سؤالٌ طويلٌ جداً
شعر: علاء نعيم الغول
هل كنتَ تعرفُ أنني سأكونُ صوتَ القادمِ المخبوءِ فيكَ و أنتَ
تجهلُ أنَّ شيئاً كانَ يصنعُني و ينحتُ كلَّ هذا الوقتِ كي آتيكَ في
لغةٍ تناورُ قلبكَ المشقوقَ كالصَّدعِ العميقِ و أنتَ تدركُ أنَّ موتكَ قد تأجلَ
كي أحبكَ و اشترطتُ عليكَ أنْ تبقى بعيداً عن شفاهيَ موسمينِ لكي
يعودَ الصيفُ أكثرَ جرأةً و العُمرُ أوسعَ من هناكَ بشارعينِ و بيننا هذا
الذي لا ندَّعيهِ من الوضوحِ المُسْتَفِزِّ لمفرداتٍ غير كاملةٍ و قد أيقنتَ أني
لم أكنْ مِنْ قَبْلُ ذاكرةً تعيدُكَ لي و أني سرُّ قلبِكَ و انتظارُكَ خائفاً عندَ
المحطاتِ البعيدةِ حيثُ وحدكَ سوفَ تبقى لي غريباً كالرواياتِ التي لا
تنتهي صفحاتُها بتوقعاتٍ لا تناسبُنا و قد جئنا هنا مُتَرَقِّبَيْنِ كخرشَناتٍ
بين أسرابِ النوارسِ لا ترى غير اتساعٍ موحشٍ في زرقةٍ لا تنتهي و على
ملامِحِنا انتصارٌ لا تفسرهُ الحروفُ القرمزيةُ في رسائلَ حين يحملُها
الأثيرُ نكونُ قد جُعْنا مراراً نستثيرُ الليلَ كي نقتاتَ من طيفٍ يلُفُّ الروحَ
بالهمسِ المُكابرِ كالجروحِ المستهينةِ بالأظافرِ و هي تغرزُ نفسها فينا عميقاً
كي نسيلَ من البدايةِ مُنْهَكَيْنِ و في يدينا وردةٌ تقتاتُ منا كي نحبَّ بلا وجعْ؟.
الاحد ٢٧/٤/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق