من يومِ أنْ كنا صغاراً و الحياةُ تعيدُ أكثرَ ما تعيدُ
جرائمَ الفقرِ الرديئةَ و الذينَ أصابهم جشَعُ الذبابِ
و حينَ أقطفُ زهرةً عن سورِ بيتٍ فجأةً أنسى اتهامي
للحياةِ و أستعينُ بذكرياتِ الحبِّ كي أجتازَ ذاكرةً ملوَّثةً
و أمشي دائماً و معي اتهاماتي لنفسي أنني لم أُعَطِها
ما كان يمكنُ أنْ نروحَ به بعيداً كي نرى مُدُنَ السحابِ و أوَّلَ
الغاباتِ و الأممَ التي اندثرتْ هناك و كيف أصبحتِ التماسيحُ
المخيفةُ تشتهي ما لمْ يكنْ يوماً لها راسكولنيكوفُ و لازافيتا
صورتانِ على جدارٍ يجمعُ القتلى و من قَتَلوا و عِندَ رؤوسِهمْ
كَتبَ المكانُ حكايةَ التِّيهِ التي لن تنتهي بدماءِ أوَّلِنا و آخرِنا
لم يستطعْ راسكولنيكوفُ الاختباءَ وراءَ وجهٍ يحفرُ القلقُ الدفينُ
خيوطَهُ للاعترافِ بلا اتهامٍ لم يُطِقْ نظراتِها مغسولةً بدمائها
من يومِ أنْ صرْنا كباراً و الحياةُ تزيدُ أقنعةً و أصواتاً مكرَّرةً
و طعماً لا يغيرُ أيَّ ذائقةٍ و تبدأُ من هنا كلماتُ فصلٍ آخرٍ.
السبت ٢٨/٩/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق