أنا و أنتِ و ماركيز
شعر: علاء نعيم الغول
بالأمسِ ماتَ و أنتِ غائبةٌ وراءَ المِسْكِ أبحثُ عنكِ كي
أرثيهِِ فيكِ و لم أجِدْكِ تطيرُ أغلفةُ الرواياتِ الطويلةِ فوقَ رائحةِ
التوابيتِ المُعَدَّةِ للرحيلِ السَّرْمَديِّ حبيبتي هل تذكرينَ متى قرأنا
عنهُ في كلماتِ من عشقوا سطورَ الحبِّ في زمنِ الوباءِ و ذكرياتِ
العاهراتِ البائساتِ و عزلةٍ تمتدُّ قَرْناً في خريفِ الباتْرِياركِ أحبُّ فيكِ
الإقترابَ من الحدودِ المخمليةِ للسماءِ متى سننسى أننا سجناءُ هذا الوقتِ
نكسرُ شرنقاتِ الخوفِ فينا كي نطيرَ فراشَتَيْنِ و نغزلَ الذهبَ المفتَّتَ في
خيوطِ الشمسِ أرديةً لعمرٍ آخرٍ و توقعي أن تصبحَ الدنيا قريباً شارعينِ
بلا نهاياتٍ مرتَّبةٍ أحبكِ حاملاً قلبي على لوح الزجاجِ ترفقي في حفرِ
نافذةٍ نرى منها الرياحَ كما نرى وجهَ المدينةِ عارياً ماذا يريدُ الموتُ من
ورقِ الرواياتِ الرقيقِ و قد توارى وجهُ ماركيزَ الشقيُّ وراءَ سحرِ المومساتِ
على رصيفٍ أحرقتهُ الشمسُ في حاراتِ بوغوتا المضاءةِ بالنيونِ على مداخلِ
حانةٍ و معسكراتِ الجيشِ قولي كيف يمكنُ أنْ نغيرَ من هواءِ صدورِنا
و نطيعَ صوتَ الليلِ في همساتِ صفحاتٍ نقلبها معاً متلاصقين بلا تَعَبْ.
الأثنين ٢١/٤/٢٠١٤
في رثاء الروائي الكولومبي جابرييل غارسيا ماركيز الذي توفي الخميس ١٧/٤/٢٠١٤
و الاشارة الى أسماء رواياته حب في زمن الكوليرا، مائة عام من العزلة، ذكرياتي
عن عاهراتي البائسات، و خريف الباتريارك.
بوغوتا: عاصمة كولومبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق