و مثلما بدأَ النهارُ سينتهي كالأمسِ لا تغييرَ يطْرَأُ عادةً
و الجوُّ أصبحَ بارداً شيئاً فلَسْعاتُ الخريفِ تجيءُ مِنْ
وقتٍ لآخرَ فجأةً و أنا خريفِيُّ المِزاجِ أحبُّ أوراقَ الخريفِ
و ما تُخَبِّئهُ على ألوانِها و حبيبتي كانتْ تقابلُني قديما عِندَ
أحواضِ البِتونيا و الخريفُ هناكَ يحذفُ من عباراتِ التودُّدِ
كُلَّ حرفٍ عالقٍ في نَظْرةٍ فيها الحكايةُ من بدايتِها و عندي
دائماً سببٌ لأبحثَ عنْكِ في ورقٍ تناثَرَ من بعيدٍ تحت أشجارِ
الصباحِ و عند عتباتِ البيوتِ و فوقَ شُرْفاتِ الظهيرةِ لستُ
أعرفُ غير أنَّكِ تُمْسكينَ الريحَ مِنْ يدها لتفتحَ نافذاتِ الليلِ
يا أسماءَ هذي الأغنياتِ على طريقِ الرَّمْلِ نحو البحْرِ يا موجَ
السنينِ و رغوةَ الحِبْرِ الذي خطَّ الكلامَ على جدارِ العُمْرِ يا
عُمْرَ البَنَفْسَجِ و اعتصارَ المِلْحِ من جَفنِ المسافةِ أيهذا الطيرُ
كُنْ بالقُرْبِ منها و احْتَمِلْ بَرْدَ الرسائلِ حين تحملُها و تقطَعُ
أوَّلَ الشَّجَرِ البعيدِ و آخرَ الصيفِ المهاجرِ في خريفٍ آخَرٍ.
الثلاثاء ٢٢/١٠/٢٠١٣
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق