زادُ المسافرِ أنْ يطيعَ المغرياتِ لكي تُبَلِّغَهُ المسافةُ
للمسافاتِ الاخيرة آخذاً معه الطريقَ بلا مخاوفَ تاركاً
الم الغيابِ أو الفراقِ وراءهُ ليروحَ أبعدَ مثلما فعلَ الَّذِينَ
أتوا بأخبارِ الشعوبِ و ألهبوا فينا الفضولَ و جمَّلوا تعبَ
المبيتِ على الرمالِ و تحتَ أسوارِ البيوتِ و فوقَ ظهرِ مراكبٍ
ضلَّتْ بهم ما أجملَ السفرِ البعيدِ إلى مكانٍ لسْتَ تعرفهُ و تعرفُ
أنَّ خلفَ البحرِ شمساً غير تلكَ و مغرياتٍ طعمُها يأتي
إليكَ برغبةٍ أخرى لتذهبَ أينما حطَّتْ رحالُكَ حين تبعدُ عنْ
ديارِكَ تكبرُ الدنيا و تصغرُ بعدها في ناظِرَيْكَ عظائمُ
الاشياءِ أسوأُ ما يضرُّكَ أنْ تظلَّ تدورُ في نفسِ المكانِ
كثورِ ساقيةٍ فتَبْلَى دون أنْ تدري تَغَرَّبْ و ابتعدْ ما شِئْتَ
و انسَ متى سترجعُ حين أعجزُ أفتحُ الكتبَ القديمةَ هارباً
معها و أنهبُ من كنوزِ حروفِها ما قيلَ فيها عن بلادٍ قَدْ
تكونُ حقيقةً أو منْ خيالٍ هاربٍ مِنْ ضِيقِ عيشٍ خانقٍ.
الخميس ١٢/٩/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق