الاثنين، 14 أكتوبر 2013

أوديسا اللاجئين



منفَى بما لا يشتهون من التَّشَرِّدِ في خيامِ الغَيْرِ

يفترشونَ شوكَ مخيَّماتٍ أنهكَتْها الشمسُ حرَّا في بلادٍ

أوهَنَتْها الحربُ و الشِّيَعُ التي لا تنتمي للأرضِ و اللغةِ

التي غرِقَتْ نفاقاً مثلما غرقَتْ عوائلُ في بحارٍ لا تجاملُ

وجْهَ أمٍّ أمسَكَتَ يدَ طِفْلِها من أنْ يضيعَ و كانَ شَدُّ الموجِ

أقوى و استباحَ البحرُ تحت الليلِ أجساداً قضتْ في الجوعِ

أياماً لتشبعَ من بقاياها القروشُ و أُغرِقوا تحتَ الرصاصِ

و حوصِروا بالموتِ بعدَ هروبِهم من أرْضِهِ هذي أوديسَّا

اللاجئين و لا رجوعَ لِمَنْ تعلَّقَ بالمنافي آخذاً معه البدايةَ

و النهايةَ و السماءَ و مفرداتِ الابتهالاتِ التي لا تنتهي

من أجلِ يومٍ بين أسوارِ الديارِ و و غيمتينِ على كرومِكَ

أيها الوطنُ الصغيرُ كوردةٍ في آبَ ماتوا وقتَ صارَ الماءُ

يبتلعُ الصغارَ و ذكرياتِ الخوفِ و السَّهَرِ الطويلِ على

الحدودِ و في المنافي و ارتباكِ الأمنياتْ.

الثلاثاء ١٥/١٠/٢٠١٣

القصيدة في حادثة غرق لاجئين فلسطينيين فارين من سوريا

بقارب ضعيف أكلته الثقوبُ التي أحدثتها نيران الرشاشات

قبالة السواحل الليبية.

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...