السبت، 31 أغسطس 2013

بنفسجاتٌ و ميِّتونَ و قريةٌ



في الغيبِ ينتظرُ الذين سيأخذون مكاننا
ما ذنبهم في أن تضيعَ حياتُهم فيما اقترفْنا
من حماقاتٍ تكلفُهم معاناةَ التعايشِ مع خرابٍ 
طالَ حتى البحرَ و الشمسَ البعيدةَ أيها الفانونَ
كونوا طيبينَ بما يليقُ بمنْ سيتركُ كلَّ شيءٍ و اكتفوا
بالعيشِ مثلَ بنفسجاتٍ قرْبَ نبعٍ لا يلوِّثهُ غبارُ
قنابلٍ ذريةٍ و هواءُ عاصمةٍ يسمِّمُها دخانُ الحرْبِ
و البيتُ الصغيرُ هناكَ يكفي طالما في البيتِ 
مُتَّكأٌ و نافذةٌ و دفءٌ لا تزالُ الانتهاكاتُ الأخيرةُ
في القُرى تمتدُّ يوماً بعد يومٍ و القرى فيها
أناسٌ يُنجبونَ صغارَهم للموتِ تنتشرُ المخاوفُ
حول غازاتٍ بلا طعمٍ و رائحةٍ و لونٍ سوفَ 
تفتكُ بالجميعِ أخي انتظِرْ لا تفتحِ البابَ الكبيرَ
دعِ الهواءَ هنا نظيفاً كي نعيشَ دقائقاً أخرى.
السبت ٣١/٨/٢٠١٣

الجمعة، 30 أغسطس 2013

حبٌّ في زمن الكراهية




آذيتني حين اتصلْتَ و كُنتُ نائمةً أحاولُ
مرَّةً أخرى الهروبَ و أنتَ تكثرُ من ملاحقتي
و تُفْزعني بصورتِكَ المريعةِ فوقَ إسمِكَ لا تهاتِفْني
أجاهدُ كي أكونَ أنا و أرجعَ ما أحبُّ بلا مشاكلَ
و انفجَرْتُ بقطْعِ ما بيني و بينِكَ لا رجوعَ و لا تردُّدَ
دائماً في حيْرَةٍ مما تقولُ و ما تُرَتِّبُهُ أنا أحتاجُ أياماً
بعيداً عنْكَ دعْني لا تطاردني مَلَلْتُكَ صارَ عندي رغبةٌ
للانطواءِ فلا أرى أحداً يذكِّرُني بصوتِكَ خُذْ رسائلَكَ
الثقيلةَ و احترِقْ فيما كتَبْتَ كرِهْتُ مرآتي و أدراجَ
الملابسِ أيُّ شخْصٍ أنتَ يا هذا الذي زرعَ الوساوسَ
في هوائي و اشتهى مني الخضوعَ و قالَ لي ما لا
يُقالُ لمرأةٍ و نسيتُ نفسي في شكوكِكَ حان وقتُ
تخلُّصي من كلِّ شيءٍ فيه شيءٌ منكَ يا وجعاً 
تسرَّبَ في ضلوعي و استَبَدَّ بلونِ وجهيَ: أكْرَهُكْ.
الجمعة ٣٠/٨/٢٠١٣

الخميس، 29 أغسطس 2013

شكيبُ طخَّاخُ الكلابْ




كانت كلابُ الجيشِ حين تشيخُ يعدمُها شكيبُ،
موظفٌ بِمِنَشَّةٍ، و أنا صغيرٌ كُنتُ أجلسُ جنبهُ و الكلُّ
يعرفُ أنَّه الطَّخَّاخُ يحمل بندقيتَهُ القديمةَ يوم يصدرُ
حكم إعدامٍ بحقِّ الكلبِ ثمَّ يتركها معلقةً لحكمٍ آخرٍ و أراهُ
دوماً جالساً لا شيءَ يشغلهُ سوى طردِ الذبابِ و لستُ
أذكرُ غير هذا ثمَّ ماتَ بلا ضجيجٍ و الحياةُ تمرُّ آخذةً
مفاتِنَها على مرأى و مسمعِ من يحبُّ و مَنْ يعارضُ
هكذا تتسارعُ الأيام حيثُ كَبِرْتُ و اسْتَعْذَبْتُ سَرْدَ
الامسِ متَّكئاً على ظلِّي و أسماءِ الذين تفرقوا مَنْ
ماتَ ماتَ و مَنْ هنا ما عادَ يملكُ غير أيامٍ يبعثرُها 
سريعاً أو بطيئًا لا يهمُّ معي أنا سرُّ المدينةِ منذُ 
أنْ كانت تدحرجها الرياحُ على طريقِ الساحلِ 
المسكونِ بالرمل الخفيفِ أنا أحبُّ مدينتي و هي
الصغيرةُ إذ بها التاريخُ يكبرُ بين ظلِّيَ و الصباحْ.
الخميس ٢٩/٨/٢٠١٣

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

نحن و الخفافيش و أنا





هذا أنا و أنا الذي لم أستطعْ
خدشَ السماءِ بإظفري و بناءَ ناطحةٍ
لأجتازَ الغيومَ و في مكانٍ آخرٍ غيري أتى
بالشمسِ كاملةً و غطَّى البحرَ بالفلكِ  المعَدَّةِ
لاجتياحِ شواطىءِ المدنِ الضعيفةِ لمْ أعُدْ 
أقوى على فتحِ النوافذِ دون خوفٍ منً خفافيشٍ
تحيطُ  بسورِ هذا البيتِ فوق السَّطْحِ بين شقوقِ 
جدرانٍ و تحت ركامٍ أبنيةٍ و عند مداخلِ الطرْقاتِ 
خلفَ مقابرٍ و إلى اليسارِ من النفاياتِ الكريهةِ 
و اليمينِ من الزنازينِ المريعةِ لم أعدْ احتاجُ 
تفسيراً لماذا كلُّ شيء واقفٌ كركودِ ماءٍ
آسنٍ في برْكةٍ لم أستطعْ جعلَ الهواءِ 
الآن أبردَ و الإنارةَ دائماً موجودةً
دون انقطاعٍ سائرَ الليلِ الطويلْ.
الأربعاء ٢٨/٨/٢٠١٣

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

بيني و بينكِ كل شيء



بيني و بينَكِ شارعٌ، بيني و بينَكِ عُمْرُ وردٍ 
لا يُعَدُّ و بيننا هذا الهواءُ و حرُّ آبَ و ما يقولُ
العاشقون و هم كثيرٌ آخرَ الليلِ الممزقِ في تأوّهِ
رغبةٍ و وسادةٍ و تشنجاتِ الضوءِ في سَهَرِ المرايا
بيننا سفَرُ المسافاتِ العنيدةِ في فراغِ الامنياتِ
و ما يقول العاشقون و هم قليلٌ عند أبوابِ الرحيلِ
و بيننا ما لمْ أبُحْ يوماً بهِ مُتَخَفِّياً بهدوءِ صوتكِ 
يُشْعِلُ الكلماتِ في ورقٍ ألوِّنُ فيه وجهَكِ هادئاً
بيني و بينكِ ما يقولُ العاشقون و قَدْ تلاشَوْا 
خلفَ ما قالوهُ سرَّاً تحت أشجارِ الشتاءِ و في
رسائلَ ضيّعَتْها الريحُ ما بيني و بينكِ غائرٌ
كالجُرْحِ في ظَهْرِ المكانِ قريبةٌ همساتُنا فيها
بقايا الصيفِ واضحةٌ و ليس لنا سوى أنْ 
نُمسِكَ الوقتَ القصيرَ معاً و نحيا هادئَيْنْ.
الثلاثاء ٢٧/٨/٢٠١٣

الاثنين، 26 أغسطس 2013

في الصباحِ و في الظهيرةِ و المساء





عند الصباح عرَفتُها و وجدتُها و الشمسَ
بين الوردِ و الظلّ الكثيفِ على طريقٍ تائهٍ مثلي
و سِرْنا في الظهيرةِ مُمْسِكَين الظلَّ في طرفِ الحديثِ
و في المساءِ يكون مقعدُنا مغطىً بالهواءِ نكونُ
في مقهىً بعيدٍ عن مدينتِنا الصغيرةِ وحدنا 
نعطي المكانَ توقعاتٍ للحياةِ و في صباحٍ آخرٍ
نجتازُ أيضاً شارعاً بين البيوتِ لنتركَ الكلماتِ 
عاريةً على أطرافِ أغنيةٍ تركناها وراءَ نوافذٍ
فُتِحَتْ لطَرْقاتِ الشتاءِ و طائرٍ عبَرَ الظهيرةَ
باحثاً عنا و نبحثُ في رسائلِنا عن الصورِ
البريئةِ يومَ أنْ كنَّا على أعتابِ موعدِنا معاً
يا غيمُ عُدْ بي للبدايةِ و اتركِ الورقَ المبعثرَ 
تحت أشجارِ الخريفِ تسوقهُ الريحُ المليئةُ
ذكرياتٍ لا تلُمْني حين أُكْثِرَ من كتاباتي عنِ
الأمسِ البعيدِ أو القريبِ أو الذي سيكون بعد دقائقٍ.
الأثنين ٢٦/٨/٢٠١٣

الأحد، 25 أغسطس 2013

الحرباء



الحرباء

تتلوَّنُ الحرباءُ هذا ما عرفْتُ و ما تبيَّنَ 
بعدما كثُرَ الوصوليّون في بلدٍ غدت سوقاً
كبيراً للنفاقِ يتاجرونَ بنا هنا و هناك أسوأهم 
دعاةُ الاستقامةِ و الثقافةِ و الذين تأنَّقوا في 
ربْطةِ العنقِ الطويلة حاملينَ حقائبَ الجلدِ الثمينةَ
و الملفاتِ الثقيلةَ بالدسائسِ و التآمرِ و التملُّقِ
و الرشاوى و النساءِ و فاخرِ العطرِ المُعَتَّقِ 
و ابتساماتٍ مرتبةٍ بهندسةٍ تفوقُ الوصفَ
يبتكرونَ ألقاباً تسوِّقهم أمامَ العارفينَ بكلِّ
سردابٍ و ثغراتِ القوانينِ المُعَدَّةِ للتحكمِ أولاً
بالمُعْوزينَ و آخراً بمنافذِ المالِ الذي سيسيلُ
في أدراجهم سيلاً يغيظُ العاجزين عن الوصولِ
لمنصبٍ لن يبلغوهُ بدون جلْدِ عظاءةٍ حرباءَ
تخفي نفسها ليلاً، نهاراً بين صيفٍ أو شتاءْ.
الأحد ٢٥/٨/٢٠١٣

السبت، 24 أغسطس 2013

غداً لا خوفَ و لا حرّ




غداً لا خوفَ و لا حَرّ

ما كان كانَ فلا تقفْ بيني و بين غدي
و دعني هادئاً لأرى الصباحَ اليومَ مختلفاً
و أعبرَ حاملاً إسمي صحيحاً لا تزوِّرُهُ اتهاماتٌ
تمارسُها لنبقى هكذا خلف الحياةِ متى ستعرفُ
أنَّ قَبْوَكَ لم يكنْ يوماً سوى قبرٍ تَنَفَّسْناًعفونَتَهُ طويلاً
لا تلاحقْنا كفاكَ الآن ما أفْسَدْتَهُ و دعِ المدينةَ
كي تنظفَ نفسَها بالشمسِ و اتْرُكَ وردَها ليصيرَ
أجملَ هاكَ قَبْوكَ عُدْ اليه و عشْ هناكَ بلا سماءٍ
نحنُ ننتظرُ الهواءَ كما انتظرْنا أنْ نعيشَ لما
نحبُّ و لسْتَ مضطرَّاً لتَتْبعَنا فقط دَعْنا و كُنْ
ما شِئتَ خذْ معكَ المرايا و المزاميرَ التي أتقَنْتَها
لتقودَنا للقبْوِ دعْنا عندنا ما لسْتَ تُحْسِنُهُ
غدٌ إرْثُ الَّذِينَ تجاوزوا عن سيئاتٍ فيكَ 
يا ماضٍ عبَثْتَ بنا فدعْنا و لْتَقِفْ جنبَ الطريقْ.
السبت ٢٤/٨/٢٠١٣

الجمعة، 23 أغسطس 2013

في المدينة آخرون




عندي احتياجاتي لأعتزلَ المدينةَ غير مأسوفٍ
عليها بعدما جرتِ الدماءُ على شفاهِ الزهرِ
و اكتستِ البيارقُ بالسوادِ و عُلِّقتْ لرقابِ مَنْ
ضحُّوا المشانقُ و اختفى من بيننا كلُّ الذين 
نحبهمْ و غدَتْ نوافذُنا عيوناً للتجسّسِ لا مكانَ
تمرُّ منه و أنتَ تأمَنُ أنْ تمرَّ بدونِ ظلٍّ غير ظلِّكَ
سائراً أنَّى ذهبْتَ و في الشوارع آخرون
يزاحمونَكَ ما تبقَّى منكَ أنتَ و صرتَ تخشى
ما تُحِبُّ فقدتَ قدْرَتَكَ التي كانتْ تقاسمُ كلَّ
هذا البحرِ شاطئَهُ و تغرسُ في منافي الغيمِ
أولَ قطْرةٍ تأتي بأسرابِ النوارسِ من بعيدٍ 
هؤلاء يلاحقونَكَ بين نفسكَ و الهواءِ و بينَ هذا
الورد و النارِ التي أكلتْ أماكننا التي عشنا
عليها قبلَهم مِنْ أينَ جاؤوا كي نصيرَ بلا مكانٍ هكذا؟ 
الجمعة ٢٣/٨/٢٠١٣

الخميس، 22 أغسطس 2013

المربع الأول و الأخير



لماذا دائماً سنعيدُ ما قالوهُ
مِنْ نصْحٍ و نخطئُ مرةً أخرى
و نرجعُ بعد ذلك مرغَمين على التعاطي
مع حياةٍ لا تقولُ لكَ " اكْتَفَيتَ؟" و ليسَ تكفينا
الحياةُ على يقينٍ أننا سنموتُ و الحِكَمُ الكثيرةُ
مثلما كانت ستبقى غيرُ مُجْديةٍ و ما تفسيرُ أنا لا
نزالُ هنا على نفسِ المربَّعِ واقفينَ بدون تغييرٍ يساوي
الانتظارَ و في خسائرِنا تضيعُ مقَدَّراتُ الآخرين
و من سيأتي لاحقاً ليعيشَ مِنْ حيثُ انتهينا
و الحقيقةُ ما نراهُ الآن عنّا في شوارِعنا 
و أوراقِ الجرائدِ تحتَ أطباقِ الطعامِ 
تشابهتْ أيامُنا و غدتْ هواجسُنا ملاذاً
كي نبرِّرَ للتراجعِ و التهاونِ و التخلّي
عنْ مذاقِ لمِلْحِ في سمكِ الشتاءْ.
الخميس ٢٢/٨/٢٠١٣

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

هدايا




علبٌ و أقلامٌ و أغلفةٌ
و عطرٌ في زجاجاتٍ و أوراقٌ
ملوَّنةٌ عليها بعضُ كِلْماتٍ  و ساعاتٌ 
توقفَ بعضُهاًمن قبلٍ عامٍ أو يزيدُ 
و كومةٌ من ناشفِ الوردِ الجميلِ و في مكانٍ
في الحقيبةِ لا تزالُ أصابعي تتحسسُ 
الاشياءَ باحثةً عميقاً في خبايا الامسِ
سلسلةُ المفاتيحِ العتيقةُ فضةٌ و لها بريقٌ
خافتٌ هذي الهدايا أوقَفَتْ عمري على 
عتباتِ مَنْ رحلوا و من ظلّوا و مَنْ لا يذكرونَ
الآن ما أهدوهُ لي و أنا سأبقى حارسَ الماضي 
يلومُ المسرعونَ تعلقي بهوامشِ الأمسِ 
التي كُتِبَتْ بذاكرةٍ مبلَّلةٍ بأسماءٍ أحاولُ أنْ
أرتبها على دقاتِ ساعاتٍ مُخبَّأةٍ و واقفةٍ.
الأربعاء ٢١/٨/٢٠١٣

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

دفاتر الشتاءِ و المطر



دفاترُ الشتاءِ و المطر

أخفَيْتُ نفسي عنكَ في غرفِ الزجاجِ
و بين الواحِ المرايا هل تراني جيداً؟
أخفيتُ نفسي عنكَ في عطرٍ تفوَّحَ 
من ثيابكَ هل قرأتَ على الزجاجةِ إسميَ
المكتوبَ من عامٍ و نصفٍ يومها كنا معاً؟
أخفيتُ نفسي عنكَ في صوتٍ سمعتَ
نداءَ قلبي فيه هل أصغَيْتَ للنبراتِ
و هي تئنُّ بين حروفِ إسمِكَ؟
في اعترافاتي اعترفتُ بأنني لمْ
أعترفْ لكَ بالكثيرِ لكي تظلَّ معي 
و تسألني متى سنعيدُ أسئلةَ الشتاءِ 
فهل سمعتَ على النوافذِ طَرْقَ حباتٍ منَ
المطرِ الذي دوَّنْتُهُ في صفحةٍ منْ دفترٍ
هو في الخزانةِ منذُ آخرِ مرةٍ كنا معاً.
الثلاثاء ٢٠/٨/٢٠١٣

الاثنين، 19 أغسطس 2013

حكايةٌ و معاركٌ و نهايةٌ



ما كان لي سيظلُّ لي و أنا
سأبقى صاحبَ الأرضِ التي عرفَتْ 
بدايتَها و وجْهَ الانبياءِ على دروبِ الزنزلَخْتِ
و ساحلٍ بدَأَتْ بهِ مدنُ المعاركِ و الحروبِ 
و أغنياتُ الطامعينَ و خاصراتُ الرملِ
ينبتُ فِيهِ لوزُ العابرينَ إلى شمالِ الشمسِ
يا وطنَ الغيومِ و شائعاتِ الساكنينَ 
على الحدودِ بأننا سَنَبِيدُ يوماً تحتَ أسقفِنا
و بينَ بيوتِنا و على مداخلِنا التي جعلتْ
هواءَ البحرِ فاتحةَ الحكايةِ منذُ أنْ صرْنا
الحكايةَ و القرابينَ الثمينةَ للغزاةِ و مَنْ 
يريدُ الشرقَ رأسَ حِرابِهِ و وقودَ أطماعِ الجنودِ 
هنا البداياتُ الكبيرةُ و النهاياتُ الأخيرةُ و المواسمُ
لا تجاملُ حين تأتي الريحُ مِنْ خلفِ السدودِ قويةً.
الاثنين ١٩/٨/٢٠١٣ 

الأحد، 18 أغسطس 2013

عند عشٍّ و كرْمةٍ


بعيداً عند عشٍّ و كرْمةٍ

مُسْتَهْدَفٌ هذا البنفسجُ
غارقٌ بشذى المكانِ أنا بعيداً
عنْ دخانِ شوارعٍ و ترابِ أرصفةٍ
و ضوضاءِ المدينةِ باردٌ هذا الهواءُ هنا
قريباً منْ كرومِكَ آبُ يا شهْرَ العناقيدِ التي
علَّقْتَها في الشمسِ أمسِكُ في يدي حَبَقَ الصباحِ
و في يدي منهُ التحيةُ بعد أنْ مرَّتْ رفوفُ
الطيرِ تاركةً لنا أعشاشَها حتى المساءِ
أنا سأحرسُ عُشَّ دوريٍّ غدى بفراخهِ
صوبَ السماءِ و سنبلاتِ القمحِ يعرفُ
أنني سأذودُ عنهُ الريحَ إنْ هبَّتْ على
 جنباتهِ و سأمسِكُ الظلَّ القليلَ على
يقينٍ أنّهُ سيعودُ لي في كلِّ ذاكرةٍ
أعيشُ بها و قَدْ أحْبَبْتُ عمري هكذا.
الأحد ١٨/٨/٢٠١٣

السبت، 17 أغسطس 2013

بلادُ الصيفِ و الخوف



بلاد الصيفِ و الخوف

يا أيها التاريخُ
ما ذنبُ البلادِ و ذنبُ أبنائي لنحملَ 
وزْرَ هذي النارِ و الدمِ في شوارعَ أيقنتْ
أنا سنخسرُ دائماً ما دامَ فينا مَنْ يريدُ لنا
التراجعَ كي نظلّ عبيدَ هذا الوقتِ يا زمنَ
الهواءِ المرِّ في حَلْقٍ نما شوكُ التأوّهِ فيه منذُ
عرفتُ أنَّ أبي و جدّي و الرفاقَ و غيرهم لم 
يعرفوا للشمسِ لوناً آخراً تركوا لنا هذي القرى
و بيوتَها و همومَ مَنْ يرجونَ فتحَ قلوبِهم للبحرِ
يا بحرَ الهروبِ من الهزائمِ و الخياناتِ المخيفةِ
أيها التاريخُ لم تُنْصِفْ حياضَ الوردِ يوماً بعد أنْ
كبرَ القَرَنْفُلُ تحت ظلّ البيلسان و خِلْتَنا دوماً
خسائرَ للحروبِ بدونِ شيءٍ قد نعيشُ لهُ و نبني بيتَنا
خلفَ الكرومِ لكي تبيتَ الشمسُ فِيهِ صيفاً كاملاً.
السبت ١٧/٨/٢٠١٣

الجمعة، 16 أغسطس 2013

سفينةٌ تائهةٌ و بحرٌ مخيف



سفينةٌ تائهةٌ و بحرٌ مخيف

ماذا بعدُ؟
توشكُ أنْ تغيبَ الشمسُ و الناجونَ لمْ يصلوا
إلى ظهرِ السفينةِ بعد عاصفةٍ أتتْنا بغتةً من كلِّ
ناحيةٍ و يجهشُ بالبكاءِ الخائفون و لا سبيلَ لمرفأٍ
في ليلةٍ يشتدّ فيها البردُ و المطرُ الشديدُ و تضربُ
الامواجُ أعلى ما تراهُ من النوافذِ تائهونَ هنا كأنا
قوم موسى ضائعاً في حرّ سيناءَ السفينةُ قَدْ
تظلّ كدُميةٍ في الماءِ تنهبُها الرياحُ بقيةَ الليلِ
 الطويلِ و بعدَ هدوءِ عاصفةٍ كتلكَ نكونُ قَدْ
صرنا حطاماً طافياً لا نفعَ منه و مَنْ نجا
سيكونُ أسوأَ بعدَ ذاكرةٍ من الموتِ المريعِ
سفينةٌ لمْ يحسبِ الربانُ شيئا قبلَ رحلتِها
و لمْ يقرأ كثيراً عن بحارٍ لمْ تُعِدْ للبرِّ شيئاً
في مقابرَ من رياحٍ غير آمنةٍ و هادئةٍ.
الجمعة ١٦/٨/٢٠١٣

الخميس، 15 أغسطس 2013

لقاءٌ قصيرٌ و موعدٌ آخرْ



لقاءٌ قصيرٌ و موعدٌ آخر

ظُهْراً بمقهىً هادىءٍ
و البحرُ ينسى أننا في آبَ
عيناها بخُضْرةِ وجههِ و تقولُ لي
عمَّا تحبُّ و في ابتسامتِها الهواءُ
 يمرُّ أهدأَ طعمُ هذا الشاي ليس
 ككلِّ يومٍ صوتُها لم يختلفْ
عن همسها و أنا أحاولُ فهمَ 
ساعاتٍ تمرّ كأنها لا شيءَ هذا
ما يقولُ العاشقون على مقاعدِهم 
و لستُ بمُحْدِثٍ أمراً جديداً فالحياةُ
أنا و أنتَ و ما اشتهاهُ الآخرونَ  و ما 
تناقلهُ الرواةُ عن الذين قَضَوْا قديماً حالمينَ
بلا مقابلَ فاغتنمْ ما طابَ دون ترددٍ
فأنا و أنتَ و غيرُنا سنروحُ يوماً مثلَ ظلٍ زائلٍ.
الخميس ١٥/٨/٢٠١٣

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

أخبارٌ من العالم



أخبارٌ من العالم

ماذا أريدُ؟ و كلُّ يومٍ مغرياتٌ تجعلُ الدنيا 
أخيراً لا تُطاقُ و لا تتيحُ لنا التمتعَ بالذي عشناهُ
كُنتُ أحبُّ أشيائي البسيطةَ منذُ كُنتُ أرى
الحياةَ بلا نهاياتٍ و أما الان لستُ أكادُ أبدأُ
هادئاً في الصيفِ حتى تعلنَ الغيماتُ موعدَ 
موتِهِ تحت الخريفِ سريعةٌ دقاتُ هذا اليومِ حتى
أنني قد صرتُ أهملُ ما يُذاعُ عن التغيرِ في 
علاقاتِ الشعوبِ ببعضها و تغيراتِ الطقسِ 
بعد تجاربِ التفجيرِ في قاعِ المحيطِ و موتِ
آخرِ طائرٍ من نوعه في غابةٍ لقبائلٍ في الاستواءِ
و عن ضحايا الانقلاباتِ المثيرةِ و انتخاباتٍ
مزوّرَةٍ لتغييرِ المناصبِ في بلادِ الخوفِ
أما سائقُ التاكسي ففي النرويجِ يمكنُ
أن يكون شتولتنبرغ.
الأربعاء ١٤/٨/٢٠١٣
ينس شتولتنبرغ رئيس وزراء النرويج

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

توقعاتٌ غير كافية



توقعاتٌ غير كافية

تبيَّنَ أنَّ هذا اليوم أفضلُ مِنْ غدٍ 
و توقعاتي غيرُ كافيةٍ لجعْلِ تفاؤلاتي
مرةً أخرى حقائقَ، لا حقيقةَ غير أنَّ متى
كبرْنا تصبحُ الأيامُ أسرعَ و العلاقاتُ القديمةُ
نصفَ مُقنعةٍ و أغربُ ما أراهُ الآن وجهي
و هو مبتسمٌ و جاري و هو يُكْثِرُ من تعلّقهِ 
بظلّ السورِ حتى صارَ مُكْتَفياً بهِ عمّا سواهُ
و في صباحٍ مثل هذا لا أفضّلُ أنْ أفيقَ 
مُبَكّرا فقد ارتأيتُ اليومَ أنْ أبقى هنا وحدي
بلا شيءٍ أقومُ بهِ مكافأةً لما قدّمتُ في الشهرِ
 الأخيرِ من اعترافاتٍ و أعباءٍ أكررُ ما أقومُ بهِ
بشكلٍ مزْعجٍ و مُحيِّرٍ لا بدَّ من جهدٍ إضافيٍّ 
يغيرُ مفرداتِ اليومِ عالوجهِ الذي أرجوهُ
لكنْ لا بديلَ عن الرجوعِ إلى فراشي هادئاً.
الثلاثاء ١٣/٨/٢٠١٣ 

الاثنين، 12 أغسطس 2013

قبل القيامةِ بيومٍ قصير



لم يسحبِ اللهُ النبوةَ من نبيٍّ حين أخطأ
و استمرَّ الانبياءُ مُكَلَّفينَ بدعوةٍ للهِ مِنْ فجْرِ
الخليقةِ و انحسارِ البحْرِ عن وجهِ البسيطةِ
و ارتكابِ الشمسِ، أولِ مغرياتِ الكونِ، أقسى
ما يكونُ من الحرائقِ في قرىً منسيةٍ خلفَ
الجبالِ البيضِ حتى آخرِ الرُّسُلِ، انتهى
زمنُ النبوّاتِ الطويلِ و سوفَ تنفتحُ السماءُ
و تبدأُ الأيامُ في تقريبِ أبوابِ القيامةِ
و المصيرُ هو الجحيمُ أو الجنانُ 
و ليس هذا بالجديدِ أو المفاجئِ
كلّما كان النهارُ مُغَلّفاً بالظلِّ 
أصبحُ هادئاً و مهيّئاً للخيرِ
و استحضارِ نيّاتٍ بلا سوءٍ
و فعْلِ المُنجياتِ من الصباحِ إلى المساءْ.
الاثنين ١٢/٨/٢٠١٣

الأحد، 11 أغسطس 2013

إلى المريخ و موتٌ هناك




إلى المريخ و موتٌ هناك


يا أيها المريخُ أنتَ الأحمرُ النائي 
سيأتيكَ الفدائيون من أرضِ المحيطاتِ
 الجميلةِ كي يموتوا فيكَ قد تركوا وراء 
ظهورهم ما لنْ يُعَوَّضَ حين يشتاقون للثمَرِ
 الشهيِّ على غصون البرتقالِ  و للمساءِ 
على ضفافِ النِهرِ و هو يمرَّ محمولاً
على ضوء المدينةِ لا يروقكَ أنْ تكونَ 
الأرضُ  أوسعَ من بقايا غَرْفَةِ 
القمحِ الأخيرةِ و اعتبرْ لونَ 
السماءِ بدايةً و مياهَ هذا
 النهرِ شيئاً للنهايةِ و امتدِحْ وجهَ
 البنفسجةِ الرقيقَ و قُلْ لهذا البلبلِ 
المفتونِ ما تُحِبُّ و ما تراهُ يليقُ بي
وقتَ الشتاءِ و تحت هالاتِ القمرْ.
الأحد ١١/٨/٢٠١٣

مع سبق الإصرارِ و الترصد


مع سبق الإصرارِ و الترصد

"ستقولُ بعد زواجنا يا ليتني قد مِتُّ 
من سوءِ الذي ستراهُ منِّي لا تخفْ ستظلَّ
حيَّاً واقفاً عيناكَ تلتهمان أضواءَ الفراغِ على يمينكَ
سوف تبقى مثلَ أقدمِ تحفةٍ في البيتِ جرّبْ أنْ 
تغيرَ واقعاً أوقعْتَ نفسَكَ فيه منذُ عرفتني 
و طلبتَني لأكونَ تحتَ جناحكَ المكسورِ أعرفُ
ما يدورُ برأسكَ المملوءِ أصداءً و أفكاراً 
لتجعلني أطيعكَ في الهروبِ من التزاماتِ
الحياةِ أنا سأجعلُ منكَ شيئاً مؤسفاً 
لتعيدَ لي ما ضاعَ مني يوم أحكمتَ الوثاقَ
على شفاهيَ و استلبتَ طهارةَ النعناعِ
من فمي الصغيرِ و لمْ تعِدْني بالبقاءِ معي
أنا أعطيتُ مَنْ مِنْ طَبْعِهِ ألّا يُقَدّمَ"  
كان ذلك و هي تحملُ صورةً فيها بقايا صورةٍ. 
السبت ١٠/٨/٢٠١٣

الجمعة، 9 أغسطس 2013

قروشٌ و أكوامُ الرمل



قروشٌ و أكوامُ الرمل

صغيراً كُنتُ حين يضيعُ قرشٌ 
غالباً بين الظهيرةِ و الصباحِ أكوِّمُ 
الرملَ القريبَ من الجدارِ أنا و بعضُ
صغارٍ حيٍّ بين مقبرةٍ و بحرٍ واسعٍ و شجيرةِ
التوتِ الظليلةِ كُنتُ أنثرهُ لأسمع رنةً أو ما يدلُّ 
على وجودِ مفاجآتٍ كُنتُ أفلحُ في محاولتي 
و أرجعُ ممسكاً بيدي قروشاً غيرَ تلكَ
و هكذا كانت تكافؤنا الحياةُ و في الطفولةِ
عكْسُ ما في نيَّتي هذا المساء و ليس لي
تفسيرُ شيءٍ بعدما تتلوثُ الكلماتُ بين
شفاهِنا ما كان حين بحثتُ في رملِ
الطفولةِ لمْ يغادرني و صرتُ الآن أحلمُ
لو ليومٍ واحدٍ في ظلِّ سورٍ هارباً 
من كلِّ أوزارِ التنقلِ بين ألوانِ المواسمِ كلِّها.
الجمعة ٩/٨/٢٠١٣

الخميس، 8 أغسطس 2013

يومٌ في كفر قاسم و محطةٌ مسرعة


يومٌ في كفر قاسم و محطةٌ مسرعة

في كَفْرِ قاسمَ يوم كُنتُ هناكَ 
كي ألقي القصيدةَ ثم أَفرغُ بعدها للنومِ
كُنتُ بلا رفيقٍ بعدها عند الصباحِ تركتُ نفسي
للمكانِ على يقينٍ أنني لا أنثني عن فهمِ ما يجري
على هذي الطريقِ إلى أماكن لستُ أعرفها و سرتُ 
بلا هدىً حتى وصلتُ إلى قبورٍ هزني أني سمعتُ بها
و  تحملُ كلها تاريخَ مذبحةٍ على أيدي اليهودِ مشيتُ أبعدَ
و انتهيتُ إلى حيث القطارِ يجيءُ من يافا و مرَّ بنا سريعاً
حيث تنفتحُ الجبالُ على سفوح السرو نحو القدسِ أسرعَ
من سنونوةٍ تسابقُ نفسها في الظلِّ، "ما نِشْما؟"
 أو "إيخْ أتا؟" و يقولها متبسَّماً و أهز رأسي مبدياً ألماً
غريبٌ من بولندا يملكُ الآنَ المكانَ و لا يبالي حين ينزلُ
بعد لحظاتٍ فقدْ أمضى دقائقَ و هو يسألني جديداً:
"إيخْ همتسافْ بعزَّا؟"
الخميس ٨/٨/٢٠١٣
 "ما نِشْما؟" كيف الحال بالعبرية
 أو "إيخْ أتا؟" كيف أنت
"إيخْ همتسافْ بعزَّا؟" بالعبرية كيف الوضع في غزة

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

صديقٌ قال لي


صديقٌ قالَ لي

صديقٌ قال لي يومًا:
" أنا استعْدَيتُ أكثرَ مَنْ عرَفتُ لأجلها
و خسرتُ أثمنَ ما كسبتُ لكي أفوزَ بقلبِها
و أضعتُ عمري عند نافذةٍ لها وبدون فائدةٍ
و يوماً ما ستعرفُ أنها لم تُحسنِ التعليقَ
تحت عبارةٍ في الحبِّ فوق رسالةٍ أرسلتُها
و أنا وراء البحرِ في بلدٍ بعيدٍ لا يجاملُ 
في المسافةِ بيننا و سألتُها عن ساعةٍ في
علبةٍ سوداء كُنتُ بعثتها في آخر الصيفِ
الأخيرِ مع الهدايا من مطارٍ في أوروبا
لمْ تُجبْ و عرفتُ بعدَ زيارتي ما الأمرُ
إذ كانت تجمِّعها و تذهبُ كي تبيعَ من الهدايا 
ما غلا منها و عزَّ بلا اكتراثٍ ثم تكتب لي: 
طرودُكَ لم تعُدْ تأتي مباشرةً كسابقِ عهدها"
الأربعاء ٧/٨/٢٠١٣

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

مغارة سوريك




مغارة سوريك

في هذه الحفرِ العميقةِ و الكهوفِ 
و في جبالٍ أمطرَتْها الشمسُ بالماءِ الغريبِ
دخلتُ في رحْمِ البدايةِ، في هواءٍ خائفٍ
من لسعةِ الضوءِ المفاجئِ كُنتُ أعرفُ أنَّ
 عمري وقتها ما كان يكفي كي يكوِّنَ قطرتينِ
على خيوطِ الكلْسِ كم غامرْتُ في الدنيا لأعرفَ
حجمَ أحلامي و بِتُّ الآن مقتنعاً بأني قطرةٌ
ستسيلُ دافئةً و تصبحُ قشرةً في الكونِ كهفِ
السابقين و مَنْ سيأتي بعدَ ذلكَ، كُنتُ مفتوناً
بما أبصرتُ تحتَ الأرضِ من تحفٍ تُشكِّلُ نفسَها،
هذي بلادُ المعجزاتِ و من ملايينِ السنينِ هنا
البدايةُ و النهايةُ لستُ أنسى ما رأيت هناكَ 
من شيخٍ على جبلٍ و طفلٍ تحتضنه صبيةٌ
و مُقَرْنَصاتٍ لا تُعَدُّ و إنْ قَدِرْتَ فمُرَّ يوماً من هناكْ.
الثلاثاء ٦/٨/٢٠١٣

الاثنين، 5 أغسطس 2013

صورٌ قديمةٌ



و في تشيلي تماثيلٌ نحتْها مَنْ بنى
الأهرامَ في المكسيكِ أو في مصرَ لا ندري
و لا أدري متى صوري القديمةُ أصبحتْ صوراً
أرشحها لتُعْرَضَ في متاحفَ أو معارضَ
للعجائبِ و الغرائبِ كل ما فيها مثيرٌ للحواسِ
و للتساؤلِ: مرأةٌ خلفي و تمسكُ بي كأني زوجها
و لربما تحتاجُ أشياءً لتثبتَ أنها أنثى، أناسٌ
لم أصادفهمْ و يبتسمون في صوري و يزدحمون
مَنْ ذاك الذي ارتكبَ الجريمةَ في التقاطِ
مفاجآتٍ لا تريحُ الآن و استغربتُ أني 
دائماً متكررٌ معهم، مَنْ هؤلاء و أين هُمْ؟
و يقال أن قبائل المايا اختفت و على 
معابدهم نقوشٌ حول قُرْبِ فناءِ هذا العالمِ
المسكينِ لكنْ لا مجالَ لأنْ نصدقَ كلّ شيءْ.
الأثنين ٥/٨/٢٠١٣

بعد نصف الليل




بعد نصف الليل

شخصٌ ما يدقُّ على زجاجِ البابِ
وحدي بعد نصف الليلِ إذ هيأتُ نفسي
للهجوعِ و كل شيء معتمٌ حولي و ليس 
 القصدُ من هذا محاكاة الخيالِ و رعبِ أفلامِ
المساء على قناةِ الأم بي سي آكشنْ و عنفِ
مداهماتِ الجيشِ أيام اليهودِ يباغتون النائمين
بحجةِ التفتيشِ، في القصص القديمةِ لا يُفَكَّ
السحرُ إلا بعد نصفِ الليلِ و الأخبارُ وقت تكون
سيئة تجيء و بعد نصف  الليلِ لكن 
ما أحبُّ هو الهدوءُ بلا اشتراطاتٍ تضيعُ
طعمَ وحدتيَ التي أصبحتُ مشدوداً إليها
من جديدٍ لا لشيءٍ بل لأنَّي الآن أحوجُ للكثيرِ
من التأملِ في كتاباتي القديمةِ 
و التي ستكونُ عنَّي لاحقاً.
الأحد ٤/٨/٢٠١٣

السبت، 3 أغسطس 2013

تجارب خاصة


جرَّبتُ ما لم يستطعهُ سواي
منذ عرفتُ أنّ الغيمَ ماءٌ و الزجاجَ رمالُ
أرضٍ قد أصابتها السماءُ من البدايةِ بالثلوجِ
و بالندى، جربتُ حتى صار لي وجهٌ أراهُ 
مجففاً كالتينِ تسلبني الحياةُ هنا دقائقَ
لم أعشها هادئاً و هناك تمنحني طريقاً
لا يمر على مفارقَ للهروبِ و أين أهربُ
و النهايةُ أن أجربَ تركَ ما جربتُ، جرِّبْ
أن تطيعَ البحرَ و امسكْ صَدْفةً و اسمعْ
نداءَ الموجِ فِيها بعدها
سترى مكاناً آخراً من غير لافتةٍ
على جنبِ الطريقِ تقولُ أنَّ
محطةَ البنزينِ تبعدُ شارعين و أنَّ أكوامَ
القمامةِ بعد خمسِ دقائقٍ من شارعٍ فرعيّ.
السبت ٣/٨/٢٠١٣


الجمعة، 2 أغسطس 2013

من و هنا و هناك

عاندتُ نفسي مرةً
و أطعتُها فيما تحبُّ  و ما تريدُ و كلما 
أرهقتُ نفسي في الظنونِ يصيبني قلقٌ
بشأنِ علاقتي بالأمسِ ماذا كان يمكن أن يكون
الحالُ لو أجلتُ أولَ موعدٍ معها و لم أقبل هداياها؟
و ماذا لو رسالتُها الأخيرةُ لم تصلني و هي 
تعرفُ أن شيئا قد يعيقُ وصولها و أكونُ
قد غادرتُ لكن كل شيء سوف يأخذ وقتَه
قد أرضعتني جدّتي و نسيتُ هذا الأمرَ
إذ ما مرةً فكرتُ في جدوى الزواج من الأقاربِ
جدّتي كانت تسلّي نفسها وقت الفراغِ
و لستُ أعرفُ ما إذا غيري تسلّت وقتها بوجوده
سهواً و أكتبُ كل يومٍ ما أحبُّ عن الحياةِ
و جدّتي و عاداتٍ بلا معنى و فائدةٍ.
الجمعة ٢/٨/٢٠١٣

الخميس، 1 أغسطس 2013

قصيدةٌ جاهلية



ظلُ النخيلِ على الرمالِ
و أقحوانُ الصيفِ عند خباءِ إمرأةٍ
تسوقُ جمالها و الشمسُ تأكلُ من نباتِ
اﻷرضِ أخضَرَهُ و يابسًهُ و وقعُ حوافرِ الخيلِ
السريعةِ من بعيدٍ كم تذكرني بداحسَ
و البسوسِ و يومِ ذي قارٍ و يومِ حليمةٍ
و دماءِ من قتلوا بسيفِ المنذرِ استشرفتُ
تاريخاً أراه اليوم أوضح مرتينِ على محطاتِ
الجزيرةِ و الفضائياتُ تعرفُ كيف تُدهشُنا
بحجمِ دمائنا و صلابةِ السيفِ الذي نستله
لرقابِ إخوتِنا هنا و هناك أقرأُ دائماً 
ﻷرى مكاني فوقَ هذي اﻷرضِ ممتداً
الى حيث المحيط و شاطئ العربِ الصغيرِ
و من دماءِ صغارنا صارت لنا كتبٌ نطالعها معاً.
الخميس 1/8/2013
داحس و الغبراء، حرب البسوس، ذس قار، و يوم حليمة كلها أيام للعرب في الجاهلية

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...