رسالة إعتماد الرُّمَيْكية
شعر: علاء نعيم الغول
هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
عجَنوا لها في القصرِ طِيناً كي تسيرَ عليهِ مِنْ طِيبٍ و ماءِ الوردِ
تطلبُ أنْ ترى ثلجاً على إفريزِ نافذةٍ لها و البرتقالِ فيُزْرَعُ اللوزُ المُنَوَّرُ
كي يُرَى في عينِها ثلجاً و بعدُ تقولُ للملكِ ابنِ عبَّادٍ أراكَ مُقَصِّراً فيما أريدُ
و لستُ أرضى طالما في الأمرِ مُتَّسَعٌ لعيشٍ مُتْرَفٍ و القلبُ يهوى و الحياةُ
تشدُّنا و الموتُ موعدُ من يطولُ بهِ المُقامُ و تستبيحُ بحُسْنِها ما لا يُباحُ و هكذا
سقطتُ قصورُكِ و انتهت بكما الحياةُ مُشَرَّدَيْنِ تقولُ "قد هُنَّا هُنا" أغماتُ
يا منفى الملوكِ و قبرَها لا تنتهي قَصَصُ المجونِ و كيفَ تندثرُ الممالكُ فجأةً
و تصيرُ ذاكرةُ الأماكنِ عِبْرةً للعابرينَ تمرَّغتْ قدماكِ في جناتِ إشْبِيليَّةَ
الماضي و عهدِ الإنقساماتِ التي أودتْ بأندلسَ الجميلةِ لم تُعِنْ زوجاً على
حكمِ البلادِ بل استعانتْ بالنفوذِ لكي تُنَعَّمَ يا ابنةَ الطينِ القديمِ تذكَّري
مَنْ كُنْتِ يوماً هل ترينَ الآنَ في منفاكِ زهراتِ البنفسجِ و البخورَ و رقةَ
الماءِ الزُّلالِ و لونَ سوسنةِ الصباحِ يُلامُ فيكِ الابتعادُ عنِ الحقيقةِ و الحقيقةُ
أَنْ تظلَّ الشمسُ تطلعُ من نوافذِنا و تغربُ في حدائقنا و نحيا طيِّبينْ.
الخميس ١٩/٦/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق