منفَى بما لا يشتهون من التَّشَرِّدِ في خيامِ الغَيْرِ
يفترشونَ شوكَ مخيَّماتٍ أنهكَتْها الشمسُ حرَّا في بلادٍ
أوهَنَتْها الحربُ و الشِّيَعُ التي لا تنتمي للأرضِ و اللغةِ
التي غرِقَتْ نفاقاً مثلما غرقَتْ عوائلُ في بحارٍ لا تجاملُ
وجْهَ أمٍّ أمسَكَتَ يدَ طِفْلِها من أنْ يضيعَ و كانَ شَدُّ الموجِ
أقوى و استباحَ البحرُ تحت الليلِ أجساداً قضتْ في الجوعِ
أياماً لتشبعَ من بقاياها القروشُ و أُغرِقوا تحتَ الرصاصِ
و حوصِروا بالموتِ بعدَ هروبِهم من أرْضِهِ هذي أوديسَّا
اللاجئين و لا رجوعَ لِمَنْ تعلَّقَ بالمنافي آخذاً معه البدايةَ
و النهايةَ و السماءَ و مفرداتِ الابتهالاتِ التي لا تنتهي
من أجلِ يومٍ بين أسوارِ الديارِ و و غيمتينِ على كرومِكَ
أيها الوطنُ الصغيرُ كوردةٍ في آبَ ماتوا وقتَ صارَ الماءُ
يبتلعُ الصغارَ و ذكرياتِ الخوفِ و السَّهَرِ الطويلِ على
الحدودِ و في المنافي و ارتباكِ الأمنياتْ.
الثلاثاء ١٥/١٠/٢٠١٣
القصيدة في حادثة غرق لاجئين فلسطينيين فارين من سوريا
بقارب ضعيف أكلته الثقوبُ التي أحدثتها نيران الرشاشات
قبالة السواحل الليبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق