في البِدْءِ كنتِ و كان للأرضِ البدايةُ في يديكِ،
و كان وجهُُكِ مَشْرِقاً،
و حروفكِ الأولى لآلئَ في جذورِ البحرِ
تحملُها غرانيقُ السماءِ الى السقوفِ المعتمةْ.
و تناسلت ألوانُ ذاك الكونِ من وردٍ يزينُ شَعرَكِ
المنحوتَ من ليلِ التعاويذِ القديمةِ في كهوفِ السِّحْرِ.
في شفتيكِ تتخذُ الفصولُ ملامحاً مزهوةً بهوائِها.
و أنا بحوصلةٍ تخبأني الرياحُ لألف عامٍ آخرٍ لأعود أبدأُ
فيكِ يا لغةَ الخلودِ و طائرَ الصبحِ الصريحَ
كساحلٍ في البرقِ يحميه الشتاءُ.
غريبةٌ عيناكِ ترتحلان في المجهولِ،
في نفْسي و في أثَرِ الدخانِ المنتشي بعد الحريقِ
المرِّ في قلبي؛ أطمئنُهُ و أخشى أن يصدقَني
فيُحْرَقَ مرةً أخرى بأحلامٍ على ورقِ المساءِ.
حبيبتي جنِّيةٌ أم نصفها وهمٌ أطاردُهُ
وراء الطيفِ و الأرقِ العنيدِ،
و نصفها الباقي أكونُهُ فراشاتٍ من الأضواءِ
تنثُرُها شموعُ الليلِ في عينَيّْ؟
ـــــــــــــ
أغنيتي تراسلني بلحنٍ قاتمٍ، و أنا أحبُّكِ خائفاً كالبحرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق