الاثنين، 30 يونيو 2014

رسالة كليتمنسترا


رسالة كليتمنسترا
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
ذكروكِ في كتبِ الخيانةِ و التآمرِ ذبحُ إفجينا الجميلةِ عالقٌ
في ذكرياتكِ كيف آلهةُ الاوليمبْ تختارُ أقسى التضحياتِ و من يبررُ
أن يراقَ دمُ الصبيةِ مالحاً و عليكِ وزرُ القتلِ غدراً كي يطيبَ لكِ الفِراشُ
مع العشيقِ و ليسَ ثأراً للتي ذُبِحَتْ على مرآكَ يا بحرَاً تغرَّبَ تحت راياتِ
البطولاتِ المهينةِ سوف يقتُلُكِ الذي أعياهُ رَحْمُكِ ضيِّقاً يبدو أجامِمْنونْ
ضحيةَ مُلْكِهِ و ضحيةَ الدِّينِ الذي نَفَثَ البخورَ على عيونِ المؤمنينَ المُلْهَمينَ
بفكرةِ الربَّ القديمةِ في معابدَ أرهقتها الأدعياتُ و أنتِ لا تُلقينَ بالاً للحريقِ
على حدودِ البحرِ عشْرُ سنينَ تنتظرينَ عودةَ زوجِكِ المنهوكِ من درعٍ و سيفٍ
كي يموتَ على يديكِ مضرَّجاً بدمٍ تخثَّرَ في عروقِ شفاهِهِ و يديهِ ضيقةٌ
مساحاتُ الهروبِ من الحقيقةِ و الجريمةِ أنتِ سيِّئةُ الطَّوِيَّةِ ترسمينَ على
شفاهِكِ بسْمةً و على يديكِ بقيةٌ من طعنةِ الغدرِ الدنيئةِ أيهذا البحرُ هل
للريحِ ذائقةٌ و هل للموجِ أسئلةٌ و هل سنظلُّ أوراقاً تبعثرُها الحياةُ كما
تشاءُ و نرتمي بين الظنونِ و بينَ ما نخشاهُ و القدرِ الذي لا بدَّ آتْ.
الاربعاء ٢/٧/٢٠١٤









الأحد، 29 يونيو 2014

رسالة إفجينيا إبنة أجاممنون


رسالة إفجينيا إبنة أجاممنون
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
عَلِمَتْ بأنَّ الريحَ واقفةٌ أمامَ المذبحِ المفتوحِ للبحرِ المُغَطَّى بالجنودِ
ترى أباها حائراً بين الحِرابِ و بين آلهةٍ تهيِّىءُ نفسَها لتذوقَ طعمَ براءَةٍ
مذبوحةٍ لتظلَّ آلهةً تُهابُ و أنتِ إفجينا النقيةُ سوفَ يُقْطَعُ رأسُكِ المدهونُ
بالمسكِ الرطيبِ أمامَ أمكِ و هي تقرأُ في عيونِكِ رعشةَ الموتِ الوشيكةِ
أيُّ آلهةٍ تساومُ في أنوثتِكِ الشهيةِ أيُّ ثأرٍ يبتغيهِ الجُنْدُ بعدكِ لا خيارَ الآنَ
يُقْنِعُ جوقةَ الكهانِ ينتظرونَ أجراسَ الجنازةِ بين أروقةِ المعابدِ أنتِ فَجْرُ
التضحياتِ بلا مقابلَ غير أنَّ رياحَ آلهةِ الأوليمبْ ستسيرُ حاملةً بقايا
المسكِ منكِ إلى جنودٍ نحو طروادَ البعيدةِ هل تساوي الحربُ لونَ شفاهكِ
البيضاءَ حارقةٌ دموعُ العَجْزِ في عينِ الضعيفِ أمامَ طاغيةٍ يبررُ مرةً
باسمِ الالهِ و مرةً بترابِ أرضٍ غير صالحةٍ لشيءٍ لستِ وحدكِ مَنْ بهِ
وجعُ القيامةِ قبلَ موعدِها و يا إفجينُ نحنُ الآخرون تسوقُنا رغباتُ مَنْ
قالوا الالهُ يريدُ منكم أن تموتوا دون أسئلةٍ فقط كونوا قرابينَ النجاةِ
و طيِّبوا أجسادَكم بالمِسْكِ و انتظروا عراةً طائعينَ أمامَ هذا المذبحِ المفتوحْ.
الثلاثاء ١/٧/٢٠١٤

السبت، 28 يونيو 2014

رسالة أروى بنت أحمد


رسالةُ أروى بنت أحمد
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
حَكَمَتْ و لم تَدَعِ الزمانَ يمرُّ مستاءً و وعدُكِ لليهوديِّ الذي مدَّ
المياهَ لِتَعْزَ لم يُحْنَثْ بهِ و قضى الإلهُ بأَنْ تموتَ بدعوةٍ منها و أروى 
تعرفُ اليمَنَ الذي لم ينتحرْ في الحرِّ تعرفُ كيفَ تتحدُ القبائلُ كيفَ
تزدهرُ الحياةُ على الحدودِ و تدفعُ الباغينَ خلفَ خنادقِ الريحِ العميقةِ
لم تكنْ تحتاجُ زوجاً آخراً يختالُ في القصرِ المنيفِ لكي يصيرَ المُلْكُ
أوسعَ حُرَّةٌ لم يُلْهِها ترفُ الحدائقِ و انفتاحُ قصورِها للشمسِ و البحرِ
البعيدِ عن الرمالِ و جِبْلَةُ اتخذتْ من الجَبَلِ السفوحَ الخُضْرَ تحتضنُ
الهواءَ و تزدهي بجميلةِ العَرَبِ التي دانتْ لها أرضُ الحضاراتِ التي
اعترَفَتْ بأنَّ نساءَها لا يعترفنَ بقسوةِ التاريخِ و هو يشقُّ قلبَ الصخرِ
بالموتى القدامى و الملوكِ و ليسَ يٌنسَى كيفَ لم تُفْلِحْ مساعي الشرِّ
في تفتيتِ ملكِكِ بين أطماعٍ لهذا أو لذاكَ و ليسَ لابنِ نجيبَ غير معرة
غرقَتْ سفينتُهُ التي رجعتْ بهِ و بقيتِ أنتِ التاجَ يلمعُ تاركاً ألقَاً على
وجهِ الحقيقةِ و هي تكبرُ كل يومٍ و الحياةُ قصيرةٌ و الموتُ سرٌّ مُبْهَمٌ.
   الاثنين ٣٠/٦/٢٠١٤

رسالة بلقيس ملكة سبأ


رسالةُ بلقيس ملكةُ سبأ
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
تركَتْ حكاياتٍ و لم تَتركْ لها أَثَرَاً على نَقْشٍ و أعمدةِ الرخامِ البيضِ
في سَفَرِ القوافلِ تحملُ الدنيا البعيدةَ في خوابي الزيتِ في أَشْعارِ
مَنْ خَبِروا النهارَ على الطريقِ و غلَّفوا وجهَ المساءِ بحُمْرةِ الشمسِ
القديمةِ أينَ عرشُكِ و الصروحُ و أينَ من حملوا الكنوزَ لأورشليمَ و لا
يُرَى مما مَلَكْتِ الآن شيءٌ واحدٌ بلقيسُ ذاكرةُ الهواءِ و هدهدِ الملكِ
الحكيمِ و صوتُ من قالوا الطريقُ طويلةٌ و الرملُ يدفنُ من يموتُ وراءَ
عرْباتِ الجنودِ تناقلوا عن سِحْركِ القصصَ التي عاثَ الخيالُ بها على
مرِّ العصورِ و أينَ عرشُكِ كيفَ لم تَرَهُ الطيورُ و كيفَ طَرْفةُ عينهِ لم
تكتملْ حتى استقرَّ أمامَهُ هذا نبيٌّ كان يُدْرِكُ أنَّ إسمَ الله يأتي بالبعيد
كما القريبِ و لا يرى في مُلْكِها ما يُوجِدُ الطمعَ البغيضَ و أنَّ مُلْكَ اللهِ
أبقى في النساءِ غرائزٌ منذُ البدايةِ لم تغيِّرْها الهزائمُ و انتصاراتٌ على
أعتى الملوكِ و أنتِ بلقيسُ الجميلةُ مَنْ يرى عينيكِ يعرفْ أنَّ سرَّكِ ليس
مدفوناً كباقي الميتينَ و أنَّ أجملَ قصةٍ تلكَ التي لا ينتهي فيها الخيالْ.
الاحد ٢٩/٦/٢٠١٤

رسالة كليوباترا


رسالةُ كليوباترا
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
حبَّتْكَ أنطونيو ليبقى حكمُها في مصرَ أطولَ لا لأنَّكَ رائعٌ في الحبِّ
تنعِتُها بما في شِعْرِ روما من غنائياتِ فيرجيليوسْ هزيمتُكَ السريعُةُ
لم تكُنْ يوماً بأسرعَ من عزيمتِها لِتكشفَ ثديَها لنيوبِ أفعى كي تموتَ
هناكَ عاريةً بلا ثوبٍ و لا حُبٍّ على عرشِ الخياناتِ الطويلةِ إذْ تغنَّى
المنشدونَ بما يليقُ و لا يُقالُ و أنتَ أنطونيو انتحرتَ غداةَ شائعةٍ تقولُ
بأنها انتحرتْ و كانتْ كِذْبةً و تركتَ ذاكَ البحرَ يلتهمُ الجيوشَ و قد توقعتَ
الكثيرَ من الحبيبةِ و انتهيتَ بلا مقابلَ كليوباترا استخدمَتْكَ كما تريدُ
و أنتَ لا تدري حقيقةَ ما تريدُ و كانَ قيصرُ قبلَ مقتلِهِ الضحيةَ في فراشِ
مليكةٍ تدري بما لجمالِها من فتنةٍ تكفي لتصرعَ قلبَ روما مرتينِ و لم يكنْ
في قلبِها حزنٌ عليكَ بموتِها بل خشيةَ الأسرِ المُذِلِّ أمامَ أوكتافيوسْ هي
الحربُ المليئةُ ذكرياتٍ عن خياناتٍ تفاجىءُ مَنْ يُضحِّي واهماً أنَّ القتالَ
مُبَرَّرٌ مَنْ أجلِ غاياتٍ مشرِّفةٍ دماءٌ أُهْدِرَتْ ثمناً لحبٍّ لم يكنْ في الأصلِ
عن حُبٍّ و ذاكَ العاشقُ المخدوعُ أنطونيو يؤرِّخُ كلَّ مَنْ ماتوا لحبٍّ زائفٍ.
السبت ٢٨/٦/٢٠١٤

رسالة إينانا




رسالةُ إينانا
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
كانتْ تجرِّدُ من يهيمُ بها و تتركُهُ سقيماً مُحْزَنَاً و تطيرُ آخذةً عروشَ
الأرضِ تملأُ غيمةً بالشمسِ تُمَطِرُها على مُدُنِ الجَرادِ فتصبحَ الأَكَمُ
البعيدةُ للرعاةِ أماكناً لا يختفي عن وجهها العُشْبُ الطريُّ و كانَ
تمُّوزُ الضحيةَ حين أفلتَ من شباكِكِ ينتهي في العالمِ السُّفْليِّ بينَ
الموتِ و الندمِ الذي أودى بقلبِكِ أيها الحبُّ الذي لمْ يرحمِ الراعي و آلهةَ
البداياتِ القديمةِ كيف تجعلُنا رقيقاً عند رغباتٍ تعلقنا بما لا نستطيعُ
النومَ منهُ بعيدةٌ أوروكُ تخفي في نوافذِها هواءً بللتهُ دموعُ عشتارَ التي
قد أورقتْ منها الخمائلُ و استعادَ الرملُ ماءَ جداولٍ جفَّتْ و عادَ الطيرُ
أجملَ من مخابئهِ إلى غُصُنِ الصباحِ و صارَ في صوتِ الحمائمِ قدرةٌ
للبوحِ مراتٍ على عُرْشِ الأيائكِ أنتِ أسماءٌ لوجهٍ واحدٍ في مشرقِ الدنيا 
و حوضِ البحرِ ما السرُّ الذي أبقاكِ مُتْرَفَةً بحبِّ المُتْرَفينَ تسابقينَ العمرَ
تلتقطينَ أنفاسَ البراعمِ و هي مقبلةٌ إلى الدنيا القصيرةِ سوفَ يبقى 
الحبُّ أكبرَ من خرافاتِ البدايةِ و النهايةِ و الاساطيرِ التي لا تنتهي.
  الجمعة ٢٧/٦/٢٠١٤

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

رسالة ليلى الأخيلية


رسالةُ ليلى الأخيلية
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
قتلوهُ يا ليلى و توبةُ قلبُكِ المدفونُ في صحراءَ واسعةٍ و قبْرٍ جردتهُ
الشمسُ من ورقِ النخيلِ و أنتِ واقفةٌ عليهِ تسلِّمينَ بدمعةٍ و الصمتُ
يفتكُ بالهواءِ و حظُّ توبةَ أَنْ تموتَ الأخيليةُ عند شاهدِ قَبْرِهِ يا حبُّ يا
وجعَ الزمانِ و آخرَ الباقينَ بعدَ الموتِ قد جعلوكَ مِنْ دَرَكِ الجحيمِ و فيكَ
يُلْقَى الآثمونَ ببوحِهِمْ في الليلِ أو وقتِ الصباحِ و قَتْلُ توبةَ في هواكِ
مُسَطَّرٌ في الرملِ في طَيْرٍ يُفَزِّعُ قلبَ ناقتِكْ التي داستْ عليكِ و أخْرَجَتْ
من صدركِ الروحَ التي كَمْ أُشْعِلَتْ كمداً و شوقاً بعدَ توبةَ مَنْ سواكِ يرى
الحياةَ مسافةً ممتدةً بين الذي نحتاجُهُ و نخافهُ بينَ اصطبارٍ مُتعِبٍ
و تنازلاتٍ كم تُكَلِّفُنا هنا ليلَى غداً أخرى و بعد غدٍ سيُقْتَلُ آخرونَ على
مذابِحِ عِشْقِهم و هناكَ قبرُكِ جنبَ توبةَ شاهداً كيفَ الحقيقةُ لا تجاملُ
و النهايةُ تكشفُ الألمَ الذي ما كان يجدرُ أَنْ تُصابَ به قلوبٌ أيقنتْ أنَّ
الحياةَ كوردةٍ فاغنمْ تفتُّحَها القصيرَ و أنتِ ليلى الحبِّ في زمنٍ تفرَّقَ
فيه خلانُ الصفا و تباعدتْ دقاتُ قلبٍ بينَ توبةَ مرةً و الأخيليةِ مرتينْ.
الخميس ٢٦/٦/٢٠١٤

الاثنين، 23 يونيو 2014

رسالة لميس




رسالة لميس
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
نَسِيَ الزمانُ متى وُلِدْتُ و أنَّ أَفْريقُوسْ هو ابنيَ أولُ الغرباءِ يفتحُ
في شمالِ الشمسِ أفريقا التي اتسعتْ لتبدأَ رحلةُ التاريخِ من رَحِمي
الصغيرِ أنا التي صدَّقْتُ أنَّ الريحَ تتركُ ذكرياتِ الرملِ عندَ البحرِ لا
تُبْقي على أسماءِ مَنْ عاشوا على خطِّ المواجهةِ الطويلِ مع المكانِ معَ
التراتيلِ التي ما كان يفهمُها الذينَ يرددونَ وراءَ كهانِ العباداتِ التي
حفرتْ معابَدها بعيداً في كهوفِ التِّيهِ أذكرُ كيفَ كانتْ أولُ الدنيا التي
بدأتْ على ريشِ الطيورِ و خضرةِ الأرضِ النقيةِ ليسَ يذكرُني الذينَ
استَقْدَمَتْهُمْ نكهةُ النعناعِ من خلفِ التلالِ أنا القديمةُ و النهايةُ و التي
لم تتركِ الطرقَ الكبيرة تنمحي في الليلِ تحتَ سنابكِ الخيلِ المغيرةِ
قلتُ للبحرِ انتظرْ ففتحتُ باباً منه للدنيا التي غَنِيَتْ بما في الرملِ من
ذهبٍ و ما في السنبلاتِ الصُّفْرِ من طعمِ السماءِ و رغوةِ الطينِ الغنيةِ
لا يكونُ الدَّهرُ متصلاً بدونكِ و الحكاياتُ التي نحتاجُها ستظلُّ بينَ
يديكِ مُفْتَتَحاً لمن يحتاجُ فهمَ الوقتِ كيف يمرُّ مفتوناً بطيِّ الغابرينَ هناكْ.
الاربعاء ٢٥/٦/٢٠١٤

رسالة المتجردة




رسالةُ المُتَجرِّدة
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
كانت تُدلِّلُ نفسَها و ترى اشتهاءَ الآخرينَ مُشَجِّعاً ليرقَّ عنها
الثوبُ تُسْقِطَ عن مفاتِنِها النَّصيفَ أمامَ أعينِ مَنْ يُريدُ الزَّوْجُ منها
أَنْ تُرِيه لغيرهِ متفاخراً فتَمُدَّ في إغوائِها و يرى المُنَخَّلُ في سريرِكِ
مِنْكِ ما قد قالَ نابغةُ القصيدِ تجرَّدَتْ عنكِ الفضيلةُ و امَّحَى من لونِ
خدَّيكِ الحياءُ نهايةُ النُّعمانِ كانت أن تسيرَ عليهِ أفيالٌ لكِسْرى غيرَ
آبهةٍ بذي قارَ التي اندلعتْ بأمرٍ منكِ ثم تغيرتْ من بعدها وجهُ الجزيرةِ
و استبدَّ الفُرْسُ أكثر في قبائلَ لم تَرِثْ من فُحْشِكِ المشهودِ غيرَ تشتتٍ
في البرِّ و القتلِ المريعِ لأجلِ ثديٍ منكِ يلقُمُهُ ضجيعٌ مُتْرَفٌ بأسرَّةٍ مَلَكيَّةٍ
هل هكذا فِتَنُ الجمالِ تذيقُ حراسَ الخيامِ الجوعَ ثمَّ الموتَ ماذا كان قولُكِ
في المُنَخَّلِ وهو يُقْتَلُ بعدما فضحَ الذي لا ينبغي الافصاحُ عنه "أحبُّها
و تُحبُّني و يحبُّ ناقتَها بعيري" أيهذا البيتُ عِشْتَ و لم يَعِشْ من قالَكَ
الآنَ الضحيةُ ذنبُها في عُقْدَةِ الملكِ الذي لم يختلفْ عن كاندوليسَ مظنةً
أَنَّ الجمالَ يُبَاحُ في ساحاتِهِ ما لا يباحُ لغيرهِ لا قولَ ينفعَ بعدَ هذا الموتْ.
اشارات:
المتجردة زوجة النعمان بن المنذر ملك الحيرة، كاندوليس هو ملك ليديا
الذي كان مفتونا بجمال زوجته و طلب من مستشاره النظر اليها عارية
المنخل اليشكري عشيق المتجردة الذي نكل به النعمان، النابغة الذبياني
الذي طلب منه النعمان ان تريه المتجردة شيئا من مفاتنها و قال فيها
الوصف المعروف في معلقته الشهيرة
الثلاثاء ٢٤/٦/٢٠١٤

السبت، 21 يونيو 2014

رسالة ورعت بنت عاد

رسالة ورعت بنت عاد
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
سارتْ على الرملِ الذي أَخْنَى على إِرَمَ التي لم يأَتِ أهلُكِ حضرمَوتُ
بمثلِها و تملَّكَتْ مدُنَ البداياتِ القديمةِ و اختفَتْ هيَ مثلما اختفتِ
الحقيقةُ دائماً بالموتِ خَبَّأَتِ الزمانَ و حنَّطتْ أجسادَ من ماتوا بكهفٍ
عند بحرٍ واسعٍ يا أختَ شدَّادَ الذي شادَ العمادَ هلِ النهايةُ دائماً
مرهونةٌ بمراسمِ الدَّفْنِ المَّهيبةِ في بياضِ الموتِ في الحُفَرِ التي تشتدُّ
ظُلْمَتُها المريعةُ هلْ لديكِ الآن ذاكرةٌ عن الماضي و هل هي نفسها هذي
السماءُ و صوتُ ذاكَ البحرِ هل لكِ أغنياتٌ مثلنا و علاقةٌ ودِّيةٌ مع ماءِ
هذي البئرِ لا نحتاجُ منكِ الآنَ كشفَ وجوهِ من قالوا النهايةُ لا تجاملُ
حين تأتي فجأةً هل عادُ كانَ مهيَّئاً ليكونَ أولَ من يموتُ و أنتِ واقفةٌ
أمامَ الرملِ تختارينَ كهفاً ليس يعرفهُ سواكِ لكي يفتشَ مَنْ سيأتي بعدَ
ألفِ مدينةٍ عن وجهكِ المنحوتِ من شمسٍ ستشهدُ كيف كانَ البحرُ يروي
الرملَ بالملحِ الذي جعلَ الصخورَ ثريةً بوجوهِ مَنْ مرٌّوا هناكَ و مَنْ له قلبٌ
ليحملَ حرَّ تلكَ الريحِ في زمنٍ بعيدٍ بُعْدَ ما بينَ الشفاهِ و ما تُحِبُّ و لا يُتاحْ.
الاثنين ٢٣/٦/٢٠١٤

الجمعة، 20 يونيو 2014

رسالة سالومي

رسالة سالومي
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
جاؤوا برأسِكَ فاتحاً عينيكَ يَحيى في وجوهِ الواقفينَ ترى الذي
لم تُعْطِهِمْ إياهُ سالومي التي رقصتْ على دمِكَ انتصاراً للرذيلةِ تكشفُ
الساقينِ في ثوبٍ شَفِيفٍ يُظْهِرُ العُهْرَ الذي امتصَّ الهواءَ مُشَبَّعاً بالمِسْكِ
مِنْ دمِكَ الذي قد سالَ منه دمُ ابن خالتِكَ المسيحِ و أوغَرَتْ صدرَ الذين لهمْ
مآربُ في التخلصِ من نقاءِ الأنبياءِ لينعموا في الإثمِ يا رملَ الدياناتِ القديمةِ
عند أبوابِ القيامةِ هل ترى في عُرْيها بأساورِ الذهبِ النقيِّ مبرراتٍ للجريمةِ
أنتِ سالومي التي لا يُنْتَسَى دنَسُ ابتسامتِها المقيتةِ وقْتَ جِيءَ برأسِهِ هل 
كانَ أثقلَ و هو يُحْمَلُ في صحافِ الفضةِ البيضاءَ من ألمِ الضميرِ يُقالُ أنَّكِ
حين جيءَ برأسِهِ قَبَّلْتِ منهُ الوجهَ مراتٍ و قد ساقَتْكِ رغبتُكِ الدفينةُ في تحسُّسِ
ما تعفَّفَ فيهِ كيفَ قتلتِ نفسَكِ كي يُراحَ القلبُ من وجعِ التساؤلِ حولَ جدوى
الموتِ في ما ليسَ يبقى هل حظيتِ بقلبِهِ يا بنتَ هيرودا الصَّفيقةِ و الخياناتِ 
التي قتَلَتْ أباكِ و أنتِ تبتسمينَ في باحاتِ قَصْرٍ مُتْرَفٍ يحي الجميلُ كما
أرادَ اللهُ يُقْطَعُ رأسُهُ في كل يومٍ في مكانٍ فيهِ راقصةٌ على دمِ مَنْ يُحبُّ اللهْ
           الاحد ٢٢/٦/٢٠١٤

الخميس، 19 يونيو 2014

رسالة دليلة


رسالة دليلة
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
غَدرتْ بشمشونَ المُحِبِّ و قيلَ للجُنْدِ افقأوا عينيه قُصُّوا شَعْرَهُ
و القوا به بين العبيدِ و جَدِّلوا من شَعْرِهِ رُسُنَ الخيولِ و مِشْنَقاتٍ
للذينَ يخالفونَ الربَّ داجونَ لم يكُنْ من أجلِ غزَّةَ أَنْ يُحاطَ بِهِ دليلةُ
أوهمَتْهم أَنَّ ثَدْيَيْها استدارا بينَ أحضانِ الغريبِ لكي تصونَ الأرضَ
يا وطنَ الشهاماتِ القديمةِ و الجريئةِ لا تصدِّقْ مَنَ يُضَحِّي دائماً و لغايةٍ
مخبوءةٍ سالتْ دماءٌ غير مُقْنِعَةٍ و سُجِّلَ أهلُها في لائحاتِ الانتصارِ هل الذي
أغراهُ فيكِ مدوَّنٌ في البحرِ في شَفَتَيْكِ في صوتٍ يقولُ أنا أحبُّكَ دونَ نيَّاتٍ
لذلكَ هلْ رأيتِ اللوزَ في عينيهِ بعدَ الليلِ فوقَ وسادةٍ سَمِعَتْ تأوُّهَكِ الشهيَّ
و لم يكُنْ بالبابِ مَنْ يهتمُّ للشبقِ الذي تَسْتَنْزِفينَ العطرَ منهُ و مِنْ ذراعَيْهِ
الفتيَّةِ هل تقاسمتِ الفـِراشَ مع الغريبِ نِكايةً في قُبْلةٍ حظِيَتْ بها أنثى
سواكِ تبللتْ منها الشفاهُ و صارَ للخدينِ طعمُ سفرجلاتٍ عُمْرُهاهذا النَّدى
شمشونُ يعرفُ أنَّ غزةَ لم تعدْ رملاً و بحراً و انتهتْ أيامُ ذاكَ الحبِّ تحتَ
ركامِ ذاكَ المعبدِ المتروكِ للدنيا شواهدَ عن بطولاتٍ مزيفةٍ و أنثى غير صادقةٍ.
السبت ٢١/٦/٢٠١٤



الأربعاء، 18 يونيو 2014

رسالة نفرتيتي




رسالةُ نفرتيتي
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
هربَ اللصوصُ بما يدلُّ عليَّ يخرجُني من القَبْوِ المُحَنَّطِ مثل قلبي
و اليدينِ من التوابيتِ التي لم تعترفْ يوماً بوجهي كيفَ كانَ أمامَ تلكَ
الشمسِ أبهى من زهورِ الَّلوْتَسِ المائيِّ من عينَيِّ أُيَّلةٍ على أطرافِ وادٍ
مٌتْرَفٍ بالظلِّ شَعري المستعَارُ و قُبْلةٌ أوْلَيتُها دفءَ الشفاهِ و رِقَّةٌ في
خَصْريَ المغموسِ بالمِسْكِ المُعَتَّقِ في خوابي الليلِ ساقاي اللتانِ كملمسِ
العاجِ الذي قد لُفَّ في قِطَعِ الحريرِ و غيمةِ النعناعِ هذي المغرياتُ
الآن واقفةٌ على بابِ القيامةِ ربما وحدي أرى الدنيا فقاعاتٍ ملونةً
و أدراجاً إلى غُرَفِ السماءِ تورَّمَتْ قدَماي تحت لفائفِ المومْياءِ يا أيامَ
حنَّاءِ الطقوسِ و راقصاتِ النيلِ أعرفُ أنني كنتُ التي تختالُ بين الوردِ
أحملُ سحرَ هذي الأرضِ تحملني العروشُ و لا يُرَى مثلي أنا فِرْعَونةُ
الماضي و ما يأتي على تلك النقوشِ و معبدٍ تركَتْهُ آلهةُ الخرافةِ ليس لي
إلا الذي قد قيلَ في وجهي نِفَرْتيتي الجميلةُ أنتِ إنْ ذُكِرَ الجَمالُ تساقطتْ
حُجُبُ الخيالِ و ضاقَ في الوصفِ الكلامُ فلا تُقالُ قصائدٌ و مُعَلَّقاتْ.
الجمعة ٢٠/٦/٢٠١٤



الثلاثاء، 17 يونيو 2014

رسالة إعتماد الرميكية



رسالة إعتماد الرُّمَيْكية
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
عجَنوا لها في القصرِ طِيناً كي تسيرَ عليهِ مِنْ طِيبٍ و ماءِ الوردِ
تطلبُ أنْ ترى ثلجاً على إفريزِ نافذةٍ لها و البرتقالِ فيُزْرَعُ اللوزُ المُنَوَّرُ
كي يُرَى في عينِها ثلجاً و بعدُ تقولُ للملكِ ابنِ عبَّادٍ أراكَ مُقَصِّراً فيما أريدُ
و لستُ أرضى طالما في الأمرِ مُتَّسَعٌ لعيشٍ مُتْرَفٍ و القلبُ يهوى و الحياةُ
تشدُّنا و الموتُ موعدُ من يطولُ بهِ المُقامُ و تستبيحُ بحُسْنِها ما لا يُباحُ و هكذا
سقطتُ قصورُكِ و انتهت بكما الحياةُ مُشَرَّدَيْنِ تقولُ "قد هُنَّا هُنا" أغماتُ
يا منفى الملوكِ و قبرَها لا تنتهي قَصَصُ المجونِ و كيفَ تندثرُ الممالكُ فجأةً
و تصيرُ ذاكرةُ الأماكنِ عِبْرةً للعابرينَ تمرَّغتْ قدماكِ في جناتِ إشْبِيليَّةَ
الماضي و عهدِ الإنقساماتِ التي أودتْ بأندلسَ الجميلةِ لم تُعِنْ زوجاً على
حكمِ البلادِ بل استعانتْ بالنفوذِ لكي تُنَعَّمَ يا ابنةَ الطينِ القديمِ تذكَّري
مَنْ كُنْتِ يوماً هل ترينَ الآنَ في منفاكِ زهراتِ البنفسجِ و البخورَ و رقةَ
الماءِ الزُّلالِ و لونَ سوسنةِ الصباحِ يُلامُ فيكِ الابتعادُ عنِ الحقيقةِ و الحقيقةُ
أَنْ تظلَّ الشمسُ تطلعُ من نوافذِنا و تغربُ في حدائقنا و نحيا طيِّبينْ.
الخميس ١٩/٦/٢٠١٤

الاثنين، 16 يونيو 2014

رسالة حتشبسوت



رسالة حتشبسوت
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
عانَتْ و لم تدعِ البلادَ تضيعُ بينَ قِيانِ نَغْلٍ مُتْرَفٍ و دسائسِ
 الكُهَّانِ باسمِ الربَّ آمونَ المطاعِ تعلَّقتْ بالحقِّ في أنْ تُعْمَرَ الأرضُ
البعيدةُ و السهولُ لكي تنامَ قُرَاكِ مصرُ و في سنابلِكِ الحياةُ و شمسُ
هذا النيلِ تعرفُ أنَّ طعمَ المُلْكِ يُغري الطامعينَ على الحدودِ و في خبايا
القصرِ تتسعُ المؤامرةُ الدنيئةُ كم تنازلتِ الجميلةُ دون أنْ تُبدي اتهاماتٍ
تثيرُ الحربَ تفتحُ فوَّهاتِ النارِ تُخرِجُ من بطونِ قبائلِ الوادي الطويلِ
خناجرَ الموتِ الذي يُنْسِي الصغيرَ مدافنَ البسطاءِ في الرملِ الذي لا
يشتهي شيئا سوى الموتى و حتشبسوتُ لا تحتاجُ ما يحتاجهُ سُحُبُ
البخورِ على مداخلِ معبدٍ يختارُ آلهةً تناسبُ شهوةَ الكهانِ في زمنِ
التَّشَرْذُمِ و الحروبِ و قسوةِ الفقرِ الذي قد ينخرُ العظمَ النحيلَ و يحفرُ
الوجهَ البئيسَ تنازلتْ عن حُكْمِ تلك الأرضِ كي تبقى المياهُ هناكَ جاريةً
على جنباتِ صحراءِ البطولاتِ القديمةِ أنتِ مَنْ حَمَتِ الهواءَ من الدخانِ
و أشْبَعَتْ واحاتِها بالنخلِ و الظلِّ الذي غطَّى نهايتَكِ الجليلةَ بالورودْ.
الاربعاء ١٨/٦/٢٠١٤ 

الأحد، 15 يونيو 2014

رسالة هيلين طروادة



رسالة هيلين طروادة
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد: 
هربتْ و ألفُ سفينةٍ في إثْرِها و البحرُ يعرفُ أنَّ خلفَ الحربِ
حباً لا تبررهُ جدائلُ شعرِها الذهبيِّ و الجسدُ الشهيُّ و رغوةٌ في
ريقِها الخَمْريِّ عشرُ سنينَ من نارٍ و أدعيةٍ و موتٍ لا يغادرُ شمسَ
ذاكَ الشاطىءِ الممتدِّ في بردِ الفصولِ و هل يبررُ كلَّ هذا أَنْ تنامَ هلينُ
عاريةً و دافئةً على قبلاتِ باريسَ الذي أودت رعونةُ عشقهِ بحصونِ طروادَ
المنيعةِ غالباً ما يدفعُ الثمنَ الذي لا يُستشَارُ و لا ينالُ سوى عفار الحربِ 
يبدو الجُندُ متهمينَ بالقلقِ الذي يشتدُّ عند الليلِ تحتَ سهامِ حاميةِ المداخلِ
كيفَ يصطفونَ للموتِ المحتَّمِ هكذا من أجلِ أن تُروَى هلينُ من العناقِ 
و ينتشي باريسُ ما أقسى التعاويذَ التي نحتاجُها للحربِ كي نحصي 
الجنودَ الميتينَ على رمالٍ لا تفرقُ بين مَنْ دمهُ ثخينٌ أو رقيقٌ بينَ مَنْ جاءوا 
من البرِّ البعيدِ و مَنْ رَبُوا في ظلِّ دِلْبِ بلادهم و الموتُ يعرفُ وجهَ مَنْ
سيموتُ يا طروادةَ الماضي القديمِ هلينُ آثمةٌ و ليس الحبُّ أَنْ نختارَ دوماً
ما نريدُ و أَنْ نغامرَ في وجودِ الآخرينَ لكي يطولَ عناقُ عشاقٍ هنا و هناكْ.
       الثلاثاء ١٧/٦/٢٠١٤ 

رسالة زرقاء اليمامة



رسالة زرقاء اليمامة
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
فقأوا لكِ العَيْنَين يقتلعونَ ذاكرةَ المسافةِ منهما يتسابقونَ لكي
يرَوا سرَّ السماءِ و زرقةَ البُعْدِ العميقةَ فيهما لن يعرفوا عددَ الطيورِ
الآنَ بعدكِ و الجنودَ وراءَ أشجارِ القبائلِ و هي سائرةٌ بها لو صدَّقوكِ
لما قُتِلْتِ و ظلَّ في عينيكِ سحرُ الاثمدِ الحجَريِّ هل أبقوا على عينيكِ أم
ألقوهما في الرملِ تمتصُّ السخونةُ منهما الماءَ القليلَ و مزقوا عنكِ الثيابَ
و أَشْهَدوا مَنْ مَرَّ جنبَكِ أَنَّ جلدَكِ أنثويُّ اللونِ ممتلىءٌ بطعمِ النخلِ في شمسِ
اليمامةِ آهِ يا عُرْيَ الحقيقةِ و النهاياتِ الأليمةِ هل تزوجتِ الذي لا يشتهي
عينيكِ بل جسدَ الغواياتِ السريعةِ في هواءِ الخيمةِ المعجونِ بالعرقِ الُممِلِّ على
ثناياكِ الطليقةِ في فراشٍ مُرْبِكٍ للقلبِ هل خانتكِ ألوانُ المسافةٍ مرةً و تشوهتْ
في الريحِ كثبانُ الطريقِ و لم تَرَيْ شيئاً على ظهرِ القوافلِ كلما فكرتُ فيكِ
أقولُ أنَّكِ تعرفينَ البحرَ أكثرَ و الرمالَ أقلَّ و الجبناءُ دوماً يكثرونَ معَ الحروبِ
يُقالُ عنكِ و لا أقولُ سوى الذي لا بدَّ أنكِ تعرفينَ الصدقَ فيهِ فأنتِ يفتقدُ
الزمانُ صفاءَ عينيكِ الذي قد عكَّرتُهُ الريحُ في زمنِ الدخانِ و غيمِ بحرٍ قاتمٍ.
الاثنين ١٦/٦/٢٠١٤

الجمعة، 13 يونيو 2014

رسالةُ الزبَّاء




رسالةُ الزَبَّاء
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
أَبَتِ المذلَّةَ و اسْتلَذَّ لسانُها السمَّ الزعافَ و لم ينلْ عمرو الذي
يبغيه من ثأرٍ و راح قصيرُ يندبُ أنفَهُ المجدوعَ لا يلوي على شيءٍ
تبايعُها القبيلةُ كي تصونَ ذمارَها و تردَّ زحفَ الناقمينَ بصدرِها العاجيِّ
تاركةً لمن يأتي بُعَيْدَ رحيلِها عبءَ البطولةِ و التجردِ من أنانيَّاتِ نفسٍ لا
تحبُّ الموتَ ماذا تنفعُ الدنيا و أنتَ مقيَّدٌ تجترُّ من أنَّاتِكَ الألمَ الذي لا
ينتهي في الذلِّ يا زَبَّاءُ يا وهجَ الأنوثةِ و ازدراء المغرياتِ تسابقتْ في
سيفكِ الفضيِّ أسماءُ الذين سيكتبونَ لِمَ الحُليُّ و خاتَمٌ تستقبلينَ
الشمسَ في لمعانهِ ليست لغاياتِ التبرجِ كلما مرَّ الزمانُ تفتحتْ في
الريحِ ورداتٌ بلونِ شفاهكِ الزرقاء حينَ تودِّعُ الشهقاتِ من فِيكِ الذي
لم تُغْوِهِ القُبَلُ الطويلةُ في فراشِ الليلِ و استهوتهُ لحظاتُ ارتعاشِ الروحِ
تاركةً على الجسدِ الممددِ رغبةً لم تكتملْ و عذوبةً لم يُرْوَ منها العاشقونَ
أقولُ أنتِ المُشْتَهاةُ و سوفَ تبقينَ التي يدُها استهانتْ بالرَّدى و تجرعتْ
وجعَ الفِراقِ على يقينٍ أنَّ موتَكِ كان مولدَكِ الذي لا موتَ ينفعُ بعدهُ أبداً.
الاحد ١٥/٦/٢٠١٤

رسالة زنوبيا



رسالة زنوبيا
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
وصَلَتْ إلى أقصى النخيلِ و أمسكَتْ بالظلِّ من أنيابِهِ ليظلَّ في
أسوارِ تدمُرَ كلَّ صيفٍ و ارتأَتْ أنْ توقفَ الريحَ التي تجتاحُ وجهَ البحرِ
مِنْ أبواقِ روما و اقتَفَتْ أثَرَ البطولةِ في ركابِ الخيلِ تنهَبُ تحتَها حرَّ
الرمالِ و تلحقُ الغيمَ الذي أعطى السماءَ توقعاتِ الطيرِ في آذارَ لم تجعلْ
لروما الشاطىءَ الممتدَّ سهلاً واسعاً و تناثرتْ من حولِها جثثٌ و أسماءُ
الدعاةِ إلى الهزيمةِ كيفَ كانَ لوجهِكِ المفتوحِ في المرآةِ كالسَّفَرِ البعيدِ
الانتباهُ لحُمْرةٍ تختالُ في شفتيكِ كَرْزاً يافعاً إِنْ يُشْتَهَى فلطِيبِ ثغرٍ صابَ
من برَدَى الصباحَ و أدفأَتْهُ عذوبةُ التينِ النقيِّ سلاسلُ الأَسْرِ الثقيلةُ أوجعتْ
قلبَ الرعاةِ و عاشقَيْنِ على الطريقِ يلوِّحانِ لمجدِ تدمرَ في ابتسامتِكِ الثريةِ
أُرْليانُ يريدُ أنثى لم تَجُدْ روما الطليقةُ في الدماءِ بمثلِها و يرى الجمالَ
مطيَّةَ الشهواتِ يتبعُها على جثثِ الجنودِ الموجَعينَ و شوقهِم للنومِ بينِ يدَيْ
نساءٍ سوفَ يَتركنَ الفِراشَ و قد تلاشى حلمُ عودتِهمْ لأنتِ مليكةُ الوردِ
الخجولِ و حُبِّ مَن عرفوا الحياةَ بدونِ أسئلةٍ و أجوبةٍ مؤجَّلَةٍ.
السبت ١٤/٦/٢٠١٤



الأربعاء، 11 يونيو 2014

رسالة جوليا دومنا



رسالة جوليا دومنا
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
عَرِفَتْ معاني الموتِ و هو يمرُّ من جسدِ ابنِها في حُضْنِها و ترى هواءً
ميِّتاً فوقَ الكرومِ و بينَ أسوارِ المدينةِ يا ابنةَ العاصي القديمِ و بنتَ حِمْصَ
هي الحياةُ معاركٌ و خسائرٌ و توقعاتٌ غير آمِنةٍ و دفءٌ موجِعٌ يغتالُ ذاكرةَ
المآسي كيفَ كانَ البحرُ وقتَ الموتِ هل كانتْ هناكَ الشمسُ أكبرَ مِنْ حدودِ
القَصْرِ و العَمَدِ المحيطةِ بالجنودِ أراكِ واقفةً أمامَ الريحِ تنتزعينَ منها الوردَ
و الطعناتِ و القُبَلَ القليلةَ أي خاصرةٍ لديكِ و شوكةٌ تزدادُ في جنباتِها
وخزاً يُعيدُ جروحَ قلبٍ أتعبَتْهُ دسائسُ المُلْكِ الطويلِ و في شفاهكِ ما يُقالُ
و ما يُحَبُّ من الحكاياتِ التي حفِظَتْ نهايتُها دمَ الموتى الذينَ تساقطوا
من فوقِ صهوةِ حُلمِهم بالعيشِ أطولَ في فراشِ نسائهم و لديكِ أولُ أغنياتِ
الفاتحينَ و آخرُ الموجاتِ في رملِ الخروجِ إلى فضاءِ الانتصاراتِ التي
لم تكتملْ تستقبلينَ الباسمينَ بزهرةٍ و الخائفينَ ببسمةٍ و المُجْهَدينَ على
الطريقِ بظلِّ سورٍ واسعٍ مَنْ كانَ أولُ مَنْ رثى مَنْ ماتَ بين يدَيْكِ قَولِي فيكِ
أنكِ عِشْتِ كي تبقى السماءُ على أناملِكِ الرقيقةِ لمسةً مِنْ عِطْرِ حِمْصْ.
الجمعة ١٣/٦/٢٠١٤

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

رسالة سميراميس




رسالة سميراميس
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما ترَيْنَ يقولُ قد:
كانتْ أساطيرُ الفراتِ تُعِدُّها للرافديْنِ حمامةً و لأولِ التاريخِ
شمساً غيرَ ساخنةٍ و للدنيا اعترافاً بالذي في الحُسْنِ من سِحْرٍ
تَغَيَّرَتِ الحضاراتُ البعيدةُ منهُ كانتْ تعرفُ الوقتَ الذي يحتاجُهُ عنبُ
الظهيرةِ كي يسيلَ الخمرُ منهُ على موائدِ نَيْنَوى و ترى البلادَ مُعَدَّةً للحربِ
تتركُ ما تُحِبُّ و تمتطي من خيلِها ما يسبقُ الريحَ السريعةَ للميادينِ التي
اتسعتْ لراياتِ الجنودِ هي التي قالتْ لأولِ وردةٍ في القصرِ عن سرِّ الحمامِ
و كيفَ كانَ يجيئُها بالجُبْنِ كي تحيا و تكبُرَ تحتَ ظلِّ النَّخْلِ في وادي الغيومِ
و موسمِ القمحِ الغنيِّ سميراماتُ نقيَّةٌ هي ذكرياتُكِ عن تلالِ طفولةٍ متروكةٍ
لتقلباتِ الوقتِ تصطحبينَ في عينَيْكِ معنى الانتظارِ لما سيأتي فجأةً
هل تعرفينَ مَنِ الذي ألقاكِ في ماءِ الفراتِ و تفتحينَ قشورَ بيضَتِكِ التي
جعلتْكِ سيدةَ الهواءِ و قِبْلةَ المُلْكِ الذي لا زالَ مدفوناً هنا في الزعفرانِ
و في قطوفِ الكَرْزِ أنتِ فراشةُ الماءِ الرقيقِ و لسعةُ البردِ التي تُعْطي الرخامَ
وقارَهُ و تجلياتِ العشقِ في زمن الخرافةِ و التعلقِ بالحياةِ كما نُحبُّ و نشتهي.
اشارات:
سميراميس حسب الاسطورة خرجت من بيضة و خرج معها حمام يطوف بها و يرعاها
الخميس ١٢/٦/٢٠١٤

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...