الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

في الصيف ضيعت اللبن



يا دَخْتنوسُ فَرَكْتِ عمرواً و استَطَبْتِ فتىً و ضاقَتْ
فجأةً بكما الحياةُ و لا ألومُكَ عمرو حين ردَدْتَ مَنْ بَعَثَتْ
بحاجتِها إليكَ و دَيْدَنُ الدنيا وجودُ الزَّائفينَ و مَنْ يبيعُ الآخرينَ
و مَنْ يُضَيِّعُ ذكرياتٍ قَدْ تُهِمُّ سواهُ نكرانُ الجميلِ تقرُّحاتٌ في
وجوهِ المُنْكِرين و آفةٌ في العيشِ تفسدُ طعمَ ما عِشْنا عَلَيْهِ معاً
و يبقى عمرو لافتةً على درْبِ الَّذِينَ لهم كرامتُهم بلا ضعفٍ أمامَ
المغرياتِ من الشفاهِ و مِنْ رقيقِ القولِ هذا ما أصابَكَ بالجنونِ 
و مِتَّ لِيْرُ مُعَلَّقاً في دَمْعِ كورديليا جزاءُ الحبِّ أنْ تُلْقَى و تذروكَ
الرياحُ و ليس يُشْبِهُنا سوى ورق الخريفِ و قد تَبٓعْثَرَ بعدما
أعطى الهواءَ بظلِّهِ صيفاً و طيراً هادئاً دعني أعودُ لدَختنوسَ
بكِلْمَةٍ ما كانَ يجدرُ بالجمالِ و إنْ طغى أنْ يُنْكِرَ المعروفَ 
يبقى طيبُ العيشِ القديمِ و يذهَبُ الوجهُ الجميلُ على
أظافرِكَ الطويلةِ أيها الوقتُ الكتومُ و قَدْ أتيتَ على البعيدِ
كما القريبِ و لم تجربْ مرةً نكرانَ خلٍّ مثلما فَعَلَتْ بعمرو.

الخميس ١٩/٩/٢٠١٣
المثَلَ في الأصل خوطبت به امرَأة، وهي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة كانت تحت عمرو بن عُدَاس، وكان شيخاً كبيراً فَفَركَتْهُ (فركته: كرهته) فطلقها، ثم تزوجها فتى جميل الوجه. أجْدَبَتْ فبعثت إلى عمرو تطلب منه حَلُوبة، فَقَال عمرو "في الصيف ضيعت اللبن". فلما رجع الرسُولُ وقَال لها ما قَال عمرو ضربَتْ يَدَها على منكب زوجها، وقَالت "هذا ومَذْقُه خَيرٌ" تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خيرٌ من عمرو، فذهبت كلماتها مَثَلاً. فالأول يضرب لمن يطلب شيئاً قد فَوَّته على نفسه، والثاني يضرب لمن قَنَع باليسير إذا لم يجد الخطير وإنما خص الصيف لأن سؤالها الطلاقَ كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها عند الحاجة. 

ليٓر: الإشارة إلى مسرحية وليام شكسبير الملك لير

هناك تعليق واحد:

اعتماد يقول...

تلك القصيدة من أروع ما كتبت فهي تصوير حي لمشاعر الخيانة بين البشر وتصوير صادق للمشاعر الزائفة ولكن مقابل ذالك هناك مشاعر حقيقية لا تغيرها الأيام فكما نوهت في قصيدتك الي كورديليا ابنة الملك لير فرغم ما مر بها من الظلم فمشاعرها لم تتغير تجاه أبيهاوأتمني من الله أن لا تقابل في حياتك مثل دخنتوس

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...