الافعوانُ يراكَ منْ تحتِ الحشائشِ ساكناً كالموتِ
يعرفُ أنهُ سيكونُ أقوى حينَ ينهشُ منكَ لحمكَ دافئاً
فلسانُهُ يتحسسُ الخطواتِ يسمعُ من يروحُ و من يجيءُ
و لا يحرِّكُ جلدهَ يقتاتُ من صمتِ المكانِ و يُضْمِرُ الغدرَ
الزُّعافَ ترى المكانَ كغيرهِ لا خوفَ فيه و لسْتَ تعرفُ ما
برائحةِ الهواءِ فتَتَّقي شرَّ المرورِ على أماكنَ في بواطِنِها
الهلاكُ هي الأفاعي دائماً ملساءُ ناعمةٌ بنابٍ لامعٍ كالنصلِ
في لحمِ الضحيةِ فابتعِدْ لا تسلُكِ الطرقَ القريبةَ من جحورٍ
غير آمنةٍ فقدْ كَثُرَتْ و أطبقَتِ الخناقَ على قُرَانا و انتهتْ
بأنِ ابتعدنا كلَّ يومٍ عن طريقٍ كان يأخذُنا و لم تكنِ الأفاعي
قد أحاطَتْنا و أهلكتِ السنابلَ و اشتهتْ حتى أعالي السروِ
كي تأتي على أعشاشِها و فراخِ طيرٍ لمْ يعدْ من آخرِ الغيمِ
البعيدِ هنا الأفاعي لا تنامُ كما ينامُ الطيبونَ و لا ترى
أنَّ المكانَ يضيقُ يوماً بعدَ يومٍ.
الثلاثاء ١٠/٩/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق