من غيرِ توسيعِ اتهامِكَ لي تخَيَّلْ أَنَّ يومَكَ حينَ يبدأُ
تبدأُ الضوضاءُ آخذةً أواخرَ نومِكَ المدفونِ تحتَ غطائِكَ
المبلولِ مِنْ عَرَقِ انتظارِكَ للمُنَبِّهِ ثمَّ تصحو مُجْهَدَاً و على
يمينِكَ كأسُ شايٍ باردٍ و روايةٌ مفتوحةٌ و أمامَكَ البابُ
المُوَصَّدُ بُقْعَةٌ جرداءُ تفتحُهُ ليلفَحَكَ الفراغُ و تَقْلِبُ الأشياءَ
بحثَاً عنْ مفاتيحِ الكراجِ و بَعْدَ حمَّامٍ طويلٍ في بخارٍ ساخنٍ
تتحَلَّلُ الأفكارُ مِنْ وجعِ التٌّرُوسِ تدورُ في عَيْنَيْكَ حاملةً على
أسنانِها دقَّاتِ وقتٍ ضائعٍ و ترى بريقَ الشَّيْبِ في فَوْدَيْكَ أجملَ
بعدما رَتَّبْتَهُ بالزَّيْتِ و التَّمْشيطِ هذا كلُّهُ و كما ترى يحتاجُ مِنْكَ
الانتباهَ لِما ستَأْكُلُهُ صباحاً و التَّرَيٌّثَ قبلَ إلقاءِ الصَّباحِ على
رفاقِكَ في الطريقِ فعادةً هُمْ غيرُ مُكْتَرثينَ فَكِّرْ مرَّةً في أنْ تفيقَ
بلا طقوسٍ سوفَ يزدادُ اتهامُكَ للذينَ يجاورونَكَ في البنايةِ لا
مجالَ لأنْ تعيشَ هنا بلا ضوضاءَ تُفْقِدُكَ اشتهاءَكَ للكثيرِ من
الجلوسِ على أريكَتِكَ الوثيرةِ هادئاً مُسْتَقْبِلاً يوماً جديداً آخراً.
الجمعة ١/١١/٢٠١٣