الخميس، 31 أكتوبر 2013

حين تصحو من النوم




من غيرِ توسيعِ اتهامِكَ لي تخَيَّلْ أَنَّ يومَكَ حينَ يبدأُ

تبدأُ الضوضاءُ آخذةً أواخرَ نومِكَ المدفونِ تحتَ غطائِكَ

المبلولِ مِنْ عَرَقِ انتظارِكَ للمُنَبِّهِ ثمَّ تصحو مُجْهَدَاً و على

يمينِكَ كأسُ شايٍ باردٍ و روايةٌ مفتوحةٌ و أمامَكَ البابُ 

المُوَصَّدُ بُقْعَةٌ جرداءُ تفتحُهُ ليلفَحَكَ الفراغُ و تَقْلِبُ الأشياءَ

بحثَاً عنْ مفاتيحِ الكراجِ و بَعْدَ حمَّامٍ طويلٍ في بخارٍ ساخنٍ

تتحَلَّلُ الأفكارُ مِنْ وجعِ التٌّرُوسِ تدورُ في عَيْنَيْكَ حاملةً على

أسنانِها دقَّاتِ وقتٍ ضائعٍ و ترى بريقَ الشَّيْبِ في فَوْدَيْكَ أجملَ

بعدما رَتَّبْتَهُ بالزَّيْتِ و التَّمْشيطِ هذا كلُّهُ و كما ترى يحتاجُ مِنْكَ

الانتباهَ لِما ستَأْكُلُهُ صباحاً و التَّرَيٌّثَ قبلَ إلقاءِ الصَّباحِ على

رفاقِكَ في الطريقِ فعادةً هُمْ غيرُ مُكْتَرثينَ فَكِّرْ مرَّةً في أنْ تفيقَ

بلا طقوسٍ سوفَ يزدادُ اتهامُكَ للذينَ يجاورونَكَ في البنايةِ لا 

مجالَ لأنْ تعيشَ هنا بلا ضوضاءَ تُفْقِدُكَ اشتهاءَكَ للكثيرِ من

الجلوسِ على أريكَتِكَ الوثيرةِ هادئاً مُسْتَقْبِلاً يوماً جديداً آخراً.

الجمعة ١/١١/٢٠١٣  

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

بين الضوء و المرآة



و أغربُ ما تجودُ به الحياةُ هنا شعورُكَ دائماً

بالخوفِ أو بوجودِ شيءٍ ناقصٍ و قديمةٌ هي أمنياتُ

النَّفْسِ للتحليقِ خارجَ دائراتِ العيشِ مَكْتوفاً بعاداتِ

القبيلةِ فالحياةُ حقيقةً تزدادُ فيها المغرياتُ و تنقصُ

الفُرَصُ المتاحةُ لاجتيازِ حواجزِ التفتيشِ عمَّا في عيونِكَ

مِنْ علاماتِ التفاؤلِ و المعاركُ أينما وُجِدَتْ معاركُ أشْعَلَتها

رَغبةٌ في البِدْءِ مِنْ أجْلِ النساءِ و ساحلٍ يحمي المدينةَ مِنْ

غزاةٍ حاملينَ رماحَهم و الموتَ هذي زهرةٌ و هناكَ بحرٌ لا

يُغَطِّي نفسَهُ بالليلِ لا يخشى السماءَ لكلِّ مُشكلةٍ إذاً عُمْرٌ

و أعرفُ ما علَيَّ تجاهَ نفسيَ و اعتَرَفْتُ مؤخراً بتورُّطي في

كَشْفِ أسراري و ما رتَّبْتٰهُ لغدٍ طويلٍ حينَ أصحو فجأةً ليلاً

أرى المرآةَ فاتحةً ذراعَيْها لظليَ و هو ينحتُ نفسهُ في الضَّوْءِ

وجْهاً لستُ أعرفُهُ و أخشى أنْ يراني نائماً فيظُنَّ بي سوءً

و لستُ أنا مُخيفاً هكذا ليكون لي وجهان بين الضوء و المرآة.

الخميس ٣١/١٠/٢٠١٣

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

معبرُ الهلاك




أمَمٌ تسافرُ كلَّ يومٍ و المعابرُ لافتاتٌ للحدودِ

و متعةٌ للانتظارِ و مغرياتٌ لاجتيازِ الريحِ دونَ

توقفٍ و أنا يحاصرُني سياجٌ بائسٌ و مُعَرَّضٌ للموتِ

أيَّاماً سواء قافلاً أو راحلاً و على الحدودِ العالقونَ

يُسَاوَمونَ على كرامتِهمْ و دفعِ مبالغٍ قَدْ تدفعُ المسؤولَ

للتخفيفِ عنهم ريثما تُعْطَى الاوامرُ للجنودِ بفتحٍ ثغراتٍ

تتيحُ لهم عبوراً آمِناً و العالقونَ كأنهم قططُ الشوارعِ 

نائمونَ على حقائبَ لا تُبَرِّرُ أو تفيدُ و مَنْ يموتُ هناكَ

ينتظرُ الكثيرَ لِنَقْلِ جُثَّتِهِ بعيداً و الصَّحافةُ لا تُغَطِّي ما

تراهُ على وجوهِ البائسينَ المُتْعَبينَ و قد تساقطَ أكثرُ 

المرضَى على أجْنابٍهمْ ألَماً لا مغيثَ لهم سوى أنْ يُسْلموا

لله روحاً عَذَّبَتْها الشمسُ فوقَ ترابِ أرضٍ أنبَتَتْ شوكاً 

و ليلاً قد يطولُ بلا صباحٍ مُفْرِحٍ و الذنبُ أنَّا لا حُماةَ لنا

كطِفْلٍ ماتَ عنه أبوهُ يخشَّى عمَّهُ و نساءَهُ و صغارَهُنْ.

الأربعاء ٣٠/١٠/٢١٠٣

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

مشهد في البرد



أنا لستُ أعرفُ ما الذي يجري كأني غير مسؤولٍ و أخشى

أنْ أُفاجَأَ بانتهاءِ الحَفْلِ و استقبالِ غيريَ فالحياةُ كما ترى

فُرَصٌ و ناسٌ يذهبونَ و آخرونَ سيأخذونَ مكانَهمْ و يدورُ هذا

البابُ دون توقفٍ و اللافتاتُ على الطريقِ سليمةٌ لمْ تنكسرْ في

الريحِ كُنتُ على الطريقِ السَّاحِلِيِّ و لم تزلْ تلكَ الغيومُ تشُقُّ

سقفَ البَحْرِ بالرَّعدِ المخيفِ و لا أرى شيئاً من المطرِ الشديدِ

و حينَ أطفَأْتٌ المٌحَرٍّكَ كان صوتُ الموجِ أعلى مِنْ رنينِ الهاتفِ

المحمولِ و استرخيتُ مستمعا لما يأتي به المذياعُ أعرفُ من

قديمٍ سانتا لوتشِيَّا تناسبُ صوتَ فيروزَ المُهِمُّ الآنَ كيفَ لكلِّ

هذا المَشْهَدِ العفويِّ أنْ يبقى قليلاً هادئاً لأكونَ قبلَ وصولِها

للمَطْعَمِ المَألوفِ لي مِنْ مُدَّةٍ فأنا على عِلْمٍ بأنَّ لكلِّ طاولةٍ أُناساً

يحملونَ لها هواءً ذائباً كالعِطْرِ بينَ معاطِفِ الجوخِ الثمينةِ ساعة

و أنا هناكَ و مٍنْ بعيدٍ بعض أضواءِ البيوتِ تغيظُني و كأنها ضَوْء

الفَنَارِ لقَارَبٍ مِثلي أتاهُ الغيمُ يطلُبُ شاطئاً أو مَرْفَأً في الليلْ.

الثلاثاء ٢٩/١٠/٢٠١٣

الأحد، 27 أكتوبر 2013

رغباتُ السفرِ و الاختفاء



لم يبقَ لي إلا أنا و أنا كثيرٌ و اتهامي بالتعلقِ بالقديمِ يزيدُ

دوماً في الخريفِ يقلُّ أكثرَ في الشتاءِ و في الحقيقةِ لستُ

أنْكِرُ ما تردَّدَ آنفاً عن رغبتي في الاختفاءِ و في انتقاءِ مِنَ

القوائمِ مَنْ سأُطْلِعُهُ على سِرِّي و نذهبُ آمِنينَ الى مكانٍ

للتقاعُدِ و اقتناءِ منَ العصافيرِ الصغيرةِ مَنْ لها لونُ الحقولِ

و ربطةِ العنُقِ الذي طوَّقْتُهُ بحريرِها يبدو التوسُّعُ في الخلافِ

مع النوازِعِ مُرْبِكاً حولَ الرحيلِ و لا أفضٍّلُ جرَّ نفسي لادِّعاءِ

الإستياءِ فكلُّ شيءٍ قَدْ تَرَتَّبَ وِفْقَ تاريخِ التذاكرِ و المحطاتِ

البعيدةِ و التي امتَنَعَتْ عن الصيفِ الأخيرٍ بِأَنْ تساقَطَتِ

الثلوجُ على مداخِلٍها و لستُ متابعاً لتوقعاتِ الجوِّ إذْ لا 

بدَّ مٍنْ بٍدْءِ الطريقِ سواءَ أمْطرتِ السماءُ أو احترقْتُ بِحَرِّ

شمسٍ حاملاً ظلَّ الحقيبةِ و الحقيبةَ أجملُ المدنِ التي أشتاقُها

هي مَنْ تكونُ بعيدةً و غريبةً و النَّاسُ فيها مُقْبِلينَ على طقوسٍ

لستُ أعرفُها و أعرفُ كم أنا أحتاجُ تغييرَ الرَّتابةِ بالسَّفَرْ.

الاثنين ٢٨/١٠/٢٠١٣  

السبت، 26 أكتوبر 2013

حكايةُ عاشقة



أحبُّكَ دونَ عِلْمِ أبي و عِلْمِ أخي و عِلْمِ القائمينَ

على شؤونِ القلبِ أعرفُ أنَّ بعدَ الحبِّ أوجاعاً و أسئلةً

و قبلَ الحبِّ آمالاً و أدعيةً و فتشتُ الصحائفَ عن معاني

الانتظارِ و ما يُفَضَّلُ في عناوينِ الرسائلِ و المباحِ من

السطورِ و مفرداتِ اللومِ لمْ أتركْ كتاباً في التودُّدِ لمْ أنَقِّبْ

فيه عن نفسي و ما أحتاجُهُ لِأَرِقَّ و استَعْمَلتُ بعْدُ طريقتي

لاكونَ أوَّلَ من تُجرِّبُ وَضْعَ تذييلٍ و أرقامٍ على الصفحاتِ

و اسْتَعْذَبْتُ طعمَ الليلِ وحدي في كؤوسِ الشاي أو في

قهوةٍ أو صوتِ أغنيةٍ أكررها كثيراً ربما ظناً بأني خيرُ 

مَنْ خَبِرَتْ أغاني الحبِّ تلك شهيتي أفسَدْتُها و أنا أُعَلِّلُها

بصوتكَ يومَ قُلْتَ أُحبُّ فيكِ الإعترافَ و لونَ شعْرِكِ و البكاءَ

و خامَةَ الورقِ الذي أختارهُ بعنايةٍ ليذوبَ حِبْري في نسيجِ

بياضِها أفْسَدْتُها و أنا أتابِعُ ما يَجِدُّ مِنَ التَّأنُّقِ في الثيابِ

لكي تراني صورةً عن فاتِناتِ روايةٍ أَلَّفْتَها و كَتَبْتَ إسمَكَ فوقَها.

الأحد ٢٧/١٠/٢٠١٣ 

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

متفائلٌ على غير العادة



تفتقدُ المدينةُ وجهَها و القاطنونَ على الحدودِ يفضلونَ

النومَ بَعْدَ عَشائهمْ و أرى بعيداً صورةَ القمرِ الوحيدِ على

سقوفِ منازلٍ متروكةٍ لِلَّيلِ يأكلُ مٍنْ نوافِذِها بقايا الضَّوْءِ 

أمٌَا ما أراهُ على جدارِ البيتِ يكشفُ لي مكاناً تختبِي فيه

القراقزُ و هي تفتتحُ الخريفَ و حينَ تظهرُ في السماءِ تكونُ

قد نضجتْ ثمارُ الزَّيتِ و الغيمُ القريبُ سيحملُ المطرَ الغزيرَ

و في عشوشِ الطيرِ أسرارُ الحياةِ و ما سيأتي أيُّها الدُّوريُّ

أنتَ هنا معي دوماً و تعرفُ إسْمَ مَنْ كَتَبَتْ رسائلها و تَرَكَتْ لي

على كلماتِها قَلَقَ المسافاتِ التي انتهتِ المحطَّةُ عندها و أنا

بسيطٌ أيُّها الدُّوريُّ أَفْرَحُ حينَ أسمعُ أغنياتِكَ في صباحٍ لمْ

يُغَيِّرْ طعمَ قهْوَتِنا و أحملُ للحياةِ متى كَتَبْتُ توقعاتٍ غير سيِّئةٍ

و لستُ بِمُنْكِرٍ أنَّ الذي بالأمسِ كانَ نبوءَةً و غداً سيُزْهِرُ  وردُ

عُمْريَ تارةً أخرى و أصبحُ حينَ أصحو طَيِّباً و مُهَيَّئاً لأكونَ

أجمَلَ في عيونِ حبيبتي و قدِ اقتَسَمْنا ما نُحِبُّ و ما نخافْ.

السبت ٢٦/١٠/٢٠١٣ 

الخميس، 24 أكتوبر 2013

مُنْقَرِضونَ في صُوَرٍ كثيرة




صورٌ لِمُنْقَرِضينَ تملأُ نصفَ ألبومٍ و تبتلعُ الفراغَ على

جوانبِ معظمِ الصورِ التي رتبتُها من قَبْلِ عامٍ هؤلاء الراحلونَ

الى فضاءٍ آخرٍ يتزاحمونَ أمامَ عيني دونَ تبريرٍ لنظراتٍ تفتِّشُ

في عيونِيَ عنْ معاني الاندهاشِ لما أراهُ الآنَ في صورٍ تآكلَ بعضُها

حتى أنا أبدو بدائياً قديماً هارباً من مُتْحَفِ الزمنِ البعيدِ بجانبي 

يقفُ الكثيرُ من الَّذِينَ تشتتوا في الموتِ أو في آخرِ المنفى أرى

رجلاً طويلاً أسوداً و بشارِبَين تمكَّنا من وَجْهِهِ و على يميني طِفْلةٌ

لا شكَّ أني الان أجهلُ كيف تبدو مَيْتَةٌ أو حيَّةٌ صورٌ لِمَوْقوفينَ في

 زنزانةِ الماضي و أروقةِ الغيابِ يُعَذَّبونَ الآنَ داخلَ صورةٍ سَكَبَتْ

على ألوانِها وَجَعَ الوقوفِ و في النهايةِ يكبُرُ الماضي و يكبُرُ هؤلاءُ

العالقونَ على بياضِ الصورةِ الجرداءِ أخشى أنَّ لوني لنْ يقاومَ

حُرْقَةَ الحمْضِ الذي أعطى له لونَ الحياةِ و قَدْ يذوبُ كما الإطارُ

و كلُّ عامٍ أفتحُ الصورَ القديمةَ تاركاً للضَّوْءِ أجملَ ما لديَّ منَ

الاطاراتِ الجديدةِ و البراويزِ التي تُهْدَى لِمُنْقَرِضينَ في صورٍ.

الجمعة :٢٥/١٠/٢٠١٣    

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

رسائلُ الريح و الرَّمْل



في الليلِ تنقسمُ المدينةُ بين مَنْ يجدونَ مأوىً

و الذين يفتشونَ عن المدينةِ بعد نصفِ الليلِ في

مقهىً خلا من زائرين تورَّطوا في النَّومِ متَّخذينَ ظَهْرَ

الليلِ صَهْوَةَ حُلْمِهمْ تَتَعَلَّقُ الاحلامُ دوماً بالمصابيحِ المضيئةِ

في شوارعَ أقْفَرَتْ من عابرينَ تأخَّروا عن موعدٍ للاعترافِ

على وسائدِهمْ و هذا الليلُ يعرفُ أنهُ يُنْجي و يُهْلِكُ مرَّةً

أخرى وجدتُ البحرَ يحفرُ في المدينةِ وجهَ مَنْ أحْبَبْتُها

و وجَدْتُ فيها أوَّلَ اللغةِ التي اشتعَلَتْ على ورقٍ و أسماءِ

القصائدِ يفتحُ الليلُ النوافذَ عٌنوَةً لرسائلِ الريحِ البعيدةِ

تاركاً أرقَ الشواطئِ في مآقينا و رملُ العُمْرِ تذروهُ المواسمُ

كاشِفاً عن بَهْنَباي ستائرَ الصيفِ الرَّقيقةِ يوم كُنتُ هناكَ

في عَيْنَيَّ أسئلةُ الغريبِ و لهفةُ العَبَلِ المسافرِ في هواءٍ

عادَ بي لهوائها و أنا الذي دوماً هناكَ و طيفُها صُوَرٌ 

و أمكنةٌ تلاحقُني ألاحقُها و ألحقُ بالمحطَّةِ تاركاً شيئاً هناكْ.

الخميس ٢٤/١٠/٢٠١٣:  

قرية بهنباي هي إحدى القرى التابعة لمركز الزقازيق في محافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية

العبل: نوع من الشجر

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

بنفسج الحب و قوس قزح



للحب رائحةُ الهروبِ من البنفسج و الفكاكِ من المسافةِ

بين قلبِكَ و القرنفلِ هكذا تبقى الإجاباتُ الأخيرةُ بين شوكِكَ

أيها الجوريُّ فامسكْ بالفراشةِ و انتبهْ للضَّوءِ حين يكونُ بين شفاهِها

و سريعةٌ غيماتُ صيفِكَ أيها الحبُّ النقيُّ من الخشونةِ في هواءِ الليلِ

حينَ يكونُ ملتصقاً بجدرانِ البيوتِ و كُنتُ أمشي و هي تُمطِرُ غالباً ما

أنتهي بمفاجآتٍ تحتَ زخَّاتٍ هناكَ و أخْتَبي في عرْبَةٍ مهجورةٍ في الوحْلِ

لا أدري متى سأعودُ للحيِّ البعيدِ و قد تبلَّلَتِ الثيابُ و حاصَرَتني الريحُ

ساعاتٍ و قرَّرْتُ البقاءَ إلى المساءِ و بعدَ أنْ أشعلتُ ناراً لم أَعُدْ أرجو

سوى خُبْزٍ و شايٍ ساخِنٍ معْ زعْتَرٍ و الحبُّ رائحةُ الهواءِ على غصونِ

البرتقالِ و شُرْفةٍ مفتوحةٍ للصمتِ و الدُّورِيِّ كُنتُ متى أرى قُزَحَ السماءِ

ألُمُّ ظِلِّيَ عن سطوحٍ الحَيِّ أفتحُ عُلْبةَ الشوكَلا و أشربُ قهوتي في

صحْنِ بيتيَ مُمْسِكاً قلماً لاكتبَ أيَّ شيء للحبيبةِ و هي نائمةٌ و طَوْقُ 

قَرَنْفُلٍ في جيدها و على وسادتِها اعترافُ الليلٍ و السَّهَرِ الأخيرِ أنا 

نسيتُ متى سترْسُمُني و تحفرُ في الاطارِ حروفَنا غَيماً و أغنيةً.

الأربعاء ٢٣/١٠/٢٠١٣ 

الاثنين، 21 أكتوبر 2013

كلامٌ في أول الخريف



و مثلما بدأَ النهارُ سينتهي كالأمسِ لا تغييرَ يطْرَأُ عادةً

و الجوُّ أصبحَ بارداً شيئاً فلَسْعاتُ الخريفِ تجيءُ مِنْ

وقتٍ لآخرَ فجأةً و أنا خريفِيُّ المِزاجِ أحبُّ أوراقَ الخريفِ

و ما تُخَبِّئهُ على ألوانِها و حبيبتي كانتْ تقابلُني قديما عِندَ

أحواضِ البِتونيا و الخريفُ هناكَ يحذفُ من عباراتِ التودُّدِ

كُلَّ حرفٍ عالقٍ في نَظْرةٍ فيها الحكايةُ من بدايتِها و عندي

دائماً سببٌ لأبحثَ عنْكِ في ورقٍ تناثَرَ من بعيدٍ تحت أشجارِ

الصباحِ و عند عتباتِ البيوتِ و فوقَ شُرْفاتِ الظهيرةِ لستُ

أعرفُ غير أنَّكِ تُمْسكينَ الريحَ مِنْ يدها لتفتحَ نافذاتِ الليلِ

يا أسماءَ هذي الأغنياتِ على طريقِ الرَّمْلِ نحو البحْرِ يا موجَ

السنينِ و رغوةَ الحِبْرِ الذي خطَّ الكلامَ على جدارِ العُمْرِ يا

عُمْرَ البَنَفْسَجِ و اعتصارَ المِلْحِ من جَفنِ المسافةِ أيهذا الطيرُ

كُنْ بالقُرْبِ منها و احْتَمِلْ بَرْدَ الرسائلِ حين تحملُها و تقطَعُ

أوَّلَ الشَّجَرِ البعيدِ و آخرَ الصيفِ المهاجرِ في خريفٍ آخَرٍ.

الثلاثاء ٢٢/١٠/٢٠١٣

الأحد، 20 أكتوبر 2013

مواقف و علاقات



كانت علاقتُها معي مرهونةً ببطاقةِ الصرافِ 

و التَّعجيلِ في تحصيلِ ما تحتاجُهُ من دونِ أيِّ

مشقَّةٍ كانت تساهمُ في اختلاقِ مشاكلٍ من غيرٍ فائدةٍ

و تفشلُ دائماً في أن تكونَ رقيقةً أنثى و تحشُرُ أنفَها في

كلِّ شيءٍ كان لي معها الكثيرُ من الخلافِ على التدخُّلِ

في شؤون الغيرِ كانتْ لا تُراعي ما يخصُّ الآخرينَ تبيحُ

دوماً طرْحَ أسئلةٍ لحملِ السَّامعينَ على التشكُّكِ في علاقتِهمْ

بمنْ لا يحملونَ ضغائناً كانت تعيشُ على التناقضِ في نوازِعِها

تجاهَ النُّسْوةِ اللاتي يعشنَ بلا مشاكلَ كل ذلك كانَ مِنْ حسدٍ

نما في قلبِها شوكاً و في نظراتِها قلقاً و كانتْ لا تحبُّ سوى

التحسُّرِ و التأفُّفِ و التَّباكي و اتهامي كي أحسِّنَ من معامَلتي

و صارتْ من جديدٍ ذاتَ أطباعٍ تغيرُ فكْرتي عنها أحاولُ فجأةً قطعَ 

العلاقةِ دون انذارٍ و شرطٍ مُسْبَقٍ حتى أُريحَ الرأسَ مِنْ وجعٍ

 يزيدُ بدونِ فائدةٍ فقد عاشتْ على هدفٍ رخيصٍ زائفٍ .

الاثنين ٢١/١٠/٢٠١٣  

السبت، 19 أكتوبر 2013

أنا و جدي و ذكريات من الليل



و جَدِّي لم يكنْ حتى مُريحاً و هو يسعُلُ في ليالي البردِ

يحملُني الى قَفْلِ النوافذِ باكراً و إضاءَةُ الكازِ الضعيفةُ

غير كافيةٍ و تجعلُ من هواءِ البيتِ قبرا ساخناً و أَقَمْتُ معه

و جدَّتي عامين ألعبُ فيهما النَّرْدَ المُمِلَّ لكي أسلِّي جدِّي

 الممدودَ كالشبحِ الطويلِ على سريرٍ قيلَ أنَّ عليه نامتْ خالتي

و صغارُها في الحرْبِ جدِّي نائمٌ دوماً و أسمعهُ يتمتمُ ربَّما 

ذمَّا بزوجتهِ التي ترَكَتْهُ و هو بحاجةٍ للشايِ يأبى أنْ أُعِدَّ له

فطوراً كي يكفَّ عن التَّذَمُّرِ داخلَ البيتِ الكبيرِ و لم يكنْ

 حتى جميلا: أجردٌ و مزاجهُ كشفاههِ لا تخرجُ الكلماتُ 

منها و هي واضحةٌ و يكسبُ دائماً في النَّرْدِ لا أدري

أضعفٌ في أدائي أم مهارتُهُ تفوقُ الآخرينَ و كانَ يُخفي

رأيهُ في الناسِ زُهْداً في الحياةِ و لا يبالي للعلاقاتِ التي

فَترتْ فنوباتٌ من الرَّبْوٍ الشديدةِ أفقَدَتْهُ بَقِيَّةَ النَّفَسِ الأخيرِ

و هكذا ترك الحياةَ مُهادِناً رغباتِهِ في أنْ يموتَ بلا قلقْ .

الأحد ٢٠/١٠/٢٠١٣   

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

كيس الرمل


تتلاحقُ الضرباتُ في جسدي كأني كيسُ رملٍ

و القريبُ مَعَ البعيدُ يسابقان الوقتَ كي يصلا إلى

قلبي سريعاً يعْملانِ بِمِبْضَعٍ ثَلِمٍ لِبَتْرِ بقية الأطرافِ

تعدو الخيلُ تاركةً غباراً أحمراً و دماً و أسمعُ صوتَ

مَنْ يجدون في ألمي مكاناً للتَّنَدُّرِ و التهامسِ و اغترافِ

الشَّهْدِ مِنْ بَيْعي و تقْسيمي و حَرْقي ثمَّ ذَرِّ رماديَ

المجبولِ من طينٍ و لوزٍ أخضرٍ في الريحِ مِنْ حولي

تفرَّقَ أقربُ الخلَّانِ و التُّجارُ وحدي أحملُ الصحفَ

التي فيها تواقيعُ المؤامرةِ القديمةِ منذُ أنْ صِرْنا معاً

وطَناً و ذاكرةً و صرنا نحتمي بالبحرِ مِنْ صوتِ البنادقِ

أيهذا اللوزُ أكْمِلْ أغنياتِكَ و انْتَبِهْ لصغارِنا و الشَّمْسِ

نحنُ هنا لكي نسقي حياضَ الفلِّ من ماءٍ الصباحِ

و نزرعَ الرَّيْحانَ تحت نوافذِ الحيِّ الصغيرِ و فوقَ

تلَّاتِ القرى و أماكنِ العِشْقِ البريئةِ كلَّ عامٍ مرَّتَيْنْ.

السبت ١٩/١٠/٢٠١٣

الخميس، 17 أكتوبر 2013

نهفات سياسية



كشَرْطٍ للسلامِ مع الفلسطينيِّ صاحبِ كلِّ هذي الارض

يشترطُ اليهودُ البتَّ في مشروعِ إيرانَ الكبيرِ كأننا مَنْ يملكُ

التَّخصيبَ نِيَّاتٌ مراوِغةٌ لكَسْبِ الوقتِ و التَّذويبِ للفرَصِ الأخيرةِ

و افتعالِ مقايضاتٍ تستَخِفُّ بكلِّ مَنْ ضَحَّى و ذاقَ الاعتقالاتِ

المريرةَ في سجونِ الليلِ و البرْدِ الشديدِ يُرادُ مِنَّا أنْ ندورَ مكاننا

و عيونُنا معصوبةً لتضيعَ آمالُ الرجوعِ الى القُرى و نشكَّ في

جدوى النضالِ و  ينتهي أمرُ البلادِ الى مصيرٍ غائمٍ و الطَّرْقُ 

يُحدِثُ في الحديدِ تثلُّماً إذْ لنْ نَكَلَّ و لَنْ نغادرَ فالحياةُ الآنَ

عضُّ أصابعٍ و المٌرْجِفونَ ينالهم خزْيُ التآمرِ و اعتراضِ طريقِنا

بمفاوضاتٍ مع جهاتٍ لا تساهمُ في مسيرتنا التي سالتْ على

جنباتِها مِنَّا دماءُ المخلصينَ و مَنْ تضمُّ مقابرُ الأرقامِ أجساداً

لهم كنَّا هنا سنظلُّ أيضاً كي نعودَ لكلِّ ما ترَكَ الجدودُ لنا

مروجاً لا تمرُّ سحابةٌ عنها بدون تحيةٍ و كرومَ صيفٍ في 

هواءِ طيورِها لونُ السماءِ و زرقةُ البحْرِ الكبيرْ.

الجمعة ١٨/١٠/٢٠١٣   

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013

من أجل القبيلة



و من أجَلِ القَبيلةِ كي تكونَ فخورةً بمحارِبيها سوفَ

تدفعهم لكي يبقوا على خطِّ المواجهةِ العنيدةِ مع قبائلَ

تحملُ السيفَ المُرَصَّعَ و البيارقَ عند آبارِ المياهِ و أوِّلِ

النَّارِ التي اشتعَلَتْ على الجُثَثِ التي انتشرَتْ على طولِ

الحدودِ و حين يرجعُ من تَبَّقى من جنودِ الغَزْوِ تَبْتَهِجُ الخيامُ

و ينثرُ الفتياتُ ورداً أبيضاً و المِلْحَ يأتي المنشدونَ و حاملُ

القربانِ عِندَ المذْبَحِ الجَبَلِيِّ شكرًا للإله و فرصةً ليرى الزعيمُ

نساءَهُ و مضاربَ القومِ التي تلتفُّ حولَ العُشْبِ عاليةٌ سقوفُ

المعبدِ المملوءِ غَيماً من بخورِ المِسْكِ تلتفُّ القلائدُ كالثعابينِ 

الرفيعةِ حولَ رقْبَةٍ كاهنٍ يتلو ترانيمَ الزواجِ و لا يعي الصبيانُ

 معنى الموتِ مندهشينَ من لونِ السماءِ تظلُّ أكفانَ الذين تساقطوا

في الحربِ يكفي أنْ تظلَّ الشمسُ أقربَ للبيوتِ و للحقولِ

و منبعِ النهرِ البعيدِ و أنْ تظلَّ نساءُ سيِّدهم بلا أبناءَ

يفقدهم عشيَّةَ غزوةٍ في ليلةٍ  من غير نجمٍ أو قَمَرْ.

الأربعاء ١٧/١٠/٢٠١٣

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

حكايات السعالي



قديماً في حكاياتِ الشعوبِ و في أماكنَ لمْ تَصِلْها

الحربُ يُحْكى أنَّ سِعْلاةً لها كهفٌ تُبَدِّلُ فيه كُلَّ ثيابِها

تُغْوي رجالا عابرين و عائدينَ إلى قراهم و البيوتِ و بعدها

سُرْعانَ ما تقضي عليهم ربَّما خَنْقاً و حُبَّاً زائفاً لم ينْجُ

منهم غير راعٍ في جبالِ العُشْبِ فرَّ قُبَيْلَ أنْ تُسْقِيهِ ماءَ

شفاهِها و رحيقَ كأسٍ من فواكِهَ قيلَ أنَّ ثمارَها أثْداءُ

نِصْفِ عجائزِ يَسْكُنَّ بين قبورِ مَنْ ماتوا و أشلاءِ

الضحايا فرَّ مختفياً بأصوافِ الخِرافـ و صارَ يلهثُ

باحثاً عن أيِّ بيتٍ للمكوثِ إلى الصباحِ و من بعيدٍ لاحَ

ضوءُ نوافذٍ مفتوحةٍ و استقْبَلَتْهُ هناكَ إمرأةٌ بشَعْرٍ فاحمٍ

لمْ ينتبِهْ مِنْ خوفِهِ لخزانةٍ مملوءةٍ خرزاً و أصدافاً و رأساً

كاملاً لمحاربٍ جاءتَ لهُ بِشرابِها و تراقَصْتْ في عينِهِ ألوانُ

شفَتَيْها و أدركَ أنهُ في بيتِها و الموتُ أصبحَ واقعاً هذي

السعالي لا تراعي الطيبينَ و خوفَهَمْ مِنْ أنْ يموتوا هكذا.

الأربعاء ١٦/١٠/٢٠١٣

السعالي حيوانات خرافية يقال انها كانت تخرج للناس و تغويهم

و تقتلهم بعد ذلك و تغير من شكلها و ألوانها. 

الاثنين، 14 أكتوبر 2013

أوديسا اللاجئين



منفَى بما لا يشتهون من التَّشَرِّدِ في خيامِ الغَيْرِ

يفترشونَ شوكَ مخيَّماتٍ أنهكَتْها الشمسُ حرَّا في بلادٍ

أوهَنَتْها الحربُ و الشِّيَعُ التي لا تنتمي للأرضِ و اللغةِ

التي غرِقَتْ نفاقاً مثلما غرقَتْ عوائلُ في بحارٍ لا تجاملُ

وجْهَ أمٍّ أمسَكَتَ يدَ طِفْلِها من أنْ يضيعَ و كانَ شَدُّ الموجِ

أقوى و استباحَ البحرُ تحت الليلِ أجساداً قضتْ في الجوعِ

أياماً لتشبعَ من بقاياها القروشُ و أُغرِقوا تحتَ الرصاصِ

و حوصِروا بالموتِ بعدَ هروبِهم من أرْضِهِ هذي أوديسَّا

اللاجئين و لا رجوعَ لِمَنْ تعلَّقَ بالمنافي آخذاً معه البدايةَ

و النهايةَ و السماءَ و مفرداتِ الابتهالاتِ التي لا تنتهي

من أجلِ يومٍ بين أسوارِ الديارِ و و غيمتينِ على كرومِكَ

أيها الوطنُ الصغيرُ كوردةٍ في آبَ ماتوا وقتَ صارَ الماءُ

يبتلعُ الصغارَ و ذكرياتِ الخوفِ و السَّهَرِ الطويلِ على

الحدودِ و في المنافي و ارتباكِ الأمنياتْ.

الثلاثاء ١٥/١٠/٢٠١٣

القصيدة في حادثة غرق لاجئين فلسطينيين فارين من سوريا

بقارب ضعيف أكلته الثقوبُ التي أحدثتها نيران الرشاشات

قبالة السواحل الليبية.

الأحد، 13 أكتوبر 2013

كلامٌ لرجل عاطلٍ عن العمل



علِّقْ ثيابَكَ ثمَّ نَمْ و اضبطْ منبِّهَكَ الذي لازال معطوباً

و غيٍّرْ من طريقةِ نومكَ المصحوبِ مراتٍ بنوباتٍ منَ الهَذَرِ

الغريبِ و حين تصحو كُنْ لطيفاً و اغْتَسِلْ و افتحْ نوافذَ

غرفةِ الاولادِ ثمَّ تعالَ و اغسلْ منفضاتِ سجائرِ الزوَّارِ 

صرْتُ أراكَ تُهْمِلُ في شؤونِ البيتِ أنتَ بلا ضميرٍ كيف

توقظي صباحا كي أعِدَّ لك الفطورَ نسيتَ أنَّكَ لمْ تُعِدْ 

شيئاً من المالِ الذي أقرَضْتَهُ لأخيكَ من عامَيْنِ جَرِّبْ مرة

أنْ تفتحَ التلفازَ ليلاً دون علميَ لن ترى مِنِّي سجائرَ 

في الصباحِ و أنتَ تشربُ قهوةً أتْقَنْتَها صُنْعَاً أداؤكَ

لا يناسبُني و صرتُ الآن أشكو من بلادةِ حِسِّكَ 

المجبولِ من ترفِ البِطالةِ و التسكُّعِ في الشوارعِ 

لا تساوي الآن في نظري سوى ظلٍّ و سَقْطِ متاعِ

بيتٍ مَلَّ مِنْكَ و مِنْ بقائكَ هكذا من غير تعليقٍ 

على جُمَلِ الاهانةِ في عباراتي لزوْجٍ عاطلٍ مثلكْ.

الاثنين ١٤/١٠/٢٠١٣


  

السبت، 12 أكتوبر 2013

نهيل الرسائل و المطر




عامٌ يمرُّ و يَنْهَلُ الأيامَ مِنْ عمْري و أعرفُ أنَّها نهلتْ

فؤادي بابتسامتِها و أنْهَلُ من مَعينِ الصَّبْر كي أقوى على

ضعفي و قد غابتْ بعيداً لا أراها دائماً في طيفها صوتٌ

و شيئٌ لا أفسِّرُ كيفَ يجعلني على وَشَكِ التَّحَرُّشِ بالهواءِ

ليحمِلَ العَبَقَ الرقيقَ الى وسادتِها و يلمسَ خَدَّها و الليلَ

في شَعْرٍ يلفُّ بياضَها  هيفاءَ ناعمةً و أعرفُ أنَّها كتَبَتْ

بِشَفَتَيْها انتظاري هكذا و رَضِيتُ أنْ أبقى أسيرَ غيابِها

و الامنياتِ أحبُّها و هي التي لا تعرفُ القلبَ الذي أبقَى

علىَّ معلَّقاً كستائرٍ نَسِيَتْ متى مرَّ النسيمُ بها و آخرُ ما

يرومُ القلبُ مِنْ سَهري لقاءٌ أَمْطَرَتْهُ الاغنياتُ و بعد عامٍ

آخَرٍ سأكونُ قَدْ أكْمَلْتُ سَرْدَ حكايتي معها على وَرَقٍ

خَلَتْ منه الحروفُ كما الفواصلُ و اكتسى بالغيمِ

كي تبقى المواسمُ بيننا وَعْداً يُضافُ إلى وعودٍ 

لمْ تحاولْ مرةً فَتْحَ الرسائلِ عند يومٍ ماطرٍ.

الأحد ١٣/١٠/٢٠١٣  

الجمعة، 11 أكتوبر 2013

أخبارٌ مملةٌ جداً





فكَّرْتُ ثم وجدتُ أني أُكْثِرُ التفكيرَ فيما ليس ينفعُ

بعدها لا أُحْسِنُ التطبيقَ إنْ فكَّرْتُ فيما قد يفيدُ و لستُ

وحدي فالذين يجاهرونَكَ بالحقيقةِ دائماً متورٍّطونَ بلا مقابلَ

في التَّطلُّعِ للحياةِ بنظرةٍ ورديةٍ و الآخرونَ السَّادرون بغيِّهِمْ

يجدون مَنْ يُثْني على خيباتِهِم هذي الطريقُ طويلةٌ سأنامُ شيئاً

تحتَ ظلِّ التوتِ أما البحرُ لستُ بخائفٍ إنْ لمْ أصِلْهُ مع المساءِ

فسوفَ أبحثُ في بقايا الرَّمْلِ عن لونٍ له فيما السماءُ تقولُ لي

كَمْ مرةً أبْقَتْ نجومَ الصيفِ واضحةً و ألقتْ بالغيومِ على جدائلِ

مرأةٍ كانتْ تحبُّ رسائلَ الريحِ العتيقةَ منذُ أنْ صارتْ دموعُ العينِ

تُذْرَفُ في ليالي العِشْقِ و السَّهَرِ الطويلِ على نوافذَ أمسَكْتْ وجهَ القمرْ

في آخرِ الخَبَرِ المُريعِ قرأتُ أنَّ المُجْرِمَيْنِ تسلَّلا من بابِ شُقَّةِ جارةٍ نَسِيَتْهُ

مفتوحاً و قاما باختطافِ مُسِنَّةٍ عمياءَ تخدمها فتاةٌ لم تكنْ موجودةً وقتَ

الحريقِ و أسفل المبنى هناك توقفتْ سيارةٌ فيها مُسِنٌّ جالسٌ في الخلفِ

يقرأُ في الجريدةِ ثمَّ  لمْ أكْملْ قراءةَ ما تبقى إذْ سأكْمِلُهُ على مهلٍ.

السبت ١٢/٢٠/٢٠١٣   

الخميس، 10 أكتوبر 2013

يوم طويل من الكسل



ما لي أنا اليومُ لا أبدو رقيقاً قلتُ شيئاً

جارحاً و اغْتَبْتُ نفسي و اشتَهيتُ الإتكاءَ أتابعُ

الأخبارَ منذُ الصُّبْحِ ثم عَبَسْتُ في وجهي طويلاً في

مرايا البيتِ من دونِ احتياطاتٍ ليومٍ كاملٍ من غيرِ أسبابٍ

تبرِّرُ ما أقومُ بهِ و حتى أنني أكثرْتُ من طَلَبي لشيءٍ ساخنٍ

و وجدتُ كم في النومِ من تَرَفٍ كبيرٍ مُمتِعٌ هذا التكاسُلُ فجأةً

و بطيئةٌ تمشي الدقائقُ هكذا إذ كلُّ شيءٍ ساكنٌ و فصَلْتُ

أسلاكَ الهواتفِ عازلاً نفسي عن الدنيا و يكفي أن تكون

الكهرباءُ اليومَ ساريةً و تكفي للإنارةِ كي أُري قدَمَيَّ أينَ

 أسيرُ في غُرَفٍ أفَتِّشُ في خزائنها لأعرفَ ما تراكمَ بعد

 أعوامٍ من الأشياءِ أستلقي قليلاً باحثاً بين المحطاتِ الكثيرةِ

عن برامجَ قد تُسَلِّي أو تزيدُ اليومَ طولاً لا أفضِّلُ أنْ أغيرَ

أيَّ شيءٍ سوف أبقى هكذا متنقلاً من مَطْرَحٍ جنبي لآخرَ

في سريرٍ لمْ يُرَتَّبْ منذ أنْ قررتُ أنْ أبقى كسولاً صامتاً.

الجمعة ١١/١٠/٢٠١٣ 

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

على ضوء القمر



كُنَّا معاً و الليلُ كانَ هناك أيضاً و القمرْ

و مشى المكانُ بنا سريعاً دافئاً شيئاً

و مَلْمَسُ خدِّها وجهُ البَنَفْسَجِ أو أَرَقْ

حتى إذا سَكَنَ الهواءُ وجدتُها كفراشةٍ

في الضوءِ تحملُ دقَّةً من قلبِها في هَدْأَةِ

النظراتِ أو في رغبةِ القُبَلِ التي لم تَكْتَمِلْ

و وجَدْتُ أنِّي لا أضَيِّعُ ما يتاحُ للَحْظَتَيْنِ من الفرَحْ

هِيَ ما كَتَبْتُ على زجاجٍ يمنعُ الريحَ القويةَ خائفاً أنْ ينكسرْ

ما مرَّةً أمسيْتُ إلا و هي تفتحُ لي نوافذَ في ستائرِها السَّهَرْ

قالتْ مُهَدِّدَةً ستترُكُ ذكرياتٍ خلفَها إذْ سوف تنسى كلَّ شيءْ

كُنَّا و كانتْ زُهْرةُ الغربِ المضيئةُ منْ بعيدٍ تحبسُ الكلماتِ

 بين شفاهِها قلَقَاً و خوفاً و الحياةُ مغامرٌ و مُبادراتٌ

ضاعَ مِنْ أعمارِنا ما ضاعَ نحسِبُ كلَّما فَتَحَتْ لنا

الدنيا يديها و النتيجةُ حسرةٌ في القلبِ إذْ أَفَلَ العُمُرْ.

-------

الإشارة الى كوكب الزهرة

الخميس ١٠/١٠/٢٠١٣   


الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

للأرض ما في الارض من أسرار



في باطنِ الأَرْضِ العميقةِ أثمنُ الأشياءِ تُوْجَدُ

دائماً ما عَزَّ ندفِنُهُ و يهدأُ بالُنا في إثْرِ ذلكَ أجملُ

المدنِ القديمةِ كلها في الرملِ تُخْفي سرَّ من حَكموا

و مَنْ حُكِموا و ما نقشوا على جُدُرِ المعابدِ من حكاياتٍ

و أدعيةٍ و لمْ نعرفْ عن الدنيا سوى ما قالتِ االحُفُرُ

الدفينةُ و الكنوزُ و ما تفورُ به البراكينُ البعيدةُ و الينابيعُ

النقيةُ كلُّ شيءٍ جاء منها سوف يرجعُ لا محالةَ أوَّلُ الموتى

توارى تحتها و الأرضُ طعمُ الماءِ و الثمرِ النَّدِيِّ و زهرةُ

الشَّهْدِ المُعَتَّقِ في جبالٍِ لم تكنْ لتقومَ من غير الجذورِ

أحبُّ رائحةَ الترابِ و قد تبلَّلَ بالشتاءِ و لستُ أعرفُ

غيرَ ما شاهَدْتُ أيامَ الصِّبا و أنا صغيرٌ تحتَ ظلِّ

السروِ أو توتِ السَّوافي كانَ للأرضِ السماءُ

و أغنياتٌ لم تكنْ تعني سوى أني أسيرُ

تُرابِ هذي الأَرْضِ كَنْزِ الأولينَ و مَدْفَنٍ للآخرينْ.

الأربعاء ٩/١٠/٢٠١٣


الاثنين، 7 أكتوبر 2013

مكاشفة لنهايات مريحة



أنا كلما فتَّشْتُ عن قلبي أخافُ و كلما كاشَفْتُهُ

أيضاً أخافُ و مرَّةً خوَّفْتُهُ من حُبِّها فعصى و حَمَّلني

كثيراً بعدَما ألْقَتْ بهِ في هُوَّةٍ و مضَتْ بِغَدْرَتِها بعيداً ليس

ينفعُ دائماً تأنيبُ نفسيَ حولَ ما قَدَّمْتُ دون مقابلٍ و حَصَدْتُ

من قلبي حصادَ الريحِ مِنْ وجهِ الرُّخامِ و ما الحياةُ سوى

اختيارات مُبَعْثَرة تجيءُ بلا مواعيدٍ تناسبُنا و نقبَلُ أنْ نجازفَ

في تعلُّقِنا بها قَسْراً و نأمَلُ أنْ نًُكَافَأَ في النهايةِ بالنهاياتِ المُريحةِ

لا يُريحُكَ أنْ تُفَكِّرَ دائماً فيما جرى بالأمسِ و اقْبَلْ هادِئاً ما

سوف يأتي لاحقا إذ لن تكونَ مُقَرِّرَاً ما في غدٍ و سواهُ نعبرُ

شارعاً و نرى بدايةَ شارعٍ تُغْريكَ نحو شوارعٍ لا تنتهي لا أنتهي

مما جناهُ القلبُ و هو محَلِّقٌ كفراشةٍ لم تكترثْ للضوءِ و انشغَلَتْ

بألوانِ الورودِ مَظَنَّةً أنَّ المواسمَ كلها شمسٌ أنا دوماً على

الطرفِ القريبِ من التغيِّرِ نحو ما يأتي بلحظاتٍ أرى فيها

السماءَ بلا غيومٍ و الشواطئَ مرةً أخرى مكاناً للهواءْ.

الثلاثاء ٨/١٠/٢٠١٣


الأحد، 6 أكتوبر 2013

من يوميات عائد و ذاكرة



هذا ما وجدتُ عليه حال الناسِ أوَّلَ ما رجعتُ

الى المدينةِ بعد أعوامٍ من السفرِ الذي تركَ الحياةَ

هناكَ بينَ النارِ و البحرِ الكبيرِ و معبرٍ مع مِصْرَ ،

جارتِنا القديمةِ و الجميلةِ، دائماً سيكونُ موتى حين

ترجعُ باحثاً عمَّنْ تركتَ و دائماً سيكون من يروي

غرائبَ لا تصدِّقُها كأنَّكَ لمْ تعشْ يوماً هناكَ و كان

مما صارَ أنَّ رفاقَ دربِي لم أجدْهم مثلما كانوا

معاً أيامَ كنَّا نقتفي أثرَ السنونوةِ الصغيرةِ في كرومٍ

أشبَعَتْها الشمسُ بالدِّفَءِ النقيِّ و كان جيشُ الاحتلالِ

قدِ اعتلى أبراجَهُ ببنادقٍ محشوَّةٍ بالموتِ لا أنسى الذين

تشَتَّتوا هرباً بأسرارِ الَّذِينَ تنقَّلوا من ليلِ مُعْتَقَلٍ لمُعَتَقَلٍ

و حين رجعتُ كانت أمنياتُ الانتفاضةِ أنْ تعودَ الشمسُ

أدفأَ دون موتٍ آخرٍ و الموتُ كان هناكَ أول أغنياتٍ في

رسائلَ طارَ في كلماتِها عَلَمٌ و أمنيةٌ.

الاثنين ٧/١٠/٢٠١٣


السبت، 5 أكتوبر 2013

من وحي رباعيات الخيام



حاولتُ و استبعدتُ أن أصغي و قلتُ أنا سأبقى

هكذا لا شيء يجبرُني على تغييرِ ما أنفـقْتُ من عُمْرٍ

أرتبهُ لهذا اليومِ أعرفُ كم أنا متعلِّقٌ بقناعةٍ قَدْ لا تروقُ

لأكثرِ الناسِ انشغالا ً بالحياةِ و ليسَ يجدرُ بي مراضاةُ

الذين يجاهرونَكَ بالتَّأفُّفِ مِنْ مساوئكَ التي لمْ تُقْتَرَفْ في 

حقِّهِمْ ما عُدْتُ مهتَّماً لديَّ علاقةٌ مع مِنْ يُبادلُني الحياةَ بلا

شروطٍ حولَ ما سيصيرُ أو ما صارَ و الدنيا تحبُّ الطامحينَ

أخي تعالَ الى مكانٍ لمْ تلوِّثْهُ النفاياتُ التي في نَفْسِ مَنْ كرهوا

الحياةَ و يجبرونكَ كي ترى الشمسَ الجميلةَ عَوْرةً لتغضَّ طَرْفَكَ

عن أشعَّتها التي تمتدُّ ناعمةً لتحضنَ فيكَ قلبَكَ و ابتسامتَكَ

التي تغري شفاهَ الفلِّ حاولتُ الكثيرَ و لن أمَلَّ منَ التقرَّبِ مِنْ 

سماءٍ تقهرُ الخوفَ الكئيبَ و تفتحُ الأفقَ البعيدَ بلا حدودٍ لن 

أعودَ الى الوراءِ مُكَثِّراً في الخائفينَ سوادَهم حتَّى و إنْ 

أمضيتُ أيامي وحيداً قُرْبَ سورٍ تحته ظلٌّ و سوسنةٌ.

الأحد ٦/١٠/٢٠١٣

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...