،كل ُّ الحكاية أنني لم أسْتَشِرْ أحدا و رحتُ بمفردي، لم أقترفْ جرماً
و حين وصلتُ لم أجدِ الذي حُذِّرْتُ منهُ و كانَ رأيي صائباً في أنْ
أرتِّبَ ما أريدُ بلا مشوراتٍ ستفسدُ ما سَهِرْتُ عليه أياماً و أياماً
و وحدي مَنْ له حقُ التعاطي معْ أموري طالما أني سأحملُ وِزْرَها
كانَ النهارُ هناكَ يشبهُ أوَّلَ الرعدِ المخيفِ على قرىً مغسولةٍ بالبرقِ
و المطرِ المُصابِ بلوثةٍ تُجْري سيولاً تجرفُ الطرقاتِ نحو البحرِ
كانَ عليَّ تأجيلُ اللقاءِ و أنْ أبيتَ بفندقٍ من طابقينِِ و أنْ أهاتِفَها
لتُحْضِرَ لي مزيدا من ثيابٍ قد تطولُ إقامتي حتى الخميسِ سهرْتُ
أولَ ليلةٍ مع بعضِ نزلاءِ المكانِ على حكاياتِ الشتاءِ و قهوةٍ مما أحبُّ
و في الصباحِ وجدتُها في الانتظارِ تحيطُني بفرائِها و تقولُ أنِّي لم
تغيرْني المدينةُ و ابتسمتُ لها لتعرفَ أنها تعني لذاكرتي الكثيرَ وضعتُ
في يدها كتاباً من مديرِ البنكِ سوفَ تكونُ بعد الآنِ أهدأَ قبلها قالتْ
بأنَّ لها حياةً لن تضيعَها لترضيَ بعضَ مَنْ ظنوا بها سوءاً و حين
تركتها أخذتْ يدي و مشتْ قليلاً و هي تسألني متى سأعودُ ثانيةً.
الثلاثاء ٢٤/٩/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق