بعيداً حيث كان العمرُ متسِعاً،
و خطوات الطريق قريبةً من بعضها،
و حياتُنا ملفوفةً بالضوءِ،
كنا مثل شرنقةٍ تفلَّتَ من جوانبها الفراشُ الى سهولٍ لا تضيقٌ،
و لم نكَافأْ يوم قلنا ما أراد الوردُ
في أذنِ الخريفِ بأن يجيءَ الى المدينةِ قبل موعدهِ.
و غبنا عن أماكنَ لا تزالُ تدور في قمر الشتاءِ و حين يدنو
الليلُ تهربُ في خطانا، في أسرَّتنا،
تلامسنا بأفرعِ شجرة كانت تظللنا. و عدنا بعدما
انسحب المكان من الظهيرةِ، نلتقي في شرنقاتٍ من زجاجٍ.
سوف نخرج لا مفر و سوف تحملنا على صهواتها
ريحٌ أتت من كل سنبلةٍ ليبدأ مهرجان الغيم في عزف الشتاءِ على نوافذنا.
أحبٌّكِ ليس يكفي أن أقولَ و ليس ينفع أن نبيتَ على
رصيفِ الانتظارِ و من بعيدٍ صوت عرباتِ القطارِ يثيرٌ دفئاَ محزناَ.
لا شك أني متعَبٌ و حقيبتي هي نفسها فيها بقايا غرفتي بالامسِ:
أوراقٌ ملونةٌ، و صورتُكِ القريبةُ من شفاهي دائما، و زجاجةُ
تبدو لعطرٍ فاترٍ يغتالُ صمتَ ملابسي.
أبداَ ستنتظرُ المحطةُ وقْعَ قدمينا لتنقلنا المسافةُ من هنا لحدود
عمر لا يقاسُ بزحفِ دقاتِ العقاربِ فوق وجهٍ من صفيحْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق