرُ بدون منديلٍ
يُغطِّي رأسَها و محطَّةُ البنزينِ
تفتحُ قبلَ موعِدِها و أبكرَ منْ محلَّاتِ البِقالةِ و الحبوبْ.

الأحد 7/4/2013

السبت، 6 أبريل 2013

من ذكرياتِ الحربِ




في الحرْبِ تنتشرُ الاشاعاتُ السريعةُ
حيثُ يصعبُ أنْ تصدِّقَ أو تكذَِبَ ما يقولُ الجائعونَ،
و بعد ساعاتِ انتظارٍ معْ رفاقِكَ عنْدَ بابِ الفُرْنِ
تُدْرِكُ أنَّ أجْمَلَ ما تعيشُ يضيعُ بَعْدَ الانفجاراتِ
المريعةِ في شوارعَ أيقَظَتْها الشمسُ مرَّاتٍ
على أخبارِ مَنْ قُتِلوا و منْ لمْ يُعْرَفوا تحتَ الرُّكامِ،
و كلَّما طالَ الفراغُ يتمُّ تقسيمُ المدينةِ بين تجَّارِ الحروبِ،
و لا يُراعِي سادةُ التموينِ و السِّلَعِ الشَّحيحةِ
ما يدورُ على شفاهِ الهاربِينَ الى ملاجئَ لا تُؤَمِّنُ
ما يردُّ الخوْفَ و البرْدَ الشَّديدَ
و ساحةً للخيْلِ و القطَطِ الصَّغيرةِ،
كلُّ هذا لمْ يُغيِّرْ حالَ بلْدَتِنا
و عُدْنا مِثْلَما كُنَّا نُلاحقُ ما يطيرُ من الكلامِ
على رصيفٍ ضَيِّقٍ.

السبت 6/4/2013

الجمعة، 5 أبريل 2013

مقدِّماتٌ و حبٌّ و مسافةْ




ستقولُ لي شيئاً و أعرفُ أنَّها ستكونُ
أكثرَ جرأةً و تُعيدُ تهدئةََ الخُطى عندَ الحديقةِ
بابتسامتِها المليئةِ بالتساؤلِ، لن تقولَ متى استعادتْ
شَعْرَها من حُلْكةِ الليلِ الطويلِ و كيفَ صارَ
لِخَصْرِها طوقٌ منَ الوردِ المُبلَّلِ بالندى،
و متى تعتَّقَ شَهْدُ هذا الصيفِ بين شِفاهِها،
و متى أحبَّتْ أن يطولَ بنا العناقُ حقيقةً
أو و هْيَ تحلمُ آخرَ السَّهَرِ الشَّهيِّ على خيوطِ الفَجْرِ،
أعرفُ منْ أنا و لكلِّ شيئٍ في الحياةِ مُقدِّماتٌ
لا نرتِّبُها و منها أنْ تُحبَّ و قد بلغتَ من المسافةِ
أوَّلَ الدنيا و آخرَ ما يراهُ الطيرُ منْ لونِ السَّماءِ،
لطالما أقنعتُ نفسيَ بالبقاءِ كما اتَّفقنا تحتَ ظلٍّ
تائهٍ بين الرسائلِ و احتضارِ ظهيرةٍ كانتْ تُسرِّبُ دِفئَنا
زهراً و نسْماتٍ نلاحقُها بقلبٍ مُتْرَفٍ بالحُبْ.

الجمعة 5/4/2013

الخميس، 4 أبريل 2013

تفَّاحةٌ و اعترافاتْ




و مرَّاتٍ تركتُ لها اعترافاتي على تفَّاحةٍ
و جمعتُ أوراقي و آخرَ ما كتبتُ عن اقترابي
من هواءِ شفاهِها، و وَهَبْتُ من قلبي جَناحَيْ
طائرٍ لرسائلي دونَ التردُّدِ في الرجوعِ الى
بداياتِ انتظاري تحتَ نافذةِ المواسمِ كي أرى
عينيكِ في نيسانَ أوضحَ مرَّتينِ من السماءِ
و من خيوطِ الكستناءِ على خريفٍ لا تُنازِعهُ
المدينةُ حجْمَ هذا البحْرِ ،أنتِ مُدوَّناتُ الليلِ
في عطرِ الوسائدِ و اتِّساعُ الضَّوءِ في صيفِ
الحكاياتِ القريبةِ من شتاءٍ لمْ تُفاجئْه الغيومُ
بما يغيِّرُ طعمَ قَهْوَتِكِ المليئةِ أوَّلاً بتساؤلاتِكِ حول
معنى الحبِّ، ثانيةً بصوتِكِ آخرَ الصبحِ البطئِ،
و أوَّلا بمواسمٍ لا تختفي فيها ابتسامتُكِ النقيَّةُ
كالظهيرةِ عندَ موجٍ هادئٍ.

الخميس 4/4/2013

قالتْ لي سنبدأُ من هنا




كانت تقولُ ليَ انتظرني 
كي نفتِّشَ عن مكانٍ بين قَلْبَينا 
لنزرعَ فُلَّةً للصيفِ، نفتحَ نافذاتٍ للفراشِ
و نُسْكِنَ الشمسَ البعيدةَ في شفاهِ الزعفرانِ،
و مرَّةً كانت تقولُ ليَ انتظرْني عندَ عُشْبٍ نابتٍ
جنبَ الطريقِ و كُنْ قريباً من بنفسجةٍ تلوِّنُ 
خاصراتِ الرَّملِ بالقمرِ الخجولِ، 
و مرَّةً قالتْ تشَبَّثْ بي لِنعْبُرَ صمتَ 
هذا الليلِ بالقُبَلِ الطويلةِ، 
و انتظرتُ مسافةً من شارعينِ و غيمةٍ و عرَفتُ
أنَّ معَ الصباحِ نكونُ أقربَ للتسامُحِ و اقتسامِ 
تَفَتُّحِ النوَّارِ و الضَّوْءِ المسافرِ في رفوفِ الطيرِ، 
قالتْ لي سنبداُ من هنا و نُعيدُ أوَّلَ ما اعترفتَ به
على طولِ المساءِ و شاطئٍ لَمْ يكتَمِلْ.

الاربعاء 3/4/2013

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

مفارقاتٌ سريعة




و عرفتُ أكثرَ عن علاقاتِ المصالحِ
و التورُّطِ في صداقاتٍ مؤقتةٍ 
و تأديةِ الفروضِ على مواقيتٍ محدَّدةٍ 
لأصبحَ صالحاً و مواطناً متسامحاً
مع ما تقدِّمهُ الحكومةُ، 
كنتُ معتمِداً على نفسي و بعضِ
التوصياتِ لكي أُوَظَّفَ قبلَ جاريَ و اعتبرتُ اﻷمرَ عاديَّا 
و تحتملُ الحياةُ مفارقاتٍ غيرَ مُرضيةٍ لنا و على الرصيفِ 
أسيرُ أسرعَ نحوَ صالونِ الحلاقةِ دونَ تفكيرٍ بعاقبةِ التواجدِ 
عند حلَّاقٍ يفضِّلُ أنْ تُزوِّدهُ بكلِّ ملاحظاتِكَ حول دَخْلِكَ
و اسمِ زوجتِكَ الصغيرةِ و اشتراكِكَ في اعتصامٍ 
عندَ أبوابِ الوزارةِ و ارتكابِكَ للحماقاتِ المُشينةِ
في انتقادِكَ للنساءِ المؤمناتِ بأنَّ للزوجِ احتياجاتٍ 
تعجِّلُ في ظهورِ تجعُّداتٍ لا تُجاملُها مرايا واضحةْ.

الثلاثاء 2/4/2013

الاثنين، 1 أبريل 2013

كذبةُ نَيْسان




نَيْسانُ أولُ أغنياتِكَ أيها الوطنُ الصغيرُ 
و أولُ النعناعِ في حوضِ الصباحِ 
و آخرِ الغيمِ القديمِ،
لكَ اعترفتُ بما أحبُّ و ما يقولُ الآخرون
عن القرنفُلِ و اقترابِ الحرَِّ 
كنا نكتفي بالملحِ و القمحِ انتظاراً للشتاءِ
و لا نساومُ كي يصيرَ الماءُ أعذبَ من شفاهِ نسائِنا،
و كَبِرْتُ جنبَ أبي مُحِقَّاً 
في اتِّهامِ الاحتلالِ بسرْقِ أشجارِ النخيلِ 
مع الخروجِ من القطاعِ 
و بعد فوضى الانقلاباتِ اﻷخيرةِ
بتُّ أكثرَ رغبةً في الامتناعِ عن التعاطفِ 
معْ شعوبٍ لا تعي معنى الحياةِ
و لا تُعجِّلُ بالتخلصِ من خياناتٍ و أقنعةٍ.

الاثنين 1/4/2013

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...