الاثنين، 30 سبتمبر 2013

من وحيها و أنا هناك


لمَّا انتبهْتُ اليكِ كُنتُ على يقينٍ أنَّ شيئاً ما سيبقى بيننا

فجمَعْتُ مِنْ وردِ المكانِ شفاهَ شمسٍ و اقتسمْتُ الصيفَ أيضاً بيننا

و هَرَبْتُ في عَيْنَيْكِ مِنْ تشرينَ و استَبْقَيْتُ مِنْ لغةِ المساءِ حروفَ حُبٍّ بيننا

كنَّا معاً و لنا الهواءُ و ذكرياتٌ لا تذوبُ كما ذابتْ مسافاتٌ هناكَ و بيننا

كم كُنتُ أنتظرُ الصباحَ و مقعداً في الغيمِ يحملُ أغنياتٍ غيرتْ وجهَ الحقيقةِ بيننا

هي هكذا الدنيا حكايةُ عابرينَ بلا مواقيتٍ و أيامٌ على عتباتِها تقفُ الكثيرُ

من الخُطى و أنا وقفتُ على طريقٍ آخرٍ لنكونَ أوَّلَ مَنْ يعودُ كأننا لم نفترِقْ

و عرفتُ أيضاً يومها أنَّا ستطوينا الحياةُ كما الرسائل ثم تترُكُنا على صفحاتِها

حبْراً تساقطَ من جوانبهِ صَدَأُ السنينَ و حينَ أقرأُ ما كتبتُ إليكِ تحملُني إليكِ

طيورُ زرقاءِ اليمامةِ و هي تبعُدُ في سماءٍ غير كاملةٍ بلا عَيْنَيْكِ يا مَطَرَ الظهيرةِ

عِندَ أرصفةِ المحطَّةِ و هي غارقةٌ على ورقٍ تساقطَ مِعْطَفَيْنِ و أغنياتٍ بيننا

و رجعتُ من تَوِّي ألَمْلمُ ذكرياتٍ أو تذاكرَ لستُ أملكُ غيرها عِطْراً تَفَوَّحَ بيننا

و أحبُّ في عَينَيْكِ لونَ العُمْرِ و هو يمرُّ نظراتٍ بها ما صارَ طيفاً بيننا

و يدي بها لا زالَ دِفْءُ يدٍ صافَحْتُها وأنا على وَعْدٍ سيبقى بيننا.

الثلاثاء ١/١٠/٢٠١٣

الأحد، 29 سبتمبر 2013

من و حي اوغاريت



في سالفِ الزمنِ القديمِ و مِنْ بلادٍ كانَ فيها البحرُ

يُطْعِمُ رمْلَ شاطِئِهِ الغيومَ و كلَّ ما في الشمسِ من ذهبٍ

و ما في الماءِ مِنْ طعمِ النخيلِ سمعتُ أنَّ هناكَ ألوانَ المعابدِ

تحملُ اللغةَ التي أبقَتْ على أسماءِ آلهةِ الحقولِ و أَنْهُرِ الجبلِ

المُقَدَّسِ كانَ ساحلُنا تطيرُ بهِ النوارسُ نحو تلكَ الأَرْضِ أهدأَ دونما

قلقٍ على بُعْدِ المسافةِ بين أهلينا هناك و بين إخوتِنا هنا و الأرضُ

إِرْثُ المُتْعَبينَ على حدودِ النارِ و الحربِ التي أبْقَتْ عليها هكذا

ممتدَّةً فينا حنيناً لا تُفَسِّرُهُ القصائدُ كم أحبُّ قراءةَ التاريخِ

 من غيرِ اتهامٍ ليس في يدنا سؤالُ الميتينَ عن الَّذِينَ تسببوا

في جعْلِنا أمماً مشرذَمَةً على طرقِ القوافلِ حيثُ تنهبُنا 

القبائلُ غيرَ خائفةٍ و تترُكنا خسائرَ للحروبِ و مَنْ لهُ 

   غاياتُهُ في أَنْ يقاسمَنا حجارَتَنا التي بنتِ القلاعَ 

و طَعْمَ دُرَّاقِ البساتينِ الغنيةِ بالهواءِ و أغنياتِ

شواطئٍ كَبِرَتْ على ضحِكاتِ صِبيتِها و لونِ سمائِهمْ.

الاثنين ٣٠/٩/٢٠١٣

السبت، 28 سبتمبر 2013

من وحي وردة من اجل إيميلي لويليام فوكنر




الحبُّ يلدُ الموتَ يورقُ فوق أضرحةِ الرخامِ و يزهرُ 
الحنُّونُ مِنْ دمِهِ و تَكْبرُ شَجْرَةُ الشَّرِ المخيفةُ مِنْ دموعِ
النائحاتِ على حبيبٍ صادقٍ أو خائنٍ غَدَرَتْ بهِ إيميلي
 و تَقْتُلهُ بِسُمٍّ ثمَّ تُلْبِسُهُ ثيابَ العُرْسِ هذا ثمَّ نامتْ جَنْبَهُ
مَيْتاً تشاطرُهُ الوسادةَ ما تشاءُ من السنينَ و حين ماتتْ
كان هيكلُهُ و موضعُ رأسِها يتقاسمانِ الان موتاً واحداً
فتحوا عليها البابَ و انكشفَ الذي لم يعرفوه و سرُّ مَنْ
 قتَلَتْ ليبقى جنبها لم أستطعَ فهمَ الحقيقةَ أيُّ حبٍّ كان
هذا و هي تنطرُ غير خائفةٍ الى عينيهِ و هو يذوبُ عاماً 
بعد عامٍ تحتَ شَفَتَيْها و كيفَ تمكنتْ من بوْحِ ما في 
قلبها لعفونةٍ تكسو سريرا لم يصِلْهُ الضَّوْءُ أعواماً 
و أذكرُ أنها كانت تُجيدُ الرسمَ و هي صغيرةٌ كالوردِ 
تعرفُ أنَّ في الدنيا مكاناً لا يتيحُ لها الحياةَ كما تحبُّ
و هكذا قالتْ لنا كم لا نحبُّ متى يُحبُّ الآخرون و يعشقونْ.
الأحد ٢٩/٩/٢٠١٣

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

من وحي الجريمة و العقاب لديستويفسكي



من يومِ أنْ كنا صغاراً و الحياةُ تعيدُ أكثرَ ما تعيدُ
جرائمَ الفقرِ الرديئةَ و الذينَ أصابهم جشَعُ الذبابِ
و حينَ أقطفُ زهرةً عن سورِ بيتٍ فجأةً أنسى اتهامي
للحياةِ و أستعينُ بذكرياتِ الحبِّ كي أجتازَ ذاكرةً ملوَّثةً
و أمشي دائماً و معي اتهاماتي لنفسي أنني لم أُعَطِها
ما كان يمكنُ أنْ نروحَ به بعيداً كي نرى مُدُنَ السحابِ و أوَّلَ
الغاباتِ و الأممَ التي اندثرتْ هناك و كيف أصبحتِ التماسيحُ
المخيفةُ تشتهي ما لمْ يكنْ يوماً لها راسكولنيكوفُ  و لازافيتا
صورتانِ على جدارٍ يجمعُ القتلى و من قَتَلوا و عِندَ رؤوسِهمْ 
كَتبَ المكانُ حكايةَ التِّيهِ التي لن تنتهي بدماءِ أوَّلِنا و آخرِنا 
لم يستطعْ راسكولنيكوفُ الاختباءَ وراءَ وجهٍ يحفرُ القلقُ الدفينُ
خيوطَهُ للاعترافِ بلا اتهامٍ لم يُطِقْ نظراتِها مغسولةً بدمائها
من يومِ أنْ صرْنا كباراً و الحياةُ تزيدُ أقنعةً و أصواتاً مكرَّرةً
و طعماً لا يغيرُ أيَّ ذائقةٍ و تبدأُ من هنا كلماتُ فصلٍ آخرٍ.
السبت ٢٨/٩/٢٠١٣ 

الخميس، 26 سبتمبر 2013

من الطائرة و من وحي رحلات جليفر




ما هذهِ البقَعُ التي تحتَ الغمامِ؟ و مَنْ أولئكَ يا تُرى؟
يتدافعون من الشوارعِ للشوارعِ  يختفون إلى أماكنهم كأسرابٍ
من النملِ الصغيرِ و حين تنزلُ بينهم يتضخَّمونَ و يصبحونَ ملوَّنين
كأنهم قطرات حبرٍ قد تحيركَ الوجوهُ و أنتَ تقرأُ في ملامحِهمْ معاني
 الاغترابِ و حينَ تعرفهم ستعرفُ أنهم يتمتعون بقدرةٍ للاغتصابِ
 كأبشعِ المتعِ القديمةِ بينهمْ إذ يشتهونَ الاعتداءَ على العقولِ كأنها
جسدٌ تعرَّى فجأةً كانوا قديماً يكتفون من الحروبِ بنهْبِ ثرواتِ
الَّذِينَ اسْتُضْعِفوا و الآن ينتظرونَ فرصة أنْ تُغَيِّبَ عقلكَ المسلوبَ
بالأفيونِ كي تنهارَ كلُّ المعطياتِ  جميلةٌ هذي الاماكنُ مِنْ عَلٍ 
و بريئةٌ كالنهْرِ يجري بين غاباتِ الصَّنَوْبَرِ كُنتُ أنظرُ صامتاً
بيدي الروايةُ و هي تحكي عن عمالقةٍ و أقزامٍ تٌمَثِّلُ ما نُحِبُّ 
و ما نعيشُ و ما نموتُ لأجلهِ في هذه الدنيا الهزائمُ غيرُ كافيةٍ
لإنهاءِ الحروبِ و فتحِِ أبوابِ السماءِ ليلمعَ القمرُ الصغيرُ على
حقولِ القمحِ و البحرِ الغنيِّ بلونِ أجنحةِ النوارسِ و الغيومْ.
الجمعة ٢٧/٩/٢٠١٣

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

من وحي مفتش الحكومة لنيكولاي غوغول



هذا الموظفُ قَدْ يُعَرِّيناجميعاًأيها الزملاءُ صارَ الأمرُ
يدعو للتخوُّفِ ناجحٌ هذا الجديدُ و لا يُجيدُ الالتفافَ أو 
التحايلَ  رغم أنَّ المغرياتِ هنا لها سحرٌ و تدفعُ للتجاوزِ
و ارتكابِ الموبقاتِ و شَلِّ أطرافِ الضمائرِ أيها الزملاءُ نحنُ
الآن إما أنْ و إما أنْ أشيروا يا رفاقَ الاختلاساتِ النظيفةِ
 و التسيُّبِ و المتاجرةِ الأخيرةِ بالوثائقِ فَلْنَقـفْ مِنْ أجلِ أنْ نبقى
و يبقى حالُنا الميسورُ مضموناً لاعوامٍ و أجيالٍ و يبدو أننا لا زالَ
معنا خبرةٌ تكفي لتوريطِ الموظفِ في قضايا سوف تجعله ركاماً نحن
أفضلُ مَنْ يلفِّقُ تهمةً و مصيبةً يا إخوةَ الدربِ الطويلِ و نخبةَ الشرِّ 
انتهيتُ من الكلامِ غداً لنا أمرٌ نَُدَبِّرُهُ بليلٍ حالكٍ هذي مدينتُنا سنرتعُ 
في منافِعِها معاً لسناالوحيدينَ الَّذِينَ لهم مصالحهم فنحنُ مخلفاتُ
الفاسدينَ السابقينَ و مَنْ يلومُ الكلبَ أنَّ أباه كلبٌ إخوتي هذي
حقيقتُنا و نعرفُها و هذا سرُّ قوتِنا و أجملُ ما يميزُنا فنحنُ هنا 
جذورٌ لامتصاصِ الماءِ مِنْ ريقِ الصغيرِ لكي ندومَ هنا كباراً آمِنينْ.
الخميس ٢٦/٩/٢٠١٣

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

للاغنياتِ حكاية و مسافة



في كلِّ أغنيةٍ تركتُ هناك منعطفاً 
و شيئاً حين أذكرهُ أصيرُ إليكَ أقربَ أيها
القمرُ الغريبُ كغربةِ الدُّورِيِّ وقتَ يمرُّ عنه الغيمُ
يا دوريُّ جِئْتَ من السماءِ و جئتني لتصيرَ ذاكرتي
و سرَّ البرتقالِ و لونِ نيسانَ البَهِيِّ متى سأكتبُ كلَّ هذا؟
مَنْ سيعرفُ ما بقلبيَ حين يقفُ البحرُ تحت الريحِ يسألني
متى سنعودُ نلهو طيِّبينَ بلا ظنونٍ كلماغامرْتُ أكثرَ تكشفُ الدنيا
الكثيرَ و تجعلُ الهمساتِ أوضحَ في سطورِ الحبِّ لا نحتاجُ عددَ
الرملِ مِنْ كلماتِ حبٍّ كي نغيرَ واقعاً و نصيرَ أجملَ لا أريدُ سوى
الهدوءِ و شارعٍ نمشي معاً في ظلهِ من غيرِ خوفٍ يا بلادَ الخوفِ
و الفقرِ القديمةَ لم يعدْ في العمرَ متسعٌ.لتصبحَ لي بلادٌ في
شوارعها أرتبُ ذكرياتٍ ماتَ أكثرُ مَنْ عَرَفْتُ و ها أنا من 
غير أن أشكو وحيدٌ بين نفسي و الأغاني حين أسمعُها
و نافذتي على طولِ الهواءِ تعيدُ حبيَ طائراً و مسافةً.
الأربعاء ٢٥/٩/٢٠١٣ 

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

حكاية في اول الشتاء



 ،كل ُّ الحكاية أنني لم أسْتَشِرْ أحدا و رحتُ بمفردي، لم أقترفْ جرماً
 و حين وصلتُ لم أجدِ الذي حُذِّرْتُ منهُ و كانَ رأيي صائباً في أنْ
   أرتِّبَ ما أريدُ بلا مشوراتٍ ستفسدُ ما سَهِرْتُ عليه أياماً و أياماً
و وحدي مَنْ له حقُ التعاطي معْ أموري طالما أني سأحملُ وِزْرَها
كانَ النهارُ هناكَ يشبهُ أوَّلَ الرعدِ المخيفِ على قرىً مغسولةٍ بالبرقِ
و المطرِ المُصابِ بلوثةٍ تُجْري سيولاً تجرفُ الطرقاتِ نحو البحرِ
كانَ عليَّ تأجيلُ اللقاءِ و أنْ أبيتَ بفندقٍ من طابقينِِ و أنْ أهاتِفَها
لتُحْضِرَ لي مزيدا من ثيابٍ قد تطولُ إقامتي حتى الخميسِ سهرْتُ
أولَ ليلةٍ مع بعضِ نزلاءِ المكانِ على حكاياتِ الشتاءِ و قهوةٍ مما أحبُّ
و في الصباحِ وجدتُها في الانتظارِ تحيطُني بفرائِها و تقولُ أنِّي لم
تغيرْني المدينةُ و ابتسمتُ لها لتعرفَ أنها تعني لذاكرتي الكثيرَ وضعتُ
في يدها كتاباً من مديرِ البنكِ سوفَ تكونُ بعد الآنِ أهدأَ قبلها قالتْ
بأنَّ لها حياةً لن  تضيعَها لترضيَ بعضَ مَنْ ظنوا بها سوءاً و حين
تركتها أخذتْ يدي و مشتْ قليلاً و هي تسألني متى سأعودُ ثانيةً.
الثلاثاء ٢٤/٩/٢٠١٣     

الأحد، 22 سبتمبر 2013

رسائل الامسِ و الورد



و قُلْ يا قلبُ أنَّكَ لا تمانعُ و انتظرْ حتى تعودَ و قَدْ 
أتتْ برسائلٍ كانت مخبَّأةً بعيداً في حقائبَ أنكَرَتْ فينا
التظاهُرَ بالفتورِ و قِلَّةً في الاكتراثِ و في الحقيقةِ لا تزالُ
تعيدُ فينا العمرَ أوَّلَ ما تلوَّنَ باللقاءاتِ القليلةِ عندما كنا
على عجَلٍ و لستُ الآنَ مثلَ الأمسِ راجعتُ الكثيرَ منَ السطورِ
وجَدْتُ أني كان يجدُرُ بي مصارحةُ التي آلَمْتُها بمدى القساوةِ
في الفراقِ بدونِ تسويةِ الخسائرِ و اكتشفتُ الآنَ كم حبي لها
لمْ يختلفْ عما اعترفتُ بهِ قديماً أوَّلُ الكلماتِ تحملُ دائماً معنى
 النهايةِ  و النهايةُ غالباً بابُ البداياتِ الجميلةِ بعدَ أنْ تُنْهي
الرسائلُ آخرَ العَتَبِ الطويلِ على شفاهِ البَوْحِ أعرفُ كم أنا
متعَلِّقٌ برسائلٍ  مكتوبةٍ بالانتظارِ و ليلِ تشرينَ الطويلِ و كم 
  توقَّعْتُ الكثيرَ منَ اللقاءاتِ التي تأتي على بابِ الغيابِ و فجأةً
تتجددُ الصورُ القديمةُ لا تنازلَ عن هواءِ الأمسِ إذْ فِيهِ المسافاتُ
التي لمْ تكْتَمِلْ و حكايةُ الوردِ الذي من غيرِ شوْكْ.
الاثنين ٢٣/٩/٢٠١٣

السبت، 21 سبتمبر 2013

ثرثراتٌ نثرية






لأمرٍ ما و شيءٍ لا يُفَسَّرُ صار لي عامان مكتوفاً أحاولُ أنْ
أحرِّرَ وجهيَ المأسورَ مِنْ فوضى التعاملِ معْ أناسٍ لا سبيلَ لجعلهم
لطفاءَ أكثرَ مرةً حاولتُ تحييدَ المشاعرِ نحوهم ففشلتُ إذْ لمْ أستطعْ 
سحبَ ابتساماتي قليلا من مجاملةِ الذين يفاجئونكَ بالتحيةِ ربما أحتاجُ
عاما آخراً في الأسرِ مضطرا لتوسيعِ المسافةِ قدْرَ ما أحتاجُ كي أرتاحَ
تزدحمُ الاماكنُ و الشوارعُ بالوجوهِ أفرُّ منها ما استطعتُ و أكثرُ الاوقاتِ
أقضيها بعيداً رغم أني أعشقُ المدنَ الكبيرةَ و التحركَ دائماً لكنني ما
عُدْتُ أحتملُ ادعاءَ الآخرينَ بأنهم دوماً يجيدون التصرفَ يدفعونكَ غالباً
للاستماعِ لما يصيبُكَ بانتكاساتٍ تؤثرُ في العلاقةِ بين نفسكَ و القناعاتِ
التي جاهدْتَ من أجلِ الحفاظِ على سلامتِها و أعرفُ أنَّ طولَ الانتظارِ هنا
مُضِرٌّ لا محالةَ حيثُ تفقدُ رونقَ اللحظاتِ حين تحاطُ من كلِّ الزوايا 
بالذين يطوِّقونَكَ بالكلامِ و بالتحياتِ البليدةِ سوف أهربُ مِنْ هنا يوماً
و أتركُ ما يعيقُ خطاي خلفيَ دونما أسفٍ لهذا لن أجيبَ على كلامٍ همُّهُ
إشباعُ رغْباتِ الفضوليينَ في كشفِ المزيدِ من الخصوصياتِ وقتَ فراغِهمْ.
الأحد ٢٢/٩/٢٠١٣

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

عجائب و غرائب




ما قلتُ شيئاً صاحبُ الدكانِ أعطى صِبْيَةً بعض السَّكاكِرِ
كان هذا قبلَ يومٍ ٍ ثمَّ عادَ و كرَّرَ الأمرَ الذي لم ينتبهْ لهُ أيُّ
شخْصٍ كان يُمْكِنُ أنْ يكونَ الأمرُ عادياً و لكن في صبيحةِ 
جمعةٍ فقدَ الأهالي واحداً و بكاهُ كلُّ مَنْ في الحيِّ لم يمضِ الكثيرُ
و بانَ ما أخفاهُ ذاكَ البائعُ المزروعُ  مِنْ قِبَلِ الَّذِينَ يُرَوِّعونَ الآمنينَ
يقالُ أنَّ لهُ يداً في بيعِ أعضاءٍ لمرضى يدفعونَ لهُ كثيراً في الاذاعةِ
لمْ يُشَرْ للأمرِ يبدو أنَّ خلفَ البائعِ المتهومِ تجاراً لهمْ ما قَدْ يُدينُ
الطِفْلَ و انتهتِ القضيةُ باتهامِ الاهلِ و الدكانُ لا زالتْ تبيعُ سكاكراً
فيما قرأتُ عرفتُ أنَّ الغولَ كانتْ لا تخافُ الانسَ تظهرُ فجأةً
لقوافلِ الطرقِ البعيدةِ لا لشيءٍ بل لتغويَ مِنْ يظنُّ بأنها حسناءُ
يتبعُها على فرسٍ ليحملَها و يبعدُ ثمَّ يبعدُ هكذا و يقالُ أنَّ لها
خباءً فيه مَنْ لحقوا بها من ألفِ عامٍ يحفرونَ لها كهوفاً في 
جبالِ الريحِ من ذهبٍ و أحجارِ العقيقِ و كهرمانٍ مِنْ وجوهِ 
الفاتناتِ قرأتُ هذا مرةً و أنا على ظهري و أسمعُ صوتَها في الليلْ.
السبت ٢١/٩/٢٠١٣

الخميس، 19 سبتمبر 2013

شيء ما و شيء من الحرب




تنتابُني لحْظاتُ تأنيبِ الضميرِ و لستُ أذكُرُ هل أنا
أذنَبْتُ في يومي و أعرفُ أنَّ شيئاً ما تسببَ في استيائي
لستُ أدْركُ كُنْهَ ما يجري سأتركُ ما يوتِّرُني و أجلسُ في مكانٍ
هادىءٍ لأقَلِّبَ الصفحاتِ  في كُتُبٍ سأقرأها  بعيداً عن ضجيجٍ
مُتْعِبٍ و وجدْتُ أني لمْ  أعُدْ للبيتِ مِنْ طرُقٍ أحبُّ بيوتَها فأنا
أفضِّلُ أنْ أسيرَ و ليسَ في فكْري مكانٌ مُسْبَقٌ و أظلُّ أمشي
ربما للشمسِ سحرٌ و هي تلفحُ وجهيَ  المشدودَ أكثرَ للطريقِ
و كَمْ مشيتُ و كلما جاوزْتُ سوراً عالياً أجدُ المسافةَ شبهَ عاريةٍ
و أمسِكُ في يدي قلماً لأكتبَ عن رواياتٍ تصورُ ما تخلفهُ الحروبُ
أنا أقودُ معارِكاً و يموتُ فيها القلبُ مراتٍ و وخْزاتُ الضميرِ على
الدوامِ و كلُّ ما هو طيِّبٌ و أنا سأفرشُ ساحةَ الحربِ الضروسِ 
بكلِّ ما هو قاتلٌ  كرادِتْشُ يشبه غيرهُ  في مثلِ هذا القولِ أيتها
الحروبُ لطالما امتلأ الهواءُ بكلِّ شيءٍ مُوجِعٍ و نسيتُ بعضَ 
ملاحظاتٍ عن جنودٍ لم يعودوا و اختفوا بين الخنادق و الجسورْ.
الجمعة ٢٠/٩/٢٠١٣
رادوفان كراديتش سياسي صربي تولى رئاسة جمهورية صرب البوسنة وارتبط اسمه بحصار سراييفو ومجزرة سربرنيتشا ضد مسلمي البوسنة والهرسك ما جعله مطلوبا للعدالة ...

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

في الصيف ضيعت اللبن



يا دَخْتنوسُ فَرَكْتِ عمرواً و استَطَبْتِ فتىً و ضاقَتْ
فجأةً بكما الحياةُ و لا ألومُكَ عمرو حين ردَدْتَ مَنْ بَعَثَتْ
بحاجتِها إليكَ و دَيْدَنُ الدنيا وجودُ الزَّائفينَ و مَنْ يبيعُ الآخرينَ
و مَنْ يُضَيِّعُ ذكرياتٍ قَدْ تُهِمُّ سواهُ نكرانُ الجميلِ تقرُّحاتٌ في
وجوهِ المُنْكِرين و آفةٌ في العيشِ تفسدُ طعمَ ما عِشْنا عَلَيْهِ معاً
و يبقى عمرو لافتةً على درْبِ الَّذِينَ لهم كرامتُهم بلا ضعفٍ أمامَ
المغرياتِ من الشفاهِ و مِنْ رقيقِ القولِ هذا ما أصابَكَ بالجنونِ 
و مِتَّ لِيْرُ مُعَلَّقاً في دَمْعِ كورديليا جزاءُ الحبِّ أنْ تُلْقَى و تذروكَ
الرياحُ و ليس يُشْبِهُنا سوى ورق الخريفِ و قد تَبٓعْثَرَ بعدما
أعطى الهواءَ بظلِّهِ صيفاً و طيراً هادئاً دعني أعودُ لدَختنوسَ
بكِلْمَةٍ ما كانَ يجدرُ بالجمالِ و إنْ طغى أنْ يُنْكِرَ المعروفَ 
يبقى طيبُ العيشِ القديمِ و يذهَبُ الوجهُ الجميلُ على
أظافرِكَ الطويلةِ أيها الوقتُ الكتومُ و قَدْ أتيتَ على البعيدِ
كما القريبِ و لم تجربْ مرةً نكرانَ خلٍّ مثلما فَعَلَتْ بعمرو.

الخميس ١٩/٩/٢٠١٣
المثَلَ في الأصل خوطبت به امرَأة، وهي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة كانت تحت عمرو بن عُدَاس، وكان شيخاً كبيراً فَفَركَتْهُ (فركته: كرهته) فطلقها، ثم تزوجها فتى جميل الوجه. أجْدَبَتْ فبعثت إلى عمرو تطلب منه حَلُوبة، فَقَال عمرو "في الصيف ضيعت اللبن". فلما رجع الرسُولُ وقَال لها ما قَال عمرو ضربَتْ يَدَها على منكب زوجها، وقَالت "هذا ومَذْقُه خَيرٌ" تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خيرٌ من عمرو، فذهبت كلماتها مَثَلاً. فالأول يضرب لمن يطلب شيئاً قد فَوَّته على نفسه، والثاني يضرب لمن قَنَع باليسير إذا لم يجد الخطير وإنما خص الصيف لأن سؤالها الطلاقَ كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها عند الحاجة. 

ليٓر: الإشارة إلى مسرحية وليام شكسبير الملك لير

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

قمر الحصادين




صدِّقْ أنَّ عالَمَنا بطيءٌ مُسْتَفِزٌّ حينَ ترغبُ في استباقِ
الوقتِ تُدْرِكُ أنَّ شيئاً ما يشدُّكَ للوراءِ و إنْ نَجَحْتَ فسوفَ
تُرْبِكُكَ الحقيقةُ حيثُ يمشي الآخرونَ معاً و أنتَ هناكَ وحدكَ
لا فكاكَ فنحنُ أسرى ساعةَ الزمنِ البطيئةَ يزحفُ التاريخُ فوقَ
العُمْرِ مرتخياً و تُحْبَطُ حينَ تعرفُ أنَّ آخرَ زحفهِ هو حَتْفُكَ المحتومُ
فاهدأْ لا تشاغِبْ و امْشِ معْ دقاتِ قلبِكَ تاركاً قلقَ التعلِّقِ بالذي
بالغيبِ و اهنَأْ ما قَدِرْتَ بما لديكَ فبعْدَ يومٍ سوفَ يعبرُ من هنا
قمَرُ الحصادِ ينيرُ وجهَ الأرضِ فاقْضِ هناكَ ليلَكَ و اسْتَبِحْ لونَ
السكونِ بِعِطْرِ وردٍ قِيلَ أنَّ بلاده (جُورُ) البعيدةُ و اصْطَحِبْ معكَ
الذي تهواهُ و ابقَ هناكَ حتى تشرقَ الشمسُ النقيَّةُ مِنْ وراءِ 
الكَرْمَةِ الأولى و دعْ لغدٍ مسافَتَهُ الطويلةَ أيهذا البحرُ جرِّدْ موجَكَ
العاتي من الزِّبَدِ الكثيفِ و فتِّشِ الرملَ المبلَّلَ قَدْ تكونُ هناكَ
غيماتٌ و أصدافٌ و لسْتَ بعارفٍ منْ أينَ جاؤوا بالهواءِ أَفِقْ
معي يا بحرُ و انْسَ الريحَ خلفكَ و اعترِفْ أنَّا هنا منذُ المساءْ.
الأربعاء ١٨/٩/٢٠١٣
قمر الحصادين: ستشهد فلسطين مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس المقبل ما يعرف بقمر الحصادين، حيث يصبح القمر في طور البدر التام أو الاكتمال، كما يصبح سطوعه ولمعانه مميزا فيضيء السماء طوال الليل. 
جور (فيروز أباد): مدينة في ايران ينسب إليها الورد الجوري.،

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

حياةٌ بعاداتٍ غريبة




يا لائمي فيما أقولُ تعالَ و احمِلْ بعضَ ما عندي
و قُلْ ما شئتَ و اكتُبْ في صحائِفِكَ الغنيَّةِ بالهوامشِ
أنَّ رائحةَ البخورِ تثيرُها النارُ الصغيرةُ أيُّ نارٍ تشبهُ الملَلَ
الذي أكلَ الهواءَ و لاكَ طعمَ الانتظارِ بلا نتائجَ قد تخففُ
حدَّةَ الوقتِ البطيءِ غريبةٌ صُدَفُ الحياةِ و أستريحُ إذا مَشَيْتُ
و ليس غيري في الشوارعِ تاركاً خلفي فراغاً خانِقاً و أعودُ
أمشي في صباحٍ آخرٍ تتكرَّرُ الأفعالُ مِنِّي آملاً في أنْ أغيرَ
من حياتي أيَّ شيءٍ و الحياةُ هنا تقدًِّمُ أسوأَ العاداتِ لا
تعطيكَ ما تحتاجُ كي تحيا طليقاً لا يُخِيفُكَ ما تقومُ بهِِ
تُحاصِرُكَ المدينةُ أينما ولَّيْتَ وجهَكَ لسْتَ متروكاً لحالِكَ
مثلما تهوى و يدفعُكَ المكانُ إلى الفرارِ بدونِ جلدِكَ إذْ
تمزَّقَ من عيونِ العابرين و هم ورائك ينهشونَكَ بالكلامِ
و لائمي لا شيءَ يمنعهُ و يسرفُ في ملاحقتي ليعرفَ 
ما أفكِّرُ فِيهِ: عاداتُ الحياةِ هنا تُصيبُكَ بالشَّلَلْ.
الاثنين ١٧/٩/٢٠١٣

الأحد، 15 سبتمبر 2013

عامانِ من ورقٍ و ليلٍ باردٍ






عامانِ منْ سَهَرٍ و ليلٍ باردٍ و شتاءِ تشرينَ المذيَّلِ
في رسائلَ أنْهَكَتْ لغتي التي احتَرَقَتَ حروفاً و انتَهَتْ
فيما انتهَتْ ورقاً تَعَلَّقَ بي و سارَ معي بعيداً حيثُ أحملهٰ
حقائبَ سافَرَتَ أنَّى ذهبتُ و لستُ مِمَّنْ يتركونَ وراءَهم سَفَراً
تبقَّى منهُ أسماءُ المحطاتِ التي سأمرُّ عنها كم رصيفاً سوفَ
يدفعني لأنتظرَ الكثيرَ على مقاعدِهِ و أنظرُ في الضبابِ لعلَّها
تأتي و يأتي مَنْ سيأخذُ مقعدي و أروحُ دوماً هكذا وحدي
و أسمعُ مِنْ ورائي دقَّةَ الساعاتِ شامتَةً بما ضيَّعتُ من ورقٍ
و أرقامِ التذاكرِ و المكانُ هو المكانُ و حين أصلُ البيتَ عِندَ
الظهرِ ألقي مِعْطفي و أغيبُ في نومٍ على أصداءِ دقاتِ المحطةِ
حين يأتي طيفُها تقفُ الحدودُ على حدودِ الشمسِ أسمعُ
صوتَها و أرى مكاناً كان يجمعُنا قريباً من حياضِ الوردِ 
عِندَ هروبِ لونِ الظلِّ عن كَتِفِ الطريقِ أحبها و منَ المحطةِ
قَدْ أخذتُ خطايَ ثانية لتأخذني اليكِ هنا و عند محطةٍ أخرى.
الاثنين ١٦/٩/٢٠١٣

السبت، 14 سبتمبر 2013

عشرون عاماً أو يزيد




عشرونَ عاماً أو يزيدُ و في يدي هذا الكتابُ
قديمُهُ نصفي القديمُ بكلِّ ما في العمرِ من عبثٍ
و حبٍّ لا يزالُ مُؤرَّخاً في القلبِ منذُ عرفتُها و جديدهُ
أني أنا لا زلتُ أحمله معي مُتَنَقِّلاً بين الأماكنِ لا أجيدُ
الآنَ فتحَ علاقةٍ أخرى لألقي من يدي هذا الكتابَ و أدَّعي
أني سأشعرُ بارتياحٍ بعدهُ أنَّى لمثليَ أنْ يعيشَ بدونِ ذاكرةٍ
و ينسى خلفهُ أسماءَ هاتيكَ الفصولِ أحبها و أنا أقلبُ كلَّ
يومٍ صفحةً ممَّا كتبنا آملاً في أنْ أعيشَ و قد وصلتُ إلى 
نهايتِهِ بريئاً لا أُدانُ مجدداً و أحبها و كتبتُ هذا في سطورِ
البِدْءِ أعرفُ أنَّهُ ما عادَ يجدي ما أقولُ و قد تباعدتِ المسافاتُ
القديمةُ بيننا و تساقطَتْ كالثلجِ كلماتٌ ستنفعُ للوداعِ و ها أنا 
أشتاقُ للوردِ المُجَفَّفِ في ثنايا دفترٍ عَصَرَتْهُ أيامُ الفراقِ على سطورِ 
البَوْحِ حتى اصفَرَّتِ الاوراقُ و اختفتِ الحروفُ منَ التواقيعِ الهزيلةِ
و اكتفيتُ بأنَّ قلبيَ لا يزالُ يدقُّ أفضلَ حينَ أقلبُ صفحتينِ و وَرْقةً.
الأحد ١٥/٩/٢٠١٣

حياةٌ على قمة الجبل




على القممِ البعيدةِ منْ جبالٍ أيقَنَتْ أنَّ القبائلَ لا تغادرُ
حين تجدُ الماءَ و الكلأَ الوفيرَ وجدتُ أكواخاً من الصوفِ الملوَّنِ
و العجائزُ تحملُ الحطبَ المُكَوَّمَ مِنْ أعالي النهرِ حيثُ روائحُ
النارِ الكثيرةِ و الدخانِ و صوتُ أجراسِ البغالِ على الصخورِ
و صِبْيَةٌ يتحلَّقونَ مواقدَ الطهيِ القريبةِ مِنْ أماكنِ لهوِهمْ 
كانوا جميعاً يعرفونَ العشبَ و التوتَ النَّدِيَّ و يأكلونَ الكستناءَ
و ماعزَ الجبلِ الرشيقَ و يشربونَ الماءَ عن ورقِ الشجيراتِ 
العريضِ هناكَ تبدو الشمسُ من خلفِ الضبابِ كقطعةِ الذهبِ
الصغيرةِ يعبرُ الطيرُ الغمامَ و من بعيدٍ كلُّ شيءٍ هادىءٌ
كمدينةٍ مسحورةٍ و وجدتُ أني الآنَ مضطرٌّ لفهمِ حقيقتي
أحتاجُ أمكنةً كتلكَ لكي أُبَرَّأَ من ضغائنَ لستُ أُسْأَلُ عن
نتائجها تجاهَ الآخرينَ لكي أنامَ و قَدْ تركتُ همومَ يوميَ
فالصباحُ مُحَمَّلٌ ببشارةٍ من وردةٍ أو طائرٍ هذي الحياةُ
لمنْ يعيشُ و قد تخلى عن إساءاتِ الطريقِ و في يديه تحيةٌ.
السبت ١٤/٩/٢٠١٣

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

أسرارُ المرايا



ما السرُّ في أنْ كلَّما مرَّ الزمانُ تعلَّقتْ روحي بها 
و وجدتُ أني دائماً قلِقٌ و أرسُمُها بألوانِ الموانيءِ و هي
ترحلُ في دروبِ نوارسٍ عَشِقَتْ سكونَ الغيمِ في الطرفِ
البعيدِ من السماءِ أحبُّها و يذوبُ في همساتِها طعمُ الهواءِ
و حينَ تنكشفُ السماءُ أراكِ في قُزَحِ الظهيرةِ تنثرينَ هناكَ
زهرَ البرتقالةِ تُمسكينَ الريحَ هاربةً على كَتِفَيْكِ شَعْراً سالَ
منه الليلُ حِبْرَ قصائدٍ مكتومةٍ و أنا أحبكِ مرةً أخرى و أنتِ
كما عرفتُكِ تعرفينَ متى يفيقُ الطيرُ عِندَ نوافذٍ فُتِحَتْ على 
شرفاتِ تلك الشمسِ في شفتيكِ ما في الماءِ من سرِّ الحياةِ
و في ابتسامتِكِ انتهتْ جُمَلُ بها كُتِبَتْ رسائلُ عاشقٍ لم 
يُعْطَ يوماً كي يلملمَها فراشاً طارَ خلفَ الوردِ يا وردَ
المسافاتِ القديمةِ في خطايَ اليكِ أكتبُ في مرايا
لم تَعِدْني مرَّةً و أراكِ واضحةً هنا و يدي تلامسُ
وجهَ مرآةٍ تراوغني و تعرفُ أنَّني سأظلُّ منتظراً.
الخميس ١٣/٩/٢٠١٣

الخميس، 12 سبتمبر 2013

زادُ المسافر





زادُ المسافرِ أنْ يطيعَ المغرياتِ لكي تُبَلِّغَهُ المسافةُ
للمسافاتِ الاخيرة آخذاً معه الطريقَ بلا مخاوفَ تاركاً
الم الغيابِ أو الفراقِ وراءهُ ليروحَ أبعدَ مثلما فعلَ الَّذِينَ
أتوا بأخبارِ الشعوبِ و ألهبوا فينا الفضولَ و جمَّلوا تعبَ
المبيتِ على الرمالِ و تحتَ أسوارِ البيوتِ و فوقَ ظهرِ مراكبٍ
ضلَّتْ بهم ما أجملَ السفرِ البعيدِ إلى مكانٍ لسْتَ تعرفهُ و تعرفُ
أنَّ خلفَ البحرِ شمساً غير تلكَ و مغرياتٍ طعمُها يأتي
إليكَ برغبةٍ أخرى لتذهبَ أينما حطَّتْ رحالُكَ حين تبعدُ عنْ
ديارِكَ تكبرُ الدنيا و تصغرُ بعدها في ناظِرَيْكَ عظائمُ
الاشياءِ أسوأُ ما يضرُّكَ أنْ تظلَّ تدورُ في نفسِ المكانِ
كثورِ ساقيةٍ فتَبْلَى دون أنْ تدري تَغَرَّبْ و ابتعدْ ما شِئْتَ
و انسَ متى سترجعُ حين أعجزُ أفتحُ الكتبَ القديمةَ هارباً
معها و أنهبُ من كنوزِ حروفِها ما قيلَ فيها عن بلادٍ قَدْ
تكونُ حقيقةً أو منْ خيالٍ هاربٍ مِنْ ضِيقِ عيشٍ خانقٍ.
الخميس ١٢/٩/٢٠١٣

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

أشْعِروهُ بأنه يموت



هذا كلامُكَ أيها الطاغي و أنتَ تخوضُ في دمِ
تابعيكَ و تنشرُ الرعبَ الدنيءَ لغايةٍ في أنْ تُبيحَ
لنفسِكَ الدنيا و تحكُمَ مستهيناً بالحقيقةِ كيفَ تجعلُ
مِنْ حصانِكَ قُنْصُلاً كيف اغتصبتَ نساءَ بسطاءِ المدينةِ
لا تُحَرِّمُ أيَّ شيءٍ كي تُمَتِّعَ نفسَكَ الغُرماءُ ليسوا نائمينَ
سيقتلونكَ ذاتَ يومٍ سوفَ تُكْتَبُ منْ دماكَ حكايةُ الشرِّ
التي اكتَمَلَتَ و قَدْ حوَّلَتَ أموالَ المواريثِ الكثيرةَ للخزينةِ
جُلُّ فخْرِكَ أنَّكَ اللصُ الوحيدُ و ليس في روما سواكَ و مَنْ
سواكَ يموتُ طوعاً أو كراهيةً لترضَى نفسُكَ العمياءُ 
تبقى أنتَ سُنَّةُ مَنْ سيأتي من طغاةٍ أنتَ سيِّدُهُمْ و سيِّدُ
مَنْ له شعبٌ تنازلَ عنْ كرامتِهِ لِيَهْنَأَ ناسياً أنَّ الحياةَ 
محطَّةٌ للعابرينَ و أنتَ كاليغولا ستبقى بيننا أمداً طويلاً
أينما وُجدَ الهلاكُ وُجِدْتَ أنتَ و أينما هانتْ على الناسِ
الحقيقةُ كُنْتَ أنتَ منِ الذي جعلَ الرعيةَ دونما شرَفٍ.
.........
كاليغولا: إمبراطور روما الطاغية
                                                                                                                            http://ar.wikipedia.org/wiki/كاليغولا
الأربعاء ١١/٩/٢٠١٣

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

الافعوان





الافعوانُ يراكَ منْ تحتِ الحشائشِ ساكناً كالموتِ
يعرفُ أنهُ سيكونُ أقوى حينَ ينهشُ منكَ لحمكَ دافئاً
فلسانُهُ يتحسسُ الخطواتِ يسمعُ من يروحُ و من يجيءُ
 و لا يحرِّكُ جلدهَ يقتاتُ من صمتِ المكانِ و يُضْمِرُ الغدرَ
الزُّعافَ ترى المكانَ كغيرهِ لا خوفَ فيه و لسْتَ تعرفُ ما
برائحةِ الهواءِ فتَتَّقي شرَّ المرورِ على أماكنَ في بواطِنِها
الهلاكُ هي الأفاعي دائماً ملساءُ ناعمةٌ بنابٍ لامعٍ كالنصلِ
في لحمِ الضحيةِ فابتعِدْ لا تسلُكِ الطرقَ القريبةَ من جحورٍ
غير آمنةٍ فقدْ كَثُرَتْ و أطبقَتِ الخناقَ على قُرَانا و انتهتْ 
بأنِ ابتعدنا كلَّ يومٍ عن طريقٍ كان يأخذُنا و لم تكنِ الأفاعي
قد أحاطَتْنا و أهلكتِ السنابلَ و اشتهتْ حتى أعالي السروِ
كي تأتي على أعشاشِها و فراخِ طيرٍ لمْ يعدْ من آخرِ الغيمِ
البعيدِ هنا الأفاعي لا تنامُ كما ينامُ الطيبونَ و لا ترى
أنَّ المكانَ يضيقُ يوماً بعدَ يومٍ.
الثلاثاء ١٠/٩/٢٠١٣

الأحد، 8 سبتمبر 2013

شربات جولا


في الفَقْرِ منْ بلدِ الخرابِ و ذاكراتِ الموتِ مِنْ
وهجِ الرمالِ و صافراتِ الحربِ مِنْ شظفِ الحياةِ
و كِسْرَةِ الخبزِ القديمةِ مِنْ جبالٍ أحرقتْهَا الشمسُ
بالبارودِ و النارِ التي علقتْ بأطرافِ البيوتِ على حدودِ
الطينِ و الشوكِ العصِيِّ على حفاةٍ يهربونَ بلا طريقٍ
لونُ عينيها انتظارٌ لا تفسِّرُهُ قرىً مبنيةٌ فوق الرمادِ
على مسافاتٍ يلونها الغبارُ بصُفْرَةِ الألمِ الطويلِ
تقولُ عيناها الكثيرَ و لمْ تقلْ أينَ اختفتُ صورُ 
الحياةِ بوردِها و الحربُ تكفي كي يصيرَ الرملُ
جدراناً لآلافِ المدافنِ أيُّ رملٍ أنت يا منْ تُنْبِتُ 
الحنَّاءَ و الدُّفْلَى و تحضِنُ دفءَ موتانا عيونُكِ
تشتهي معنىً لما يجري على القممِ البعيدةِ و السهولِ
و فيهما عُشْبُ الصخورِ و مغرياتُ الريحِ من فوقِ
التلالِ و حين أكتُبُ عنْكِ أكتبُ أنَّ في الدنيا جمالاً ضائعاً.
الاثنين ٩/٩/٢٠١٣
                                                                                                                         http://ar.wikipedia.org/wiki/شربت_غله

السبت، 7 سبتمبر 2013

هواءُ الياسمين و مولدي و أنا




أيلولُ ماذا سوف تفعلُ بي ألا يكفيكَ أنَّكَ جئتَ بي و ولِدْتُ فيكَ؟
و قلتَ لي سأغيبُ عنكَ فلا تدَعْ طيراً يمرُّ و أنتَ غافٍ في هواءِ
الياسَمِينِ فتحتَ لي بابَ الحياةِ غوايةً لأحِبَّ ثم تَرَكْتَني و نسيتَ
أني منكَ فاجعلْني على بابِ السماءِ فراشَتَيْنِ بلونِ بحركَ و البنفسجِ
و القِ بي منْ فوقِ عشبِكَ نَسمَةً و كُنِ الرفيقَ معي بعيداً حينَ
تنكرُني الطريقُ عرَفْتَني منْ دونِ غيريَ و اقتسَمْتَ معي شروقَ
الشمسِ خبِّئني و قُلْ لغدي انشغلتُ برسْمِ عينيها قليلاً عند وادٍ
فاضَ طِيباً من هواءٍ مرَّ عنها و هي نائمةٌ أجَبْتُكَ أنني إنْ 
عِشْتُ أطولَ سوفَ أنْكِرُ أنَّ لي ظلاً سواكَ و سوفَ آخذُ مِنْ
عروقِ الفلِّ لوناً فيه أحرُفُكَ التي فاضتْ ندىً و قصائداً و أنا
كثيراً ما كتمْتُ هوايَ عنكَ و أنتَ شهرُ العاشقينَ و ما تناثرَ
في خريفِكَ من رسائلَ عندما أكملْتُها صادَفْتُ نفسيَ واقفاً
أرنو إلى قمرٍ تآكلَ وجهُهُ شوقاً لِلَيْلِكَ حين يأتي الليلُ كي
يُنْسِيكَ أنَّ غيومَ تشرينَ القريبَةَ سوفَ تأخذُ منكَ لونكَ و المساءْ.
الأحد ٨/٩/٢٠١٣

كان يا ما كان




بعيداً في مكانٍ ما بعيداً خلف غاباتٍ و أوديةٍ
يقالُ بأنَّ ملكاً ظلَّ يحكمُ قومَهُ دهراً طويلاً
هانئاً متنعماً بنسائهم و الماءِ في آبارهمْ و له
وزيرٌ لا ينامُ بدونِ أفكارٍ تُدِرُّ على الخزائنِ 
فضةً شهراً و تِبْراً سائرَ العامِ الطويلِ و هكذا
مرَّ الزمانُ بهم جميعاً و انتهتْ حيلُ الوزيرِ 
و ضاقَ صدرُ الآمرِ الناهي فنادى في المدائنِ:
"منْ يريدُ وزارةً فليأتني بطريقةٍ لمْ تُتَّبَعْ منْ قَبْلُ
تملأ لي خزائنيَ الكثيرة" و انبرى أهلُ الدهاءِ
يفكرون و يدرسون و يبحثون و يحفرون و فجأةً
جاء الذي عجزت بأنْ تلدَ النساءُ كمثلهِ و أشارَ
بالرأي السديدِ بأنْ يبيعَ لشعْبِهِ هذا الهواءَ 
فهبَّ عنْ كرسيِّهِ فرحاً و قبَّلَهُ طويلاً حيثُ يدفعُ
صاحبُ الدارِ الضريبةَ إنْ أرادَ نوافذاً في البيتْ.
السبت ٧/٩/٢٠١٣

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

جدارياتٌ من صور




صُورٌ هنا صورٌ هناك أرى صوراً و ما الدنيا
سوى صورٍ ملوَّنةٍ يحرِّكُها الهواءُ تحيطني صورٌ
كأني بين جدرانٍ تزينها جدارياتُ عُمْرٍ مرَّ أسرعَ 
مِنْ سنونوةٍ أتَتْ بالصيفِ أولَ ما أتى و أنا هنا لا 
زلتُ أنتظرُ الجدارياتِ كي تزدادَ في جعلي أسيراً
لا فرارَ له و أبقى حائراً من أين أهربُ مِنْ متاهاتِ
الحياةِ متى أطيرُ بدونِ ذاكرةٍ تقيدني و أتركُ خلفي
الجدرانَ شاهقةً لغيري يستظلُّ بظلها إنْ شاءَ لا أحتاجُ
ما يحتاجهُ غيري أنا سأعيشُ مُمْتَنَّاً لسروٍ كُنتُ أحفرُ في
ثنايا ظلِّهِ يومي الطويلَ و في أعاليه انتظرتُ الشمسَ 
حاملةً ليَ الغيماتِ ظلاً آخراً لا شكَّ أني قَدْ أطَلْتُ الانتظارَ
هنا و لستُ بتاركٍ نفسي أضيعُ أمامَ لوحاتٍ مِنَ الصورِ
القديمةِ في الحياةِ مناوراتٌ حين تفشلُ نفقدُ الالوانَ
نصبحُ باهتينَ بلا ملامحَ ننتهي في صورةٍ متروكةٍ.
الجمعة ٦/٩/٢٠١٣

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...