ما هذهِ البقَعُ التي تحتَ الغمامِ؟ و مَنْ أولئكَ يا تُرى؟
يتدافعون من الشوارعِ للشوارعِ يختفون إلى أماكنهم كأسرابٍ
من النملِ الصغيرِ و حين تنزلُ بينهم يتضخَّمونَ و يصبحونَ ملوَّنين
كأنهم قطرات حبرٍ قد تحيركَ الوجوهُ و أنتَ تقرأُ في ملامحِهمْ معاني
الاغترابِ و حينَ تعرفهم ستعرفُ أنهم يتمتعون بقدرةٍ للاغتصابِ
كأبشعِ المتعِ القديمةِ بينهمْ إذ يشتهونَ الاعتداءَ على العقولِ كأنها
جسدٌ تعرَّى فجأةً كانوا قديماً يكتفون من الحروبِ بنهْبِ ثرواتِ
الَّذِينَ اسْتُضْعِفوا و الآن ينتظرونَ فرصة أنْ تُغَيِّبَ عقلكَ المسلوبَ
بالأفيونِ كي تنهارَ كلُّ المعطياتِ جميلةٌ هذي الاماكنُ مِنْ عَلٍ
و بريئةٌ كالنهْرِ يجري بين غاباتِ الصَّنَوْبَرِ كُنتُ أنظرُ صامتاً
بيدي الروايةُ و هي تحكي عن عمالقةٍ و أقزامٍ تٌمَثِّلُ ما نُحِبُّ
و ما نعيشُ و ما نموتُ لأجلهِ في هذه الدنيا الهزائمُ غيرُ كافيةٍ
لإنهاءِ الحروبِ و فتحِِ أبوابِ السماءِ ليلمعَ القمرُ الصغيرُ على
حقولِ القمحِ و البحرِ الغنيِّ بلونِ أجنحةِ النوارسِ و الغيومْ.
الجمعة ٢٧/٩/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق