لمَّا انتبهْتُ اليكِ كُنتُ على يقينٍ أنَّ شيئاً ما سيبقى بيننا
فجمَعْتُ مِنْ وردِ المكانِ شفاهَ شمسٍ و اقتسمْتُ الصيفَ أيضاً بيننا
و هَرَبْتُ في عَيْنَيْكِ مِنْ تشرينَ و استَبْقَيْتُ مِنْ لغةِ المساءِ حروفَ حُبٍّ بيننا
كنَّا معاً و لنا الهواءُ و ذكرياتٌ لا تذوبُ كما ذابتْ مسافاتٌ هناكَ و بيننا
كم كُنتُ أنتظرُ الصباحَ و مقعداً في الغيمِ يحملُ أغنياتٍ غيرتْ وجهَ الحقيقةِ بيننا
هي هكذا الدنيا حكايةُ عابرينَ بلا مواقيتٍ و أيامٌ على عتباتِها تقفُ الكثيرُ
من الخُطى و أنا وقفتُ على طريقٍ آخرٍ لنكونَ أوَّلَ مَنْ يعودُ كأننا لم نفترِقْ
و عرفتُ أيضاً يومها أنَّا ستطوينا الحياةُ كما الرسائل ثم تترُكُنا على صفحاتِها
حبْراً تساقطَ من جوانبهِ صَدَأُ السنينَ و حينَ أقرأُ ما كتبتُ إليكِ تحملُني إليكِ
طيورُ زرقاءِ اليمامةِ و هي تبعُدُ في سماءٍ غير كاملةٍ بلا عَيْنَيْكِ يا مَطَرَ الظهيرةِ
عِندَ أرصفةِ المحطَّةِ و هي غارقةٌ على ورقٍ تساقطَ مِعْطَفَيْنِ و أغنياتٍ بيننا
و رجعتُ من تَوِّي ألَمْلمُ ذكرياتٍ أو تذاكرَ لستُ أملكُ غيرها عِطْراً تَفَوَّحَ بيننا
و أحبُّ في عَينَيْكِ لونَ العُمْرِ و هو يمرُّ نظراتٍ بها ما صارَ طيفاً بيننا
و يدي بها لا زالَ دِفْءُ يدٍ صافَحْتُها وأنا على وَعْدٍ سيبقى بيننا.
الثلاثاء ١/١٠/٢٠١٣