عامانِ منْ سَهَرٍ و ليلٍ باردٍ و شتاءِ تشرينَ المذيَّلِ
في رسائلَ أنْهَكَتْ لغتي التي احتَرَقَتَ حروفاً و انتَهَتْ
فيما انتهَتْ ورقاً تَعَلَّقَ بي و سارَ معي بعيداً حيثُ أحملهٰ
حقائبَ سافَرَتَ أنَّى ذهبتُ و لستُ مِمَّنْ يتركونَ وراءَهم سَفَراً
تبقَّى منهُ أسماءُ المحطاتِ التي سأمرُّ عنها كم رصيفاً سوفَ
يدفعني لأنتظرَ الكثيرَ على مقاعدِهِ و أنظرُ في الضبابِ لعلَّها
تأتي و يأتي مَنْ سيأخذُ مقعدي و أروحُ دوماً هكذا وحدي
و أسمعُ مِنْ ورائي دقَّةَ الساعاتِ شامتَةً بما ضيَّعتُ من ورقٍ
و أرقامِ التذاكرِ و المكانُ هو المكانُ و حين أصلُ البيتَ عِندَ
الظهرِ ألقي مِعْطفي و أغيبُ في نومٍ على أصداءِ دقاتِ المحطةِ
حين يأتي طيفُها تقفُ الحدودُ على حدودِ الشمسِ أسمعُ
صوتَها و أرى مكاناً كان يجمعُنا قريباً من حياضِ الوردِ
عِندَ هروبِ لونِ الظلِّ عن كَتِفِ الطريقِ أحبها و منَ المحطةِ
قَدْ أخذتُ خطايَ ثانية لتأخذني اليكِ هنا و عند محطةٍ أخرى.
الاثنين ١٦/٩/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق