عشاق و كارهون
شعر: علاء نعيم الغول
في خاطِري في القلبِ في هذا المكانِ و ما أراهُ هنا
قريباً مثلَ ظليَ أو بعيداً كالسُّنونوةِ الوحيدةِ في سماءِ
الصيفِ كيفَ سأكتفي بالكلِّ دونَكِ و الحياةُ تضيقُ آخذةً
هوائي دونَ تنقيةٍ و تأسرُني هنا في غرفةٍ مقصوصةٍ بيني
و بينَ العابرينَ بدونِ إذْنٍ يخدشونَ بريقَ فكرتيَ الجريئةِ عن
مغادرةِ المدينةِ و هي عاريةٌ أمامي كالتماثيلِ القديمةِ فوقَ أبنيةِ
الحكومةِ ها أنا أستقبلُ الأشياءَ معترفاً بأنِّي عاجزٌ شيئاً عن التوفيقِ
بينَ توقعاتي و المتاحِ و لا أرى أني ضللتُ السَّيرَ حينَ جعلتُ وِجْهَتيَ
الأخيرةَ بابَكِ النائي وراءَ النَّهْرِ أعبرهُ على ظهرِ الحقيبةِ مُبْصِراً وجهي
أخيراً مثلما أمَّلْتُ مُنْشَرِحاً على مرآةِ هذا الكونِ حينَ أكونُ وحدي لا
أرى غيري و أنتِ هناكَ تنتظرينَ عندَ المقعدِ الحجريِّ حولكِ ينبتُ
العشبُ البريءُ كما القرنفلِ من مداعبةِ الفراشةِ و هي تلهو فوقَ
أسوارٍ مبعثرةٍ و أعرفُ أننا لا نملكُ الوقتَ الذي نحتاجهُ لنقولَ ما لا
بُدَّ منهُ و سوف نبقى الآنَ مُشْتَبَهَيْنِ نخشى أن يرانا الكارهونَ معاً.
الأحد ٨/٦/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق