رسالة زرقاء اليمامة
شعر: علاء نعيم الغول
هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
فقأوا لكِ العَيْنَين يقتلعونَ ذاكرةَ المسافةِ منهما يتسابقونَ لكي
يرَوا سرَّ السماءِ و زرقةَ البُعْدِ العميقةَ فيهما لن يعرفوا عددَ الطيورِ
الآنَ بعدكِ و الجنودَ وراءَ أشجارِ القبائلِ و هي سائرةٌ بها لو صدَّقوكِ
لما قُتِلْتِ و ظلَّ في عينيكِ سحرُ الاثمدِ الحجَريِّ هل أبقوا على عينيكِ أم
ألقوهما في الرملِ تمتصُّ السخونةُ منهما الماءَ القليلَ و مزقوا عنكِ الثيابَ
و أَشْهَدوا مَنْ مَرَّ جنبَكِ أَنَّ جلدَكِ أنثويُّ اللونِ ممتلىءٌ بطعمِ النخلِ في شمسِ
اليمامةِ آهِ يا عُرْيَ الحقيقةِ و النهاياتِ الأليمةِ هل تزوجتِ الذي لا يشتهي
عينيكِ بل جسدَ الغواياتِ السريعةِ في هواءِ الخيمةِ المعجونِ بالعرقِ الُممِلِّ على
ثناياكِ الطليقةِ في فراشٍ مُرْبِكٍ للقلبِ هل خانتكِ ألوانُ المسافةٍ مرةً و تشوهتْ
في الريحِ كثبانُ الطريقِ و لم تَرَيْ شيئاً على ظهرِ القوافلِ كلما فكرتُ فيكِ
أقولُ أنَّكِ تعرفينَ البحرَ أكثرَ و الرمالَ أقلَّ و الجبناءُ دوماً يكثرونَ معَ الحروبِ
يُقالُ عنكِ و لا أقولُ سوى الذي لا بدَّ أنكِ تعرفينَ الصدقَ فيهِ فأنتِ يفتقدُ
الزمانُ صفاءَ عينيكِ الذي قد عكَّرتُهُ الريحُ في زمنِ الدخانِ و غيمِ بحرٍ قاتمٍ.
الاثنين ١٦/٦/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق