لم يبْقَ إلا أنتَ أهرب فيه يا ليلُ،
و قد أبطَأْتَ حتى قلتُ لن تأتي،
و كنتَ وعدتني أن لا أراكَ و أنتَ تعبرُ
من قلوبِ الطيرِ، من وجعِ البنفسجِ،
من روائحِ وردةٍ مشنوقةٍ في البردِ.
أنتَ فجعتني و كبرتَ و ابيضت حواجبُك الكمثيفةُ،
و انصهرْتَ على فراشِ حبيبتي فجراً.
- لم تعُدْ ! ما بالها؟
- عتَّمْتُ حتى ضلَّ فيَّ طريقُها. أعَرَفْتْ؟
في السادسةْ
تقفُ السنونوةُ الصغيرةُ عند مدخلِ شارعٍ،
نظراتُها كالصيفِ تروي ذكرياتِ البحرِ عن عينيكِ،
عن دنيا تسافرُ فيهما و تعودُ مرهقةً.
لماذا كل هذا الموجُ في عينيكِ؟
لا أحتاجُ عاصفةً لأغرقَ فيهما؛ أنا لا أفكرُ
في النجاةِ من النجاةِ، و لا أفتشُ في سمائكِ
عن نجومٍ أهتدي ببريقها لمدينةٍ منها هربتُ اليكِ.
أبقيني حطاماً عند مرفأكِ البعيدِ تمرُّ بي سفنُ الرحيلِ
فلا أراودها لتحملني بعيداً عنكِ يا لغتي و آخر خطوةٍ في العمرْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق