على القممِ البعيدةِ منْ جبالٍ أيقَنَتْ أنَّ القبائلَ لا تغادرُ
حين تجدُ الماءَ و الكلأَ الوفيرَ وجدتُ أكواخاً من الصوفِ الملوَّنِ
و العجائزُ تحملُ الحطبَ المُكَوَّمَ مِنْ أعالي النهرِ حيثُ روائحُ
النارِ الكثيرةِ و الدخانِ و صوتُ أجراسِ البغالِ على الصخورِ
و صِبْيَةٌ يتحلَّقونَ مواقدَ الطهيِ القريبةِ مِنْ أماكنِ لهوِهمْ
كانوا جميعاً يعرفونَ العشبَ و التوتَ النَّدِيَّ و يأكلونَ الكستناءَ
و ماعزَ الجبلِ الرشيقَ و يشربونَ الماءَ عن ورقِ الشجيراتِ
العريضِ هناكَ تبدو الشمسُ من خلفِ الضبابِ كقطعةِ الذهبِ
الصغيرةِ يعبرُ الطيرُ الغمامَ و من بعيدٍ كلُّ شيءٍ هادىءٌ
كمدينةٍ مسحورةٍ و وجدتُ أني الآنَ مضطرٌّ لفهمِ حقيقتي
أحتاجُ أمكنةً كتلكَ لكي أُبَرَّأَ من ضغائنَ لستُ أُسْأَلُ عن
نتائجها تجاهَ الآخرينَ لكي أنامَ و قَدْ تركتُ همومَ يوميَ
فالصباحُ مُحَمَّلٌ ببشارةٍ من وردةٍ أو طائرٍ هذي الحياةُ
لمنْ يعيشُ و قد تخلى عن إساءاتِ الطريقِ و في يديه تحيةٌ.
السبت ١٤/٩/٢٠١٣
هناك تعليق واحد:
ما اروع هذه الصور التي تصورها في هذه القصيدةفهي لا تصدر الا عن خيال واسع لشاعر عظيم
إرسال تعليق